- ممثل
ينوي مهرجان بالم سبرينغز، الذي ستُقام دورته المقبلة في الخامس من يناير (كانون الثاني) المقبل، الاحتفاء بالممثل كولن فارل ومنحه جائزة «دَزرت بالم أوورد» عن أعماله.
يأتي هذا الاحتفاء إثر الإعجاب النقدي الذي حققه الممثل في فيلمه الأخير «جنيات إنيشرين» (The Banshees of Inisherin) الذي قام مارتن ماكدونا بإخراجه وشارك في بطولته برندان غليسون.
في تبرير المهرجان للجائزة التكريمية ذكرت أن الممثل «يمنح أداءً خالداً في دور الآيرلندي الذي يحمل روحاً بريئة وحلوة.
فارل له باع طويل في السينما تمتد لبعض العقود منذ أن ظهر في أدوار صغيرة بدءاً من عام 1995. بعض تلك الأفلام كان ظهوره محدوداً لدرجة أن اسمه لم يُذكر في البطاقات. لكن الممثل بدأ يترك انطباعاته الإيجابية منذ عام 2000 عندما لعب «تايغرلاند» لجوول شوماكر ثم ازدادت أفلامه وشعبيته عبر «تقرير الأقلية» (بطولة توم كروز) سنة 2002. وسلسلة من الأفلام التي قام ببطولتها بعد ذلك ومنها Phone Booth وAlexander والنسخة السينمائية من المسلسل السينمائي «ميامي فايس».
جائزة الإنجاز الخاصة سبق أن منحها المهرجان لاثني عشر ممثلاً من قبل (ولا سيدة؟) وهم جف بردجز، وبرادلي كوبر، ودانيال داي - لويس، وأدام درايفر، وكولين فيرث، وماثيو مكانووفي، وغاري أولدمان، وشون بت وريز أحمد وأندرو غارفيلد وبراد بت وإيدي ردمان.
رقابة
بعدما منعت باكستان فيلم سايم صديق «جويلاند» من العرض داخل البلاد هل تستطيع أن تسحب الفيلم من ترشيحات الأوسكار في هذه المرحلة الأولى؟
كان الفيلم نال موافقة الرقابة في أغسطس (آب) الماضي وتم إرساله لكي يمثّل باكستان في المرحلة المبكرة من سباق أوسكار «أفضل فيلم دولي»، لكن قراراً صدر قبل أيام (في الحادي عشر من هذا الشهر تحديداً) سحب الإذن الرقابي السابق واستبدله بقرار منع الفيلم من العروض كافّة.
هذا، كما جاء في البيان، بسبب «مواد» غير مقبولة. المقصود بتلك المواد هو النص الذي يسرد حكاية تعرض لحياة وشخصيات متحولين جنسياً وشرائح من الحياة الواقعة في الحانات المتخصصة والشوارع الخلفية. يقوم الفيلم على سرد الحكاية وليس على الحكم إيجاباً أو سلباً لا على شخصياته ولا على المجتمع. وكان شوهد في مهرجان «كان» كأول فيلم باكستاني يشترك في المهرجان رسمياً.
بعد عروضه «الكانية» تم إدراجه في مهرجانات مختلفة من بينها لندن وسنغافورة وساو باولو وزيوريخ. وهو مبرمج للعرض في ألمانيا وهونغ كونغ و(ربما) الإمارات العربية المتحدة وإيطاليا وبولندا وإسرائيل.
القائمون على حملة الفيلم الترويجية للأوسكار يأملون في ألا يؤدي المنع إلى قرار بسحب الفيلم على غرار ما حدث مع الفيلم الذي مثّل الأردن في العام الماضي «أميرة».
- استعادة
المخرج والممثل جاك تأتي هو أحد ثلاثة عباقرة في السينما الكوميدية بعد بستر كيتون وقبل تشارلي تشابلن. هؤلاء حوّلوا الكوميديا من مجرد حركات للضحك إلى تعليق عن الفرد والحياة.
الأميركي كيتون يأتي أولاً لأنه دائماً ما بحث عن المصاعب في الأفكار وفي التنفيذ وأنجزها بإبداع لا يتوقف تأثيره إلى اليوم (مخرجون وممثلون عديدون من جاكي تشان إلى مل بروكس يقرّون بتأثرهم به).
الفرنسي جاك تاتي (1907 - 1982) من المدرسة ذاتها مع اختلاف بسيط في اختيار المواضيع التي ليس لها أن تأتي صامتة بلا حوار، ولو أن الأفلام في واقعها ناطقة. هذا يعني الاستغناء عن الحوار والاستعانة بالحركة كلما كان ذلك مناسباً وتاتي بخلاف هذه المناسبات طوال الوقت واشياً بحبه لجذور السينما الكوميدية.
حقق خمسة أفلام طويلة فقط بدأت سنة 1949 بفيلم «يوم العيد» (Jour de Fête) وانتهت بفيلم «زحمة سير» (Trafic) سنة 1971.
ضمّت أفلامه «عطلة السيد أولو (1953) و«عمّي» (1958) ثم «بلايتايم» (1967). كلها استقبلت جيداً لكن «زحمة سير» لم يحدث الإعجاب النقدي المعتاد.
يدور حول مصنع للمخيمات ينقل آخر تصاميمه من باريس إلى أمستردام في شاحنة ويتعرّض على الطريق الطويل لا لزحام السيارات فقط، بل كذلك لعدد من المفارقات والمصاعب يكتبها ويوظّفها تاتي على نحو نيّر كعادته. غايته هو رسم ابتسامة ساخرة حول الأفراد المنهمكين في أعمالهم وتصرفاتهم، وحول المجتمع الصناعي الذي لم يعد يفهم (حتى آنذاك) معنى البساطة.
شخصيته فرنسية مائة في المائة كذلك سخريته وانتقاده الواضح. كل أفلامه القليلة تستحق المشاهدة بما فيها فيلمه الأخير هذا.