للوقاية من أمراض القلب: إرشادات جديدة تحتاج إلى معرفتها

تعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الأول لوفاة الأميركيين (أرشيفية)
تعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الأول لوفاة الأميركيين (أرشيفية)
TT
20

للوقاية من أمراض القلب: إرشادات جديدة تحتاج إلى معرفتها

تعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الأول لوفاة الأميركيين (أرشيفية)
تعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الأول لوفاة الأميركيين (أرشيفية)

يعد الحفاظ على صحة القلب تحدياً لكثير من الناس. يتطلب الأمر التفاني في نظام تمرين وتناول طعام صحي والبقاء على تواصل مع الأطباء بشأن عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية (ارتفاع الكوليسترول وضغط الدم والسكري والتدخين وغير ذلك)، حسب تقرير نشره موقع «هاف بوست».
تعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية - التي تشمل أمراض القلب والنوبات القلبية والتجلطات وفشل القلب وعدم انتظام ضربات القلب ومشاكل صمام القلب - السبب الأول لوفاة الأميركيين، وفقاً للدكتور ليزلي تشو، رئيس قسم أمراض القلب الوقائية في مستشفى «كليفلاند كلينك». كل 34 ثانية، يموت شخص في الولايات المتحدة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية. لكن تشو قال إن «90 في المائة من أمراض القلب يمكن الوقاية منها». تم إلقاء الضوء على تلك التدابير في دورية جمعية القلب الأميركية المحدثة «Life's Essential 8”، والتي وصفتها (الجمعية) بأنها «تدابير رئيسية لتحسين صحة القلب والأوعية الدموية والحفاظ عليها».
لأول مرة، تم تضمين النوم في الإرشادات لأنه «حيوي لصحة القلب والأوعية الدموية»، وفقاً لجمعية القلب الأميركية. يجب أن يحصل البالغون على سبع إلى تسع ساعات من النوم كل ليلة للحصول على نظام مناعي مثالي وتحسين وظائف المخ وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة. كما يعد التدخين السلبي و«vaping» اليوم من عوامل الخطر الرسمية (رغم أنهما من المخاطر المعروفة). لطالما كان الإقلاع عن التدخين وسيلة مهمة لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ولكن الإرشادات الآن تتضمن بوضوح مخاطر التدخين السلبي وتدخين السجائر الإلكترونية.
بالإضافة إلى الإقلاع عن التدخين والحصول على نوم جيد، تتضمن الإرشادات أموراً ثبت أنها تساعد في الحفاظ على صحة القلب أو تحسينها مثل: ممارسة الرياضة، وتناول الطعام بشكل جيد، والبقاء على عوامل الخطر القلبية الوعائية تحت المراقبة.
تشجع جمعية القلب الأميركية المواطنين على اتباع هذه الإرشادات بالإضافة إلى تلك المذكورة أعلاه:
- الأكل الجيد: الحفاظ على نظام غذائي يتكون من البروتينات الخالية من الدهون (مثل الدجاج والديك الرومي) والفواكه والخضراوات والمكسرات. أكدت الإرشادات أيضاً أن نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي (نظام غذائي غني بالخضراوات والفاصوليا والأسماك والفاكهة) مفيد للحد من أمراض القلب.
- النشاط الدائم: تقول الجمعية إن البالغين يجب أن يحصلوا على 75 دقيقة على الأقل من التمارين القوية (مثل الجري أو السباحة) أو 2.5 ساعة من التمارين المعتدلة (مثل المشي السريع) كل أسبوع.
- مراقبة الوزن: يعد تتبع الوزن أمراً مهماً لأن السمنة عامل خطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
- مراقبة الكوليسترول: يمكن أن يؤدي ارتفاع الكوليسترول، وخاصة البروتين الدهني منخفض الكثافة أو «LDL» (المعروف أيضاً باسم الكوليسترول الضار)، إلى تكون الجلطات وأمراض القلب والمزيد.
- مراقبة نسبة السكر في الدم: يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى تلف القلب والكلى.
- متابعة ضغط الدم: يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية وأمراض القلب، وفقاً لمركز السيطرة على الأمراض.



عدسات تحكي روح المملكة... «حيّ عينك» و«حين يهمس الضباب» يوثّقان التحول والجمال البصري

«عمال الحرم» لمريم باسواد من مكة المكرمة (الشرق الأوسط)
«عمال الحرم» لمريم باسواد من مكة المكرمة (الشرق الأوسط)
TT
20

عدسات تحكي روح المملكة... «حيّ عينك» و«حين يهمس الضباب» يوثّقان التحول والجمال البصري

«عمال الحرم» لمريم باسواد من مكة المكرمة (الشرق الأوسط)
«عمال الحرم» لمريم باسواد من مكة المكرمة (الشرق الأوسط)

في قلب جدة، حيث يلتقي صخب المدينة مع سكون الصورة، اجتمع عشاق الضوء والعدسة في أمسية رسمت الوطن على جدران الفن، حيث استقبل «حي جميل» فعاليات معرضي «حيّ عينك» و«حين يهمس الضباب»، في إطار النسخة الثالثة من جائزة المملكة للتصوير الفوتوغرافي والمستمرة حتى 25 مايو (أيار) الحالي.

صور عبد المجيد الروضان «أكثر من مجرد محطات وقود»... (الشرق الأوسط)
صور عبد المجيد الروضان «أكثر من مجرد محطات وقود»... (الشرق الأوسط)

هنا، لا تُعرض الصور فحسب، بل تُروى حكايا تتسلل من بين تفاصيل الضوء والظل، توثق تحولات المجتمع، وتُعيد اكتشاف ملامح الوطن من زاوية فنية معاصرة.

«مباراة ما بعد الظهيرة» لريم البكري (الشرق الأوسط)
«مباراة ما بعد الظهيرة» لريم البكري (الشرق الأوسط)

سرد بصري معاصر لوجه المملكة

في معرض «حيّ عينك»، عُرضت أعمال فنية مختارة من بين أكثر من 1300 مشاركة، قدّمها مصورون من مختلف مناطق المملكة، تراوحت ما بين مناظر طبيعية آسرة وتفاصيل دقيقة من الحياة اليومية. وقد خضعت المشاركات لتقييم لجنة تحكيم دولية ضمّت أسماء بارزة من السعودية وخارجها، وركّزت على التكوين البصري وجودة السرد والتأثير الشعوري للعمل.

وتبلغ القيمة الإجمالية للجوائز 400 ألف ريال سعودي، مما يعكس المكانة المتنامية للجائزة بوصفها منصة لاكتشاف المواهب وتعزيز فن التصوير بصفته أداة ثقافية معبِّرة.

«بنات القَطّ» للمصورة لينا جيوشي (الشرق الأوسط)
«بنات القَطّ» للمصورة لينا جيوشي (الشرق الأوسط)

ضوء عسير وهمسات الذاكرة

أما معرض «حين يهمس الضباب»، فكان بمثابة رحلة حسية إلى أعماق منطقة عسير، مزجت بين الضباب والذاكرة والطبيعة من خلال عدسات خمسة فنانين من السعودية ومصر والمغرب، قدّموا أعمالاً تعبّر عن ارتباطهم بالمكان والناس والضوء.

من بين المشاركين، قدّم المصور عبد المجيد الروضان مشروع «محطات الطريق» الذي يوثق معمار محطات البنزين القديمة كجزء من الذاكرة البصرية الآيلة للزوال. بينما جمعت إلهام الدوسري بين أرشيف والدها المصوّر وصورها الحديثة في عمل بعنوان «عابرون في عسير»، يوثق عبور الزمن من خلال العدسة.

كما نقل محمد مهدي، من مصر، العلاقة العاطفية بين الأهالي والأرض. وقدّمت لينا جيوشي سرداً بصرياً عن النساء العاملات في فن القَطّ العسيري في عمل بعنوان «بنات القَطّ». بينما استكشف هشام غرظاف، من المغرب، غابات العرعر في سلسلة «الطريق إلى العرعر» بعدسة تتأمل المشهد كقصيدة بصرية.

صورة تحمل عنوان «القهوة والشاي» للمصور ماروين خافيير من تبوك (الشرق الأوسط)
صورة تحمل عنوان «القهوة والشاي» للمصور ماروين خافيير من تبوك (الشرق الأوسط)

منصة وطنية لسرد الهوية

وقالت لـ«الشرق الأوسط» الرئيس التنفيذي لهيئة الفنون البصرية دينا أمين: «جائزة المملكة الفوتوغرافية تُعد إحدى المبادرات السنوية الرائدة التي أطلقتها الهيئة بهدف دعم فن التصوير الفوتوغرافي، وإبراز المواهب الإبداعية داخل المملكة».

وأوضحت أمين أن الجائزة تعتمد على مسارين رئيسيين، يُعنى أولهما بتكليف فنانين محترفين من داخل المملكة وخارجها لإنتاج أعمال فوتوغرافية تُركّز على منطقة محددة من مناطق المملكة. وقالت: «يمثل هذا المسار فرصة حقيقية لتعزيز التبادل الثقافي بين الفنانين السعوديين والدوليين، وتسليط الضوء على الفن السعودي من خلال مقاربات فنية متنوعة، كما يُسهم في اكتشاف مواهب سعودية جديدة، ويمنح الفنانين غير السعوديين فرصة لرؤية المملكة من زوايا إبداعية مختلفة».

أما المسار الثاني، فتصفه أمين بأنه دعوة مفتوحة لجميع المهتمين بفن التصوير من سكان المملكة، سواء من المواطنين أو المقيمين، للمشاركة بأعمالهم في الجائزة. وأضافت: «نسعى من خلال هذا المسار إلى تحفيز الطاقات الإبداعية، واكتشاف مواهب ناشئة، ومنحها منصة لعرض أعمالها ضمن معرض خاص يُقام سنوياً، مما يُعزز من حضور هذه المواهب في المشهد الفني المحلي».

وأكدت أمين أن الجائزة تمثل التقاءً للعمق الثقافي والانفتاح الفني، وتُشكّل منصة فنية متكاملة تحتفي بالتنوع، وتُسهم في إثراء الحراك البصري في المملكة، وتعكس تطلعات الهيئة نحو بيئة فنية مزدهرة ومستدامة.

«ما بعد العاصفة» لسلمان العنزي من الرياض (الشرق الأوسط)
«ما بعد العاصفة» لسلمان العنزي من الرياض (الشرق الأوسط)

صاحب المعرضين برنامجٌ ثقافي يضم ورش عمل وجلسات حوارية يقدّمها فنانون وخبراء من داخل المملكة وخارجها، لدعم المهارات البصرية وتبادل الخبرات بين المصورين في مختلف مراحلهم المهنية.

«عمال الحرم» لمريم باسواد من مكة المكرمة (الشرق الأوسط)
«عمال الحرم» لمريم باسواد من مكة المكرمة (الشرق الأوسط)

من جانبه، قال القيِّم الفني للمعرضين محمد سُمجي، مدير «قلف فوتو بلس» التصوير الفوتوغرافي في السعودية تجاوز اليوم دوره التوثيقي، ليصبح أداة فعالة في سرد التحولات الاجتماعية والإنسانية برؤية معاصرة تكسر الأطر التقليدية وتعيد تعريف المشهد البصري.