«ملتقى التسامح» يتحفظ عن سياسة فرض القيم ويدعو لتعزيز المشتركات الإنسانية

جانب من فعاليات ملتقى التسامح الذي احتضنته العاصمة الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من فعاليات ملتقى التسامح الذي احتضنته العاصمة الرياض (الشرق الأوسط)
TT

«ملتقى التسامح» يتحفظ عن سياسة فرض القيم ويدعو لتعزيز المشتركات الإنسانية

جانب من فعاليات ملتقى التسامح الذي احتضنته العاصمة الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من فعاليات ملتقى التسامح الذي احتضنته العاصمة الرياض (الشرق الأوسط)

أبدى مشاركون في ملتقى التسامح الذي نظم في الرياض، أمس، تحفظهم على سياسة فرض القيم على المجتمعات دون مراعاة الاختلافات الثقافية والهويات المتمايزة بين الشعوب، وطالبوا بتوسيع مفهوم التسامح وأطروحاته لتستوعب التنوع والثراء الذي يحظى به العالم.
وقال فيصل بن معمر، المشرف العام على مشروع سلام للتواصل الحضاري، في إحدى جلسات ملتقى التسامح الذي نظمه مركز الملك عبد العزيز للوطني للحوار، بالتزامن مع يوم التسامح العالمي، إن التسامح لا يعني التمدن على طريقة محددة، أو تمثّل قيم مجتمع ما، على حساب الهويات والخلفيات الثقافية لكل مجتمع، مشيراً إلى أن السعودية أعلنت رفضها في أكثر من مناسبة سياسة قسر المجتمعات على الالتزام بتوجهات معينة، وأن ذلك لا يقع في مجال التسامح في شيء.
وأضاف «عندما تحضر السعودية في المؤتمرات الدولية كانت دائماً تركز على إدخال القيم الدينية وتتحفظ على ما يتعارض معها، مع تقبل وتفهم القوانين الدولية؛ فالتسامح أصل من الأصول التي قامت عليها الدولة».
ودعا ابن معمر، إلى ضرورة إحداث توازن في مقاربات العالم حول مفاهيم التسامح والتعايش والحوار، مع حفظ كرامة الشعوب والتزاماتها الأخلاقية والقيمية المخصوصة. وتناولت جلسات ملتقى التسامح، الذي عقد أمس (الأربعاء)، في مقر وكالة الأنباء السعودية بالرياض، بمشاركة عدد من الأكاديميين والمختصين، نماذج من التسامح في التاريخ الإسلامي والتجربة السعودية، ودور القوى الناعمة في تعزيز التسامح، وانعكاس المفهوم على التشريعات وفي الفضاء الرقمي.
وقال الدكتور عبد العزيز السبيل، رئيس مجلس إدارة مركز الحوار الوطني، إن التسامح فضيلة دينية وإنسانية، والسعودية جزء من عالم أكبر تؤثر فيه وتتأثر به، وتعمل على تأصيل هذه الفضيلة، التي تنطوي تحتها قيم متعددة تبدأ بالإنصات وتنتهي بقبول الاختلاف، ولا تتحقق إلا بالممارسة.
وأوضح السبيل، أن مراقبة الأحداث تكشف عن حجم ما يعانيه العالم من التعصب والتطرف والعنف والحروب والصراعات، التي تتضاعف وتزداد، وأن الاحتفال بيوم التسامح نظرياً، لا يتناسب مع حقيقة أنها تتراجع في الممارسات وتنحسر.
وحثّ السبيل، كلاً من السياسيين والقادة والمنظمات والهيئات والشعوب على حد سواء، لتحمل المسؤولية وضم الجهود، لتحويل فضيلة التسامح إلى واقع وحقيقة، تعيشه المجتمعات وتحتفي به الشعوب.
من جانبه، قال عبد العزيز الخيال، نائب رئيس هيئة حقوق الإنسان، إن العالم الرقمي أصبح يشغل حيزاً واسعاً في حياة المجتمع، وبفضله أصبح المجتمع مفتوحاً على الآخر، وفرض ذلك نمطاً جديداً من التواصل بين العالم، موضحاً أن هناك فرقاً بين متانة التشريعات القانونية التي تتمتع بها السعودية وتتعلق بتعزيز التسامح وتثبيت أسسه، واتفاقها مع المعايير الدولية، وبين المعايير الاجتماعية التي تشهد إشكاليات في أطروحات تتناقض مع قيمة التسامح، كما نلمس ذلك على منصات التواصل الاجتماعية، وهو الأمر الدي يحدث في كل المجتمعات البشرية، التي تعكس بعض الأحداث تراجعاً في مستوى التسامح بين المختلفين في المجتمع الواحد.
وتناول الخيال، في جلسة حول قيم التسامح‬ في التشريعات والفضاء الرقمي، مفهوم التسامح‬ بوصفه مفهوماً إنسانياً يتداخل مع حقوق الإنسان في كل الجوانب، وأشار إلى أن الأقرب من التفاسير، هو تعريف اليونيسكو للتسامح‬، الذي ركز على ثلاث مفردات هي الاحترام والقبول والتقدير؛ وبذلك فإنه لا ينطوي بالضرورة على المساواة أو التنازل أو التساهل التي يخشى منها في تهديد الثقافات والخلفيات الاجتماعية الخاصة.
وأضاف الخيال، أن «التسامح كان هو الأساس في كل الاتفاقيات العالمية المتعلقة بحقوق الإنسان، وأن التسامح يكون لنا وعلينا في الآن نفسه، وذلك من أجل أن يقبلنا الآخر من المنطلق نفسه»، منوهاً بأن السعودية واحدة من الدول المؤثرة عالمياً، ويجب بإزاء ذلك تطوير مفاهيم مشتركة مع الأمم الأخرى، لا تقصر المفاهيم على جزئيات صغيرة، وتفرط في المحصلة النهائية للمشتركات الإنسانية.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

أطلقت السعودية خدمة التأشيرة الإلكترونية كمرحلة أولى في 7 دول من خلال إلغاء لاصق التأشيرة على جواز سفر المستفيد والتحول إلى التأشيرة الإلكترونية وقراءة بياناتها عبر رمز الاستجابة السريعة «QR». وذكرت وزارة الخارجية السعودية أن المبادرة الجديدة تأتي في إطار استكمال إجراءات أتمتة ورفع جودة الخدمات القنصلية المقدمة من الوزارة بتطوير آلية منح تأشيرات «العمل والإقامة والزيارة». وأشارت الخارجية السعودية إلى تفعيل هذا الإجراء باعتباره مرحلة أولى في عددٍ من بعثات المملكة في الدول التالية: «الإمارات والأردن ومصر وبنغلاديش والهند وإندونيسيا والفلبين».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق «ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

«ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

تُنظم هيئة الأفلام السعودية، في مدينة الظهران، الجمعة، الجولة الثانية من ملتقى النقد السينمائي تحت شعار «السينما الوطنية»، بالشراكة مع مهرجان الأفلام السعودية ومركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء). ويأتي الملتقى في فضاءٍ واسع من الحوارات والتبادلات السينمائية؛ ليحل منصة عالمية تُعزز مفهوم النقد السينمائي بجميع أشكاله المختلفة بين النقاد والأكاديميين المتخصصين بالدراسات السينمائية، وصُناع الأفلام، والكُتَّاب، والفنانين، ومحبي السينما. وشدد المهندس عبد الله آل عياف، الرئيس التنفيذي للهيئة، على أهمية الملتقى في تسليط الضوء على مفهوم السينما الوطنية، والمفاهيم المرتبطة بها، في وقت تأخذ في

«الشرق الأوسط» (الظهران)
الاقتصاد مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

تجاوز عدد المسافرين من مطارات السعودية وإليها منذ بداية شهر رمضان وحتى التاسع من شوال لهذا العام، 11.5 مليون مسافر، بزيادة تجاوزت 25% عن العام الماضي في نفس الفترة، وسط انسيابية ملحوظة وتكامل تشغيلي بين الجهات الحكومية والخاصة. وذكرت «هيئة الطيران المدني» أن العدد توزع على جميع مطارات السعودية عبر أكثر من 80 ألف رحلة و55 ناقلاً جوياً، حيث خدم مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة النسبة الأعلى من المسافرين بـ4,4 مليون، تلاه مطار الملك خالد الدولي في الرياض بـ3 ملايين، فيما خدم مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة قرابة المليون، بينما تم تجاوز هذا الرقم في شركة مطارات الدمام، وتوز

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

محمد بن سلمان وشيغيرو يستعرضان جهود تحقيق السلام بالمنطقة

الأمير محمد بن سلمان والرئيس شيغيرو إيشيبا (الخارجية السعودية)
الأمير محمد بن سلمان والرئيس شيغيرو إيشيبا (الخارجية السعودية)
TT

محمد بن سلمان وشيغيرو يستعرضان جهود تحقيق السلام بالمنطقة

الأمير محمد بن سلمان والرئيس شيغيرو إيشيبا (الخارجية السعودية)
الأمير محمد بن سلمان والرئيس شيغيرو إيشيبا (الخارجية السعودية)

بحث الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، الثلاثاء، مع شيغيرو إيشيبا رئيس الوزراء الياباني، الأحداث الإقليمية والتصعيد الذي تشهده المنطقة حالياً.

واستعرض الجانبان، خلال اتصال هاتفي أجراه الأمير محمد بن سلمان بإيشيبا، الجهود المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

كما أشادا بالعلاقات المتميزة بين البلدين، وبالجهود المبذولة لرفع مستوى العلاقات بينهما من خلال الرؤية السعودية اليابانية 2030.