بدء مناورات عسكرية جزائرية - روسية قرب الحدود المغربية

«الخارجية» الروسية: التدريبات ليست موجهة ضد طرف ثالث

تمارين عسكرية للجيش الجزائري بالصحراء استعداداً للمناورات المشتركة مع روسيا (وزارة الدفاع الروسية)
تمارين عسكرية للجيش الجزائري بالصحراء استعداداً للمناورات المشتركة مع روسيا (وزارة الدفاع الروسية)
TT

بدء مناورات عسكرية جزائرية - روسية قرب الحدود المغربية

تمارين عسكرية للجيش الجزائري بالصحراء استعداداً للمناورات المشتركة مع روسيا (وزارة الدفاع الروسية)
تمارين عسكرية للجيش الجزائري بالصحراء استعداداً للمناورات المشتركة مع روسيا (وزارة الدفاع الروسية)

انطلقت، اليوم (الأربعاء)، في صحراء الجزائر قرب الحدود مع المغرب، تحديداً، مناورات عسكرية مشتركة بين القوات البرية الروسية والجزائرية، تستمر حتى 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وتحاكي معارك ضد جماعات إرهابية والكشف عن مخابئها، والقضاء عليها في مناطق صحراوية. وهي تعدّ؛ حسب مراقبين، الأضخم منذ إرساء التعاون بالمجال العسكري في عهد الاتحاد السوفياتي سابقاً.
وأطلقت وزارتا الدفاع بالبلدين على المناورات اسم «درع الصحراء 2022»، وتشهد مشاركة 200 عسكري من قوات مكافحة الإرهاب، في قاعدة «حماقير» العسكرية بمحافظة بشار (800 كيلومتر «كلم» جنوب العاصمة و50 كلم عن الحدود مع المغرب)، التي كانت تابعة للجيش الفرنسي الاستعماري، حيث احتفظ بها لـ5 سنوات بعد الاستقلال (حتى عام 1967) لإجراء تجارب على صواريخه. وجرى لاحقاً استخدامها لتطوير أسلحة باليستية وقاذفات فضائية.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قد صرحت بأن تدريبات «بشار» «ليست موجهة ضد طرف ثالث، وقد تم التخطيط لها من قبل»، وكانت تشير ضمناً إلى المغرب وعلاقاته المتوترة مع جارته الشرقية، المقطوعة منذ صيف العام الماضي. فيما أكد مكتب الإعلام لـ«المنطقة العسكرية الجنوبية الروسية»، في وقت سابق، أن المناورات «عبارة عن تحركات تكتيكية للبحث عن الجماعات المسلحة غير الشرعية، والكشف عنها وتدميرها»، وهي الأولى على الأرض الجزائرية بين جيشي البلدين.
وكانت القوات الخاصة الجزائرية قد شاركت في شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2021 بتدريبات عسكرية في أوسيتيا الشمالية بمنطقة تارسكوي في روسيا، حيث جرب 200 عسكري روسي وجزائري معدات وتقنيات حديثة لمحاربة الإرهاب بالمناطق الرعوية والجبلية. كما جرى التجريب بنجاح، وفق الجيش الروسي، لسلاح هجوم جديد خلال تلك التدريبات، زيادة على التمرس على فنيات قتالية حديثة.
يذكر أن «بشار» كانت أحد معاقل الجماعات المتشددة في تسعينات القرن الماضي، وشهدت مواجهات مسلحة كبيرة بين عناصرها وقوات الأمن الجزائرية.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأخبار عن نائب رئيس «المجلس الشعبي الوطني (الغرفة البرلمانية الأولى)» في الجزائر، بوثلجة علال، أن «مناورات (درع الصحراء 2022) تأتي في إطار البرنامج الدوري السنوي العادي، الذي يجمع الجيشين منذ سنوات». وقال إن الجزائر من «البلدان التي تقتني الأسلحة الروسية بقيم كبيرة»، مبرزاً أن «العلاقة بين البلدين ممتدة لعقود طويلة»، ومؤكداً أن التعاون بين روسيا والجزائر «لا يقتصر على الجانب العسكري، بل يشمل شتى المجالات، وهو ليس وليد اليوم».
وأضاف علال موضحاً أن «المناورات الدورية تدخل في إطار التعاون الاستراتيجي بين البلدين، فالقيادتان في البلدين؛ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره عبد المجيد تبون، عبرا أكثر من مرة عن تثمينهما لمستوى العلاقات بين البلدين»، مشيراً إلى أن «زيارة الرئيس الجزائري المرتقبة لروسيا قبل نهاية العام تدعم تعزيز العلاقات والتعاون بين البلدين».
من جهتها، كتبت «سبوتنيك» أن الجيش الجزائري يمتلك قوة بشرية تقدر بـ465 ألف جندي؛ بينهم 135 ألفاً قوات احتياطية، و200 ألف قوات شبه عسكرية، إضافة إلى 130 ألف جندي يمثلون قوات عاملة. كما ذكرت أن الاتصالات العسكرية بين البلدين «تشهد وتيرة سريعة في ظل تكثيف التعاون الثنائي الصناعي»، لافتة إلى أن الجزائر «باتت أول مستورد للسلاح الروسي في العالم». ونقلت عن «الصحافة الجزائرية» أن وزارة الدفاع الجزائرية أبرمت في المدة الأخيرة صفقة لشراء سلاح روسي بقيمة 11 مليار دولار. ووصفت «سبوتنيك» الجزائر بـ«حليف استراتيجي وشريك صديق لروسيا، تربطهما علاقات تاريخية وطيدة منذ عقود، وهي تحاول اليوم تغيير وإصلاح كثير من السياسات القديمة، التي كانت ذات اتجاه واحد أوروبي إلى حد ما، وذلك بإعادة فتح مجالات عديدة للتقارب الدولي مع عدة شركاء».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.