«فن أبوظبي» يعلن عن الأعمال الفنية المعروضة في المواقع الثقافية

بين المعالم التاريخية والعصر الحديث

الأجسام المتحالفة للفنانة مارينيلا سيناتور في المعرض («فن أبوظبي»)
الأجسام المتحالفة للفنانة مارينيلا سيناتور في المعرض («فن أبوظبي»)
TT

«فن أبوظبي» يعلن عن الأعمال الفنية المعروضة في المواقع الثقافية

الأجسام المتحالفة للفنانة مارينيلا سيناتور في المعرض («فن أبوظبي»)
الأجسام المتحالفة للفنانة مارينيلا سيناتور في المعرض («فن أبوظبي»)

بموازاة معرض فن أبوظبي تطل أعمال فنية في عدد من المواقع الثقافية في المدينة فيما وصف بأنه يمثل «رحلة في أعماق الهوية التراثية لإمارة أبوظبي».
وبحسب ما أعلن أمس فالأعمال تأتي في إطار برنامج «تكليف الفنانين في المواقع الثقافية»، وستضم أعمالاً جديدة من الفنان عبد الله السعدي والفنانة مارينيلا ساناتور والفنانة شيلبا غوبتا والفنان كونراد شوكروس.
وسيتم عرض هذه الأعمال التركيبية الجديدة بدءاً من اليوم، بالتزامن مع انطلاق «معرض فن أبوظبي»، وسيستمر عرضها حتى يوم 22 يناير (كانون الثاني) 2023، وهي ستحمل طابعاً خاصاً ينصهر مع حيثيات مكان العرض وتفاصيل قصّته، لتضع الجمهور أمام حوار شمولي يتناول منطقة العرض بأكملها وليس العمل فقط، في محاولة لردم الفجوّة بين المعالم التاريخية والعصر الحديث، والتراث والحياة العصرية.

الفنانون المشاركون في برنامج تكليف الفنانين («فن أبوظبي»)

وعلقت ديالا نسيبة، مديرة «معرض فن أبوظبي» قائلة: «سيقدم الفنانون عبد الله السعدي وكونراد شوكروس وشيلبا غوبتا ومارينيلا ساناتور إبداعات جديدة مستوحاة من مدينة العين. ونحن سعداء كذلك بعرض أعمال الفنانة مارينيلا سيناتور عند مدخل المعرض. ويوجّه هؤلاء الفنانون، عبر مسارات مختلفة، الجمهور للتأمل في مفاهيم شتى، مثل المجتمع والمشاركة المجتمعية واللغة والذاكرة والإنسان وأخيراً الضوء».
ويستعرض كل عمل من تلك الأعمال الفنية المعروضة في المواقع الثقافية (في منطقة العين، ومنارة السعديات) المفاهيم الأساسية في المجتمع عموماً، وهي فكرة إبداعية اكتسبت زخماً واسعاً عقب تفشي الجائحة التي تسببت في حالة من الانغلاق في جميع أنحاء العالم، وكانت سبباً في تغيير الكثير من جوانب ومفاهيم حياتنا اليومية.
الأعمال الفنية استلهم الفنان الإماراتي عبد الله السعدي عمله الفني من توليفة ساحرة جمعت بين فنون الرسم والتشكيل والمذكرات الفنية وشغفه بجمع الأشياء التي يعثر عليها وتصنيفها بشكل منهجي ومحاولة استنباط حروف أبجدية جديدة.
ويرتبط عبد الله بعلاقة وطيدة مع الطبيعة، كما ينعكس سحر الحياة الريفية في ممارساته الفنية؛ لأنه يسعى دائماً إلى سبر أغوار التغييرات الحياتية والتوغل في التاريخ الثقافي والمحلي.
ويأتي عمله الفني بعنوان «أبجدية الكويبو»، المعروض في قلعة الجاهلي بمدينة العين، مستوحىً من «الكويبو»، وهو نظام كتابة يعود لحضارة الإنكا، وهو يتألف من مجموعة من الأوتار والخيوط المعقودة للإشارة إلى حروف الأبجدية والذي استلهم منه السعدي فكرة عمله الفني، حيث استخدم «الكويبو» لتسجيد الحروف الأبجدية العربية مستخدماً خيوطاً ملونة. وعندما يلتقي المشاهد بهذا العمل وينجح في تفسيره ويكتمل ذاك المشهد الإبداعي، تتجلّى أمامه الرسالة الكامنة والتي تتضمن رسالة عن فترة الجائحة العالمية وتوابعها.

العمل الفني «أبجدية الكويبو» للفنان عبد الله السعدي في المعرض («فن أبوظبي»)

أما العمل الفني للمبدعة مارينيلا ساناتور بعنوان «الأجسام المتحالفة» فهو عبارة عن تحفة معدنية كبيرة الحجم ومزدانة بمصابيح إضاءة LED، والعمل يحمل نصوصاً وعناصر أيقونية مستوحاة من الخلفية الثقافية لهذه الفنانة الإيطالية، مثل فن «اللومينير» المنتشر في جنوب إيطاليا، والذي تتبلور فكرته في تركيب زينة ضوئية على الأبنية والعناصر المعمارية للاحتفالات الخارجية العامة. ويحمل العمل اقتباساً للفيلسوفة الأميركية جوديث بتلر‏، الذي يشير إلى أهمية اللقاءات الاجتماعية. وقد أخذت مارينيلا هذه الفكرة وإعادة صياغتها من منظور ما بعد الجائحة العالمية. ومن المقرر عرض «الأجسام المتحالفة» في منارة السعديات حتى يوم 20 نوفمبر (تشرين الثاني) 2022.
ويُعرض العمل الفني «ما زالوا لا يعلمون بما أحلم» المصوّر للفنانة شيلبا غوبتا في قلعة الجاهلي في مدينة العين، وهو ثمرة لممارسات هذه المبدعة التي تتناول مجموعة من الوسائط، مثل المقتنيات المكتشفة والأعمال المرئية التفاعلية المعتمدة على أنظمة الكومبيوتر والعروض الأدائية. وتسعى شيلبا جاهدةً من خلال ممارساتها الفنية إلى الوقوف على التصورات البشرية ونقل المعلومات، المرئية وغير المرئية، في حيواتنا اليومية.

العمل الفني «ما زالوا لا يعلمون بما أحلم» المصوّر للفنانة شيلبا غوبتا («فن أبوظبي»)

وفي هذا العمل الفني تستبدل الفنانة التواريخ والأوقات والمواقع بعبارات تتعلق بأحاسيس مثل الرغبة والقوة والانتماء، ويتحدى النص المتغير التمييز الظاهر للكيانات المادية، داعياً المشاهد إلى التساؤل عن العوامل التي تفرق الناس مثل الجغرافية والعوامل الاجتماعية والاقتصادية. يشجع العمل الزوار أيضاً على إعادة تقييم هوياتهم وعلاقاتهم في سياق خالٍ من هذه الاختلافات، مستوحى من التجربة الجماعية للجميع أثناء الجائحة.
أما الفنان كونراد شوكروس فيعرض عملاً إبداعياً بعنوان «أنماط الغياب (Bb36D10) - منارة الصحراء» في واحة العين، مستعرضاً محاولاته للتجاوب مع موضوع الضوء والفضاء والقوة التأملية للصحراء. وتأتي فكرة هذا العمل الفني الجديد مستوحاة من مجموعة أعماله بعنوان «أنماط الغياب» التي تتطرق للعلوم والأبعاد الحسابية وراء تداخل الموجات الضوئية وكذا الوقوف على الإدراك البشري للضوء عموماً. ففي هذه السلسلة، ابتكر شوكروس أعمالاً تشبه النوافذ الزجاجية الملونة في الشكل ويتم تنشيطها بواسطة أشعة الشمس. يتكون العمل من قرصين مثقوبين يدوران ببطء وباتجاه مغاير للآخر. ويأتي كل قرص بأكثر من مائة ألف ثقب مرتبة بعناية، حيث تتشتت أشعة الشمس صانعةً أنماطا ديناميكية متغيرة باستمرار.

العمل الإبداعي «أنماط الغياب (Bb36D10) - منارة الصحراء» للفنان كونراد شوكروس («فن أبوظبي»)

وتجدر الإشارة إلى أن برنامج «تكليف الفنانين في المواقع الثقافية»، الذي كان يُعرف باسم «آفاق: تكليف الفنانين» سابقاً، يشكل جزءاً من البرنامج العام لـ«معرض فن أبوظبي» المُقام على مدار السنة، والذي يطرح أمام الجمهور والزوّار منصّة لاستكشاف فنانين جدد والتعرّف على أعمالهم وزيارة المواقع الثقافية والتراثية في جميع أنحاء الإمارة. ويُعد هذا البرنامج أحد مشاريع فن أبوظبي الرئيسية التي تهدف إلى دعم المشهد الفني في المنطقة، من خلال تكليف الفنانين بأعمال تتجاوب أفكارها وتفاصيلها مع المواقع الثقافية، ما يحثّهم على استكشاف المعالم التراثية بالعاصمة الإماراتية.


مقالات ذات صلة

«أدنوك» لتوريد الغاز مع «توتال إنرجيز» بـ1.2 مليار دولار

الاقتصاد «أدنوك» لتوريد الغاز مع «توتال إنرجيز» بـ1.2 مليار دولار

«أدنوك» لتوريد الغاز مع «توتال إنرجيز» بـ1.2 مليار دولار

وقَّعت «أدنوك للغاز» الإماراتية اتفاقية لتوريد الغاز مع «توتال إنرجيز غاز آند باور المحدودة»، التابعة لشركة «توتال إنرجيز» الفرنسية، تقوم بموجبها بتصدير الغاز الطبيعي المسال إلى أسواق مختلفة حول العالم، وذلك لمدة ثلاث سنوات. وحسب المعلومات الصادرة، فإنه بموجب شروط الاتفاقية، ستقوم «أدنوك للغاز» بتزويد «توتال إنرجيز» من خلال شركة «توتال إنرجيز غاز» التابعة للأخيرة، بالغاز الطبيعي المسال وتسليمه لأسواق تصدير مختلفة حول العالم. من جانبه، أوضح أحمد العبري، الرئيس التنفيذي لـ«أدنوك للغاز»، أن الاتفاقية «تمثل تطوراً مهماً في استراتيجية الشركة لتوسيع نطاق انتشارها العالمي وتعزيز مكانتها كشريك مفضل لت

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
الخليج مكتوم وأحمد نجلا محمد بن راشد نائبين لحاكم دبي

مكتوم وأحمد نجلا محمد بن راشد نائبين لحاكم دبي

‏عيّن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء، بصفته حاكماً لإمارة دبي نجليه الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائباً أولاً لحاكم إمارة دبي، وتعيين الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائباً ثانياً لحاكم الإمارة، على أن يمارس كلٌ منهما الصلاحيات التي يعهد بها إليه من قبل الحاكم. وتأتي خطوة التعيين للمزيد من الترتيب في بيت الحكم في إمارة دبي، وتوزيع المهام في الوقت الذي يشغل فيه الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولاية العهد لحاكم دبي ورئيس المجلس التنفيذي. ويشغل الشيخ مكتوم إضافة إلى منصبه الجديد منصب نائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير المالية في الإمارات، والن

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
يوميات الشرق الإماراتي سلطان النيادي أول عربي يسير خارج محطة الفضاء الدولية

الإماراتي سلطان النيادي أول عربي يسير خارج محطة الفضاء الدولية

سجل الإماراتي سلطان النيادي، إنجازاً عربياً جديداً كأول رائد فضاء عربي يقوم بالسير في الفضاء، وذلك خلال المهام التي قام بها أمس للسير في الفضاء خارج المحطة الدولية، ضمن مهام البعثة 69 الموجودة على متن المحطة، الذي جعل بلاده العاشرة عالمياً في هذا المجال. وحملت مهمة السير في الفضاء، وهي الرابعة لهذا العام خارج المحطة الدولية، أهمية كبيرة، وفقاً لما ذكره «مركز محمد بن راشد للفضاء»، حيث أدى الرائد سلطان النيادي، إلى جانب زميله ستيفن بوين من «ناسا»، عدداً من المهام الأساسية. وعلّق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على «تويتر»، قائلاً، إن النيادي «أول

«الشرق الأوسط» (دبي)
الخليج حاكم دبي يعيّن مكتوم بن محمد نائباً أول وأحمد بن محمد ثانياً

حاكم دبي يعيّن مكتوم بن محمد نائباً أول وأحمد بن محمد ثانياً

أصدر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء، بصفته حاكماً لإمارة دبي، مرسوماً بتعيين نجليْه؛ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائباً أول للحاكم، والشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائباً ثانياً، على أن يمارس كل منهما الصلاحيات التي يُعهَد بها إليه من قِبل الحاكم. تأتي خطوة التعيين للمزيد من الترتيب في بيت الحكم بالإمارة وتوزيع المهام، في الوقت الذي يشغل فيه الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولاية العهد للحاكم ورئيس المجلس التنفيذي. والشيخ مكتوم بن محمد، إضافة إلى تعيينه نائباً أول للحاكم، يشغل أيضاً نائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير المالية الإماراتي، وال

«الشرق الأوسط» (دبي)
يوميات الشرق «فلاي دبي» توضح ملابسات اشتعال طائرتها بعد إقلاعها من نيبال

«فلاي دبي» توضح ملابسات اشتعال طائرتها بعد إقلاعها من نيبال

أعلنت سلطة الطيران المدني في نيبال، اليوم (الاثنين)، أن رحلة «فلاي دبي» رقم «576» بطائرة «بوينغ 737 - 800»، من كاتماندو إلى دبي، تمضي بشكل طبيعي، وتواصل مسارها نحو وجهتها كما كان مخططاً. كانت مصادر لوكالة «إيه إن آي» للأنباء أفادت باشتعال نيران في طائرة تابعة للشركة الإماراتية، لدى إقلاعها من مطار كاتماندو النيبالي، وفق ما نقلت وكالة «رويترز». وأشارت «إيه إن آي» إلى أن الطائرة كانت تحاول الهبوط بالمطار الدولي الوحيد في نيبال، الذي يبعد نحو 6 كيلومترات عن مركز العاصمة. ولم يصدر أي تعليق من شركة «فلاي دبي» حول الحادثة حتى اللحظة.

«الشرق الأوسط» (كاتماندو)

رغم المرض... سيليون ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
TT

رغم المرض... سيليون ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)

لم يمنع المرض النجمة العالمية سيلين ديون من إحياء افتتاح النسخة الـ33 من الألعاب الأولمبية في باريس، مساء الجمعة، حيث أبدعت في أول ظهور لها منذ إعلان إصابتها بمتلازمة الشخص المتيبس.

وأدت المغنية الكندية، الغائبة عن الحفلات منذ 2020، أغنية «L'hymne a l'amour» («نشيد الحب») لإديت بياف، من الطبقة الأولى لبرج إيفل.

ونجحت الفنانة الكندية رغم أزمتها الصحية الأخيرة في مواصلة شغفها كمغنية عالمية، كما أثارث النجمة البالغة من العمر 56 عاماً ضجة كبيرة بين معجبيها في عاصمة الأنوار هذا الأسبوع الحالي، حيث شوهدت محاطة بمعجبيها.

وتعاني ديون بسبب هذا المرض النادر، الذي يسبب لها صعوبات في المشي، كما يمنعها من استعمال أوتارها الصوتية بالطريقة التي ترغبها لأداء أغانيها.

ولم يشهد الحفل التاريخي في باريس عودة ديون للغناء المباشر على المسرح فقط، بل شمل أيضاً أداءها باللغة الفرنسية تكريماً لمضيفي الأولمبياد.

وهذه ليست أول مرة تحيي فيها سيلين ديون حفل افتتاح الأولمبياد، إذ أحيته من قبل في عام 1996، حيث أقيم في أتلانتا في الولايات المتحدة الأميركية.

وترقبت الجماهير الحاضرة في باريس ظهور ديون، الذي جاء عقب أشهر عصيبة لها، حين ظهر مقطع فيديو لها وهي تصارع المرض.

وأثار المشهد القاسي تعاطف عدد كبير من جمهورها في جميع أنحاء المعمورة، الذين عبّروا عبر منصات التواصل الاجتماعي عن حزنهم، وفي الوقت ذاته إعجابهم بجرأة سيلين ديون وقدرتها على مشاركة تلك المشاهد مع العالم.

وترتبط المغنية بعلاقة خاصة مع فرنسا، حيث حققت نجومية كبيرة مع ألبومها «دو» («D'eux») سنة 1995، والذي تحمل أغنياته توقيع المغني والمؤلف الموسيقي الفرنسي جان جاك غولدمان.

وفي عام 1997، حظيت ديون بنجاح عالمي كبير بفضل أغنية «My Heart will go on» («ماي هارت ويل غو أون»)، في إطار الموسيقى التصويرية لفيلم «تايتانيك» لجيمس كامرون.