لأول مرة... تسجيل ثلاثي الأبعاد لفيروس وهو يخترق خلية بشرية (فيديو)

يمنحنا مستوى أعمق لفهم كيفية انتشار العدوى

لأول مرة... تسجيل ثلاثي الأبعاد لفيروس وهو يخترق خلية بشرية (فيديو)
TT

لأول مرة... تسجيل ثلاثي الأبعاد لفيروس وهو يخترق خلية بشرية (فيديو)

لأول مرة... تسجيل ثلاثي الأبعاد لفيروس وهو يخترق خلية بشرية (فيديو)

تمكن العلماء لأول مرة من إجراء تسجيل ثلاثي الأبعاد في الوقت الفعلي للحظة التي يخطف فيها الفيروس خلية، ما يمنحنا مستوى أعمق في فهم كيفية انتشار العدوى بالجسم.
ويستمر فيلم الطبيعة المجهري لمدة دقيقتين ونصف الدقيقة، ويظهر فيروساً معقمًا وراثيًا بعدة آلاف من المرات أصغر من حبّة رمل تنتقل على طول جدار من الخلايا المعوية البشرية أثناء بحثه عن نقطة دخول.
ويعد فهم كيفية اقتحام الفيروسات للخلايا أمرًا بالغ الأهمية في إيجاد طرق أفضل للدفاع ضدها، ولكن تتبع هذه الجسيمات أمر صعب للغاية، لأسباب ليس أقلها أنها أصغر بكثير من الخلايا التي تتنقل فيها.وذلك وفق ما نشر موقع ««ساينس إليرت»» العلمي المتخصص.

وفي توضيح أكثر لهذا الأمر، تقول الكيميائية كورتني جونسون من جامعة ديوك بنورث كارولينا «يبدو الأمر كما لو كنت تحاول التقاط صورة لشخص يقف أمام ناطحة سحاب. لا يمكنك الحصول على ناطحة سحاب كاملة ورؤية تفاصيل الشخص الذي أمامها بصورة واحدة. علاوة على ذلك، تتحرك جزيئات الفيروس خارج الخلية بشكل أسرع بكثير من داخلها، ما يجعل من الأصعب التوصل إلى عملية تصوير يتم ضبطها بدقة للتعامل مع هذه الأحجام والسرعات المختلفة. وان الحل في هذه الحالة هو نظام يسمى 3D-TrIm أو 3D Tracking and Imaging Microscopy. إنه في الأساس مجهران في واحد: الأول يثبت على جسيم سريع الحركة، والثاني لالتقاط صور ثلاثية الأبعاد للخلايا المحيطة. إنه يشبه إلى حد ما تطبيق الملاحة عبر الأقمار الصناعية الذي يتتبع موقع سيارتك وسط منظر طبيعي أوسع».
ومع إضاءة جسيم الفيروس عبر ملصق فلورسنت خاص، يمكن رسم موضعه 1000 مرة في الثانية، ما يمنح الباحثين نظرة على تحركاته عبر فترة رئيسية بعملية العدوى بتفاصيل غير مسبوقة، حسب جونسون، التي تضيف «أحيانًا عندما أقدم هذا العمل، يسأل الناس هل هذه لعبة فيديو أم محاكاة؟ لا، هذا شيء جاء من مجهر حقيقي».
وتؤكد جونسون «نتنفس جميعًا ملايين الفيروسات كل يوم، والغالبية العظمى منها تفشل في إحداث أي ضرر؛ لكن العلماء يريدون معرفة المزيد حول كيفية اختراق بعض الفيروسات للطبقة الواقية من الخلايا والمخاط الذي يغطي الممرات الهوائية والأمعاء لإنشاء عدوى. يجب أن تساعد طريقة 3D-Trim الجديدة هذه، على الرغم من قيودها؛ يجب وضع علامة على جزيئات الفيروس قبل التصوير حتى يمكن رؤيتها. كما يجب تصميم الصبغة الفلورية عليها لتدوم لفترة كافية لتمكين الباحثين من تتبع عملية العدوى بأكملها».
من جانبه، يقول الفريق الذي يقف وراء 3D-Trim إن هناك إمكانية لتحسين النظام بسرعة، والتكيف مع أنواع أخرى من التشخيصات الطبية، سواء كان مراقبة الفيروسات أو مراقبة توصيل الأدوية.
وخلص باحثو الدراسة بورقتهم المنشورة بمجلة «Nature Methods» «الأهم من ذلك أن تطبيق هذه التقنية يمكن أن يمتد إلى أي نظام تحدث فيه ديناميات سريعة للأجسام النانوية على نطاقات حجمية كبيرة، بما في ذلك توصيل الأدوية المرشحة بمقياس نانوي إلى الرئتين ومن خلال الأوعية الدموية الورمية المتسربة».


مقالات ذات صلة

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)

ما سبب زيادة انتشار مرض الكبد الدهني خلال السنوات الأخيرة؟

أكد طبيب أميركي أن الاستهلاك المتزايد للمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والأطعمة شديدة المعالجة ساهم في زيادة انتشار «مرض الكبد الدهني» خلال السنوات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الشباب والأطفال الأعلى تفاؤلاً يميلون إلى أن يكونوا أفضل صحة (رويترز)

كيف يؤثر التفاؤل على صحة الأطفال والشباب؟

كشفت دراسة جديدة عن أن صغار السن الأعلى تفاؤلاً بشأن مستقبلهم يميلون في الواقع إلى أن يكونوا أفضل صحة بشكل ملحوظ.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي (رويترز)

الإنجاب في سن صغيرة قد يقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي

كشفت دراسة علمية جديدة أن إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

السعودية تحتفي بإبداعات الثقافة العراقية في مهرجان «بين ثقافتين»

يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تحتفي بإبداعات الثقافة العراقية في مهرجان «بين ثقافتين»

يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)

تحتفي وزارة الثقافة السعودية بنظيرتها العراقية في النسخة الثانية من مهرجان «بين ثقافتين» خلال الفترة من 18 إلى 31 ديسمبر (كانون الأول) المقبل في «ميقا استوديو» بالرياض، لتقدم رحلة استثنائية للزوار عبر الزمن، في محطاتٍ تاريخية بارزة ومستندة إلى أبحاث موثوقة، تشمل أعمالاً فنيّةً لعمالقة الفن المعاصر والحديث من البلدين.

ويجوب مهرجان «بين ثقافتين» في دهاليز ثقافات العالم ويُعرّف بها، ويُسلّط الضوء على أوجه التشابه والاختلاف بين الثقافة السعودية وهذه الثقافات، ويستضيف في هذه النسخة ثقافة العراق ليُعرّف بها، ويُبيّن الارتباط بينها وبين الثقافة السعودية، ويعرض أوجه التشابه بينهما في قالبٍ إبداعي.

ويُقدم المهرجانُ في نسخته الحالية رحلةً ثريّة تمزج بين التجارب الحسيّة، والبصريّة، والسمعية في أجواءٍ تدفع الزائر إلى التفاعل والاستمتاع بثقافتَي المملكة والعراق، وذلك عبر أربعة أقسامٍ رئيسية؛ تبدأ من المعرض الفني الذي يُجسّد أوجه التشابه بين الثقافتين السعودية والعراقية، ويمتد إلى مختلف القطاعات الثقافية مما يعكس تنوعاً ثقافياً أنيقاً وإبداعاً في فضاءٍ مُنسجم.

كما يتضمن المهرجان قسم «المضيف»، وهو مبنى عراقي يُشيّد من القصب وتعود أصوله إلى الحضارة السومرية، ويُستخدم عادةً للضيافة، وتُعقدُ فيه الاجتماعات، إلى جانب الشخصيات الثقافية المتضمن روّاد الأدب والثقافة السعوديين والعراقيين. ويعرض مقتطفاتٍ من أعمالهم، وصوراً لمسيرتهم الأدبية، كما يضم المعرض الفني «منطقة درب زبيدة» التي تستعيد المواقع المُدرَجة ضمن قائمة اليونسكو على درب زبيدة مثل بركة بيسان، وبركة الجميمة، ومدينة فيد، ومحطة البدع، وبركة الثملية، ويُعطي المعرض الفني لمحاتٍ ثقافيةً من الموسيقى، والأزياء، والحِرف اليدوية التي تتميز بها الثقافتان السعودية والعراقية.

ويتضمن المهرجان قسم «شارع المتنبي» الذي يُجسّد القيمة الثقافية التي يُمثّلها الشاعر أبو الطيب المتنبي في العاصمة العراقية بغداد، ويعكس الأجواء الأدبية والثقافية الأصيلة عبر متاجر مليئة بالكتب؛ يعيشُ فيها الزائر تجربةً تفاعلية مباشرة مع الكُتب والبائعين، ويشارك في ورش عمل، وندواتٍ تناقش موضوعاتٍ ثقافيةً وفكرية متعلقة بتاريخ البلدين.

وتُستكمل التجربة بعزفٍ موسيقي؛ ليربط كلُّ عنصر فيها الزائرَ بتاريخٍ ثقافي عريق، وفي قسم «مقام النغم والأصالة» يستضيف مسرح المهرجان كلاً من الفنين السعودي والعراقي في صورةٍ تعكس الإبداع الفني، ويتضمن حفل الافتتاح والخِتام إلى جانب حفلةٍ مصاحبة، ليستمتع الجمهور بحفلاتٍ موسيقية كلاسيكية راقية تُناسب أجواء الحدث، وسط مشاركةٍ لأبرز الفنانين السعوديين والعراقيين.

فيما يستعرض قسم «درب الوصل» مجالاتٍ مُنوَّعةً من الثقافة السعودية والعراقية تثري تجربة الزائر، وتُعرّفه بمقوّمات الثقافتين من خلال منطقة الطفل المتّسمة بطابعٍ حيوي وإبداعي بألوان تُناسب الفئة المستهدفة، إذ يستمتع فيها الأطفال بألعاب تراثية تعكس الثقافتين، وتتنوع الأنشطة بين الفنون، والحِرف اليدوية، ورواية القصص بطريقةٍ تفاعلية مما يُعزز التعلّم والمرح.

بينما تقدم منطقة المطاعم تجربةً فريدة تجمع بين النكهات السعودية والعراقية؛ لتعكس الموروث الثقافي والمذاق الأصيل للبلدين، ويستمتع فيها الزائر بتذوق أطباقٍ تراثية تُمثّل جزءاً من هوية وثقافة كل دولة، والمقاهي التي توفر تشكيلةً واسعة من المشروبات الساخنة والباردة، بما فيها القهوة السعودية المميزة بنكهة الهيل، والشاي العراقي بنكهته التقليدية مما يُجسّد روحَ الضيافة العربية الأصيلة.

ويسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة تستعرض الحضارة السعودية والعراقية، وتُبرز التراث والفنون المشتركة بين البلدين، كما يهدف إلى تعزيز العلاقات بين الشعبين السعودي والعراقي، وتقوية أواصر العلاقات الثقافية بينهما، والتركيز على ترجمة الأبعاد الثقافية المتنوعة لكل دولة بما يُسهم في تعزيز الفهم المتبادل، وإبراز التراث المشترك بأساليب مبتكرة، ويعكس المهرجان حرص وزارة الثقافة على تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة «رؤية المملكة 2030».