بيانات صينية تلقي بظلالها على أسعار النفط... «وبرنت» يتراجع دون 85 دولاراً للبرميل

«الطاقة الدولية» حذر من تداعيات الحظر الأوروبي للخام الروسي

ناقلة نفط روسية ترسو على رصيف بمصفاة «إساب» بالقرب من صقلية اليونانية (أ.ب)
ناقلة نفط روسية ترسو على رصيف بمصفاة «إساب» بالقرب من صقلية اليونانية (أ.ب)
TT

بيانات صينية تلقي بظلالها على أسعار النفط... «وبرنت» يتراجع دون 85 دولاراً للبرميل

ناقلة نفط روسية ترسو على رصيف بمصفاة «إساب» بالقرب من صقلية اليونانية (أ.ب)
ناقلة نفط روسية ترسو على رصيف بمصفاة «إساب» بالقرب من صقلية اليونانية (أ.ب)

تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس الثلاثاء، بأكثر من دولار للبرميل، بعد أن جدد ارتفاع حالات الإصابة بكوفيد-19 في الصين المخاوف من انخفاض استهلاك الوقود في أكبر دولة مستوردة للنفط الخام في العالم، بالإضافة إلى تباطؤ نمو إنتاج المصانع في الصين.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 1.07 دولار، أي 1.13 في المائة، إلى 92.08 دولار للبرميل بحلول الساعة 15:05 بتوقيت غرينتش عقب تراجعها 3 في المائة عند التسوية في جلسة الاثنين. وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.05 دولار، أي 1.22 في المائة، إلى 84.82 دولار للبرميل، بعد انخفاضه 3.5 في المائة في الجلسة السابقة.
وفي حين رحب المستثمرون بإعلان الصين الأسبوع الماضي أنها ستخفف القيود الصارمة المفروضة للحد من انتشار فيروس كورونا لتحفيز النشاط الاقتصادي والطلب على الطاقة، قال محللون إن عمليات الإغلاق وزيادة الإصابات بكوفيد-19 ما زالت تشكل خطرا سلبيا رئيسيا.
وزادت إصابات كورونا في الصين بشكل أكبر أمس، بما في ذلك في العاصمة بكين، وتباطأ نمو إنتاج المصانع في البلاد. وخفض بنك جي.بي. مورغان توقعاته ربع السنوية وللعام بالكامل للنمو الاقتصادي في الصين بسبب قيود مكافحة كورونا المستمرة في البلاد.
ومن ناحية أخرى، خفضت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2022 للمرة الخامسة منذ أبريل (نيسان)، مشيرة إلى تزايد التحديات الاقتصادية، بما في ذلك ارتفاع التضخم وأسعار الفائدة.
ومن المقرر أن يبدأ الحظر الذي سيفرضه الاتحاد الأوروبي على النفط الروسي، ردا على غزو موسكو لأوكرانيا، في الخامس من ديسمبر (كانون الأول). وبعد الحظر، سيوقف الاتحاد الأوروبي شراء واردات المنتجات النفطية الروسية في فبراير (شباط).
وقالت وكالة الطاقة الدولية في هذا الصدد، أمس، إن الحظر الذي سيبدأ الاتحاد الأوروبي قريبا تنفيذه على الصادرات المنقولة بحرا من النفط الخام والمنتجات النفطية الروسية إلى جانب قيام مجموعة السبع بفرض سقف لأسعار تلك المبيعات سيقود إلى حالة غير مسبوقة من عدم اليقين في أسواق النفط التي تعاني بالفعل من ارتفاع الأسعار وتحديات اقتصادية عميقة.
وقالت المنظمة المعنية بمراقبة أسواق الطاقة ومقرها باريس في تقريرها الشهري بشأن النفط «الحظر الذي سيفرضه الاتحاد الأوروبي على واردات الخام والمنتجات النفطية الروسية وحظر الخدمات البحرية سيضع المزيد من الضغوط على توازنات النفط العالمية، خاصة على أسواق الديزل التي تعاني بالفعل من شح شديد».
وأضافت «قد يساعد وضع سقف مقترح لأسعار النفط في تخفيف التوترات، إلا أنه لا يزال هناك عدد لا يحصى من مواطن الغموض والتحديات اللوجيستية... حالة عدم اليقين لم يسبق أن كانت بمثل هذا المستوى».
وتوقعت تراجع إنتاج النفط الروسي إلى 1.4 مليون برميل يوميا العام المقبل بعد نفاذ حظر الاتحاد الأوروبي على صادرات الخام الروسي. وقالت الوكالة: «قد يساعد وضع سقف مقترح لأسعار النفط في تخفيف التوترات، إلا أنه لا يزال هناك عدد لا يحصى من مواطن الغموض والتحديات اللوجيستية... حالة عدم اليقين لم يسبق أن كانت بمثل هذا المستوى».
وقالت الوكالة إن من شأن إعادة توجيه طرق تدفق التجارة العالمية، في ظل سعي روسيا إلى تصدير مزيد من النفط إلى الأسواق خارج الاتحاد الأوروبي وسعي الاتحاد الأوروبي إلى شراء النفط من دول أخرى، تخفيف هذا الضغط على إمدادات النفط ومنتجاته، ولكن حجم الطلب الكبير على النفط الشحيح قد يمثل تحديا.
وأضافت الوكالة «ستكون المنافسة على براميل الديزل غير الروسية ضارية، إذ سيكون على دول الاتحاد الأوروبي الفوز بشحنات النفط من الولايات المتحدة والشرق الأوسط والهند وإبعاد المشترين المعتادين منهم».


مقالات ذات صلة

«مؤسسة النفط الهندية» تبقي على اتفاقها مع العراق

الاقتصاد مصفاة لتكرير النفط في فادينار بولاية غوجارات الغربية بالهند (رويترز)

«مؤسسة النفط الهندية» تبقي على اتفاقها مع العراق

قال مسؤول تنفيذي كبير بـ«مؤسسة النفط الهندية»، كبرى شركات التكرير بالهند، إن المؤسسة أبقت على اتفاقها السنوي لاستيراد الخام من العراق عند 21 مليون طن لعام 2025.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
الاقتصاد مصفاة نفط تابعة لـ«روسنفت» الروسية (رويترز)

تراجع العوائد الروسية من النفط والغاز بمقدار الثلث في نوفمبر

من المتوقع تراجع إيرادات روسيا من النفط والغاز في نوفمبر بما يعادل الثلث إلى 0.78 تريليون روبل (نحو 7.5 مليار دولار).

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد منصة نفط بحرية قبالة ساحل هنتنغتون بيتش بكاليفورنيا 14 نوفمبر 2024 (رويترز)

مسؤول بـ«إكسون موبيل»: منتجو النفط والغاز الأميركيون لن يزيدوا الإنتاج في ظل رئاسة ترمب

قال مسؤول تنفيذي في شركة إكسون موبيل إن منتجي النفط والغاز الأميركيين من غير المرجح أن يزيدوا إنتاجهم بشكل جذري في ظل رئاسة الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد رئيس مجلس الوزراء العراقي ونائب رئيس الوزراء الروسي ووزير الطاقة السعودي (رئاسة الحكومة العراقية)

السعودية والعراق وروسيا تشدد على أهمية الالتزام بالتخفيضات الطوعية في «أوبك بلس»

أكدت السعودية وروسيا والعراق أهمية تعاون دول «أوبك بلس» والتزامها التام بالاتفاق والتخفيضات الطوعية، بما في ذلك التخفيضات الطوعية التي اتفقت عليها الدول الـ8.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
الاقتصاد منصة نفط بحرية قبالة ساحل هنتنغتون بيتش بكاليفورنيا (رويترز)

تهديدات ترمب بفرض رسوم جمركية تضغط على أسعار النفط

انخفضت أسعار النفط يوم الثلاثاء متأثرة بارتفاع الدولار، بعد أن هدد الرئيس المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك والصين.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

وزير المالية السعودي: ميزانية العام 2025 تستهدف مواصلة التوسع في الإنفاق الاستراتيجي

وزير المالية السعودي في مؤتمره الصحافي (الشرق الأوسط)
وزير المالية السعودي في مؤتمره الصحافي (الشرق الأوسط)
TT

وزير المالية السعودي: ميزانية العام 2025 تستهدف مواصلة التوسع في الإنفاق الاستراتيجي

وزير المالية السعودي في مؤتمره الصحافي (الشرق الأوسط)
وزير المالية السعودي في مؤتمره الصحافي (الشرق الأوسط)

قال وزير المالية السعودي محمد الجدعان إن ميزانية العام 2025 تستهدف مواصلة التوسع في الإنفاق الاستراتيجي على المشاريع التنموية وفق الاستراتيجيات القطاعية وبرامج رؤية المملكة 2030، واستمرار تنفيذ البرامج والمشاريع ذات العائد الاقتصادي والاجتماعي والبيئي المستدام، وتطوير بيئة الأعمال لتعزيز جاذبيتها، والمساهمة في تحسين الميزان التجاري للمملكة، وزيادة حجم ونوع الاستثمارات المحلية والأجنبية.

وشدد في مؤتمر صحافي، عقب إقرار مجلس الوزراء ميزانية العام المالي لعام 2025، على أن الحكومة استمرت في الإنفاق التوسعي لما يحمل من أثر إيجابي للمواطن.

وأضاف أن 3.7 في المائة هو النمو المتوقع بالاقتصاد غير النفطي بنهاية 2024، موضحاً أن الأنشطة غير النفطية ساهمت في الناتج المحلي بنسبة 52 في المائة خلال النصف الأول من العام الحالي. وقال إن مساهمة النفط في الناتج المحلي اليوم هو 28 في المائة. وأضاف أن الناتج المحلي الاسمي وصل إلى 4.1 تريليون ريال.

ورأى أن مساهمة الاستثمار الخاص في الاقتصاد عملية تحتاج للوقت، مشدداً على أن المؤشرات الاقتصادية تدعو إلى التفاؤل.

وقال: «هناك قفزة بعدد الشركات الصغيرة والمتوسطة بفضل الإنفاق الحكومي... نواصل الالتزام بالتحفظ عند إعداد الميزانية وأرقام الإيرادات دليل على ذلك».

ولفت إلى أن تغيرات هيكلية في اقتصاد المملكة بدأت تظهر نتائجها، كاشفاً أن 33 في المائة هي نسبة ارتفاع في الإنفاق على الاستراتيجيات وبرامح تحقيق «رؤية 2030».