الرئيس التونسي: لا تسامح في المستقبل

توعد خصومه بأنهم «سيحترقون بالنار التي أشعلوها»

الرئيس التونسي: لا تسامح في المستقبل
TT

الرئيس التونسي: لا تسامح في المستقبل

الرئيس التونسي: لا تسامح في المستقبل

أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد أنّ تونس «ستظلّ خضراء وستزداد اخضراراً» وتوعد خصومه السياسيين بأنهم «سيحترقون بألسنة النار التي أشعلوها… هم يحرقون ونحن نزرع… وكل من بيده أعواد ثقاب وبنزين سيحترق بالنار التي يريد إشعالها»، مثمناً في المقابل ما وصفه بـ«تكاتف جهود التونسيين الذين يشعرون بالانتماء لوطنهم بعيداً عن النفاق والشقاق والتنكيل».
واعتبر سعيد بمناسبة عيد الشجرة أول من أمس، ولدى زيارته جبل «بوقرنين»، في الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية، الذي شهد سلسلة من الحرائق الصيف الماضي، أن «النيران التي اشتعلت في عدة أماكن ليست من قبيل الصدفة»، وهي تؤكد «وجود من يقف وراءها ممن لا وطنية لهم ولا انتماء لهم لتونس، ويريدون حرق البلاد». وأكد أن «الدولة قائمة والوطن سيبقى قائماً بالرغم من كل العقبات التي يريدون وضعها من حرائق وأدوية وسكّر وقهوة، وذلك بهدف ضرب الدولة».
وأضاف: «ثم يقولون انتقالاً ديمقراطياً وديمقراطية، كفى تطاولاً على الدولة، كل من تطاول على الدولة يجب أن يتحمّل مسؤوليته، ولن يقع التسامح أبداً في المستقبل مع من يتطاول على الدولة. توجد مؤسسات وهناك قانون سيطبق».
وشدد على أن الدولة التونسية «ستظل قائمة رغم كل العقبات التي يريدون وضعها في كلّ مناسبة لضربها، والإبقاء على المافيات التي استولت على مقدرات الشعب». ودعا القضاء إلى «لعب دوره التاريخي في تطهير البلاد من المجرمين الذين عبثوا بالشعب التونسي وبمقدراته»، وإلى النظر في الترشحات المقدمة من قبل ملاحقين من قبل العدالة للمنافسة على الانتخابات البرلمانية المقررة في 17ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
ويستهدف سعيد خصومه السياسيين، وفي مقدمتهم «حركة النهضة» التي يتزعمها راشد الغنوشي، الذين يصفون مشروعه السياسي بـ«الانقلاب»، ويدعون إلى استعادة المؤسسات الدستورية، وهم أعلنوا مقاطعتهم لخريطة الطريق، إثر اتخاذه قراراً بإنهاء المنظومة السياسية السابقة.
المحلل السياسي التونسي جمال العرفاوي قال لـ«الشرق الأوسط»، إن توجيه الانتقادات الرئاسية إلى الخصوم السياسيين بات من أسس سياسة قيس سعيد، فهو يعتمد على مبدأ المؤامرة التي تحوكها الأطراف السياسية المعارضة لتركيز أسس الحكم والتذكير بـ«الخظر الداهم» على تونس في ظل الأزمات الاجتماعية والاقتصادية المتتالية والمأزق السياسي، الذي تعرفه مؤسسة الرئاسة مع بقية الأطراف المعارضة.
واعتبر العرفاوي أن التونسيين تعودوا خلال السنوات الماضية، على «خطاب سعيد» منذ أن انتخب رئيساً عام 2019 لمدة خمس سنوات دستورياً سنة 2024.
على صعيد آخر، أسفر المؤتمر الوطني الثامن للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، الذي انعقد يومي السبت والأحد الماضيين في مدينة الحمامات، شمال شرقي تونس، تحت شعار «من أجل رابطة مستقلة تناضل من أجل الحقوق والحريات والمساواة» عن انتخاب هيئة مديرة جديدة متكونة من 15 عضواً، ولم يجدد جمال مسلم الرئيس السابق ترشحه.
ودعا أنس الحمايدي، رئيس جمعية القضاة التونسيين، الهيئة المديرة الجديدة للرابطة التونسية لحقوق الإنسان التي ستنبثق عن مؤتمرها الثامن، إلى أن تكون «في مستوى آمال القضاة التونسيين المعزولين» من قبل قيس سعيد، بالدفاع عن ملفهم لاسترداد حقوقهم والعودة إلى وظائفهم، وتنفيذ قرار المحكمة الإدارية الصادر لفائدتهم والذي أبطل القرار الرئاسي.
يذكر أن الرئيس التونسي قد أقال 57 قاضياً تونسياً خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي، بعد حل المجلس الأعلى للقضاء المنتخب وتشكيل مجلس قضائي مؤقت اختار بنفسه معظم أعضائه، وهو ما خلف حالة استياء عميق في صفوف القضاة التونسيين وأثار مخاوفهم بشأن استقلالية السلطة القضائية.


مقالات ذات صلة

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

العالم العربي القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

كشفت مصادر ليبية ومصرية متطابقة لـ«الشرق الأوسط» عن سلسلة اتصالات، ستجريها القاهرة مع السلطات في شرق ليبيا، بما في ذلك مجلس النواب و«الجيش الوطني»، لإطلاع المعنيين فيهما على نتائج زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى تركيا أخيراً. وأدرجت المصادر هذه الاتصالات «في إطار التنسيق والتشاور بين السلطات المصرية والسلطات في المنطقة الشرقية». ولم تحدد المصادر توقيت هذه الاتصالات، لكنها أوضحت أنها تشمل زيارة متوقعة إلى القاهرة، سيقوم بها عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، والمشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني». وكان خالد المشري رئيس المجلس الأعلى الدولة الليبي، ناقش مساء السبت مع وزير الخارجية ا

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

أعلنت الحكومة الجزائرية عن «خطة عاجلة» لوقف نزيف الأطباء الذين يهاجرون بكثرة، كل عام، إلى أوروبا وبخاصة فرنسا، بحثاً عن أجور عالية وعن ظروف جيدة لممارسة المهنة. وتفيد إحصاءات «مجلس أخلاقيات الطب»، بأن 15 ألف طبيب يشتغلون في المصحات الفرنسية حالياً، وقد درسوا الطب في مختلف التخصصات في الجزائر. ونزل موضوع «نزيف الأطباء» إلى البرلمان، من خلال مساءلة لوزير الصحة وإصلاح المستشفيات عبد الحق سايحي، حول ما إذا كانت الحكومة تبحث عن حل لهذه المشكلة التي تتعاظم من سنة لأخرى.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
العالم العربي تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

يبدأ وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم زيارة إلى تونس تستمر حتى الأربعاء بدعوة من نظيره التونسي نبيل عمار، لإعلان استكمال المراحل المؤدية إلى إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين، والبحث في كثير من الملفات الشائكة والعالقة على رأسها ملف الإرهاب، واستقبال الساحة السورية لآلاف من الشباب التونسيين المنضوين في صفوف التنظيمات الإرهابية. وأوردت مختلف وسائل الإعلام التونسي أخباراً حول الزيارة، وبقراءات عدة، من بينها التأكيد على أنها «ترجمة للتوازنات الجيوسياسية الإقليمية التي تعرفها المنطقة العربية، ومن بينها السعي نحو عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية». وكانت مؤسسة الرئاسة التونسية صورت عودة ا

المنجي السعيداني (تونس)
العالم العربي المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

دعت «الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بالمغرب» -أحد ممثلي ناشري الصحف في البلاد- أعضاء البرلمان بغرفتيه (مجلس النواب ومجلس المستشارين)، إلى إسقاط مشروع قانون صادقت عليه الحكومة، يقضي بإنشاء لجنة مؤقتة لتسيير «المجلس الوطني للصحافة» المنتهية ولايته، بدل إجراء انتخابات. وجاءت هذه الدعوة في وقت ينتظر فيه أن يشرع مجلس النواب في مناقشة المشروع قريباً. وذكر بيان لـ«الفيدرالية» مساء السبت، أنه تلقى «بارتياح، التصدي القوي والتلقائي لهذا المشروع من طرف الرأي العام المهني، والمجتمع المدني، وفاعلين جمعويين وسياسيين، وشخصيات مشهود لها بالنزاهة والكفاءة»، معتبراً: «إن هذا الموضوع لا يهم باستهداف منظمات مهن

«الشرق الأوسط» (الرباط)
العالم العربي باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

قال فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الليبية، إنه باقٍ في منصبه «إلى أن تتفق الأطراف الليبية كافة على قوانين انتخابية يُرحب بها دولياً، والبدء في الإعلان عن مواعيد محددة للاستحقاق الانتخابي...

جاكلين زاهر (القاهرة)

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.