إبراهيموفيتش: أحب الكتابة... وأرشح الأرجنتين للفوز بكأس العالم

زلاتان إبراهيموفيتش (أ.ف.ب)
زلاتان إبراهيموفيتش (أ.ف.ب)
TT
20

إبراهيموفيتش: أحب الكتابة... وأرشح الأرجنتين للفوز بكأس العالم

زلاتان إبراهيموفيتش (أ.ف.ب)
زلاتان إبراهيموفيتش (أ.ف.ب)

كشف نجم كرة القدم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، عن تعلقه بالكتب والكتابة ورغبته المتواصلة في تحويل أفكاره إلى مؤلفات.
وقال إبراهيموفيتش، خلال مشاركته بمعرض الشارقة الدولي للكتاب بالإمارات: «عند الحديث عن الكتب التي أفضل قراءتها، فأنا بكل تأكيد أقرأ كتباً حول كرة القدم، وأحب الكتب التي تروي سير وقصص حياة الأشخاص المؤثرين والناجحين، كما أنني أحب الكتابة، فقد كتبت حتى الآن ثلاثة كتب».
وأوضح، في بيان أصدره المعرض اليوم الاثنين، أنه سيحول كتابه «أنا زلاتان إبراهيموفيتش» إلى فيلم سينمائي وسيشارك في أداء دور البطولة فيه، مضيفا «حين أصدرت كتابي الأول قالت لي الناس عليك أن تبدأ بتأليف الكتب بعدما تنهي مهمتك الكروية، لكني قلت: لا يمكنني الآن، رغم أني واصلت الكتابة ولا أزال أكتب».
وأعرب عن أمله في العودة بسرعة للملاعب، كاشفاً عن أنه لم يعتزل بعد وما زال قادراً على إحداث الفارق، وأكد أنه سيظل يمارس كرة القدم في الملاعب دون التقيد بسن معينة، ما دام كان قادراً على العطاء، حتى لو امتد ذلك لعام 2058.
وأشار إلى أنه لم يقرر التوقف عن ممارسة كرة القدم في الملاعب حتى الآن ولم يحن الوقت للبدء بالعمل الإداري بعد.
وتحدث إبراهيموفيتش عن جانب من حياته الشخصية قائلاً: «أعتقد أنني جئت من بيئة مختلفة، وتعودت على الانضباط، فقد اتبعت هذا المبدأ وأعيش بهذه الشخصية والعقلية القوية المضادة للرصاص، وهذا الأمر أخذ مني وقتاً طويلاً ومجهوداً كبيراً لأنجز الأشياء التي أحددها دون استسلام، كما أحرص على تطوير عقليتي وذهني وأؤمن بالعمل الجاد».
وكشف إبراهيموفيتش عن أن المدافع الإيطالي الأسطورة باولو مالديني هو أفضل مدافع لعب ضده نظراً لما يتمتع به من مهارات تجعله مدافعاً متكاملاً يتوقع الأشياء قبل أن تحدث، بما يجعله مدافعاً خاصاً قادراً على قراءة المباراة، لذلك فهو يعتبر «أسطورة». وأكد أن بيب غوارديولا مدرب رائع، أما عن ميسي وكريستيانو رونالدو فقال: «حينما نصل إلى مستوى معين نظل نتنافس على القمة بشكل أسبوعي، لذلك فالخيار يكون متروكاً للجمهور وهو الذي يختار الأفضل». وتابع: «أعتقد أن العديد يسألون ما هو الشيء المثالي بالنسبة لي، وإجابتي هي أن تبني على الأخطاء التي ترتكبها؛ فما زلنا نرتكب الأخطاء ونتعلم منها أكثر حتى نصل إلى النجاح، وفي كرة القدم ما يحدث لا بد أن يحدث فما زلنا نرتكب الأخطاء لأنها جزء من الحياة، وربما قمت باختيار خاطئ ومن ثم علي أن أتقبل ما حدث من وراء هذا الاختيار».
أما عن كأس العالم المقبل قال: «لو رشحت فريقاً للفوز بالبطولة المقبلة فسيكون منتخب الأرجنتين، لأنني كلي أمل أن أرى ميسي يحمل كأس العالم، فهذه هي الكأس الوحيدة التي لم يحملها بعد».
وعن علاقته بالجمهور أوضح إبراهيموفيتش: «كرياضي أعتبر أن 50 في المائة مما أقوم به هو العمل من أجل الجماهير وما نفعله هو من أجلهم»، لافتاً إلى أن كل بطولة دوري لها سمتها، فالدوري الإنجليزي يعتبر الأفضل حالياً لما يمتاز به من السرعة، وكذلك الدوري الإسباني يتميز بالفنيات العالية، أما الإيطالي فيعتمد على التكتيك، موضحاً أنه لعب في كل هذه الدوريات وفاز بجوائز في كل منها. وقال: «حينما صرت أباً أصبحت أكثر هدوءاً في لعب كرة القدم، وحينما تأتي إلى البيت وترى أطفالك فأنت تأتي بمزاج مختلف»، مؤكداً أن هناك خوفا على المستقبل لأنه كلاعب كرة قدم ظل في القمة لمدة 20 عاماً، لكن حينما يصل إلى الخط النهائي لا يعرف ماذا ينتظره على الطرف الآخر، ويشعر بالخوف من ذلك.
وعن المرحلة المقبلة في حياته قال: «أعتقد أن العروض ستكون كثيرة، ولكن إذا كنت سأذهب إلى اتجاه معين، فلا أريد أن أكون عادياً وأن أحدث فارقاً... فمثلاً أتحدث عن التمثيل وأنا تواق لفكرة التمثيل، وذلك سيكون فصلاً جميلاً في حياتي، وأمتلك بالفعل الكثير من العروض».



من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.