رئيس الوزراء العراقي يحدد مسار حكومته بخمس أولويات عاجلة

السوداني قال إن اغتيال المواطن الأميركي عمل مقصود

رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني (رويترز)
رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني (رويترز)
TT

رئيس الوزراء العراقي يحدد مسار حكومته بخمس أولويات عاجلة

رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني (رويترز)
رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني (رويترز)

قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إن التجارب لم تعد ممكنة، وبقدر ما توجد أمامنا فرص نجاح فإن هناك تحديات. وأوضح في لقاء له أمس السبت مع جمع من الإعلاميين والمحللين السياسيين حضرته «الشرق الأوسط» أن «المجتمع الإقليمي والدولي داعم لهذه الحكومة وقد تم التعبير عن هذا الدعم بسلسلة المواقف المؤيدة عبر الاتصالات والبيانات واللقاءات وهو أمر سوف يصب في المصالح المشتركة للعراق ومحيطه الإقليمي والدولي». وفيما بين أن «فرص النجاح تتمثل الآن في وجود وفرة مالية تساعد على تحقيق منجزات وفق خطط مدروسة فضلا عن الاستقرار السياسي والأمني والأغلبية البرلمانية» فإنه عد أن «عملية اغتيال المواطن الأميركي عمل مقصود وهو ما لا يمكن أن أسمح به». موضحا أنه شخصيا يتابع مجريات التحقيق بشكل يومي. وبين السوداني أنه «باتت لدى الأجهزة المعنية بالتحقيق خيوط يمكن أن تؤدي إلى الاستدلال على الجناة فإن مصداقية الحكومة تتمثل في الإعلان عنهم وتقديمهم للعدالة وهو أمر لا يمكن أن نتهاون فيه». وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية التي سوف تنتهجها حكومته قال السوداني إن «سياستنا الخارجية سوف تبنى على مبدأ المصالح المشتركة وهو الخط العام فضلا عن أهمية توحيد خطابنا السياسي الداخلي بحيث يكون خطاب دولة موحدا». وأكد أن «من بين الأمور التي سوف تحدد طبيعة علاقتنا الخارجية هي طريقة استرداد أموال العراق المهربة الموجودة خارج العراق في العديد من الدول وفي ضوء تعاون هذه الدول معنا في استرداد تلك الأموال سوف تتحدد طبيعة علاقتنا».
وفيما يتعلق بأولويات حكومته قال السوداني إن «هناك 5 أولويات لحكومتي وقد باشرنا الإجراءات الخاصة بذلك ووضعنا الخطط اللازمة وسوف نعلن قريبا عن بعضها». وأورد الأولويات الخمس وهي أولا «معالجة خط الفقر حيث إن هناك شريحة كبيرة من المواطنين العراقيين تحتاج أوضاعها المعيشية اليومية إلى معالجات سريعة لا يمكن للمواطن الفقير أن ينتظر ما يمكن أن تقوم به الدولة من خطط وإصلاحات لأنها تستغرق وقتا» كاشفا عن أنه سوف يتخذ قرارات خاصة «لدعم الشرائح الفقيرة لكونها غير قابلة للتأجيل». أما الأولوية الثانية فهي «فرص العمل وهي من المسائل الموروثة منذ سنوات وهناك قرارات صدرت منذ عام 2019 ولكنها لم تنفذ لأسباب مختلفة وهو ما يتوجب علينا معالجته والانتهاء منه لكي لا تتراكم». وعد السوداني أن «الخدمات لا سيما العاجلة منها هي الأولوية الثالثة من أولويات حكومتي والتي يتمثل بعضها في أهمية إنجاز المشاريع المتلكئة والتي تحتاج إلى نحو 36 ترليون دينار عراقي (نحو 30 مليار دولار أميركي) فضلا عن أموال مرصودة للمحافظات ضمن قانون الأمن الغذائي وهو ما من شأنه تحقيق منجز في وقت قياسي». وفي الوقت الذي عد فيه رئيس الوزراء العراقي أن الإصلاحات الاقتصادية «هي بمثابة الأولوية الرابعة» فإن مكافحة الفساد هي «الأولوية الخامسة من أولويات الحكومة». وفي سياق الإصلاحات الاقتصادية قال السوداني إن «من متطلبات ذلك إنشاء صندوق العراق للتنمية فضلا عن تشجيع القطاع الخاص على التنفيذ المباشر للمشاريع بما في ذلك تنفيذ إنشاء 8 آلاف مدرسة يحتاج إليها العراق اليوم». وفيما يتعلق بمكافحة الفساد أكد أن «محاربة الفساد تحتاج إلى قرار وإرادة في التنفيذ كما تحتاج إلى مصارحة فضلا عن الاستمرارية في طريقة التعامل معه وليس مجرد فورة». وبشأن العلاقة مع الشركاء السياسيين قال إن «الائتلاف الذي يدعم الحكومة ائتلاف كبير يتكون من نحو 280 نائبا وبالتالي فإن مستلزمات النجاح متوفرة إلى حد كبير».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
TT

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)

قال مسؤول دفاعي أميركي كبير إن قائداً كبيراً في «حزب الله» اللبناني كان قد ساعد في التخطيط لإحدى أجرأ وأعقد الهجمات ضد القوات الأميركية، خلال حرب العراق، قُتل في غارة إسرائيلية على سوريا.

واعتقلت القوات الأميركية علي موسى دقدوق، بعد مداهمة عام 2007، عقب عملية قتل فيها عناصرُ يتنكرون في صورة فريق أمن أميركي، خمسة جنود أميركيين. ووفقاً لموقع «إن بي سي» الأميركي، أطلقت السلطات العراقية سراحه لاحقاً.

وأضاف المسؤول الدفاعي الأميركي، وفق ما نقل عنه موقع «إن بي سي»، أن تفاصيل الضربة الجوية الإسرائيلية غير معروفة، متى حدثت، وأين وقعت في سوريا، وهل كان هدفها دقدوق تحديداً.

الغارة المعقدة، التي ساعد دقدوق في التخطيط لها، حدثت في مجمع عسكري مشترك أميركي-عراقي في كربلاء، في 20 يناير (كانون الثاني) 2007.

تنكَّر مجموعة من الرجال في زي فريق أمن عسكري أميركي، وحملوا أسلحة أميركية، وبعضهم كان يتحدث الإنجليزية، ما جعلهم يَعبرون من عدة نقاط تفتيش حتى وصلوا قرب مبنى كان يأوي جنوداً أميركيين وعراقيين.

كانت المنشأة جزءاً من مجموعة من المنشآت المعروفة باسم «محطات الأمن المشترك» في العراق، حيث كانت القوات الأميركية تعيش وتعمل مع الشرطة والجنود العراقيين. كان هناك أكثر من عشرين جندياً أميركياً في المكان عندما وصل المسلّحون.

حاصرت العناصر المسلّحة المبنى، واستخدموا القنابل اليدوية والمتفجرات لاختراق المدخل. قُتل جندي أميركي في انفجار قنبلة يدوية. بعد دخولهم، أَسَر المسلّحون جندين أميركيين داخل المبنى، واثنين آخرين خارج المبنى، قبل أن يهربوا بسرعة في سيارات دفع رباعي كانت في انتظارهم.

طاردت مروحيات هجومية أميركية القافلة، ما دفع المسلّحين لترك سياراتهم والهروب سيراً على الأقدام، وخلال عملية الهرب أطلقوا النار على الجنود الأميركيين الأربعة.

وفي أعقاب الهجوم، اشتبه المسؤولون الأميركيون بأن المسلّحين تلقّوا دعماً مباشراً من إيران، بناءً على مستوى التنسيق والتدريب والاستخبارات اللازمة لتنفيذ العملية.

وألقت القوات الأميركية القبض على دقدوق في مارس (آذار) 2007. وكما يذكر موقع «إن بي سي»، أثبتت أن «فيلق القدس»، التابع لـ«الحرس الثوري الإيراني»، كان متورطاً في التخطيط لهجوم كربلاء. واعترف دقدوق، خلال التحقيق، بأن العملية جاءت نتيجة دعم وتدريب مباشر من «فيلق القدس».

واحتجز الجيش الأميركي دقدوق في العراق لعدة سنوات، ثم سلَّمه إلى السلطات العراقية في ديسمبر (كانون الأول) 2011.

وقال المسؤول الأميركي: «قالت السلطات العراقية إنها ستحاكم دقدوق، لكن جرى إطلاق سراحه خلال أشهر، مما أثار غضب المسؤولين الأميركيين. وعاد للعمل مع (حزب الله) مرة أخرى بعد فترة وجيزة».