النفط يقفز مع انحسار مخاوف الركود والقيود

المكاسب تخطت 3% خلال التداولات

مضخات نفطية في مقاطعة نيوكوين الأرجنتينية (رويترز)
مضخات نفطية في مقاطعة نيوكوين الأرجنتينية (رويترز)
TT

النفط يقفز مع انحسار مخاوف الركود والقيود

مضخات نفطية في مقاطعة نيوكوين الأرجنتينية (رويترز)
مضخات نفطية في مقاطعة نيوكوين الأرجنتينية (رويترز)

قفزت أسعار النفط يوم الجمعة أكثر من 3 في المائة مع انحسار المخاوف من حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة، لتعوض غالبية التراجعات خلال الأسبوع، مع قفزة في حالات الإصابة بـ«كوفيد – 19» في الصين، أكبر مستورد للنفط، ما يهدد بضعف الطلب على الوقود.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 2.84 دولار، أو 3.03 في المائة، إلى 96.51 دولار للبرميل بحلول الساعة 1024 بتوقيت غرينتش، لتواصل صعوداً 1.1 في المائة بالجلسة السابقة. وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 2.88 دولار أو 3.33 في المائة إلى 89.35 دولار للبرميل، بعد صعودها 0.8 في المائة في الجلسة السابقة. ومنذ بداية الأسبوع، انخفض الخام الأميركي بأكثر من 6 في المائة، بينما هبط برنت نحو 5 في المائة.
وقال محللون إن أسعار النفط انتعشت يوم الجمعة مع انخفاض الدولار بعد أن أظهرت بيانات الخميس أن التضخم الأميركي كان أضعف من المتوقع، ما حدّ من توقعات الرفع الحاد لأسعار الفائدة. ويعزز ضعف الدولار الأميركي الطلب على النفط، لأنه يجعله أرخص للمشترين من حائزي العملات الأخرى.
لكن المحليين قالوا إن الخطر الذي لا تزال الصين تمثله على الطلب حد من مكاسب الأسعار، مع ارتفاع حالات الإصابة بـ«كوفيد – 19» في قوانغتشو، وهي مركز تصنيع في البلاد؛ حيث طلبت السلطات من السكان العمل من المنزل. وقال محللو «إيه.إن.زد ريسيرش» في مذكرة إنه «إلى جانب العمل من المنزل، الذي يقلل التنقل والطلب على الوقود، ظل السفر عبر الصين ضعيفاً، إذ يخشى السكان أن يعلقوا في مناطق الحجر الصحي».
وكانت آمال في أن تخفف الصين سياسة عدم انتشار فيروس كورونا قد أدت إلى انتعاش النفط الأسبوع الماضي، لكن تصريحات مسؤولي الصحة هذا الأسبوع أوضحت أنهم سيواصلون التصدي بحزم لأي تفشٍّ.
من جهة أخرى، تبدو أزمة الطاقة الأوروبية في طريقها لمزيد من التفاقم، إذ تصاعد خلاف تجاري بشأن الغاز الطبيعي، ليتحول إلى صراع دبلوماسي بين برلين ونيودلهي؛ حيث إن أزمة الطاقة في أوروبا، تتسبب في خسائر متزايدة للدول النامية.
وتم استدعاء دبلوماسيين لمحاولة تسوية خلاف بشأن قطع إمدادات الغاز الطبيعي المسال، إلى الهند، من قبل شركة ألمانية مدعومة من الدولة، طبقاً لمصادر مطلعة، طلبت عدم الكشف عنها، نظراً لسرية هذه المسألة، حسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء يوم الجمعة.
كانت إمدادات الغاز من شركة «جي.إم.بي.إتش» الألمانية لشركة «جي.إيه.آي. إل إنديا» الهندية قد توقفت منذ مايو (أيار) الماضي، بعد العقوبات التي فرضتها موسكو على المجموعة، والتي جعلت من المستحيل الحصول على شحنات من روسيا. وذكر أحد المصادر المطلعة أن الهند تقترح أن تجد الشركة مصدراً لإمدادات بديلة، للوفاء بالالتزامات التعاقدية.
كان الارتفاع العالمي في تكاليف الغاز الطبيعي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، قد أضر بالدول الناشئة، الحساسة لأسعار الغاز، بشكل كبير.


مقالات ذات صلة

تقلبات اليورو تهدد الاستقرار العالمي

الاقتصاد مسؤول في البنك المركزي النمساوي يتسلم أوراقاً نقدية جديدة من فئة 200 يورو (رويترز)

تقلبات اليورو تهدد الاستقرار العالمي

مع اقتراب اليورو من أسوأ شهر له منذ أوائل 2022، يحذر المحللون من أن التقلبات الحادة في العملة قد تصبح المصدر القادم لعدم الاستقرار بالأسواق العالمية.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد مبنى «البنك المركزي الأوروبي» في فرنكفورت بألمانيا (رويترز)

الرسوم الجمركية تهدد النمو الاقتصادي... و«المركزي الأوروبي» يحذّر من تداعيات الحرب التجارية

أشار صناع السياسة في «البنك المركزي الأوروبي»، يوم الثلاثاء، إلى أن أسعار الفائدة بمنطقة اليورو ستستمر في الانخفاض، مع القضاء على التضخم إلى حد كبير.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت (ألمانيا) - لشبونة)
الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أشخاص يقومون بتعديل لافتة خارج مكان انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (أ.ب)

أذربيجان تحذر: «كوب 29» لن ينجح دون دعم «مجموعة العشرين»

استؤنفت محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، يوم الاثنين، مع حث المفاوضين على إحراز تقدم بشأن الاتفاق المتعثر.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد سفينة شحن في نهر ماين أمام أفق مدينة فرنكفورت الألمانية (رويترز)

«المركزي الألماني»: خطط ترمب الجمركية نقطة تحول في التجارة العالمية

أعرب رئيس البنك المركزي الألماني عن خشيته من حدوث اضطرابات في التجارة العالمية إذا نفّذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خططه الخاصة بالتعريفات الجمركية.

«الشرق الأوسط» (برلين)

الصين تعمل على ترقية شبكة الاتصالات إلى الجيل «الخامس-إيه»

صينيون في متنزه بالعاصمة بكين (أ.ف.ب)
صينيون في متنزه بالعاصمة بكين (أ.ف.ب)
TT

الصين تعمل على ترقية شبكة الاتصالات إلى الجيل «الخامس-إيه»

صينيون في متنزه بالعاصمة بكين (أ.ف.ب)
صينيون في متنزه بالعاصمة بكين (أ.ف.ب)

كشفت الصين عن مسودة مبادئ توجيهية لبناء البنية التحتية للبيانات في البلاد، بما في ذلك ترقية شبكة الجيل الخامس للاتصالات إلى مستوى الجيل «الخامس-إيه»، وتعزيز أعمال البحوث والتنمية والابتكار المتعلقة بالجيل السادس، حسب ما أوردته وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، يوم الأربعاء.

وجاء في الوثيقة الصادرة عن الهيئة الوطنية للبيانات مؤخراً، أن الصين ستعمل على تحقيق التوازن في نشر بوابات الاتصالات الدولية عبر مناطقها الشرقية والوسطى والغربية، وتوسيع قنوات المعلومات الدولية عبر الغواصات والكابلات الأرضية، وإنشاء شبكة إنترنت عبر الأقمار الاصطناعية تدمج المرافق الفضائية والأرضية.

كما جاء في المبادئ التوجيهية أن الصين ستسهّل التدفق الحر للبيانات على نطاق واسع ومنخفض التكلفة وآمن، وستعمل على تشجيع الصناعات واستكشاف بنية تحتية تكنولوجية جديدة بنشاط في مجالات، مثل: سلاسل الكتل، والحوسبة التي تحافظ على الخصوصية؛ بهدف توفير بيئة توصيل بيانات منخفضة التكلفة وفعّالة وموثوقة لكل من المعاملات المركزية واللامركزية.

وتخطّط الدولة لتعزيز التطبيق المبتكر لتقنيات الشبكات الناشئة، وخفض تكلفة نقل البيانات بين مناطقها الشرقية والغربية، حسب «شينخوا». وتتفوّق شبكة «الجيل الخامس-إيه» على نظيرتها «الجيل الخامس» الحالية، من حيث السرعة وزمن الانتقال ونطاق الاتصال واستهلاك الطاقة، ويمكنها تحقيق مستوى ذروة معدل البيانات من 10 غيغابت في الثانية للتنزيل وغيغابت واحد في الثانية للتحميل، فضلاً عن زمن انتقال على مستوى الميلي ثانية والاتصال منخفض التكلفة لإنترنت الأشياء. وقد بدأت مدن، مثل: بكين وشانغهاي، بالفعل في تقديم خدمات شبكة «الجيل الخامس-إيه» في بعض الأحياء.

وفي سياق منفصل، أظهرت بيانات من شركة أبحاث تابعة للحكومة الصينية صدرت يوم الأربعاء، أن مبيعات الهواتف الذكية ذات العلامات التجارية الأجنبية، بما في ذلك «آيفون» من إنتاج شركة «أبل»، انخفضت في الصين بنسبة 44.25 في المائة على أساس سنوي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأظهرت الحسابات المستندة إلى البيانات الصادرة عن أكاديمية الصين لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، أن مبيعات الهواتف ذات العلامات التجارية الأجنبية في الصين انخفضت إلى 6.22 مليون وحدة خلال الشهر الماضي، من 11.149 مليون وحدة قبل عام.

وبوصفها أكبر شركة تصنيع هواتف أجنبية في سوق الهواتف الذكية في الصين، يلعب أداء «أبل» دوراً مهماً في البيانات الإجمالية عن مبيعات الهواتف ذات العلامات التجارية الأجنبية في البلاد.

وطرحت شركة «أبل» طرازات «آيفون 16» في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكن ميزة الذكاء الاصطناعي التي تحظى بترويج واسع النطاق في الصين لن تكون متاحة إلا العام المقبل، ولم تعلن «أبل» بعد شريكاً للذكاء الاصطناعي في السوق الصينية. وأظهرت البيانات أن مبيعات الهواتف الإجمالية في الصين زادت بنسبة 1.8 في المائة إلى 29.67 مليون وحدة في أكتوبر.