كشفت هيلة المكيرش الأمين العام لمجلس شؤون الأسرة في السعودية، لـ«الشرق الأوسط»، أن الجهات التشريعية بصدد اعتماد سياسة جديدة للتنمر، ستصدر قريبًا، مؤكدة أن تنفيذها سيكون إلزامياً في جميع المنشآت التي تنفذ أنظمة خاصة بالطفل كالمدراس والمستشفيات والمراكز الرافدة التي تتعامل مع الطفل، وذلك بمتابعة من المجلس.
وأوضحت المكيرش أن المجلس يترأس اللجنة الخاصة باعتماد سياسة التنمر، والتي تشارك فيها 5 جهات، وهي وزارات «الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والتعليم، والصحة»، وهيئة حقوق الإنسان، مضيفةً أن السياسة تعنى بجميع الضوابط التي تحمي الطفل من جميع الأشكال التي يتعرض فيها للإيذاء أو التقليل من قدره أو قيمته أو مهاجمته لفظيا أو معنويا، سواءً كان ذلك في المدارس أو الأماكن العامة أو الأماكن التي يوجد فيها الطفل.
وأشارت، إلى أن أهمية وجود سياسة خاصة بالتنمر لدى الأطفال، تكمن في أن الطفولة هي مرحلة بناء وتأسيس شخصية الإنسان، لذلك حرص المجلس على التركيز على إصدار هذه السياسة للحد من حالات التنمر خاصةً في مرحلة الطفولة، لافتةً إلى أنه موجود في عدة مدارس سعودية، كما يعاني منه الأطفال والكبار في كل أنحاء العالم.
وبيّنت الأمين العام، أن أحد مسارات عمل المجلس الأساسية هو مراجعة التشريعات والأنظمة الخاصة بكل فئات الأسرة كالمرأة والطفل وكبار السن والمشاركة في تنفيذها ومتابعتها، بالإضافة إلى استقطاب خبراء لمراجعتها وتقديم مرئياته للجهات المنفذة والمشرعة، لافتةً إلى أنه شارك خلال الفترة السابقة في إعداد أنظمة «حقوق كبار السن، والحماية من الإيذاء، وحماية الطفل والمرأة».
وبحسب دراسة أعدها مركز الملك عبد الله للأبحاث، تشير الإحصاءات إلى أن نسبة التنمر تبلغ 47 في المائة عند الأطفال، و25 في المائة عند المراهقين. ووفقاً لتقرير آخر أصدرته اللجنة الوطنية للطفولة في السعودية، فإن 57.1 في المائة من الفتيان، و42.9 في المائة من الفتيات يعانون من التنمر بالمدارس. كما أظهرت دراسة مسحية أعدها برنامج الأمان الأسري بوزارة الحرس الوطني بالتعاون مع وزارة التعليم، حول العنف بين الأقران (التنمر)، أن نحو 32.9 في المائة من الطلاب يتعرضون للعنف من الأقران أحياناً، و15 في المائة من الطلاب يتعرضون للتنمر باستمرار.
وفي سياقٍ متصل، نظّم مجلس شؤون الأسرة اليوم الجمعة، ملتقى الطفولة 2022، تحت عنوان «مستقبلنا بين أيدينا»، بحضور عدد من المختصين في مجال الطفولة، الذين استعرضوا عددًا من المحاور ذات الأهمية والأولوية للطفل. كما استضاف الملتقى أطفال السعودية الموهوبين والفائزين بجوائز محلية وإقليمية ودولية، للحديث عن إنجازاتهم، والعوامل التي مكّنتهم من تحقيق النجاحات ليكونوا نموذجاً لإلهام الأطفال الآخرين في تحقيق أهدافهم. وأقيم على هامشه معرض مصاحب يحتوي على عشرين ركناً تعريفياً للجهات ذات الاختصاص لتقدّم خدماتها وخبراتها في مجال الطفولة للزوّار.
السعودية: سياسة جديدة للتنمر في طريقها للاعتماد
السعودية: سياسة جديدة للتنمر في طريقها للاعتماد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة