جلسة «الحياد الصفري»: «الحلول المتطرفة» ليست في مصلحة العالم

ضمن «مبادرة السعودية الخضراء»

المشاركون في جلسة «الحياد الصفري» (الشرق الأوسط)
المشاركون في جلسة «الحياد الصفري» (الشرق الأوسط)
TT

جلسة «الحياد الصفري»: «الحلول المتطرفة» ليست في مصلحة العالم

المشاركون في جلسة «الحياد الصفري» (الشرق الأوسط)
المشاركون في جلسة «الحياد الصفري» (الشرق الأوسط)

«كيف يمكن تحقيق (الحياد الصفري) من الكربون دون أن يهدد ذلك المتطلبات الوطنية والدولية من النفط؟»، كان هذا هو المحور الرئيسي لجلسة «الحياد الصفري» التي عُقدت ضمن فعاليات «مبادرة السعودية الخضراء»، والتي أكدت على أنه «لا مجال لطرح (حلول متطرفة) تضر بمصلحة العالم، في ضوء ازدياد الطلب على النفط؛ إذ لا يزال النفط والغاز يمثلان 98 في المائة من إجمالي الطاقة المستخدمة في العالم، في مقابل 2 في المائة فقط للطاقات المتجددة».
واتفق المشاركون خلال الجلسة الحوارية التي أدارتها أنجيلا ويلكنسون، الأمين العام والرئيس التنفيذي لمجلس الطاقة العالمي، على «أهمية تطوير التكنولوجيات الملائمة التي تساعد على تخفيف الانبعاثات، وتحقيق التوازن بين الوقود الأحفوري والطاقات المتجددة، والاقتصاد الكربوني الدائري، وأن تكون مبادرات (الحياد الصفري) عالمية، لتحقيق هذا الهدف على المستوى العالمي».
وقال اللورد أدير تيرنر، رئيس لجنة انتقالات الطاقة بالمملكة المتحدة، إن «إزالة الكربون من إنتاج الطاقة الكهربائية يمكن أن يساعد في بلوغ أهداف (الحياد الصفري) سريعاً»، مطالباً بـ«تطوير التكنولوجيات التي يمكن أن تساعد في ذلك».
ويتضامن مع ذلك «ضرورة السعي إلى الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة». وقال: «أنتم في منطقة الشرق الأوسط أكثر حظاً في العالم بأن لديكم وقوداً أحفورياً ومصادر للطاقة المتجددة».
واتفق لورينزو سيمونيلي، الرئيس التنفيذي لشركة «بيكر هيوز» الأميركية، مع ما ذهب إليه تيرنر، مؤكداً أن «التكنولوجيا المطلوب تطويرها لا يجب أن تركز على نوع معين من الوقود، بل يجب أن تشمل كل الأنواع»، مضيفاً: «توسيع النطاق والتكرار مهم لتحقيق نتيجة سريعة».
وفي سياق ليس ببعيد أيضاً عن التكنولوجيا، ركزت جينيفر هولمغرين، الرئيس التنفيذي لشركة «لانزاتيك» الأميركية، على الاقتصاد الدائري للكربون، وأهمية تحويل انبعاثات الكربون إلى إيثانول يستخدم في وقود الطائرات.
وطالبت بتسريع وتيرة الإنجاز في هذا الملف المهم، رغم «اعترافها بوجود عقبات تمويلية». وقالت: «هذا طريق مهم إذا أردنا تحقيق (الحياد الصفري)، بالإضافة إلى تحقيق التوازن بين الوقود الأحفوري ومصادر الطاقة المتجددة الأخرى».
والتقط جاريد دانيلز، الرئيس التنفيذي للمعهد العالمي لاحتجاز الكربون وتخزينه، بعداً آخر يركز على التعاون العالمي في هذا المجال، مؤكداً «حاجة العالم إلى العمل معاً لتحقيق (الحياد الصفري)». وقال: «علينا أن نبدأ الآن؛ لأن الوقت ليس في صالحنا».
من جانبه، قال فهد العجلان، رئيس «مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية»، إن «جميع هذه الحلول وغيرها يحتاج إلى سياسات طويلة وقصيرة الأجل تضع الأهداف وتسعى لتحقيقها»، لافتاً إلى أن «(مبادرة السعودية الخضراء) تعكس سياسة واضحة من المملكة لتحقيق (الحياد الصفري)».
وعرض عبد الرحمن الفقية، الرئيس التنفيذي لـ«الشركة السعودية للصناعات الثقيلة» (سابك)، تجربة شركته في تطوير التكنولوجيات الجديدة التي تساهم في تحقيق هدف «الحياد الصفري»، ومنها تشغيل الأفران الخاصة بالشركة بالكهرباء، بدلاً من الوقود الأحفوري.


مقالات ذات صلة

أنشطة منزلية تزيد من تعرضك للجزيئات البلاستيكية الضارة... تعرف عليها

يوميات الشرق عرض جزيئات بلاستيكية دقيقة تم جمعها من البحر باستخدام مجهر بجامعة برشلونة (أرشيفية - رويترز)

أنشطة منزلية تزيد من تعرضك للجزيئات البلاستيكية الضارة... تعرف عليها

حذر علماء من أن الأنشطة المنزلية اليومية مثل طي الملابس والجلوس على الأريكة قد تنبعث منها سحب من البلاستيك الدقيق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد رئيس «كوب 29» مختار باباييف يصفق خلال الجلسة العامة الختامية لقمة الأمم المتحدة للمناخ (أ.ب)

«كوب 29» يسدل ستاره بالاتفاق على تمويل مناخي بـ300 مليار دولار

اتفقت دول العالم، بعد أسبوعين من المفاوضات الشاقة، على هدف تمويل سنوي بقيمة 300 مليار دولار لمساعدة الدول الأكثر فقراً على مواجهة آثار تغير المناخ.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)

أميركا وأوروبا ودول أخرى ترفع التمويل المناخي للدول النامية إلى 300 مليار دولار

وافق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى خلال قمة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ (كوب29) على زيادة عرضها لهدف التمويل العالمي إلى 300 مليار دولار

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيطر الخلاف على اليوم الختامي لـ«كوب 29» حيث عبرت جميع الأطراف عن اعتراضها على «الحل الوسطي» الوارد في «مسودة اتفاق التمويل».

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
TT

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب في جميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

وأظهرت الدراسة، التي قادها فريق من جامعة كوينزلاند في أستراليا، ونُشرت نتائجها، الجمعة، في دورية «The Lancet Psychiatry»، أن كثيرين من المصابين بالاكتئاب لا يتلقون العناية اللازمة، ما يزيد من معاناتهم ويؤثر سلباً على جودة حياتهم.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 300 مليون شخص الاكتئاب، مما يجعله السبب الرئيسي للإعاقة عالمياً. وتشير التقديرات إلى أن 5 في المائة من البالغين يعانون هذا المرض. وضمّت الدراسة فريقاً من الباحثين من منظمة الصحة العالمية وجامعتيْ واشنطن وهارفارد بالولايات المتحدة، وشملت تحليل بيانات من 204 دول؛ لتقييم إمكانية الحصول على الرعاية الصحية النفسية.

وأظهرت النتائج أن 9 في المائة فقط من المصابين بالاكتئاب الشديد تلقّوا العلاج الكافي على مستوى العالم. كما وجدت الدراسة فجوة صغيرة بين الجنسين، حيث كان النساء أكثر حصولاً على العلاج بنسبة 10.2 في المائة، مقارنة بــ7.2 في المائة للرجال. ويُعرَّف العلاج الكافي بأنه تناول الدواء لمدة شهر على الأقل، إلى جانب 4 زيارات للطبيب، أو 8 جلسات مع متخصص.

كما أظهرت الدراسة أن نسبة العلاج الكافي في 90 دولة كانت أقل من 5 في المائة، مع تسجيل أدنى المعدلات في منطقة جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا بنسبة 2 في المائة.

وفي أستراليا، أظهرت النتائج أن 70 في المائة من المصابين بالاكتئاب الشديد لم يتلقوا الحد الأدنى من العلاج، حيث حصل 30 في المائة فقط على العلاج الكافي خلال عام 2021.

وأشار الباحثون إلى أن كثيرين من المرضى يحتاجون إلى علاج يفوق الحد الأدنى لتخفيف معاناتهم، مؤكدين أن العلاجات الفعّالة متوفرة، ومع تقديم العلاج المناسب يمكن تحقيق الشفاء التام. وشدد الفريق على أهمية هذه النتائج لدعم خطة العمل الشاملة للصحة النفسية، التابعة لمنظمة الصحة العالمية (2013-2030)، التي تهدف إلى زيادة تغطية خدمات الصحة النفسية بنسبة 50 في المائة على الأقل، بحلول عام 2030. ونوه الباحثون بأن تحديد المناطق والفئات السكانية ذات معدلات علاج أقل، يمكن أن يساعد في وضع أولويات التدخل وتخصيص الموارد بشكل أفضل.

يشار إلى أن الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم، حيث يؤثر على ملايين الأشخاص من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، ويرتبط بشكل مباشر بمشاعر الحزن العميق، وفقدان الاهتمام بالنشاطات اليومية، مما يؤثر سلباً على الأداء الوظيفي والعلاقات الاجتماعية.