العالم يستعد للمستقبل بدروس الحاضر في «كوب 27»

يوم «العلم والشباب» أكد أهمية تسريع العمل المناخي

وزير الخارجية المصري سامح شكري يزور جناح الشباب في «كوب 27» (أ.ب)
وزير الخارجية المصري سامح شكري يزور جناح الشباب في «كوب 27» (أ.ب)
TT

العالم يستعد للمستقبل بدروس الحاضر في «كوب 27»

وزير الخارجية المصري سامح شكري يزور جناح الشباب في «كوب 27» (أ.ب)
وزير الخارجية المصري سامح شكري يزور جناح الشباب في «كوب 27» (أ.ب)

لم يكن مستغرباً أن تجمع الإدارة المصرية لقمة الاتفاقية الإطارية لتغير المناخ «كوب 27» بين العلم والشباب في يوم واحد، ضمن اليوم الثاني من الأيام الخاصة خلال القمة، الخميس، فالقاسم المشترك بينهما هو أنهما يمثلان «المستقبل».
وبينما يعول العالم على «العلم» من أجل تسريع العمل المناخي لإنقاذ المستقبل من تداعيات الاحترار العالمي، فإن وعي الشباب بالقضية هو الضمان للترويج للأدوات والحلول التي يوفرها العلم.
وعكست كلمات القادة والمسؤولين هذا المعنى خلال أنشطة اليوم الذي استهله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بجولة تفقدية بالدراجة في مدينة شرم الشيخ، تفقد خلالها المنطقة الخضراء الصديقة للبيئة، والتي تشهد العديد من الفعاليات والأنشطة خلال انعقاد القمة العالمية للمناخ، كما التقى بعدد من الشباب والأجانب المشاركين في القمة، وأعرب خلال حديثه مع بعض الشباب عن إيمانه وثقته بقدراتهم.
وبالتزامن مع هذه الرسالة التشجيعية للشباب التي درج الرئيس المصري على توجيهها لهم من حين إلى آخر، شهد اليوم أكثر من وقفة احتجاجية لشباب يمثلون دول العالم المختلفة، عكسوا خلالها وعيهم بخطورة مشكلة تغيرات المناخ على المستقبل.
وعلى خلفية صوت الشباب الذي كان يعلو مطالباً بحماية كوكب الأرض من الانبعاثات، كان هوسونغ لي، رئيس الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، يستهل فعاليات «العلم» باستعراض التقرير السادس للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، وهو التقرير الذي يوجه إنذاراً شديد اللهجة، بأن الأرض تسير نحو طريق اللاعودة.
ويتضمن التقرير الذي أعده 270 باحثاً من 67 بلداً، وتم الاستشهاد في تفاصيله بـ34 ألف مرجع، العديد من النقاط المهمة التي تشخص المشكلة في الوقت الحاضر، وتضع الحلول كي لا تتفاقم في المستقبل.
وحسم التقرير بشكل لا لبس فيه مسؤولية البشر عن ارتفاع درجات الحرارة، واقتراب تغير المناخ بشكل خطير من الخروج عن نطاق السيطرة، كما أشار إلى أن حالات الطقس المتطرفة النادرة في السابق أصبحت أكثر شيوعاً، وشدد على أن ملايين الأشخاص سيواجهون الفقر وانعدام الأمن الغذائي في السنوات المقبلة، حيث يؤثر تغير المناخ على المحاصيل وإمدادات المياه.
وأكد التقرير حقيقة أنه مع تغير المناخ الذي يسبب بالفعل طقساً قاسياً في جميع أنحاء العالم، أصبحت البلدان الغنية والفقيرة على حد سواء، مدعوة الآن إلى تسريع العمل المناخي، باتخاذ إجراءات «التكيف» مع آثار الاحترار، بما في ذلك موجات الحر الأكثر تواتراً والعواصف القوية وارتفاع مستويات سطح البحر.
وبينما ركزت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في تقاريرها السابقة على ثاني أكسيد الكربون، وهو أكثر غازات الاحتباس الحراري وفرة، دعا معدو التقرير السادس لأول مرة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من انتشار غاز الميثان.
ومع نفاد الوقت لمنع تغير المناخ الجامح، وجّه معدّو التقرير دول العالم إلى التفكير في بعض التدخلات العلاجية مثل حقن الجسيمات في الغلاف الجوي لحجب الإشعاع الشمسي.
وبعد استعراضه لأهم ما في التقرير، قال هوسونغ لي: «زرعت البذور الأولى لعملنا العلمي اليوم هنا منذ آلاف السنين، حيث ساهم التراث الغني لمصر القديمة بشكل كبير في فهمنا وإتقاننا للرياضيات واللغة المكتوبة والعلوم والتكنولوجيا، حتى يصبح المجتمع العلمي اليوم أكثر يقيناً ووضوحاً بشأن مسؤولية الإنسان عن تغير المناخ».
وكجزء من فعاليات «العلم»، أطلقت مصر أول خريطة لتقييم نقاط الضعف المناخي، والتي استندت إلى بيانات من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، كما عقدت عدة ندوات حول آليات التخفيف من الانبعاثات والتكيف مع آثار التغيرات المناخية.
وخلال كلمته في تدشين يوم «العلم والشباب»، قال سامح شكري وزير الخارجية المصري ورئيس القمة، إن العلم يلعب دوراً رئيسياً في إعلام العملية المناخية، وتوفير الأدلة والأرقام المهمة لبناء قضية للعمل وضرورة التنفيذ، مضيفاً: «نأمل أن يغادر جميع المشاركين في يومنا حول العلوم ولديهم رغبة أقوى في إيجاد حلول قائمة على العلم وخطة للتنفيذ لا تترك أحداً يتخلف عن الركب».
وأضاف شكري، رئيس مؤتمر الأطراف: «بينما لا يمكننا إعادة الزمن إلى الوراء في ما يتعلق بذوبان الأنهار الجليدية وعكس الانبعاثات العالمية، يمكننا التوقف عن التراجع عن التزاماتنا والإبطاء، بل حتى إيقاف بعض تأثير تغير المناخ من خلال الاعتماد على العلم لإيجاد حلول».


مقالات ذات صلة

خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون ضعف ظاهرة «النينا»

العالم «النينا» هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات (أرشيفية - رويترز)

خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون ضعف ظاهرة «النينا»

قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن هناك مؤشرات على أنه ربما تتشكل ظاهرة «النينا» المناخية، ولكن بشكل ضعيف للغاية.

«الشرق الأوسط» (جنيف )
الاقتصاد حذّر البنك الدولي من أن موجات الجفاف قد تطول نحو نصف سكان العالم في عام 2050 (واس) play-circle 00:30

البنك الدولي: الجفاف الحاد ارتفع بنسبة 233% خلال 50 عاماً

قال البنك الدولي إن الجفاف الحاد ارتفع بنسبة 233% خلال 50 عاماً، موضحاً أن له تأثيرات البشرية والاقتصادية بعيدة المدى.

عبير حمدي (الرياض)
بيئة مواطنون في حديقة بمدينة شوني بولاية أوكلاهوما الأميركية في نوفمبر 2024 (أ.ب)

2024 يتجه لتسجيل أعلى درجة حرارة في تاريخ الأرض

سجلت درجة حرارة الأرض خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ثاني أعلى درجة حرارة في مثل هذا الشهر من أي عام.

«الشرق الأوسط» (برلين )
العالم العربي برامج البنك الدولي تساهم في التوعية بمخاطر التغير المناخي في اليمن (البنك الدولي)

تدهور الأراضي الزراعية في اليمن... ونصف مليون نازح بسبب المناخ

حذّر اليمن من تدهور الأراضي الزراعية بمعدل مقلق، بالتوازي مع إعلان أممي عن نزوح نصف مليون شخص خلال العام الحالي بسبب الصراع والتغيّرات المناخية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)

استعادة التراث الحضاري المصري في معرض للحرف اليدوية

منتجات يدوية وحرف تراثية متنوعة في المعرض (رئاسة مجلس الوزراء)
منتجات يدوية وحرف تراثية متنوعة في المعرض (رئاسة مجلس الوزراء)
TT

استعادة التراث الحضاري المصري في معرض للحرف اليدوية

منتجات يدوية وحرف تراثية متنوعة في المعرض (رئاسة مجلس الوزراء)
منتجات يدوية وحرف تراثية متنوعة في المعرض (رئاسة مجلس الوزراء)

في خطوة لاستعادة التراث الحضاري المصري، عبر تنشيط وإحياء الحرف اليدوية والتقليدية، افتتح رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، الدورة السادسة لمعرض «تراثنا»، الخميس، التي تضم نحو ألف مشروع من الحرف اليدوية والتراثية، بالإضافة إلى جناح دولي، تشارك فيه دول السعودية والإمارات والبحرين وتونس والجزائر والهند وباكستان ولاتفيا.

المعرض الذي يستمر حتى 21 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، يضم معروضات من الجمعيات الأهلية، من مختلف محافظات مصر، والمؤسسات الدولية شركاء التنمية، بهدف «إعادة إحياء الحرف اليدوية والصناعات التقليدية والتراثية، بما يُعزز من فرص تطورها؛ لكونها تُبرز التراث الحضاري المصري بشكل معاصر، يلبي أذواق قاعدة كبيرة من الشغوفين بهذا الفن داخل مصر وخارجها، كما تُسهم في تحسين معيشة كثير من الأسر المُنتجة»، وفق تصريحات لرئيس الوزراء المصري على هامش الافتتاح، كما جاء في بيان نشره مجلس الوزراء، الخميس.

رئيس الوزراء المصري يتفقد أجنحة المعرض (رئاسة مجلس الوزراء)

ووفق تصريحات صحافية للرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، باسل رحمي، يقدم المعرض مجموعة من الفنون المصرية المُتفردة، مثل: السجاد والكليم اليدوي، والمنسوجات، والتلّى، ومفروشات أخميم، والإكسسوار الحريمي، والحرف النحاسية والزجاجية، وأعمال التطريز، والخيامية، والصدف، والتابلوهات، والخزف، والجلود، ومنتجات الأخشاب، والخوص، والأثاث، إلى جانب الملابس التراثية، والمكرميات، وأعمال الرسم على الحرير، والبامبو، ومنتجات سيناء، وغيرها.

منتجات متنوعة في أجنحة المعرض (رئاسة مجلس الوزراء)

وعرض جناح هيئة التراث السعودية، منتجات عددٍ من أمهر الحرفيين المتخصصين في الصناعات اليدوية التقليدية، كما عرض جناح غرفة رأس الخيمة، منتجات محلية تراثية، وكذلك جناح الديوان الوطني للصناعات التقليدية في الجمهورية التونسية.

وأعلن رحمي عن توقيع بروتوكولات تعاون مع عدة دول، من بينها الهند، لتبادل الخبرات والتنسيق في المعارض المشتركة؛ بهدف نشر الصناعات اليدوية والعمل على تسويقها داخل مصر وخارجها، مؤكداً على عقد بروتوكول تعاون مع شركة ميناء القاهرة الدولي؛ لتوفير منصات تسويقية تحت العلامة التجارية «تراثنا» داخل صالات مطار القاهرة الدولي، وإتاحة مساحات جاذبة لجمهور المسافرين والزوار لعرض وبيع منتجات الحرفيين المصريين اليدوية والتراثية.

معرض «تراثنا» يضم كثيراً من المنتجات المصنوعة يدوياً (رئاسة مجلس الوزراء)

كما سيتم توقيع مذكرة تفاهم ثلاثية بين جهاز تنمية المشروعات، والشركة المسؤولة عن تشغيل المتحف المصري الكبير، وكذلك الشركة المسؤولة عن تنظيم عمليات إنتاج وعرض المنتجات الحرفية داخل متجر الهدايا الرسمي بالمتحف لدعم وتأهيل أصحاب الحرف اليدوية والتراثية وتطوير منتجاتهم، تمهيداً لعرضها بعدد من المتاجر في مناطق سياحية مختلفة داخل وخارج البلاد، في إطار تعزيز التكامل بين الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص.