تظاهرات نشطاء المناخ في المنطقة الزرقاء لمنع «الانقراض»

من «كن نباتياً» إلى التعويض عن «الخسائر والأضرار»

نشطاء يطالبون بوقف قتل الحيوانات أمام المدخل الرئيسي للمنطقة الزرقاء في «كوب 27» (الشرق الأوسط)
نشطاء يطالبون بوقف قتل الحيوانات أمام المدخل الرئيسي للمنطقة الزرقاء في «كوب 27» (الشرق الأوسط)
TT

تظاهرات نشطاء المناخ في المنطقة الزرقاء لمنع «الانقراض»

نشطاء يطالبون بوقف قتل الحيوانات أمام المدخل الرئيسي للمنطقة الزرقاء في «كوب 27» (الشرق الأوسط)
نشطاء يطالبون بوقف قتل الحيوانات أمام المدخل الرئيسي للمنطقة الزرقاء في «كوب 27» (الشرق الأوسط)

رغم تخصيص الرئاسة المصرية لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن المناخ «كوب 27» منطقة خاصة للتظاهر بجوار المنطقة الخضراء التي تضم أجنحة المجتمع المدني وابتكاراتهم، فإن عدداً من نشطاء البيئة فضلوا تنظيم فعالياتهم داخل المنطقة الزرقاء المخصصة للفعاليات الرسمية للمؤتمر، فيما اعتبر محاولة من جانبهم لـ«إيصال صوتهم» للإعلام وممثلي الحكومات المشاركة في القمة، لا سيما أن معظم التظاهرات اختارت أماكن قريبة من تجمعات إعلامية ورسمية.

تظاهرة بشأن «الخسائر والأضرار» داخل المنطقة الزرقاء (الشرق الأوسط)

وتستضيف مدينة شرم الشيخ المصرية، على ساحل البحر الأحمر، فعاليات مؤتمر المناخ حتى 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري.
على بوابة الدخول الرسمية للمؤتمر وقف مجموعة من المدافعين عن «حقوق الحيوان»، الخميس، في استقبال الوفود والإعلاميين حاملين لافتات تدعو للتوقف عن ذبح الحيوانات، وتناول اللحوم، والتحول إلى المنتجات النباتية. وكنوع من التشجيع وزع النشطاء على الوفود مخبوزات صنعت بمواد نباتية. وهذه ليست المرة الأولى التي تتظاهر فيها هذه المجموعة فقد سبق وكررت هذه التظاهرة أكثر من مرة بين المنطقتين الزرقاء والخضراء.
وما أن تطأ قدمك الساحة الرئيسية، التي تتوسط أجنحة الدول والمركز الإعلامي، بعد إنهاء الإجراءات الأمنية الخاصة بالدخول، حتى تستقبلك تظاهرة أخرى لكنها هذه المرة اقتصادية، يطالب منظموها، وهم مجموعة من النشطاء الأفارقة، الدول الصناعية الكبرى (دول الشمال) بأن يدفعوا لقاء «الخسائر والأضرار» من التغيرات المناخية.

تحالف القوى المدنية من أجل المناخ ينادي بالعدالة المناخية من أمام إحدى قاعات المؤتمر الرئيسية (الشرق الأوسط)

وأدرج تمويل «ملف الخسائر والأضرار» للمرة الأولى على أجندة مناقشات مؤتمر «كوب27»، ويتعلق بمطالبة الدول النامية للدول الفقيرة بتوفير تمويل مقابل ما تعرضت له دولهم من «خسائر وأضرار» من تبعات التغيرات المناخية، وسيطر هذا الملف على مناقشات المشاركين في المؤتمر طوال الأيام الماضي، لا سيما مع معاناة الدول النامية والجزرية الصغيرة من تبعات التغيرات المناخية رغم ضعف مساهمتهم في نسبة الانبعاثات الكربونية.
ومن الساحات المفتوحة انتقلت التظاهرات إلى القاعات المغلقة، وأمام إحدى القاعات الرئيسية التي تحمل اسم «رمسيس» وقف عدد من أعضاء «تحالف القوى المدنية من أجل المناخ»، لتأكيد مطالبهم الرامية للخروج بنتائج فعلية من مؤتمر «كوب 27».

دعوة لتجنب الانقراض تحملها دمية على هيئة ديناصور (الشرق الأوسط)

لم تقتصر التظاهرات على التجمع والهتاف ورفع اللافتات، بل شهدت المنطقة الزرقاء نوعاً آخر من التظاهرات البيئية بظهور دمية كبيرة على شكل ديناصور تتحرك وسط الوفود، وفي رقبتها لافتة كتب عليها «لا تختاروا الانقراض»، في إشارة من منظمي التظاهرة إلى أنه إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فعلية لمواجهة التغيرات المناخية، فإن البشر وغيرهم من الكائنات الحية «سيكونون عرضة للانقراض». وتجمع عدد من المشاركين في المؤتمر حول الدمية في محاولة لالتقاط صور تذكارية معها.



سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
TT

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)

عندما سافر علماء بيئة بريطانيون إلى سلوفينيا هذا الصيف على أمل التقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» المغرِّدة لإعادة إدخال هذا النوع إلى غابة «نيو فورست» في بريطانيا، كانت تلك الحشرات صعبة المنال تطير بسرعة كبيرة على ارتفاع بين الأشجار. لكنَّ فتاة تبلغ 12 عاماً قدَّمت عرضاً لا يُفوَّت.

وذكرت «الغارديان» أنّ كريستينا كيندا، ابنة الموظّف في شركة «إير بي إن بي»؛ الموقع الذي يتيح للأشخاص تأجير واستئجار أماكن السكن، والذي وفَّر الإقامة لمدير مشروع «صندوق استعادة الأنواع» دوم برايس، ومسؤول الحفاظ على البيئة هولي ستانوورث، هذا الصيف؛ اقترحت أن تضع شِباكاً لالتقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» لإعادتها إلى بريطانيا.

قالت: «سعيدة للمساعدة في هذا المشروع. أحبّ الطبيعة والحيوانات البرّية. الصراصير جزء من الصيف في سلوفينيا، وسيكون جيّداً أن أساعد في جَعْلها جزءاً من الصيف في إنجلترا أيضاً».

كان صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي هو النوع الوحيد من الصراصير الذي وُجِد في بريطانيا. في الصيف، يصدح الذكور بأغنية عالية النغمات لجذب الإناث التي تضع بيضها في الأشجار. وعندما يفقس الصغار، تسقط إلى أرض الغابة وتحفر في التربة، حيث تنمو ببطء تحت الأرض لمدّة 6 إلى 8 سنوات قبل ظهورها على شكل كائنات بالغة.

صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي (صندوق استعادة الأنواع)

اختفى هذا النوع من الحشرات من غابة «نيو فورست»، فبدأ «صندوق استعادة الأنواع» مشروعاً بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته.

نصَّت الخطة على جمع 5 ذكور و5 إناث من متنزه «إيدريا جيوبارك» في سلوفينيا بتصريح رسمي، وإدخالها في حضانة صراصير «الزيز» التي تضمّ نباتات محاطة في أوعية أنشأها موظّفو حديقة الحيوانات في متنزه «بولتون بارك» القريب من الغابة.

ورغم عدم تمكُّن برايس وستانوورث من التقاط صراصير «الزيز» البالغة، فقد عثرا على مئات أكوام الطين الصغيرة التي صنعها صغار «الزيز» وهي تخرج من الأرض بالقرب من مكان إقامتهما، وتوصّلا إلى أنه إذا كانا يستطيعان نصب خيمة شبكية على المنطقة قبل ظهور صراصير «الزيز» في العام المقبل، فيمكنهما إذن التقاط ما يكفي منها لإعادتها إلى بريطانيا. لكنهما أخفقا في ترك الشِّباك طوال فصل الشتاء؛ إذ كانت عرضة للتلف، كما أنهما لم يتمكنا من تحمُّل تكلفة رحلة إضافية إلى سلوفينيا.

لذلك، عرضت كريستينا، ابنة مضيفيهما كاتارينا وميتشا، تولّي مهمّة نصب الشِّباك في الربيع والتأكد من تأمينها. كما وافقت على مراقبة المنطقة خلال الشتاء لرصد أي علامات على النشاط.

قال برايس: «ممتنون لها ولعائلتها. قد يكون المشروع مستحيلاً لولا دعمهم الكبير. إذا نجحت هذه الطريقة، فيمكننا إعادة أحد الأنواع الخاصة في بريطانيا، وهو الصرصار الوحيد لدينا وأيقونة غابة (نيو فورست) التي يمكن للسكان والزوار الاستمتاع بها إلى الأبد».

يأمل الفريق جمع شحنته الثمينة من الصراصير الحية. الخطة هي أن تضع تلك البالغة بيضها على النباتات في الأوعية، بحيث يحفر الصغار في تربتها، ثم تُزرع النباتات والتربة في مواقع سرّية في غابة «نيو فورست»، وتُراقب، على أمل أن يظهر عدد كافٍ من النسل لإعادة إحياء هذا النوع من الحشرات.

سيستغرق الأمر 6 سنوات لمعرفة ما إذا كانت الصغار تعيش تحت الأرض لتصبح أول جيل جديد من صراصير «نيو فورست» في بريطانيا.