تركيا تواصل لليوم الرابع على التوالي استهداف مواقع النظام و«قسد»

دبابة تركية في الشمال السوري (أ.ف.ب)
دبابة تركية في الشمال السوري (أ.ف.ب)
TT

تركيا تواصل لليوم الرابع على التوالي استهداف مواقع النظام و«قسد»

دبابة تركية في الشمال السوري (أ.ف.ب)
دبابة تركية في الشمال السوري (أ.ف.ب)

واصلت القوات التركية وفصائل ما يُعرَف بـ«الجيش الوطني السوري» المُوالي لها، الخميس، قصفها الصاروخي على مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» وقوات النظام في ريف الحسكة، لليوم الرابع على التوالي.
كما واصلت تصعيد قصفها في شمال الرقة وريف حلب، مستهدفة مناطق الطرفين. ووقعت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة، ليل الأربعاء- الخميس، بين «قسد» والقوات التركية والفصائل المُوالية لها على طول خطوط التماس في ريف أبو راسين. واستهدفت «قسد» أهدافاً متحركة ونقاطاً عسكرية للفصائل السورية المُوالية لتركيا، ضمن المنطقة المعروفة بـ«نبع السلام»، في شمال شرقي سوريا.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بوقوع قتلى وجرحى.
وأشار المرصد إلى أنه مع توسيع القوات التركية والفصائل نطاق قصفها على القرى الواقعة على طول خط التماس، شهدت المنطقة حركة نزوح للأهالي نحو الريف الشرقي لبلدة أبو راسين، بعدما ألحق القصف التركي أضراراً كبيرة بالمنازل والممتلكات وأدى إلى إصابة مدني وأحد عناصر قوات النظام. في الوقت نفسه، أصيبت سيدة بجروح خطيرة في قصف للفصائل المُوالية لتركيا على طريق حلب - اللاذقية الدولي (إم 4) قرب قرية تروازية بريف عين عيسى الشرقي، في ريف الرقة الشمالي، أثناء محاولتها دخول مناطق سيطرة «قسد»، آتية من منطقة تل أبيض الواقعة ضمن منطقة نبع السلام.
وبالتزامن، استهدفت القوات التركية والفصائل المُوالية لها، الخميس، محيط بلدة تل رفعت وقرية شيخ عيسى بريف حلب الشمالي، للمرة الثانية خلال الأسبوع الحالي، بما يزيد على 10 قذائف.
وتُولي تركيا أهمية كبيرة للسيطرة على تل رفعت ومنبج في محافظة حلب بمنطقة غرب الفرات؛ بهدف استكمال إقامة مناطق آمنة على حدودها الجنوبية لمنع هجمات «قسد» وإرسال المزيد من اللاجئين السوريين إليها.
وهددت، في مايو (أيار) الماضي، بعملية عسكرية تستهدف المدينتين، لكن الحديث عنها توقّف بسبب رفض روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أي تحرك عسكري جديد لتركيا في المنطقة. في غضون ذلك، قصفت القوات التركية المتمركزة في قرية جلبل، بالمدفعية الثقيلة، محيط قريتي المياسة وأبين بناحية شيراوا بريف عفرين، شمال غربي حلب، وردّت قوات «قسد» بقصف محيط قرية كيمار.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».