الصومال لتجفيف منابع «تمويل الإرهاب»

«الشباب» تتعهد استمرار القتال... وترفض تسميتها بـ«الخوارج»

قائد الجيش الصومالي يفتتح معسكراً جديداً لتدريب قواته (وكالة الأنباء الرسمية)
قائد الجيش الصومالي يفتتح معسكراً جديداً لتدريب قواته (وكالة الأنباء الرسمية)
TT

الصومال لتجفيف منابع «تمويل الإرهاب»

قائد الجيش الصومالي يفتتح معسكراً جديداً لتدريب قواته (وكالة الأنباء الرسمية)
قائد الجيش الصومالي يفتتح معسكراً جديداً لتدريب قواته (وكالة الأنباء الرسمية)

سعت الحكومة الصومالية مجدداً، لتجفيف منابع تمويل حركة الشباب المتطرفة، التي رفضت حظرا فرضته الحكومة على اسمها واستبدال مصطلح «الخوارج» به الذي يشير إلى انحراف الحركة المرتبطة بتنظيم «القاعدة».
واستضاف مقر وزارة المالية في العاصمة مقديشو، أمس، اجتماعا لمناقشة كيفية منع تمويل الإرهاب بحضور رؤساء الشركات الخاصة التي تعمل في الشؤون المالية كالبنوك والتحويلات في الدولة ووزراء المالية والتجارة والعدل والنائب العام ومحافظ البنك المركزي ومدير المخابرات الصومالية. وقال وزير المالية الصومالي علمي نور، الذي ترأس الاجتماع، إنه ناقش العمل لحماية المواطنين الصوماليين واقتصادهم من الإرهاب.
وكانت الحكومة الصومالية قد أمرت رجال الأعمال المحليين خلال الشهر الماضي بوقف أي شكل من أشكال التمويل الذي تتلقاه العناصر الإرهابية من البنوك.
في شأن قريب، دشن قائد الجيش الصومالي، الجنرال أوداوا يوسف راجي، أمس، معسكرا تدريبيا للجنود الجدد الذين سينضمون إلى الجيش، الذي تخوض قواته معركة حاسمة لتحرير البلاد من الإرهاب، بحسب «وكالة الأنباء الصومالية» الرسمية.
وكان الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وجه أمس، بإرسال قافلة إغاثية عاجلة إلى الصومال، بهدف رفع المعاناة عن الشعب الصومالي، في ظل ما يعانيه من أوضاع غير إنسانية وتفشي الأمراض الوبائية، وانتشار الهجمات الإرهابية، وما يشهده الصومال من جفاف غير مسبوق دمر ملايين المحاصيل الزراعية، وأدى إلى نزوح آلاف الأسر والأفراد إلى مخيمات النازحين واللاجئين.
وأدرج الدكتور محمود صديق، المشرف العام على القوافل بالأزهر، القافلة في إطار الدور الاجتماعي للأزهر داخليا وخارجيا في ظل التحديات العالمية العصيبة، مشيرا إلى أن القافلة تتضمن ما يزيد على 100 طن من الأدوية والمستلزمات الإغاثية.
وتعد هذه القافلة هي القافلة الرابعة التي يرسلها الأزهر إلى الصومال، علما بأنه أرسل في السابق 3 قوافل، كان آخرها في شهر سبتمبر( أيلول) الماضي.
من جانبه، تعهد المتحدث باسم حركة الشباب علي محمود راج (طيري) في مقابلة بثتها وسيلة إعلام محلية موالية للحركة، باستمرارها في القتال حتى تغادر القوات الأجنبية البلاد، واعتبر أن المصطلح الجديد للحركة يروج له زعماء دينيون موالون للحكومة. وهددت الحركة المرتبطة بتنظيم «القاعدة» بمعاقبة أي شخص يتبع أوامر الحكومة واستخدم المصطلح، بما في ذلك الصحافيون.
وكانت الحكومة الصومالية قد حظرت الاثنين الماضي، استخدام اسم حركة الشباب وطلبت من الجمهور ووسائل الإعلام المحلية تسمية الجماعة المتشددة بـ«الخوارج»، وحذرت وزارة الشؤون الدينية في بيان رجال الدين الصوماليين من التعامل مع المسلحين أو الاجتماع معهم.
وحققت القوات الحكومية، بدعم من قوات قبلية، عدة مكاسب ميدانية ضد حركة الشباب في الأشهر الثلاثة الماضية، واستعادت أراضي كانت لفترة طويلة تحت سيطرة الحركة، التي قتلت عشرات الآلاف من الأشخاص منذ عام 2006 في معركتها الرامية للإطاحة بالحكومة المركزية الصومالية المدعومة من الغرب وتطبيق تفسيرها المتشدد للشريعة.


مقالات ذات صلة

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

شؤون إقليمية إردوغان خلال استقباله الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته بالقصر الرئاسي في أنقرة الاثنين (الرئاسة التركية)

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته عدداً من الملفات الأمنية والقضايا التي تهم الحلف.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أنصار مرشح المعارضة باسيرو ديوماي فاي يحضرون مسيرة حاشدة في أثناء فرز نتائج الانتخابات الرئاسية (إ.ب.أ)

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

مباحثات جرت، الجمعة، بين الرئيس الروسي ونظيره السنغالي، وتم خلالها الاتفاق على «تعزيز الشراكة» بين البلدين، والعمل معاً من أجل «الاستقرار في منطقة الساحل»

الشيخ محمد (نواكشوط)
شؤون إقليمية محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

وقعت أعمال عنف ومصادمات بين الشرطة ومحتجين على عزل رئيسَي بلدية منتخبَين من صفوف المعارضة في شرق تركيا، بعد إدانتهما بـ«الإرهاب»، وتعيين وصيين بدلاً منهما.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).