معرض يشرق فيه الفن..... والإبهار ليس مطلوباً

يخترق ضجيج السياسة وأبرز أعماله السيراميك والورق

منحوتات لرسام الخزف توشيكو تاكيزو تعود أكثرها إلى حقبة التسعينات
منحوتات لرسام الخزف توشيكو تاكيزو تعود أكثرها إلى حقبة التسعينات
TT

معرض يشرق فيه الفن..... والإبهار ليس مطلوباً

منحوتات لرسام الخزف توشيكو تاكيزو تعود أكثرها إلى حقبة التسعينات
منحوتات لرسام الخزف توشيكو تاكيزو تعود أكثرها إلى حقبة التسعينات

يطغى معرض الفن في مؤسسة «بارك أفينيو أرموري»، خلال العام الحالي، على ضوضاء السياسة. مع أن الفن التصويري يتصدر المشهد، لكن الأعمال المتميزة البارزة تضم الخزف وتلك المنفّذة على الورق.
لقد عبر إلى الجانب المظلم، وأحب حالياً المعارض الفنية أكثر مما أحب معارض البينالي، والمعارض المعاصرة الكبيرة التي تقدم نظرة عامة على أعمال محددة. على المستوى الفني، هناك كثير من التداخل نظراً لتضمن معارض البينالي رعاية مستترة في كثير من الأحوال، وخطط واتفاقات تحدث داخل الغرف الخلفية. مع ذلك لم تطغَ ضوضاء السياسة المثيرة على الفن في كثير من المعارض التي تقدم نظرة عامة على أعمال مختارة أخيراً.

منحوتة فيولا فري الجامحة باسم «بلا عنوان» (نيويورك تايمز)

 

يسمح معرض عالي المستوى والطراز، مثل معرض الفن في «بارك أفينيو أرموري»، الذي ينظمه الاتحاد الأميركي لتجار الأعمال الفنية لصالح مؤسسة «هنري ستريت ستيلمنت» الاجتماعية، للفن بالتألق والإشراق.
تضم الدورة الـ34 من المعرض، التي تحتفي بالذكرى الستين لإنشاء الاتحاد الأميركي لتجار الأعمال الفنية، 78 عرضاً فنياً والعديد من الفنانين، الذين تم تجاهلهم في الماضي، خصوصاً من النساء وذوي البشرة السمراء وذوي الأصل اللاتيني. يتزامن مع ذلك تدشين الممثل الهزلي، شيش مارين، الذي افتتح لتوه مركز «شيش مارين» لفن وثقافة حركة الشيكانو في مقاطعة ريفيرسايد بولاية كاليفورنيا، لسلسلة من الأحاديث في المعرض مساء الخميس. فيما يلي بعض الأنواع المهمة الأخرى التي يضمها المعرض.
كان يسيطر كل من الحجر والبرونز المنحوت على عالم النحت، والآن يحل محلهما الخزف، الذي كان يُعدّ يوماً ما «حرفة يدوية» أكثر من كونه فناً. في مدخل المعرض، تصطف التكوينات الرشيقة لتوشيكو تاكايزو، التي تعود أكثرها إلى حقبة التسعينات، في قاعة «جيمس كوهان» (قسم إيه 1). تعبر الطلاءات الزجاجية لتاكايزو، الموضوعة على العجلة، أو التي لها أجسام مستديرة تتخذ شكل قمر، عن النهج التصويري لمعاصريها، الفنانين التعبيريين التجريديين (عاشت منذ عام 1922 حتى 2011)، والألوان التي تنتمي إلى موطنها الأصلي هاواي.

«كتاب الموسيقى» عمل فنّي للفنانة سارة كين

 

تمثل منحوتة فيولا فري الجامحة باسم «بلا عنوان» (وهي تكوين من البريكولاج برأس على قاعدة وأرنب)، وهي من منتصف ثمانينات القرن العشرين في قاعة عرض «غافلاك» في لوس أنجليس (قسم بي 15)، نهجاً مغايراً تماماً لفن البوب (الفن الجماهيري) في التعامل مع أعمال الخزف، مع ما يتضمنه من ألوان الحلوى، والإحالات إلى الثقافة الشعبية والسلع الاستهلاكية. تقدم قاعة عرض أخرى في لوس أنجليس، وهي «شوشانا وين» (قسم إيه 14)، منحوتات لأنينا ميجور المصنوعة من تداخل شرائح شريطية من أوانٍ فخارية حجرية، في حين تقدم لوسي سكيير في قاعة «بيتر فريمان» (قسم سي 5)، لفائف ثلمة غير حادة من الطين اللدن تطلق عليها «كيلن سليبرز».
بوجه عام، يأتي الورق في المستوى الأدنى لتراتبية الفنون ثنائية الأبعاد، لكن يضم المعرض الفني بعض الأعمال الممتازة المتألقة التي أُبدعت على سطح من الورق. تستطيع سارة كين، الفنانة المقبلة من لوس أنجليس، في قاعة أنتوني ماير (قسم دي 2)، العمل على نطاق واسع، حيث نفذت سلسلة طولها 150 قدماً من النوافذ المصنوعة من الزجاج الملون في مطار سان فرانسيسكو الدولي، لكنها رسمت هنا باستخدام ألوان الغواش وألوان الماء والأكريليك على نوت موسيقية عتيقة.
كانت تلك بعضاً من أفضل الأعمال داخل المعرض. بالمثل أبدع إيه آر بينك، وهو اسم مستعار للفنان رالف وينكلر، المولود في شرق ألمانيا، أعمالاً مبهجة غنية باستخدام ألوان الغواش في سبعينات القرن العشرين، المعروضة في قاعة مايكل ويرنر (قسم دي 9). تقدم أعمال جاي ديفيو ذات الصبغات المزاجية على الورق، التي تعود إلى ثمانينات القرن العشرين، في قاعة «بولا كوبر» (قسم دي 10)، تناقضاً واضحاً صارخاً مع «ذا روز» (الوردة) (1958 - 66)، الذي يُعدّ أهم أعمالها الزاخر بكثير من الطلاء؛ إذ يصل وزنها إلى طن تقريباً. تُعد لوحات شيرلي جافي الغنية بالألوان، التي تميل إلى التجريدية بشكل كبير، وتوظف وسائط عدّة على الورق في قاعة «تيبور دي ناجي» (قسم إيه 8) من العروض المتميزة الأخرى.

عمل للفنان جيفري هولدرز (نيويورك تايمز)
 

تُعدّ نيويورك مدينة الفن التصويري، وموطن مدرسة نيويورك التاريخية للرسم التصويري في منتصف القرن العشرين، والشقق التي لا تستوعب التكوينات الضخمة أو الممتدة. مع ذلك يتخذ هذا الوسيط الكثير من الأشكال، لوحة «بلو فلاونس» لروبرت كوشنر (1975) في قاعة «دي سي مور» (قسم دي 4)، لوحة هازلة على قماش البوليستر تقدّم رداً قوياً في مواجهة اللمحات الذكورية «البطولية» أو درجات الألوان الرفيعة لمدرسة نيويورك. شاركت غلاديس نيلسون في قاعة «غارث غرينان» (قسم سي 6) عرضها مع مجموعة «ذا هيري هو»، المكونة من فنانين نشطوا خلال ستينات وسبعينات القرن الماضي في شيكاغو، ومتأثرين بحسّ الدعابة والرسوم الكرتونية، ويتجلى ذلك بقوة في أعمالها الموجودة هنا. يقدم الفنان جيفري هولدر في قاعة «جيمس فونتيس» (قسم دي 7)، الذي يشرف عليها هيلتون ألس، نظرة على راقص وممثل ومصمم أميركي ذي أصل ترينيدادي (من بين أمور أخرى)، الذي رسم أيضاً صوراً شخصية مثيرة. قدمت قاعة «ماري آن مارتين»، للأعمال الفنية في نيويورك (قسم إيه 25)، موجزاً رائعاً لأعمال الفن التصويري المكسيكي خلال القرن العشرين، من بينها عمل صغير لفريدا كاهلو، على القصدير الذي يصور ثمرة التين الشوكي، معلقة إلى جانب أعمال لخوسيه كليمنتي أوروزكو، ودييغو ريفيرا، وألفريدو راموس مارتينيز.
هناك لوحات أحدث معروضة في أقسام أخرى. تقدم جوانا بوسيت دارت لوحات أنيقة على القماش بعلامات جريئة مزدهرة في قاعة «فيلادلفياز لوكس» (قسم سي 8)، في حين يقدم جو فيغ في قاعة «كريستين تيرني» (قسم دي 14) صوراً شخصية مثل الجواهر لأشخاص يتأملون الفن المعاصر في متاحف. تبدو لوحات ماركوس جمال التصويرية الجديدة في قاعة «أنطون كيرن» (قسم دي 12) مثل تحديثات بارعة لفيليب غاستون، حيث تقدم تعليقاً اجتماعياً ماهراً مماثلاً، في حين توحي لوحات روس بليكنر الجديدة على القماش في قاعة «بيتزيل» (قسم إيه 6)، التي تحتوي على زهور أزلية سرمدية تحلق على خلفيات سوداء قاتمة، بتوقف الزمن في الفن التصويري.
أستطيع المواصلة؛ فالفن التصويري هو الذي يسيطر على المشهد في الوقت الحالي، لكن تذكرنا قاعة «فون لينتيل» في لوس أنجليس (قسم سي 11) بصلة وسعة التصوير الفوتوغرافي. تظهر هنا ثلاث فنانات، هن: فلوريس نيوسيس، وكريسيتيان فيزر، التي تميل أعمالها إلى التجريد، وجوني ستيرنباخ، التي التقطت صوراً فوتوغرافية لراكبي أمواج حول العالم باستخدام الطريقة القديمة المتمثلة في العمل على الألواح المعدنية. تقدم قاعة «كاستيلي» (قسم إيه 4) عرضاً جميلاً مميزاً ذا طابع تاريخي فني مكوناً من ثلاثة أعمال على اللباد تعود إلى عام 1967 لروبرت موريس، التي ابتعدت عن مدرسة المينيماليزم (البساطة) وانتقلت إلى الجسم البشري. كذلك تظهر يوكو أونو، العصية على الكبت والقمع، في قاعة عرض «غاليري ليلونغ» (قسم إيه 27)، في معرض منفرد بعنوان «العصر البرونزي». ولعله من المناسب أن تمثل الفنانة أونو الخاتمة، نظراً لمعاصرتها حقباً مختلفة وانخراطها في عوالم فنية متنوعة، وكذلك لأنها تذكرنا بقدرة الفن على الوجود في أي مكان وفي أي شكل. سينتهي الحال بكل أشكال الفنون، من الاحتجاج إلى الأداء، إلى الظهور في معرض فني في نهاية المطاف.

خدمة «نيويورك تايمز»*



محكمة أميركية ترفض وقف حظر «تيك توك» بالولايات المتحدة

شعار «تيك توك» على أحد الهواتف (رويترز)
شعار «تيك توك» على أحد الهواتف (رويترز)
TT

محكمة أميركية ترفض وقف حظر «تيك توك» بالولايات المتحدة

شعار «تيك توك» على أحد الهواتف (رويترز)
شعار «تيك توك» على أحد الهواتف (رويترز)

رفضت محكمة استئناف أميركية أمس (الجمعة)، طلباً طارئاً من تطبيق «تيك توك»، لمنع قانون يلزم الشركة الصينية المالكة للتطبيق «بايت دانس»، بسحب تطبيقها من الولايات المتحدة بحلول 19 يناير (كانون الثاني) أو مواجهة الحظر.

وقدمت «تيك توك» و«بايت دانس» طلباً طارئاً لمحكمة استئناف مدينة كولومبيا بولاية نورث كارولاينا الأميركية، للحصول على مزيد من الوقت لعرض قضيتهما على المحكمة العليا الأميركية، ويعني حكم أمس (الجمعة)، أنه يجب على «تيك توك» الإسراع في الذهاب إلى المحكمة العليا الأميركية، في محاولة لمنع أو إلغاء القانون.

وكانت الشركتان قد قالتا إن القانون ومن دون إجراء قضائي «سيؤدي إلى إيقاف تطبيق (تيك توك) - إحدى أشهر منصات التعبير في البلاد - لدى أكثر من 170 مليون مستخدم شهرياً».

وعللت المحكمة رفضها للطلب بأن الشركتين لم تحددا قضية سابقة «منعت فيها المحكمة قانوناً أصدره الكونغرس، بعد رفض الطعن الدستوري عليه، بدخول حيز التنفيذ أثناء السعي للنظر فيه أمام المحكمة العليا».

وقال متحدث باسم «تيك توك»، إن الشركة تعتزم عرض قضيتها على المحكمة العليا الأميركية «التي لها سجل تاريخي راسخ في حماية حق الأميركيين بحرية التعبير»، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

وبموجب القانون، سيتم حظر تطبيق «تيك توك» ما لم تبِع شركة «بايت دانس» حصتها فيه بحلول 19 يناير. ويمنح القانون أيضاً الحكومة الأميركية سلطات واسعة النطاق، لحظر التطبيقات الأخرى المملوكة لأجانب، والتي قد تثير مخاوف بشأن جمع بيانات الأميركيين.

وتقول وزارة العدل الأميركية إن «استمرار سيطرة الصين على تطبيق (تيك توك) يشكل تهديداً مستمراً للأمن القومي».

وتقول «تيك توك» إن وزارة العدل الأميركية أدلت بتصريحات خاطئة عن ارتباط التطبيق بالصين، وقالت إن محرك التوصيات الخاص بمحتوى «تيك توك» وبيانات المستخدمين مخزنان في الولايات المتحدة على خوادم سحابية تديرها شركة «أوراكل»، وأيضاً يتم اتخاذ قرارات تعديل المحتوى التي تؤثر على المستخدمين الأميركيين في الولايات المتحدة.

ويضع القانون - ما لم تلغِه المحكمة العليا - مصير «تيك توك» في يد الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن بشأن ما إذا كان سيمنح تمديداً لمدة 90 يوماً على الموعد النهائي في 19 يناير، أم لا، لفرض البيع على الشركة، ثم في يد الرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترمب، الذي سيتولى منصبه في 20 يناير.

وقال ترمب، الذي حاول دون جدوى حظر «تيك توك» خلال ولايته الأولى في عام 2020، قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني)، إنه لن يسمح بحظر «تيك توك».

وأبلغ رئيس لجنة مجلس النواب الأميركي المعنية بالصين أمس (الجمعة)، الرئيسين التنفيذيين لشركة «ألفابت»، الشركة الأم لـ«غوغل»، وشركة «أبل»، أنه يتعين عليهما الاستعداد لإزالة «تيك توك» من متاجر التطبيقات الأميركية في 19 يناير.