لعبة «غراوندد»: مخاطر مهولة لشخصيات مصغرة في حديقة منزلية

تقدم بيئة خصبة ومبتكرة للبقاء على قيد الحياة لأكثر من 100 ساعة من المتعة الفريدة

سيستكشف الأبطال المصغرون عالماً مخفياً في حديقة عجيبة
سيستكشف الأبطال المصغرون عالماً مخفياً في حديقة عجيبة
TT
20

لعبة «غراوندد»: مخاطر مهولة لشخصيات مصغرة في حديقة منزلية

سيستكشف الأبطال المصغرون عالماً مخفياً في حديقة عجيبة
سيستكشف الأبطال المصغرون عالماً مخفياً في حديقة عجيبة

تدمج لعبة «غراوندد» Grounded عناصر مشوقة من أفلام كلاسيكية، مثل Honey وI Shrunk the Kids وA Bug’s Life لتضع اللاعب مكان شخصيات تم تصغيرها ووضعها في حديقة، لتواجه الحشرات القاتلة والبيئة القاسية، مع تقديم القدرة على بناء قاعدة لحماية نفسه وتطوير قدراته. وتوفر اللعبة متعة كبيرة تمتد لمئات الساعات، في عالم خصب بالخيال والابتكار.
واختبرت «الشرق الأوسط» اللعبة على جهاز «إكس بوكس سيريز إكس» قبل إطلاقها، ونذكر ملخص التجربة.
قصة ممتعة
في عام 1990 يختفي 4 مراهقين، هم: «بيت» و«ماكس» و«ويلو» و«هوبس»، بعد سلسلة كبيرة من حوادث اختطاف مراهقين آخرين، ليجدوا أنفسهم بحجم مصغر محتجزين في حديقة، دون وجود أي ذكريات حول ما حصل وكيف وصلوا إلى ذلك المكان.
وبينما يستكشف الفريق الحديقة من منظور جديد كلياً، يعثرون على تسجيلات تركها الدكتور «ويندل تالي» الذي اخترع آلة تستطيع تصغير البشر والأشياء المختلفة. ويكتشف المراهقون بعد ذلك أنهم في حديقة منزل الدكتور، ويعثرون على الآلة العجيبة التي تتعطل وتتسبب في حدوث انفجار في شجرة قريبة.
ويهرع الفريق نجو الشجرة للتعرف على ما حدث، ويعثرون على مختبر مصغر متكامل داخل تلك الشجرة. ويدخل الفريق إلى المختبر، ويلتقون بالرجل الآلي «بيرغ إل» مساعد الدكتور، والذي تضررت ذاكرته جراء الانفجار، ولا يستطيع مساعدتهم في إصلاح الآلة إلى حين استرجاع شرائح ذاكرته المتناثرة في أنحاء الحديقة؛ إلا أنه لا يزال يحتفظ بتصاميم وبعض المعلومات التي تساعدهم على البقاء على قيد الحياة، في هذه البيئة القاسية، والدفاع عن أنفسهم ضد الحشرات الشرسة.
وخلال رحلتهم للبحث عن شرائح ذاكرة الرجل الآلي، يبدأ الفريق في استرجاع ذاكرتهم شيئاً فشيئاً، ويتذكرون أنه تم اختطافهم ووضعهم في تجربة تابعة لشركة اسمها «أومني نت»، وتم تصغيرهم وإجراء التجارب عليهم، ليأمر مدير المشروع «دالتون شميكتور» بالتخلص منهم بعد انتهاء التجربة.
إلا أن أحد العلماء أشفق عليهم وهرّبهم إلى حديقة الدكتور «ويندل تالي» الذي يستطيع مساعدتهم. ولدى استرجاع الرجل الآلي ذكرياته، يخبرهم بأنه يوجد أثر جانبي خطير لعملية التصغير، يتمثل في انكماش الشخص على نفسه ليصبح مثل حبة الزبيب.
ما الذي سيحدث للفريق؟ وهل سيستطيع حل مشكلته قبل نفاد الوقت؟ لن نذكر مزيداً من تفاصيل القصة، ونترك ما تبقى منها ليكتشفها اللاعب بنفسه. ولكننا نذكر أن اللعبة تقدم نهايتين مختلفتين تعتمدان على ما إذا واجه الفريق مدير المشروع «دالتون شميكتور» أم لا، وذلك لإثبات تورط شركة «أومني نت».
مزايا ممتعة
تقدم اللعبة القدرة على اللعب بها، إما من منظور الشخصيات (المنظور الأول)، وإما بمشاهدة تحركاتهم عن بُعد (المنظور الثالث) لدى بحثهم عن شرائح الذاكرة للرجل الآلي وإنقاذ أنفسهم. وسيواجهون مخاطر عديدة متمثلة بالعناكب والنحل والعث، بينما ستساعد الخنافس الشخصيات في العثور على الطعام، مع القدرة على طهي حشرات المن وتناولها كمصدر غذائي.
ويجب على الشخصيات شرب المياه وتناول الطعام والاختباء من أشعة الشمس الحارقة، للبقاء على قيد الحياة. وبإمكانهم شرب قطرات الندى الموجودة على أوراق النباتات، مع قدرتهم على بناء قاعدة لهم باستخدام العناصر التي يعثرون عليها في البيئة (مثل تحويل أوراق النباتات إلى سرير لنيل قسط من الراحة)، واستخدام بعض العناصر لبناء الأسلحة (مثل الفأس والقوس والنشاب والرمح) أو فخ يحميهم من المخاطر المختلفة.
وستزداد صعوبة اللعبة تدريجياً مع تقدم اللاعب في المراحل، وتقديم القدرة على اللعب بها بشكل فردي أو تعاوني مع 3 أصدقاء كحد أقصى. ويمكن تطوير قدرات الشخصيات وأسلحتها خلال تقدم اللاعب، والتعرف على نقاط ضعف الأعداء، والتحدث مع بعض الشخصيات.
وتقدم اللعبة أجواء طريفة، من خلال الحوارات مع الشخصيات، الأمر الذي يبعد اللاعب عن أجواء الترقب قليلاً، كما تقدم نقاط الخبرة المسماة «العلم الخام البحت» Raw Science التي يمكن استخدامها لتطوير القدرات والأدوات اللازمة للبقاء على قيد الحياة.
ويمكن القول بأن نجم هذه اللعبة هو بيئة الحديقة الخصبة والجميلة التي تم استغلالها بشكل مبتكر؛ حيث تم تحويل شواية الطعام إلى منطقة أشبه بالبركان، بينما تطلق بعض الحشرات غازات تحول المنطقة إلى بيئة سامة، أو المرور عبر حوض لعب أطفال رملي تم تحويله إلى صحراء خطرة تتطلب الاختباء من الشمس، أو المغامرة داخل بركة أسماك أصبحت أشبه بمحيط مليء بالمخاطر.
وعلى الرغم من أن أحداث اللعبة تدور في حديقة منزلية، فإن العالم ضخم جداً ولن يشعر اللاعب بالرتابة، وسيواجه مواقف وبيئة جديدة في كل جولة لعب، مع قدرته على التنقل بين المناطق باستخدام حبال تربط بين النباتات. ويمكن اللعب لأكثر من 100 ساعة، وعدم تكرار حدث ما، والاستمرار في مواجهة أعداء جدد وحل ألغاز مختلفة. ويمكن -مثلاً- ارتداء قناع لحماية اللاعب من الغازات السامة، أو استخدام البيئة لمصلحة اللاعب لدى قتال بعض الحشرات، وغيرها من العناصر الممتعة الأخرى.
مواصفات تقنية
رسومات اللعبة جميلة، والبيئة المصغرة مليئة بالألوان والعناصر الخصبة بالخيال، سواء كانت النباتات الضخمة أو الأوراق المتساقطة التي تصنع أنفاقاً مفيدة، أو علب المشروبات الغازية الفارغة التي يمكن الاختباء داخلها، وغيرها من العناصر الأخرى.
وسيشاهد اللاعب العناصر الكبيرة البعيدة عنه (مثل الأشجار والمنزل) «مغبشة» في الأفق، إلى حين اقترابه منها. والصوتيات جميلة وتناسب أجواء اللعب، وتزيد من متعة الانغماس.
وبالنسبة لمواصفات الكومبيوتر المطلوبة لعمل اللعبة على الكومبيوتر الشخصي، فهي معالج «إنتل كور آي 3 3225» أو أفضل، وبطاقة الرسومات «إنفيديا جي تي إكس 650 تي آي» أو أفضل، و4 غيغابايت من الذاكرة للعمل، و8 غيغابايت من السعة التخزينية، ونظام التشغيل «ويندوز 7» بدقة 64 بت أو أفضل، ومعالج يدعم دقة 64 بت.

معلومات عن اللعبة

> الشركة المبرمجة: «أوبسيديان إنترتينمت» Obsidian Entertainment www.Obsidian.net
> الشركة الناشرة: «إكس بوكس غايم ستوديوز» Xbox Game Studios
> موقع اللعبة في الإنترنت: Grounded.Obsidian.net
> نوع اللعبة: بقاء على قيد الحياة Survival
> أجهزة اللعب: «إكس بوكس وان وسيريز إكس وإس» والكومبيوتر الشخصي بنظام التشغيل «ويندوز»
> تصنيف مجلس البرامج الترفيهية ESRB: للمراهقين «T»
> دعم للعب الجماعي: نعم


مقالات ذات صلة

«دِل» تعزز التحول الرقمي في السعودية عبر 3 عقود من الابتكار والشراكة

خاص تلتزم شركة «دِل» بدعم التحول الرقمي للمملكة وتشكيل مستقبل الاقتصاد الرقمي في المنطقة (شاترستوك)

«دِل» تعزز التحول الرقمي في السعودية عبر 3 عقود من الابتكار والشراكة

«دِل» تدعم تحول المملكة الرقمي عبر استثمارات جديدة تشمل مركزاً لوجيستياً في الدمام وبرامج تدريبية تعزز الكفاءات المحلية وتدفع نحو اقتصاد رقمي متقدم.

نسيم رمضان (الرياض)
تكنولوجيا يمكن استخدام هذه التكنولوجيا في مجالات متنوعة بما في ذلك اللياقة البدنية والرعاية الصحية والعمليات العسكرية وحتى في البيئات القاسية (MIT)

ملابس تراقب صحتك... ألياف كمبيوتر مرنة داخل الأقمشة لجمع وتحليل البيانات

يمكن للألياف الذكية التواصل بعضها مع بعض داخل قطعة الملابس ما يخلق شبكة نسيجية قادرة على إجراء حسابات معقدة دون الحاجة إلى أسلاك.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا يبين التقرير أن 86% من الحوادث الإلكترونية الكبرى في 2024 أدت إلى توقف تشغيلي أو تلف سمعة أو خسائر مالية (شاترستوك)

الهجمات الإلكترونية في 2024... أسرع وأذكى وأكثر تدميراً

يظهر التقرير أن الهجمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي يمكنها سرقة البيانات في 25 دقيقة فقط؛ ما يجعل الاكتشاف أصعب.

نسيم رمضان (لندن)
خاص تساعد أدوات الذكاء الاصطناعي في الكشف المبكر عن الأمراض ما يحسن نتائج العلاج ويقلل التكاليف (شاترستوك)

خاص كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل مستقبل الرعاية الصحية الرقمية في السعودية؟

يجعل الذكاء الاصطناعي الرعاية الصحية أكثر تخصيصاً وإتاحة وكفاءة بدءاً من التشخيص والعلاج وصولاً إلى تفاعل المرضى وتحسين العمليات التشغيلية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تؤدي واحدة من كل أربع عشرة إصابة ببرامج سرقة المعلومات إلى سرقة بيانات بطاقات الائتمان (شاترستوك)

تسريب بيانات أكثر من مليوني بطاقة مصرفية عبر الإنترنت المظلم

تقرير «كاسبرسكي» يؤكد على ضرورة تحسين الأمن السيبراني لمواجهة برامج سرقة المعلومات المتطورة والمنتشرة بشكل متزايد.

نسيم رمضان (لندن)

«دِل» تعزز التحول الرقمي في السعودية عبر 3 عقود من الابتكار والشراكة

تلتزم شركة «دِل» بدعم التحول الرقمي للمملكة وتشكيل مستقبل الاقتصاد الرقمي في المنطقة (شاترستوك)
تلتزم شركة «دِل» بدعم التحول الرقمي للمملكة وتشكيل مستقبل الاقتصاد الرقمي في المنطقة (شاترستوك)
TT
20

«دِل» تعزز التحول الرقمي في السعودية عبر 3 عقود من الابتكار والشراكة

تلتزم شركة «دِل» بدعم التحول الرقمي للمملكة وتشكيل مستقبل الاقتصاد الرقمي في المنطقة (شاترستوك)
تلتزم شركة «دِل» بدعم التحول الرقمي للمملكة وتشكيل مستقبل الاقتصاد الرقمي في المنطقة (شاترستوك)

تقف المملكة العربية السعودية في ريادة الابتكار والطموح نحو التحول الرقمي، وتلعب شركة ( Dell) «دِل» دوراً مهماً من التطور التكنولوجي للمملكة على مدى أكثر من ثلاثة عقود. تعود علاقة «دِل» بالسعودية إلى أوائل التسعينات، وعلى مدى الـ34 عاماً الماضية، تطورت من شريك داعم إلى حجر أساس في البنية التحتية الرقمية للمملكة.

خلال حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، يتذكر أدريان ماكدونالد، رئيس شركة «دِل تكنولوجيز» في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا بدايات هذا التعاون وعمقه قائلاً إن ذلك مكّن «دِل» من الاندماج بعمق في نسيج المجتمع السعودي ودعم الأعمال التجارية والمبادرات الحكومية والبرامج التعليمية. وقد كانت الشركة نشطة بشكل خاص في تعزيز مهارات تكنولوجيا المعلومات بين المواطنين السعوديين، حيث قدمت دورات تدريبية بالتعاون مع الجامعات الرائدة وسهلت برامج التبادل التي تأتي بالشباب السعوديين إلى الولايات المتحدة للتدريب المتقدم في مجال تكنولوجيا المعلومات. ويؤكد ماكدونالد أن «دِل» تحاول جعل أكبر قدر ممكن من هذه المهارات التكنولوجية محلياً وسعودياً، وأن «هناك حاجة إلى الكثير من المهارات التكنولوجية في المستقبل».

أدريان ماكدونالد رئيس شركة «دِل تكنولوجيز» في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا متحدثاً إلى «الشرق الأوسط» (دل)
أدريان ماكدونالد رئيس شركة «دِل تكنولوجيز» في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا متحدثاً إلى «الشرق الأوسط» (دل)

استثمارات استراتيجية تتماشى مع «رؤية 2030»

أحدثت «رؤية المملكة 2030» أرضاً خصبة للابتكار التكنولوجي. ويكشف ماكدونالد، عن أن شركته ضاعفت في الأشهر الـ18 الماضية فقط، وجودها التشغيلي وأنشأت أول مركز لها للدمج والخدمات اللوجيستية في السعودية بمدينة الدمام مُصمم للتعامل مع ما يصل إلى 600 ألف وحدة سنوياً من جميع منتجات «Dell» في ظل نمو طلب العملاء. ويضم مركز الدمام أيضاً منشأة تصنيع ثانوية لتخصيص خوادم «دِل»، لضمان تلبية احتياجات العملاء المحددة. يقوم المركز بجعل الخوادم جاهزة للاستخدام، ويقلل من الوقت المستغرق لطرحها في السوق، ويعزز رضا العملاء.

كما قامت «دِل» بنقل مركز الشاشات المسطحة إلى هذه المنشأة الجديدة في الدمام لخدمة العملاء المحليين، حيث إنها توفر عمليات تسليم للشحنات في غضون يومين فقط، بما يقلل من أوقات التسليم ويعزز التميز التشغيلي للشركة. ويمثل افتتاح هذا المركز الجديد خطوة رئيسية في جهود «دِل» لتعزيز منظومة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المملكة. كما أنه يعد خامس منشأة لشركة «دِل» في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، وهو يعكس التزام الشركة بـ«رؤية السعودية 2030»، لا سيما في مجال تعزيز التنوع الاقتصادي من خلال الابتكار التكنولوجي.

ويستند هذا الاستثمار الاستراتيجي إلى ترخيص المقر الإقليمي لشركة «دِل» لمزاولة أعمالها في المملكة العربية السعودية، وسوف يدعم المملكة من خلال خلق فرص عمل جديدة في قطاعات الخدمات اللوجيستية والتصنيع والتكنولوجيا إلى جانب تطوير الكفاءات الوطنية وترسيخ ثقافة الابتكار.

مركز «دِل» الجديد في الدمام يعزز من قدرات الشركة على تلبية احتياجات العملاء ويسرع من وقت الطرح في السوق (دل)
مركز «دِل» الجديد في الدمام يعزز من قدرات الشركة على تلبية احتياجات العملاء ويسرع من وقت الطرح في السوق (دل)

الذكاء الاصطناعي عاملاً محفزاً للتحول

بينما تعمل المملكة العربية السعودية على ترسيخ مكانتها قائدةً عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، تلعب «دِل» Dell دوراً محورياً في دفع هذا التحول. يسلط ماكدونالد الضوء على السرعة غير المسبوقة للتغيير في مجال الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن طموح المملكة لتصبح مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي واقعياً وقابلاً للتحقيق. يقول: «نية المملكة العربية السعودية هي أن تكون قائدة عالمية في الذكاء الاصطناعي والتطورات الجديدة. نحن لا نرى استثماراتنا في المملكة فقط لدعم الأعمال المحلية، بل لبناء المملكة بصفتها مركزاً عالمياً لتطوير الذكاء الاصطناعي».

تقدم حلول «Dell» المدعومة بالذكاء الاصطناعي تأثيراً كبيراً عبر الصناعات. من التداول الكمي في القطاع المالي إلى الروبوتات المستقلة والرعاية الصحية، تقف الشركة في طليعة الابتكار في الذكاء الاصطناعي.

تمتد إمكانات الذكاء الاصطناعي إلى ما هو أبعد من الصناعات المتخصصة لتشمل المؤسسات الكبيرة، حيث يقوم الذكاء الاصطناعي التوليدي بثورة في العمليات وتقليل التكاليف. يذكر ماكدونالد أمثلة مثل المساعدة الرقمية في خدمة العملاء، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم إرشادات في الوقت الفعلي للوكلاء؛ ما يضمن تفاعلات دقيقة وفعالة مع العملاء. يقول: «يمكنك تقليل التكاليف بشكل كبير وتقديم حلول أفضل للعملاء بسرعة كبيرة. يمكن للعملاء المؤسسيين تنمية أعمالهم، وتقديم تجربة عملاء أفضل، وتقليل التكاليف بنسبة تتراوح بين 10 و30 في المائة».

التغلب على التحديات واستغلال الفرص

بينما تكون إمكانات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي هائلة، يعترف ماكدونالد بالتحديات التي تأتي مع تبني مثل هذه التقنيات المتقدمة. يقول إن «ثلثي هذا الأمر يتعلق بطرق جديدة لدفع العمليات وخدمة العملاء وتنظيم تدفق البيانات وتدريب الأشخاص. بينما الثلث الباقي فقط يتعلق بالتكنولوجيا».

للتغلب على هذه التحديات؛ تقدم «دِل» ما تطلق عليه اسم «بيت بحيرة البيانات» (Data Lake House) وهو نهج شامل يتم فيه تنظيف البيانات وجعلها متاحة للآلة بالطريقة الصحيحة. هذا أمر بالغ الأهمية لتمكين التغييرات الكبيرة في الأعمال.

ويؤكد ماكدونالد أيضاً على أهمية القيادة في عصر الذكاء الاصطناعي، معتبراً أنه «إذا لم يكن لديك ذكاء اصطناعي توليدي، فستكون في وضع تنافسي سيئ للغاية. الفائزون هم القادة. يمكنك البقاء مع القطيع، لكن لا يمكنك أن تكون في المؤخرة. إذا كنت في المؤخرة، فستكون خارج اللعبة».

تتماشى استثمارات «دِل» مع «رؤية المملكة 2030» وتدعم التنوع الاقتصادي من خلال الابتكار التكنولوجي (شاترستوك)
تتماشى استثمارات «دِل» مع «رؤية المملكة 2030» وتدعم التنوع الاقتصادي من خلال الابتكار التكنولوجي (شاترستوك)

تشكيل مستقبل الاقتصاد الرقمي للمنطقة

بالنظر إلى المستقبل، يبدو ماكدونالد متفائلاً بشأن إمكانات المملكة العربية السعودية لتصبح مركزاً إقليمياً وعالمياً لخدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي. وينوه إلى «أن المملكة اتخذت موقعاً قيادياً كاشفة عن نية واضحة، وبناء منصات للنمو، ولديها الموارد والطموح لتحقيق تغيير جذري».

ويشير إلى أن إحدى المزايا الرئيسية للمملكة هي «الوصول إلى الطاقة منخفضة التكلفة؛ ما سيكون عاملاً رئيسياً في تشغيل بنية تحتية قوية للذكاء الاصطناعي.» ويشدد على أن المملكة «تمتلك أدنى تكاليف للطاقة في العالم. هذا، إلى جانب تركيزها على تطوير المهارات والتمويل، يؤهلها لتكون قائدة عالمية في الذكاء الاصطناعي».

في العامين إلى الأعوام الخمسة المقبلة، يتصور ماكدونالد اقتصاداً رقمياً أكثر مرونة وابتكاراً وقدرة على المنافسة. ويشدد على أن المملكة في وضع يسمح لها بأن تكون مركزاً إقليمياً، إن لم يكن عالمياً، لخدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي. هذا سيدفع النمو الاقتصادي، ويخلق فرص عمل، ويضع المملكة قائدةً في العصر الرقمي».

تؤكد الاستثمارات الاستراتيجية لـ«دِل» في المملكة العربية السعودية، إلى جانب التزامها بابتكار الذكاء الاصطناعي، دور الشركة بصفتها شريكاً موثوقاً في رحلة التحول الرقمي للمملكة. من توطين الإنتاج وتعزيز الخدمات اللوجيستية إلى دفع تبني الذكاء الاصطناعي وتعزيز تطوير المهارات، تساعد «دِل» في تشكيل مستقبل تكون فيه المملكة العربية السعودية ليست مجرد مستهلك للتكنولوجيا، بل قائدة عالمية في ابتكارها.