مواجهات عنيفة بين المقاومة والميليشيات الحوثية في تعز.. واستمرار عمليات قوات التحالف

المجلس العسكري في المحافظة يتهم الحوثيين بإطلاق السجناء.. ومعلومات عن إعدامات خارج القانون

دخان كثيف يتصاعد في مدينة تعز بعد قصف طيران التحالف أمس (رويترز)
دخان كثيف يتصاعد في مدينة تعز بعد قصف طيران التحالف أمس (رويترز)
TT

مواجهات عنيفة بين المقاومة والميليشيات الحوثية في تعز.. واستمرار عمليات قوات التحالف

دخان كثيف يتصاعد في مدينة تعز بعد قصف طيران التحالف أمس (رويترز)
دخان كثيف يتصاعد في مدينة تعز بعد قصف طيران التحالف أمس (رويترز)

قصفت قوات التحالف، أمس، وبكثافة مواقع الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للمخلوع علي صالح في مدينة تعز، وتزامن القصف مع مواجهات عنيفة تشهدها بعض أجزاء المدينة بين القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، من جهة، والميليشيات الحوثية، من جهة أخرى، وأكدت المقاومة الشعبية في تعز تحقيقها تقدما ميدانيا ملحوظا، كما أكدت الاستمرار في العمليات العسكرية «حتى تحقيق النصر»، وتحدثت المصادر عن معارك عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف الجانبين في المواجهات وعن أن بين الجرحى، سعيد المخلافي، شقيق قائد المقاومة في تعز، الشيخ حمود المخلافي، وتشير المعلومات إلى أن المقاومة الشعبية باتت بالقرب من مقر «اللواء 35» الذي يسيطر عليه الحوثيون.
وقد خلفت المواجهات العنيفة في تعز قتلى وجرحى بالعشرات، وتلقت «الشرق الأوسط» نداء استغاثة إنسانية، وطالب النداء المنظمات الإنسانية والإغاثية الدولية العاملة في اليمن والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان بـ«التحرك السريع لانتشال الجثث الملقاة على قارعة الطريق في شوارع منطقة عصفيرة، وسط مدينه تعز، والتي بدأت بالتحلل دون أن تتحرك أي جهة رسمية أو غير رسمية لنقلها»، وأضاف النداء أن «ما يحدث هو إهانة بالغة لكرامة الإنسان، خاصة مع تواتر الروايات التي تلقتها المنظمات الإنسانية عن شهود عيان بوجود جثث ملقاة في وسط مجرى تصريف مياه الأمطار وأخرى داخل البنايات السكنية، وقد تم التأكد من وجود جثث ملقاة في ممر السيول تبدو عليها آثار إطلاق نار وكذلك آثار تعذيب»، وأشار النداء إلى الآثار الصحية الكارثية التي ستلحق بالحي المكتظ بالسكان، حاله حال بقية أحياء المدينة، وبحسب النداء، فإن هناك مؤشرات واضحة على حدوث عمليات تعذيب وقتل خارج القانون، تمارسها الميليشيات الحوثية وقوات صالح ضد الأسرى من عناصر المقاومة أو المعارضين لوجد الميليشيات في المحافظة وسيطرتهم عليها.
إلى ذلك، أصدر المجلس العسكري في تعز بيانا يوضح فيه حيثيات وملابسات أحداث منطقة الضباب والسجن المركزي التي شهدتها تعز، أول من أمس، وهي فتح الحوثيين لأبواب السجن وفرار أكثر من 1200 من السجناء الخطرين، وقال البيان إنه وعقب تحقيق القوات العسكرية الموالية للشرعية «مسنودة بأبطال المقاومة الشعبية بتحقيق انتصارات نوعية وهامة حيث تقدمت في الجبهة الغربية (منطقة الضباب) وسيطرة على منطقة حدائق الصالح وتقدمت باتجاه السجن المركزي ومحيطه والمنشأة التابعة لشركة النفط ونقطة شارع الثلاثين والمرتفعات القريبة وبثبات معهود ومدروس علي طريق تحرير تعز وتحقيق النصر لشعبنا.. وعند اقتراب المقاومة الباسلة من السجن المركزي فوجئنا بجماعة الحوثي وحليفها صالح بقيامها بعملية إخراج نزلاء السجن الذين هم سجناء وأصحاب سوابق وجرائم جنائية وبعضهم محكوم عليهم بالإعدام علي خلفية جرائم قتل»، وأضاف البيان أنه «عند وصول الجيش والمقاومة إلى السجن وجدنا أبواب السجن مفتوحة بالكامل وقد غادر جميع النزلاء ومن ثم قام الجيش الوطني والمقاومة بمحاولة إرجاع السجناء الذين كانوا منتشرين بالشعاب حيث تم إرجاع البعض بينما فر آخرون»، وأدان المجلس العسكري في تعز هذا التصرفات التي وصفها بـ«غير المسؤولة والتصرفات الرعناء»، وأكد بذل الجهود لـ«إعادة الأمور إلى نصابها وعودة السجناء ونهيب هنا بكافة أبناء تعز للتكاتف والتعاون بالإبلاغ عن جميع الفارين حفاظا على الأمن العام والسكينة العامة التي هي أهم مهامنا»، وأكد المجلس العسكري على أن «هذه الأفعال الطائشة التي يمارسها الحوثيون وأتباع صالح لن تؤثر بموقف أبناء تعز الواحد والمقاوم وستدفع بهم إلى المزيد من التلاحم والصمود والثبات في وجه هذه العصابة الغاشمة دفاعا عن أمن واستقرار محافظة تعز رائدة التغير وأساس بناء الدولة المدنية الحديثة في اليمن»، حسب البيان.
على الصعيد ذاته، قال مصدر قبلي في تعز لـ«الشرق الأوسط» إن عملية إطلاق السجناء تمت بتوجيهات مباشرة من الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وأضاف المصدر أن «قيادات تتبع المخلوع في تعز حضرت لهذه العملية منذ أيام عندما بدأت تتوقع سقوط المنطقة التي يقع فيها السجن بيد المقاومة»، وأن «بعض السجناء جرى تزويدهم بالمال والسلاح قبل انسحاب القوات الأمنية التي تحرس السجن»، وقلل المصدر من أهمية المزاعم الحوثية «من أن عناصر تتبع تنظيم القاعدة وعناصر إرهابية، هي من قامت بتهريب السجناء»، مشيرا إلى أن عملية إطلاق السجناء «قامت بها الميليشيات الحوثية وبقايا المخلوع عفاش في تعز، وهي عملية مشابهة لعمليات أخرى قامت بها الميليشيات في عدد من المحافظات التي استولت عليها والكل يعرف ذلك»، في هذه الأثناء، قالت مصادر في المقاومة الشعبية في محافظة إب، بوسط البلاد، إنه سيتم إعلان مجلس عسكري للمقاومة في المحافظة في وقت قريب، وأكدت أن أبرز أهداف المجلس العسكري، هو الحصار الذي تفرضه الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح مدينة تعز من مختلف الاتجاهات، وبحسب مصدر محلي في تعز لـ«الشرق الأوسط»، فقد تمكنت المقاومة الشعبية في إب من الحد، بشكل كبير، من عمليات إرسال التعزيزات العسكرية إلى القوات المهاجمة لتعز، وذلك من خلال العمليات المتواصلة التي تستهدف تلك التعزيزات، حيث جرى تكبيد الميليشيات الحوثية وقوات صالح خسائر مادية وبشرية كبيرة في تلك العمليات.
في موضوع آخر، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة في صنعاء وتعز أن الحوثيين مارسوا خلال الأيام الماضية، التهديد ضد الكثير من رجال المال والأعمال والذين ينتمي معظمهم إلى محافظة تعز، وقالت مصادر خاصة إن فحوى التهديدات تتعلق بعدم تقديم الدعم المادي أو ما شابه للمقاومة الشعبية في أي من المحافظات، وبالأخص محافظة تعز، وقال مصدر خاص إن بعض تلك التهديدات حملت تلميحات باستهداف مصالح رجال المال والأعمال الذين يثبت مساعدتهم للمقاومة أو بعض قياداتها أو عناصرها بأي شكل من الأشكال والذين لا يتبرعون بسخاء لدعم المجهود الحربي.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.