أوكرانيا تواجه «وضعاً صعباً للغاية»... وغموض حول الوضع في خيرسون

نصف مليون شقة سكنية من دون كهرباء في كييف... وبيلاروسيا تعترض مسيّرة وتعزز تدابيرها على الحدود

تسري معلومات عن اختفاء القوات الروسية من خيرسون، فهل انسحبت منها أم أنها تُعيد انتشارها للتصدي لهجوم أوكراني وشيك؟ (أ.ف.ب)
تسري معلومات عن اختفاء القوات الروسية من خيرسون، فهل انسحبت منها أم أنها تُعيد انتشارها للتصدي لهجوم أوكراني وشيك؟ (أ.ف.ب)
TT

أوكرانيا تواجه «وضعاً صعباً للغاية»... وغموض حول الوضع في خيرسون

تسري معلومات عن اختفاء القوات الروسية من خيرسون، فهل انسحبت منها أم أنها تُعيد انتشارها للتصدي لهجوم أوكراني وشيك؟ (أ.ف.ب)
تسري معلومات عن اختفاء القوات الروسية من خيرسون، فهل انسحبت منها أم أنها تُعيد انتشارها للتصدي لهجوم أوكراني وشيك؟ (أ.ف.ب)

في وقت ساد غموض حول الوضع في مدينة خيرسون بجنوب أوكرانيا في ظل أنباء عن اختفاء الجيش الروسي الذي كان منتشراً فيها، أعلنت أوكرانيا صباح (الجمعة) أنها تواجه «وضعاً صعباً للغاية» بسبب تراجع قدرات قطاع الطاقة جراء القصف الروسي على منشآت البنى التحتية. وأعلن عمدة كييف فيتالي كليتشكو أن أكثر من 450 ألف شقة سكنية في العاصمة لا تزال من دون كهرباء، و«لا يزال الوضع صعباً بسبب الحمل الزائد على نظام الطاقة». وأوضح في حديث مع الصحافيين أنه «من صباح اليوم (أمس)، 450 ألف مستهلك، أي الشقق في كييف، من دون كهرباء. أي أكثر بمرة ونصف عن الأيام السابقة. أناشد جميع سكان العاصمة: توفير الكهرباء قدر الإمكان، لأن الوضع لا يزال صعباً للغاية». ولفت إلى أنه تجري عمليات إغلاق بسبب التحميل الزائد على العقدة المركزية لنظام الطاقة في البلاد.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قد أعلن أن الضربات الصاروخية الروسية التي تكثفت بشدة على منشآت البنى التحتية في البلاد منذ العاشر من أكتوبر (تشرين الأول)، تسببت بتعطيل 40% من البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا. وقال زيلينسكي إنه طلب مساعدة أوروبية لمواجهة تداعيات نقص الكهرباء، موضحاً أنه التقى (الخميس) المفوضة الأوروبية لشؤون الطاقة قدري سيمسون، وتباحثا في «آليات معالجة هذه الأضرار التي لحقت بمحطات الطاقة الكهربائية، والحرارية، والكهرومائية، بأسرع وقت ممكن». كما أبلغ زيلينسكي ضيفته سيمسون بالإجراءات التي اتخذتها أوكرانيا لاستئناف عمل الشبكات المتضررة.
وكانت القوات الروسية قد شنت سلسلة هجمات منذ الـ10 من أكتوبر على البنى التحتية الأوكرانية رداً على التفجير الذي استهدف جسر القرم. وقبل أيام، تعرضت المدن الأوكرانية لهجوم صاروخي واسع النطاق قالت موسكو إنه «جاء رداً على الهجوم الإرهابي الذي استهدف أسطول البحر الأسود المسؤول عن حماية وتأمين سفن صفقة الغذاء». ووفقاً لوزير الطاقة الأوكراني هيرمان غالوشينكو، فإن الضربات الصاروخية الروسية الأولى، ألحقت الضرر بـ30% من البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، لكن الغارات اللاحقة تسببت في تعطيل الجزء الأكبر من محطات توليد الطاقة الكهربائية، كما أسفرت عن أعطال واسعة في أنظمة إمدادات مياه الشرب، وشبكات الاتصال في البلاد.

- الوضع في خيرسون
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس (الجمعة)، إنه ينبغي إجلاء المدنيين عن منطقة الصراع في خيرسون الأوكرانية، وذلك في أول إقرار منه بتدهور الأوضاع في المنطقة التي يزعم ضمها إلى بلاده. وأبلغ بوتين نشطاء موالين للكرملين خلال احتفال بيوم الوحدة الوطنية الروسي: «بالطبع ينبغي الآن إخراج القاطنين في خيرسون من المنطقة التي تشهد العمليات الأشد خطراً لأنه لا ينبغي للمدنيين أن يعانوا».
وأعلنت السلطات الانفصالية في خيرسون صباح (الجمعة)، أن المنطقة التي تسيطر عليها موسكو تعرضت لهجوم صاروخي جديد استخدمت القوات الأوكرانية خلاله أنظمة صواريخ «هيمارس» أميركية الصنع. وأفاد ناطق باسم وزارة الصحة الإقليمية بمقتل شخص خلال قصف الجيش الأوكراني لقرية زابارينو في منطقة خيرسون. وأوضح الناطق في بيان أنه «في وقت مبكر من صباح الجمعة، شن القوميون الأوكرانيون هجمات صاروخية على مبانٍ سكنية في قرية زابارينو بمنطقة غولوبريستانسكي. ونتيجة للقصف، لسوء الحظ، قُتل مدني وأُصيب اثنان بجروح بسبب انفجار ألغام». وزاد البيان: «أظهر نظام كييف مرة أخرى استخفافاً بالسكان المدنيين (...) في الساعة 07:00 تعرضت مناطق سكنية في قرية زابارينو، مقاطعة غولوبريستانسكي، لإطلاق صاروخين من طراز (هيمارس) ونقوم بجمع المعلومات عن الدمار الواقع والعدد النهائي للضحايا».
وجاء ذلك في وقت تسري معلومات على نطاق واسع عن اختفاء القوات الروسية التي كانت منتشرة في مدينة خيرسون، من دون أن يتضح هل انسحبت منها أم أنها تعيد انتشارها بهدف التصدي بشكل أفضل لهجوم أوكراني وشيك يجري الحديث عنه منذ أسابيع. وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز»، في هذا الإطار، إلى «اختفاء حكم الكرملين في شوارع المدينة». ونقلت عن سكان في خيرسون تواصلت معهم هاتفياً أن الجنود الروس والدوريات وحواجز التفتيش كلها أصبحت «فجأة» نادرة في وسط المدينة، في حين غادرها معظم السكان المدنيين. وتابعت أن العَلَم الروسي الثلاثي الألوان الذي كان مرفوعاً فوق المكاتب الحكومية منذ سيطرة قوات موسكو على خيرسون في فبراير (شباط) الماضي، لم يكن موجوداً (الخميس) فوق المبنى الإداري الأساسي وفوق مقرات حكومية أخرى.
وليس واضحاً هل يعني هذا أن الروس يُخلون المدينة أم أنهم فقط يحاولون تركيز دفاعاتهم في مواقع أخرى على الضفة المقابلة لنهر دنيبرو الذي يمر عبر المدينة.
والأسبوع الماضي أعلنت سلطات الروسية في خيرسون بدء عمليات إجلاء جديدة للمدنيين، بعد أيام قليلة من مغادرة أكثر من 70 ألف شخص المنطقة التي يقترب منها الجيش الأوكراني.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية (الجمعة) إجلاء «أكثر من خمسة آلاف» مدني «يومياً» من منازلهم منذ استئناف عمليات الإجلاء (الثلاثاء). وأكدت الوزارة عبر تطبيق «تلغرام» أن «المهندسين العسكريين ينقلون يومياً ما يصل إلى 1200 مركبة مدنية، بين شاحنات وسيارات، إضافة إلى أكثر من خمسة آلاف مدني نحو الضفة الأخرى لنهر دنيبرو».
وقال فلاديمير سالدو، الحاكم المعيّن من موسكو في خيرسون في خطاب نُشر على «تلغرام» وأوردته وكالة الصحافة الفرنسية: «قررت توسيع منطقة الإجلاء 15 كيلومتراً من نهر دنيبرو». وأضافت الوكالة أن إدارة كاخوفكا، وهي إحدى المدن التي تشملها عمليات الإجلاء الجديدة، أعلنت تطبيق «إجراءات إجلاء قسرية اعتباراً من 6 نوفمبر (تشرين الثاني) على الأشخاص المتبقين»، مشيرة إلى أن عمليات «الإجلاء ستتم عن طريق البر». وأشار في حديث توجه به إلى سكان خيرسون إلى أن «هناك خطر فيضان» جزء من الضفة اليسرى لنهر دنيبرو في مواجهة «هجوم صاروخي مكثف محتمل على سد كاخوفكا». ووصف الحاكم الفترة بأنها «صعبة»، فيما تتقدم قوات كييف من الغرب إلى الشرق رغم مقاومة الجيش الروسي.
- بيلاروسيا... مسيّرة أوكرانية
في غضون ذلك، أفاد بيان أصدرته هيئة حرس الحدود البيلاروسية (الجمعة)، بأن عناصرها اعترضوا طائرة مسيّرة أوكرانية في منطقة غوميل في جنوب بيلاروسيا، ما يفاقم التوتر ويدفع إلى تبني إجراءات جديدة لتعزيز الأمن في المنطقة. وقال البيان إن الحادث وقع قبل يومين و«نجح رجال حرس الحدود في غوميل في السيطرة على الطائرة المسيّرة».
ووفقاً للمعطيات فقد لاحظت دورية تابعة لحرس الحدود البيلاروسية في أثناء مناوبتها وجود مروحية رباعية قادمة من الجانب الأوكراني إلى أراضي بيلاروسيا، وبفضل الإجراءات المتخذة، تم إرغام طائرة «الدرون» على الهبوط.
ونوه البيان بأن المروحية الرباعية كانت تُستخدم من قبل وحدات شبه عسكرية أوكرانية على الحدود مع بيلاروسيا، وأظهرت محتويات بطاقة الذاكرة أن الطائرة من دون طيار التي تم اعتراضها كانت تُستخدم للتدريب على إلقاء العبوات الناسفة وتنفيذ عمليات الاستطلاع.
وقال: «أثبتت دراسة البيانات من بطاقة ذاكرة الطائرة من دون طيار، أنه تم إطلاقها من الأراضي. ويشير محتوى الصور المكتشفة وأدلة الفيديو إلى أن الطائرة المسيّرة كانت مزودة بنظام رؤية بالأشعة تحت الحمراء، وتم استخدامها للتدريب على تحريك وإلقاء العبوات الناسفة، وكذلك تنفيذ عمليات الاستطلاع».
وكانت بيلاروسيا قد أعلنت حال التأهب القصوى على الحدود، وزجَّت وحدات عسكرية جديدة في المنطقة، فضلاً عن الوحدات المشتركة مع روسيا التي تم نشرها أخيراً على طول المنطقة الحدودية. وأعلنت مينسك عن مخاوف من اتساع نطاق المواجهات في المنطقة، وحذرت أجهزة الأمن من «تحركات أجهزة غربية لاستخدام معارضين لشن عمليات استفزازية عبر الحدود»، في حين قالت أوكرانيا إن التحركات البيلاروسية والروسية على الحدود قد تكون تحضيراً لشن هجوم على العاصمة كييف.
على صعيد آخر، شدد ديميتري مدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، على تمسك موسكو بتنفيذ كل أهدافها من العمليات العسكرية في أوكرانيا. ووجه رسالة مفتوحة إلى الروس من خلال تطبيق «تلغرام» هنّأ فيها سكان البلاد بـ«يوم الوحدة الوطنية» الذي يصادف أمس (الجمعة)، مشيراً إلى أن روسيا «ستحمي دائماً شعبها وأراضيها». وأضاف مدفيديف: «روسيا بلد ضخم وغني. لسنا بحاجة إلى أراضٍ أجنبية، لدينا كل شيء بوفرة. ولكن هناك أرضنا، وهي مقدسة بالنسبة إلينا، وعاش عليها أجدادنا ويعيش عليها شعبنا اليوم، وهذه الأرض بالذات لن نتخلى عنها ولن نعطيها لأحد. نحن نحمي شعبنا ونحن نحارب من أجل كل شعبنا، ومن أجل أرضنا ومن أجل تاريخنا الذي يمتد لألف عام». وتابع: «نحن نحارب ضد الذين يكرهوننا، والذين يحظرون لغتنا وقيمنا وحتى ديانتنا، والذين ينشرون الكراهية لتاريخ وطننا».
وشدد مدفيديف على أن «الجزء المشارف على الموت من العالم، يعادي روسيا ويقف ضدها. الحديث هنا عن مجموعة من مدمني المخدرات النازيين المجانين، الذين غرروا بالشعب وعمدوا إلى تخويفه، وكذلك كتلة كبيرة من الكلاب التي تنبح من الجانب الغربي».


مقالات ذات صلة

بوتين يحدد أولويات بلاده... مواصلة الحسم العسكري وتعزيز التحالفات في مواجهة أميركا

أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحدث خلال اجتماع موسع لمجلس وزارة الدفاع في موسكو الاثنين (أ.ب)

بوتين يحدد أولويات بلاده... مواصلة الحسم العسكري وتعزيز التحالفات في مواجهة أميركا

أوجز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، مجريات العام الحالي على خطوط المواجهة في أوكرانيا وعدّه «عاماً تاريخياً».

رائد جبر (موسكو)
أوروبا جندي أوكراني على خط المواجهة مع القوات الروسية في منطقة دونيتسك (رويترز)

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أعلنت روسيا، الأحد، أن قواتها سيطرت على بلدات في منطقتين رئيسيتين تقعان على خط الجبهة في شرق أوكرانيا، فيما يتقدم جيشها باتجاه مدينتين استراتيجيتين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا أرشيفية لأحد مباني مدينة بيلغورود الروسية عقب استهدافها بمسيرة أوكرانية (إ.ب.أ)

 روسيا تعلن تدمير 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل

قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الأحد)، إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية قوات روسية بمنطقة كورسك على الحدود مع أوكرانيا (أ.ب)

زيلينسكي: هناك مزيد من الجنود الكوريين الشماليين يقاتلون في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الجيش الروسي بدأ في نشر المزيد من الجنود الكوريين الشماليين خلال الهجمات على كورسك بالقرب من الحدود الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

زيلينسكي يصدر تعليمات لإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه أصدر تعليمات لحكومته بإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا بالتعاون مع المنظمات الدولية في أعقاب سقوط نظام الأسد.

«الشرق الأوسط» (كييف)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».