«السبع» تتوعد موسكو «بالمحاسبة» على «جرائم الحرب» في أوكرانيا

وزراء خارجية المجموعة اتهموا روسيا باستخدام «خطاب نووي غير مسؤول»

وزراء خارجية مجموعة السبع خلال اجتماعهم في مدينة مونستر الألمانية الجمعة (أ.ف.ب)
وزراء خارجية مجموعة السبع خلال اجتماعهم في مدينة مونستر الألمانية الجمعة (أ.ف.ب)
TT

«السبع» تتوعد موسكو «بالمحاسبة» على «جرائم الحرب» في أوكرانيا

وزراء خارجية مجموعة السبع خلال اجتماعهم في مدينة مونستر الألمانية الجمعة (أ.ف.ب)
وزراء خارجية مجموعة السبع خلال اجتماعهم في مدينة مونستر الألمانية الجمعة (أ.ف.ب)

اتهمت دول مجموعة السبع روسيا بمحاولة «ترويع المدنيين» في أوكرانيا من خلال «القصف العشوائي ضد المدنيين والمنشآت المدنية والتحتية». وقال وزراء خارجية المجموعة، في بيان، في ختام اجتماعاتهم بمدينة مونستر الألمانية، إن «هذه الأفعال تشكل جرائم حرب»، متوعدةً روسيا «بالمحاسبة».
واتهم وزراء خارجية المجموعة روسيا باستخدام «خطاب نووي غير مسؤول»، رافضين اتهامها لكييف بإعداد «قنبلة قذرة».
وقال بيان المجموعة إن عمليات التفتيش التي أجرتها «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» في أوكرانيا: «أكدت أن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة».
كانت أوكرانيا قد دعت «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» إلى التحقيق في الاتهامات التي وجهتها إليها روسيا، وقالت إنه ليس لديها ما تخفيه. وكرّر وزراء الخارجية تحذيرهم لروسيا من أن «أي استخدام للأسلحة الكيماوية أو البيولوجية أو النووية سيقابَل بعواقب وخيمة».
وأعلنت الوكالة، الخميس، أنها لم تجد أيّة مؤشّرات تدل على «أنشطة نووية غير معلَنة» في 3 مواقع في أوكرانيا خلال عمليات تفتيش أجرتها بناء على طلب كييف بعد اتهامات روسية لها بتطوير «قنبلة قذرة».
وقال المدير العام للوكالة رافايل غروسي، في بيان، إن «تقييمنا التقني والعلمي للنتائج التي توصَّلنا إليها حتى الآن لم يُظهر ما يدل على أنشطة ومواد نووية غير معلَنة في هذه المواقع الثلاثة».
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، إن الاستنتاج «الصريح» للوكالة الدولية للطاقة الذرّية يمثّل «دليلاً واضحاً لا يقبل الجدل» على عدم وجود استعدادات لصنع «قنبلة قذرة» في أوكرانيا.
وأضاف زيلينسكي: «لقد منحنا حرّية العمل الكاملة» لبعثة التفتيش، التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرّية، وبعد صدور خلاصاتها «لدينا دلائل واضحة لا تقبل الجدل على أنّه لا يوجد أحد في أوكرانيا صنع أو أنّه في صدد تصنيع قنابل قذرة».
وتعهّد وزراء الخارجية بالاستمرار في «فرض تكاليف اقتصادية على روسيا والدول الأخرى والأفراد والكيانات التي تقدِّم الدعم العسكري لحرب موسكو»، مشيرين إلى العقوبات التي اتخذتها دول في المجموعة ضد إيران لمعاقبتها على «تزويدها روسيا بطائرات دون طيار».
وحذَّر الوزراء بيلاروسيا من الاستمرار في تقديم الدعم العسكري لروسيا والسماح لها باستخدام أراضيها لإطلاق صواريخ على أوكرانيا، وقالوا إن «إشراك بيلاروسيا بالحرب بشكل مباشر سيؤدي إلى فرض عقوبات إضافية هائلة» عليها.
ومن الناحية الإنسانية، كررت المجموعة التزامها بدعم أوكرانيا لتخطّي فصل الشتاء. وذكر البيان بالمؤتمر الدولي الذي ستستضيفه باريس في 13 ديسمبر المقبل، والذي كانت قد أعلنت عنه وزيرة الخارجية الفرنسية قبل يوم. وجاء، في البيان، أن المجموعة أسست آلية تنسيق لمساعدة أوكرانيا «في إصلاح البنية التحتية الحيوية للطاقة والمياه واستعادتها والدفاع عنها».
كانت برلين قد استضافت، قبل أسبوع، اجتماعاً شبيهاً لإعادة إعمار أوكرانيا، نظّمته ألمانيا إلى جانب الاتحاد الأوروبي. وأعلنت ألمانيا، خلال المؤتمر، أنها ستقدِّم مولدات كهربائية لأوكرانيا وأجهزة تدفئة لكي تكون حلاً مؤقتاً عن البنى التحتية للطاقة التي دمّرها القصف الروسي.
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية، اليوم الجمعة، إن كبار الدبلوماسيين من مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى ناقشوا سبل مساعدة أوكرانيا في صد الهجمات الروسية على بنيتها التحتية المدنية، واتفقوا على الحاجة إلى آلية تنسيق.
وقال المسؤول، للصحافيين: «ناقشوا احتياجات أوكرانيا مع قرب حلول فصل الشتاء، واتفقوا على ضرورة وجود آلية تنسيق ضمن مجموعة السبع لمساعدة أوكرانيا على إصلاح وترميم البنية التحتية الحيوية للطاقة والماء والدفاع عنها».
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه: «هذا أمر سيكون محط التركيز الأساسي للمجموعة في الأيام والأسابيع المقبلة».
وأعاد المجتمعون كذلك تأكيدهم الاستمرار في «مواجهة التضليل الروسي، بما في ذلك الادعاءات الكاذبة المتعلقة بالأسلحة البيولوجية». ووصفت المجموعة دعوات روسيا للتفاوض مع أوكرانيا بأنها «ليست ذات مصداقية»؛ بسبب مواصلتها «تصعيد الحرب وإصدار تهديدات ومعلومات مضللة جديدة».
وكررت الدول كذلك اتهامها لروسيا بأنها تسببت بأزمة الغذاء العالمية، وقالت إن «الحرب العدوانية التي تشنُّها روسيا هي الدافع وراء أخطر أزمات الغذاء والطاقة العالمية في التاريخ الحديث».
وأدانت المجموعة ما وصفته بأنه «محاولات روسيا للاستفادة من صادرات الطاقة والغذاء كأداة للإكراه الجيوسياسي». وأشار المجتمعون إلى استمرارهم «في التنسيق للمساعدة في التخفيف من عواقب الحرب على الاستقرار الاقتصادي العالمي وأمن الغذاء والتغذية والطاقة على الصعيد الدولي من خلال معالجة الاحتياجات المُلحة والاستثمارات على المدى المتوسط إلى الطويل في الأنظمة المرنة».
وحضّت المجموعة روسيا على تمديد اتفاق يسمح بمرور آمن لشحنات الحبوب من أوكرانيا، وفق ما أفاد مسؤول الخارجية الأميركية. وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن «الجميع اتفقوا على الحاجة إلى تمديد مبادرة البحر الأسود بشأن الحبوب».
شارك في الاجتماعات الاتحاد الأفريقي ودول أفريقية مثل غانا وكينيا، دعتها ألمانيا لتكون ضيفة على الاجتماعات ومناقشة تأثير أزمة الغذاء العالمية على القارة الأفريقية.
وكان وزير الخارجية البريطاني جميس كليفرلي قد قال، في مقابلة مع «رويترز»، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحاول أن «يشتت الانتباه عن فشله في ساحة المعركة عبر توجيه اتهامات لا أساس لها ضد الغرب وأوكرانيا»؛ في إشارة إلى اتهام موسكو لكييف بتجميع قنبلة قذرة بمساعدة بريطانيا.


مقالات ذات صلة

السويد والدنمارك تشتريان مدرّعات بقيمة 2.3 مليار دولار

أوروبا مدرّعة قتالية من طراز «سي في 90» خلال مشاركتها في مناورة عسكرية بالسويد (رويترز)

السويد والدنمارك تشتريان مدرّعات بقيمة 2.3 مليار دولار

وقّعت السويد والدنمارك، اليوم الجمعة، عقداً مع شركة سويدية لتصنيع المعدات العسكرية، لشراء 205 مدرّعات قتالية بهدف تجديد مخزونهما بعد تقديم مساعدات لأوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلتقي بحاكم كورسك الجديد ألكسندر خينشتاين (أ.ف.ب)

بوتين يعيّن حاكماً جديداً لكورسك للتعامل مع «أزمة» التوغل الأوكراني

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن استبدال حاكم منطقة كورسك التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية بشكل جزئي، قائلاً إن المنطقة تحتاج إلى إدارة «أزمتها».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر تلغرام)

مسؤول أوكراني: لقاء «محتمل» بين زيلينسكي وترمب في باريس

أفاد مسؤول أوكراني بأنّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب قد يلتقيان، هذا الأسبوع، في باريس.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في مينسك (سبوتنيك - رويترز)

بوتين: موسكو قد تنشر صواريخ «أوريشنيك» في بيلاروسيا عام 2025

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا قد تنشر صواريخ «أوريشنيك» فرط الصوتية الجديدة في بيلاروسيا، العام المقبل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا صورة لانفجار طائرة مسيّرة روسية في سماء مدينة كييف وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في 5 ديسمبر 2024 (رويترز)

روسيا وأوكرانيا تعلنان إسقاط عشرات المسيّرات في المواجهات بينهما الليلة الماضية

أعلنت روسيا تدمير 33 طائرة مسيَّرة أوكرانية، بينما أعلنت كييف إسقاط 32 مسيَّرة أطلقتها موسكو، وذلك خلال المواجهات المستمرة بين الطرفين الليلة الماضية.

«الشرق الأوسط» (موسكو - كييف )

رئيس تايوان: «واثق» من تعميق التعاون مع إدارة ترمب

صورة ملتقطة في 5 ديسمبر 2024 تظهر الرئيس التايواني لاي تشينغ-تي وهو يتحدث خلال زيارة لبرلمان دولة بالاو في نغرلمود (أ.ف.ب)
صورة ملتقطة في 5 ديسمبر 2024 تظهر الرئيس التايواني لاي تشينغ-تي وهو يتحدث خلال زيارة لبرلمان دولة بالاو في نغرلمود (أ.ف.ب)
TT

رئيس تايوان: «واثق» من تعميق التعاون مع إدارة ترمب

صورة ملتقطة في 5 ديسمبر 2024 تظهر الرئيس التايواني لاي تشينغ-تي وهو يتحدث خلال زيارة لبرلمان دولة بالاو في نغرلمود (أ.ف.ب)
صورة ملتقطة في 5 ديسمبر 2024 تظهر الرئيس التايواني لاي تشينغ-تي وهو يتحدث خلال زيارة لبرلمان دولة بالاو في نغرلمود (أ.ف.ب)

أعلن الرئيس التايواني لاي تشينغ-تي، اليوم (الجمعة)، أنه «واثق» من تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة بعد تولي الرئيس المنتخب دونالد ترمب منصبه في يناير (كانون الثاني) المقبل.

وقال لاي من بالاو، في اليوم الأخير من جولته في المحيط الهادئ، إن «تايوان واثقة من أنها ستواصل تعميق التعاون مع الإدارة الجديدة لمقاومة التوسع الاستبدادي، وتحقيق الرخاء والتنمية لكلا البلدين، مع زيادة المساهمة في الاستقرار والسلام الإقليميَّين»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

كذلك، حضَّ الرئيس التايواني الديمقراطيات على أن تكون «أكثر اتحاداً» ضد الدول الاستبدادية.

صورة ملتقطة في 5 ديسمبر 2024 تظهر الرئيس التايواني لاي تشينغ-تي وهو يلتقط صورة مع رئيس بالاو سورانغيل ويبس جونيور خلال لقائهما في نغرلمود ببالاو (إ.ب.أ)

ويزور لاي، بالاو وهي من بين 12 دولة لا تزال تعترف بتايوان، التي تُشكِّل المحطة الأخيرة في جولة له في المحيط الهادئ زار خلالها هاواي وغوام، وكلتيهما من الأراضي الأميركية، في أول رحلة خارجية له منذ توليه مهامه في مايو (أيار).

وتثير هذه الجولة استياء الصين، التي طلبت من الولايات المتحدة «التوقف عن توجيه مؤشرات خاطئة» إلى «القوى الانفصالية التايوانية».

وتعدّ الصين تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، ولا تستبعد أن تعيدها إلى سيادتها بالقوة إن لزم الأمر.

وفي بالاو، أكد لاي أيضاً أن تايوان والصين «ليستا خاضعتين لبعضهما بعضاً» مشدداً على أن الجزيرة «متمسكة بنظامها الدستوري الديمقراطي الحر».