محاكمات وإدانات بالسجن لعناصر «داعش» في الجزائر

صور لعملية حديثة قام بها الجيش الجزائري (وزارة الدفاع)
صور لعملية حديثة قام بها الجيش الجزائري (وزارة الدفاع)
TT

محاكمات وإدانات بالسجن لعناصر «داعش» في الجزائر

صور لعملية حديثة قام بها الجيش الجزائري (وزارة الدفاع)
صور لعملية حديثة قام بها الجيش الجزائري (وزارة الدفاع)

في حين أدانت محكمة بالجزائر، أمس، ثلاثة أشخاص بالسجن بين عامين وخمس سنوات، من بينهم مواطن تونسي، بتهمة الإرهاب، انطلقت بنفس المحكمة معالجة ملف ثلاثة متهمين بالإرهاب، من بينهم امرأة، توصلت التحقيقات إلى أن لهم ارتباطات بتنظيم داعش في سوريا.
وبحسب الوقائع التي تم عرضها في بداية المحاكمة بمحكمة الجنايات بمدينة الدار البيضاء، بالضاحية الشرقية للعاصمة، فإن مواطناً تونسياً سهّل التحاق شابين جزائريين من جنوبي العاصمة بتنظيم «جبهة النصرة» في سوريا عام 2014، وأكدت التحريات أنهما انضما لاحقاً إلى «داعش». وقد جرت الاتصالات عن طريق شبكة التواصل الاجتماعي، وسافر الشابان إلى تركيا في مرحلة أولى، قبل دخول سوريا عن طريق الحدود البرية، حسبما جاء في أوراق القضية.
وفور عودتهما إلى بلادهما في سنة 2017، تم إلقاء القبض على الرعيتين الجزائريين فيما طالبت الجزائر من سلطات تونس معلومات عن رعيتها، الذي لم يذكر اسمه في المحاكمة، والذي يوجد بسوريا، حسب إفادات المتهمين.
وفيما أدانت المحكمة الجزائريين بالسجن 5 سنوات مع التنفيذ، أنزلت عقوبة السجن عامين غيابياً بحق المواطن التونسي. وحصل متهم ثالث على البراءة من تهمة الإرهاب، كان على علم بخطة الانضمام إلى «داعش»، لكنه لم يبلغ عنها للسلطات الأمنية.
وتضمنت لائحة الاتهامات «الانخراط في جماعة إرهابية تنشط بالخارج، وإعادة نسخ تسجيلات تشيد بالأفعال الإرهابية، وعدم الإبلاغ عن جناية»، بحق الأربعة.
كما انطلقت بنفس المحكمة الجنائية، مساء أمس، محاكمة متهمين بالإرهاب، أحدهما معروف باسم «أبو العباس»، والثاني يسمى طلحة عبد الرحمن، الذي تم اعتقاله مؤخراً. وقد أكدت تقارير الأمن، التي استندت إليها النيابة في المتابعة الجنائية، أن طلحة ساعد زوجة «أبو العباس» على السفر إلى سوريا عام 2015، حتى تلتحق به ضمن الجماعات المتطرفة التي كان أحد أعضائها. كما جاء في تقارير الأمن أن طلحة سعى إلى تجنيد مقاتلين من الجزائر لصالح ذات التنظيمات، بناء على طلب «أبو العباس».
وتابعت النيابة موضحة أن الأشخاص الثلاثة متهمون بـ«الانخراط في جماعة إرهابية تنشط خارج الوطن»، و«تمويل وتشجيع جماعة إرهابية».
ونقلت الصحافة في السنوات الأخيرة أن العديد من المتطرفين الجزائريين تم «تصديرهم» إلى مواقع القتال في سوريا والعراق. وأجرت مصالح الأمن تحقيقات مع أفراد عائلاتهم بعد ثبوت انضمامهم إلى التنظيمات المتشددة. وقد عاد البعض منهم إلى الجزائر للاستفادة من تدابير تهدئة وضعتها السلطات، منها ما تعلق بقانوني «الوئام المدني» و«المصالحة الوطنية»، كما قتل الكثير في عمليات مسلحة.
في سياق ذي صلة، أعلنت وزارة الدفاع أول من أمس، في بيان، أن الجيش اعتقل ما بين 26 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي والأول من الشهر الجاري، تسعة أشخاص بشبهة تقديم الدعم لجماعات إرهابية، وذلك خلال «عمليات منفصلة عبر التراب الوطني».
كما تم خلال الفترة ذاتها تدمير مخبأين تابعين لإرهابيين في تيبازة والشلف (جنوب العاصمة)، حسب البيان الذي أشاد بـ«الاحترافية العالية واليقظة والاستعداد الدائمين لقواتنا المسلحة لمكافحة الإرهاب، في كامل التراب الوطني».
وفي إطار ملاحقة المهرَّبين بالحدود الغربية والجنوبية، اعتقل الجيش في الفترة ذاتها، 277 شخصاً وصادر مسدسين آليين من نوع «كلاشينكوف»، وكمية من الذخيرة و29 مركبة و162 مولداً كهربائياً، وسبعة أجهزة كشف عن المعادن و74.5 طن من خليط خام الذهب والحجارة، بالإضافة إلى كميات من المتفجرات ومعدات تفجير، وتجهيزات تستعمل في عمليات التنقيب غير المشروع عن الذهب، حسبما جاء في البيان نفسه.


مقالات ذات صلة

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عنصر من المعارضة السورية المسلحة في حمص يحتفل بدخول العاصمة دمشق (إ.ب.أ)

الأردن ومخاوف من خلط أوراق المنطقة والخشية من فوضى سوريا

يبدي أمنيون أردنيون مخاوفهم من عودة الفوضى لمناطق سورية بعد الخروج المفاجئ للأسد إلى موسكو، وان احتمالات الفوضى ربما تكون واردة جراء التنازع المحتمل على السلطة.

محمد خير الرواشدة (عمّان)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.