ماذا يعني اختيار مصر ضمن أهم 25 وجهة سياحية عالمية؟

تقرير «ناشيونال جيوغرافيك» أوصى بزيارتها العام المقبل

شرم الشيخ (Tripadvisor)
شرم الشيخ (Tripadvisor)
TT

ماذا يعني اختيار مصر ضمن أهم 25 وجهة سياحية عالمية؟

شرم الشيخ (Tripadvisor)
شرم الشيخ (Tripadvisor)

حل المقصد السياحي المصري ضمن أبرز ترشيحات مجلة «ناشيونال جيوغرافيك» الأميركية الشهيرة للعام المقبل. وتحت عنوان «25 مكاناً وتجربة مذهلة لعام 2023»، نشر الموقع الإلكتروني للمجلة تقريراً مصوراً لوجهات عديدة، مؤكداً أن «افتتاح المتحف المصري الكبير الذي ينتظره العالم، فضلاً عن افتتاح (طريق الكباش) العام الماضي، يجعلان مصر في مقدمة المقاصد التي تشتهر بالسياحة الثقافية على المستوى الدولي».
واعتبر يحيى راشد، وزير السياحة المصري الأسبق، أن «التقرير يظهر ما تتمتع به المقاصد السياحية المصرية من تقدير كبير على خارطة الإعلام العالمي، حيث تتسم بالتنوع والتعددية»، مشيراً في تصريحات تلفزيونية إلى «أهمية استغلال مثل هذه التقارير الموضوعية التي تشكل دعاية مجانية لا تقدر بثمن والبناء عليها من خلال حزمة إجراءات لزيادة أعداد السياح الوافدين، أبرزها خفض سعر تذاكر الطيران».
وأكد الخبير السياحي مصطفى النجار أن «(ناشيونال جيوغرافيك) ليست مجرد مجلة متخصصة بل مؤسسة بحثية موثوقة وذات مصداقية في كل ما يتعلق بالتراث العالمي الثقافي، وبالتالي فتقريرها عن مصر موضوع تقدير وإشادة»، موضحاً في تصريح إلى «الشرق الأوسط» أن «مصر تمتلك أنواعاً عديدة من السياحة كالآثار والغوص والترفيه والشواطئ والسفاري والمغامرات الصحراوية والعيون الحارة لأغراض العلاج، فضلاً عن سياحة المؤتمرات والسياحة الدينية».
المتحف المصري الكبير (وزارة السياحة والآثار المصرية)
وأضاف النجار: «لا يعقل أن نمتلك كل هذه الإمكانات ولا يزيد نصيبنا على 1 في المائة من حركة السياحية العالمية، وربما أقل من ذلك، ما يتطلب إحداث اختراق حقيقي في ملف الخدمات المقدمة للسائح، خصوصاً أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أولى عناية كبيرة للطرق والمحاور الجديدة والبنية التحتية التي تغذي المقاصد الجديدة مثل العلمين ومرسى علم وغيرهما».
وكان رئيس الوزراء المصري المهندس مصطفى مدبولي قد أعلن مؤخراً عزم حكومته على رفع عائدات البلاد من السياحة لتصبح 30 مليار دولار في العام الواحد بعد أن سجلت العام الماضي نحو 9 مليارات دولار فقط.
وتعد السياحة أحد مصادر العملة الصعبة في مصر، لكنها تعرضت لعدة ضربات في الآونة الأخيرة تمثلت في جائحة «كورونا» ثم الحرب بين روسيا وأوكرانيا والتي جعلت البلاد تخسر السياح القادمين من هذين البلدين، والذين يشكلون نحو 30 في المائة من حجم السياحة الوافدة لمصر.
وطالب ثروت عجمي، رئيس غرفة السياحة لجنوب الصعيد، بـ« زيادة الاهتمام بالطيران العارض (الشارتر)، حيث لا سياحة دون طيران»، مشدداً في تصريح إلى «الشرق الأوسط» على «أهمية أن تكون الأقصر ضمن الوجهات السياحية المصرية المستقلة مثل شرم الشيخ والغردقة من حيث خطوط الطيران المباشرة من وإلى عواصم العالم، مشيراً إلى «وجوب الإسراع في مشروع إنشاء شركة طيران مصرية منخفضة التكاليف».
وأوضح «عجمي» أنه «لا بد من تحسين استراتيجيات وخطط الدعاية بحيث لا تقتصر على شركة واحدة في العالم، بل تكون هناك عدة شركات تفهم ثقافة كل شعب من الشعوب المستهدفة على حدة»، موضحاً أن «عالم المنصات الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي أصبح لها نفوذ متزايد في توجيه الرأي العام العالمي، ولا بد من وضعها في الحسبان عند التخطيط لإحداث طفرة في مجال السياحة بمصر».


مقالات ذات صلة

إسبانيا تجبر السياح على كشف المعلومات الشخصية بموجب قانون جديد

يوميات الشرق فنادق وكراسي الاستلقاء للتشمس بالقرب من شاطئ في بينيدورم بإسبانيا (شاتيرستوك)

إسبانيا تجبر السياح على كشف المعلومات الشخصية بموجب قانون جديد

تحذر بعض التقارير من مطالب «الأخ الأكبر»، بما في ذلك كشف الضيوف عن الأرصدة المصرفية، ولكن هذه المطالب تبدو غير مبررة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تسمية المدينة التاريخية ثاني أجمل مكان تزوره (شاترستوك)

مدينة بريطانية مقتبسة من «هاري بوتر» تعد أكثر المدن إثارة

ليس سراً أن الناس أكثر لطفاً في الشمال، ولكن الآن تُوجت مدينة يورك البريطانية واحدةً من أكثر المدن الخلابة في العالم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال استقباله الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر في العاصمة الإدارية الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

مصر وقطر ستتعاونان في مشروع عقاري «مهم للغاية» بالساحل الشمالي

قال مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، إن مصر وقطر ستتعاونان خلال المرحلة المقبلة في مشروع استثماري عقاري «مهم للغاية» في منطقة الساحل الشمالي المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق المركب السياحي «سي ستوري» قبل غرقه (مجلس الوزراء المصري)

هل يؤثر حادث غرق مركب بالبحر الأحمر على السياحة الساحلية في مصر؟

بينما تتوقع الحكومة المصرية زيادة أعداد السائحين خلال العام الجاري، أثارت حادثة غرق مركب «سي ستوري» المخاوف بشأن تأثيرها على الحركة السياحية.

عبد الفتاح فرج (القاهرة)
الاقتصاد جانب من الجلسة الحوارية في «ملتقى ميزانية 2025» بالرياض (الشرق الأوسط)

الخطيب: 5 % نسبة مساهمة السياحة في الاقتصاد السعودي

قال وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب إن القطاع السياحي حقق تقدماً كبيراً حيث ارتفعت مساهمته في الاقتصاد إلى 5 % بنهاية العام الماضي

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

يطمح الفنان المصري هشام نوّار إلى إعادة تشكيل الجسد بصرياً عبر معرضه «الجميلات النائمات» متشبعاً بالعديد من الثيمات الأيقونية في الفن والأدب والتاريخ الإنساني، خصوصاً في التعامل مع الجسد الأنثوي، بما يحمله من دلالات متعددة وجماليات عابرة للزمان ومحيّدة للمكان.

يذكر أن المعرض، الذي يستضيفه «غاليري ضي» بالزمالك (وسط القاهرة) حتى 5 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، يضم ما يزيد على 50 لوحة تتنوع خاماتها بين استخدام الألوان الزيتية على القماش بمساحات كبيرة، وبين الرسم بالألوان في مساحات أقل.

ويعدّ الجسد بمفهومه الجمالي والفني هو محور المعرض، والجسد الأنثوي تحديداً هو الأكثر حضوراً، بينما تبقى الوضعية الرئيسية التي اختارها الفنان، وهي فكرة «تمثال الكتلة» المصري القديم، وتوظيفه على هيئة فتاة نائمة هي الأكثر تعبيراً عن الفكرة التي يسعى لتقديمها، واضعاً ثيمتي الجمال، ممثلاً في الجسد الأنثوي، والنوم ممثلاً في وضعية واحدة تجسد المرأة، وهي نائمة في وضع أشبه بالجلوس، في إطار مشبع بالدلالات.

اللونان الأصفر والأحمر كانا لافتين في معظم الأعمال (الشرق الأوسط)

وعن المعرض، يقول هشام نوار: «الفكرة تستلهم تمثال الكتلة المصري القديم، فمعظم الشخصيات التي رسمتها تعود لهذا التمثال الذي ظهر في الدولة المصرية القديمة الوسطى، واستمر مع الدولة الحديثة، ويمثل شخصاً جالساً يضع يديه على ركبته، وكأنه يرتدي عباءة تخبئ تفاصيل جسده، فلا يظهر منه سوى انحناءات خفيفة، ويكون من الأمام مسطحاً وعليه كتابات، وكان يصنع للمتوفى، ويكتب عليه صلوات وأدعية للمتوفى».

ويضيف نوار لـ«الشرق الأوسط»: «تم عمل هذا التمثال لمهندس الدير البحري في الدولة الحديثة، الذي كان مسؤولاً عن تربية وتثقيف ابنة حتشبسوت، فيظهر في هيئة تمثال الكتلة، فيما تظهر رأس البنت من طرف عباءته، ومحمود مختار هو أول من اكتشف جماليات تمثال الكتلة، وعمل منها نحو 3 تماثيل شهيرة، هي (كاتمة الأسرار) و(الحزن) و(القيلولة)».

حلول جمالية بالخطوط والألوان (الشرق الأوسط)

وقد أهدى الفنان معرضه للكاتب الياباني الشهير ياسوناري كاواباتا (1899 - 1972) الحائز على نوبل عام 1968، صاحب رواية «منزل الجميلات النائمات» التي تحكي عن عجوز يقضي الليل بجوار فتاة جميلة نائمة بشرط ألا يلمسها، كما أهداه أيضاً للمثال المصري محمود مختار (1891 – 1934) تقديراً لتعامله مع فكرة «تمثال الكتلة».

وحول انتماء أعماله لمدرسة فنية بعينها، يقول: «لا يشغلني التصنيف، ما يشغلني معالجة خطوط الجسد البشري، كيف أجد في كل مرة حلاً مختلفاً للوضع نفسه، فكل لوحة بالنسبة لي تمثل الحالة الخاصة بها».

الفنان هشام نوار في معرضه «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

ويشير نوّار إلى أنه لم يتوقع أن يرسم كل هذه اللوحات، وتابع: «الفكرة وراء الجميلات النائمات الممنوع لمسهن، لكن تظل المتعة في الرؤية والحلم الذي يمكن أن يحلمه الشخص، حتى إن ماركيز قال إنه كان يتمنى أن يكتب هذه الرواية».

«يؤثر التلوين والتظليل على الكتلة، ويجعلها رغم ثباتها الظاهر في حال من الطفو وكأنها تسبح في فضاء حر، هنا تبرز ألوان الأرض الحارة التي احتفى بها الفنان، وتطغى درجات الأصفر والأحمر على درجات الأخضر والأزرق الباردة»، وفق الكاتبة المصرية مي التلمساني في تصديرها للمعرض.

أفكار متنوعة قدّمها الفنان خلال معرض «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

وتعدّ مي أن هذا المعرض «يكشف أهمية مقاومة الموت من خلال صحوة الوعي، ومقاومة الذكورية القاتلة من خلال الحفاوة بالجسد الأنثوي، ومقاومة الاستسهال البصري من خلال التعمق الفكري والفلسفي؛ ليثبت قدرة الفن الصادق على تجاوز الحدود».

وقدّم الفنان هشام نوّار 12 معرضاً خاصاً في مصر وإيطاليا، كما شارك في العديد من المعارض الجماعية، وعمل في ترميم الآثار بمنطقة الأهرامات عام 1988، كما شارك مع الفنان آدم حنين في ترميم تمثال «أبو الهول».