بريجيت جيرو المرأة الـ13 التي تفوز بجائزة غونكور الأدبية الفرنسية

الروائية بريجيت جيرو
الروائية بريجيت جيرو
TT

بريجيت جيرو المرأة الـ13 التي تفوز بجائزة غونكور الأدبية الفرنسية

الروائية بريجيت جيرو
الروائية بريجيت جيرو

فازت الكاتبة الفرنسية المولودة في الجزائر بريجيت جيرو، اليوم (الخميس)، بجائزة «غونكور» الأدبية، عن روايتها «العيش سريعاً» (Vivre vite) الصادرة عن دار «فلاماريون»، وفيها تستعيد الأحداث غير المتوقعة التي أفضت إلى مقتل زوجها في حادث دراجة نارية.
وباتت جيرو أول امرأة تنال المكافأة الأدبية الفرنسية الأرفع منذ فوز ليلى سليماني بها عام 2016 عن روايتها «أغنية هادئة» (Chanson douce)، والثالثة عشرة منذ إطلاق غونكور قبل 120 عاماً.
وحصلت جيرو على الجائزة خلفاً للسنغالي محمد مبوغار سار، بعد تنافس حاد مع الإيطالي السويسري جوليانو دي إمبولي، إذ أدى صوت رئيس أكاديمية غونكور ديدييه دوكوان إلى ترجيح النتيجة لصالحها في الدورة الرابعة عشرة من التصويت.
وباختيارها كاتبة غير جماهيرية ولا تحقق مؤلفاتها مبيعات كبيرة، واصلت أكاديمية غونكور توجهها التجديدي.
ولجيرو التي ولدت في الجزائر وتقيم في مدينة ليون (وسط فرنسا الشرقي) نحو عشرة كتب بينها روايات أو قصص قصيرة.
وحصلت جيرو على جائزة غونكور للقصص القصيرة لعام 2007 عن مجموعتها القصصية L'amour est tres surestime. وفي عام 2019 وصلت إلى نهائيات جائزة «ميديسيس» عن «يوم شجاعة» (Jour de courage).
واختار أعضاء أكاديمية غونكور من خلال «العيش سريعاً» قصة رصينة وحساسة لقيت استحساناً كبيراً من النقاد.
واستلهمت الكاتبة من مأساتها الشخصية المتمثلة في مقتل زوجها كلود في 22 يونيو (حزيران) 1999 في ليون، بفعل سقوطه من دراجة نارية ذات قدرة قوية وليست له أصلاً، كونه انطلق بها بسرعة فائقة وأكبر مما يفترض عند إشارة المرور.
أما منافس جيرو الإيطالي السويسري جوليانو دي إمبولي (49 عاماً) الذي رُشح عن روايته «ساحر الكرملين» (Le Mage du Kremlin) الصادرة عن دار «غاليمار»، فكان يُعد من بين المتنافسين الأوفر حظاً، لكنه سيكتفي الآن بالجائزة الكبرى للرواية التي حصل عليها في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) من الأكاديمية الفرنسية.
وحضر أدب هايتي الغني للسنة الثانية توالياً في النهائيات، لكن الجائزة أفلتت منها مجدداً، إذ لم يتمكن ماكينزي أورسيل من الفوز بها عن روايته «مجموع إنساني» (Une somme humaine) الواقعة في 600 صفحة، ويتناول فيها عالم ما بعد الموت.
كذلك نافست على الجائزة كلوي كورمان عن روايتها «الأخوات تقريباً» (Les presque soeurs) الصادرة عن دار «سوي»، التي تجري فيها تحقيقاً مع قريبات والدها اللاتي كن في طفولتهنّ ضحايا محرقة اليهود. وكورمان البالغة 39 عاماً هي مستشارة وزير التعليم الوطني الفرنسي باب ندياي وتتولى كتابة خطاباته.
وجرياً على العادة، مُنحَت جائزة رونودو مباشرة بعد الإعلان عن الفائز بجائزة غونكور في مطعم «دروان» في باريس. وكانت الجائزة من نصيب سيمون ليبيراتي عن «أداء» (Performance)، وتدور قصتها حول مؤلف سبعيني يستعيد شغفه من خلال كتابة سيناريو عن فرقة «رولينغ ستونز» ويقيم علاقة مع امرأة أصغر منه بنحو 50 عاماً.
وحصل ليبراتي على ستة من أصوات أعضاء لجنة التحكيم.
وللجوائز الأدبية عموماً، وبينها غونكور، أهمية اقتصادية كبيرة لا تقل عن قيمتها المعنوية، إذ تُلهم الراغبين في اكتشاف رواية أو تقديمها هدية في موسم أعياد نهاية السنة. ويؤدي فوز كتاب ما بجائزة غونكور إلى تحقيق مئات الآلاف من المبيعات.
وجرياً على التقليد، نالت جيرو أيضاً شيكاً بقيمة رمزية تبلغ 10 يوروهات يفضّل الحاصل عليه إجمالاً وضعه في إطار بدلاً من إيداعه حسابه المصرفي.


مقالات ذات صلة

ثقافة وفنون «أمومة مُتعددة» في مواجهة المؤسسة الذكورية

«أمومة مُتعددة» في مواجهة المؤسسة الذكورية

في كتابها «رحِم العالم... أمومة عابرة للحدود» تزيح الكاتبة والناقدة المصرية الدكتورة شيرين أبو النجا المُسلمات المُرتبطة بخطاب الأمومة والمتن الثقافي الراسخ

منى أبو النصر (القاهرة)
تكنولوجيا شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق كاميلا ملكة بريطانيا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الأدب بحضور الأميرة آن (رويترز)

قدمتها لها الأميرة آن... الملكة كاميلا تحصل على دكتوراه فخرية في الأدب

حصلت الملكة البريطانية كاميلا، زوجة الملك تشارلز، على الدكتوراه الفخرية؛ تقديراً لـ«مهمتها الشخصية» في تعزيز محو الأمية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
كتب سوزان بلاكمور وابنتها أميلي تروسيانكو  أثناء حفل توقيع كتاب "الوعي: مقدمة"

الشبحُ في الآلة

شغل موضوع أصل الأشياء The Origin مكانة مركزية في التفكير البشري منذ أن عرف البشر قيمة التفلسف والتفكّر في الكينونة الوجودية.

لطفية الدليمي

ولد عام غرق «تيتانيك» وعاش الحربين العالميتين... وفاة أكبر معمر في العالم

جون تينيسوود (رويترز)
جون تينيسوود (رويترز)
TT

ولد عام غرق «تيتانيك» وعاش الحربين العالميتين... وفاة أكبر معمر في العالم

جون تينيسوود (رويترز)
جون تينيسوود (رويترز)

توفي أكبر رجل معمر في العالم عن عمر ناهز 112 عاماً.

وُلد جون تينيسوود في ليفربول في 26 أغسطس (آب) 1912، وأصبح أكبر رجل معمر في العالم في أبريل (نيسان)، وفق ما أعلنت عائلته وموسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، الثلاثاء.

قالت عائلته في بيان نقلته صحيفة «الإندبندنت»، إن جون تُوفي يوم الاثنين في دار رعايته في ساوثبورت، ميرسيسايد، «محاطاً بالموسيقى والحب».

وقالت العائلة: «كان جون يحب دائماً أن يقول شكراً. لذا، نيابة عنه، شكراً لجميع أولئك الذين اعتنوا به على مر السنين، بمن في ذلك مقدمو الرعاية له في دار رعاية هوليز، وأطباء الأسرة، وممرضات المنطقة، والمعالج المهني، وغيرهم من موظفي هيئة الخدمات الصحية الوطنية».

وعاش تينيسوود، الذي ترك وراءه ابنته سوزان وأربعة أحفاد وثلاثة من أبناء الأحفاد، ليكون رابع أكبر رجل بريطاني في التاريخ المسجل.

وقالت عائلته: «كان لدى جون العديد من الصفات الجميلة. كان ذكياً وحاسماً وشجاعاً وهادئاً في أي أزمة، وموهوباً في الرياضيات ومحادثاً رائعاً».

وأضافوا: «انتقل جون إلى دار رعاية هوليز قبل عيد ميلاده المائة بقليل، وكان لطفه وحماسه للحياة مصدر إلهام لموظفي دار الرعاية وزملائه المقيمين».

في وقت سابق من هذا العام، أخبر موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية أنه لا يشعر «باختلاف» لبلوغه 112 عاماً.

وقال: «لا أشعر بهذا العمر، ولا أشعر بالإثارة تجاهه. ربما لهذا السبب وصلت إلى هذا العمر. أنا فقط أتعامل مع الأمر بصدر رحب مثل أي شيء آخر، لا أعرف على الإطلاق لماذا عشت كل هذه المدة».

وأضاف: «لا أستطيع التفكير في أي أسرار خاصة لدي. كنت نشيطاً للغاية عندما كنت صغيراً، كنت أمشي كثيراً. لا أعرف ما إذا كان ذلك له علاقة بذلك. لكن بالنسبة لي، أنا لا أختلف عن أي شخص. لا أختلف على الإطلاق».

بخلاف تناول السمك والبطاطا المقلية كل يوم جمعة، لم يكن جون يتبع أي نظام غذائي معين، وقال: «أنا آكل ما يقدمونه لي وكذلك يفعل الجميع».

جون تينيسوود، الذي ولد في العام الذي غرقت فيه السفينة «تيتانيك»، عاش الحربين العالميتين، وكان أكبر رجل في العالم من قدامى المحاربين في الحرب العالمية الثانية. عمل في منصب إداري في هيئة رواتب الجيش.

بالإضافة إلى الحسابات والتدقيق، كان عمله يتضمن مهام لوجيستية مثل تحديد مكان الجنود العالقين وتنظيم الإمدادات الغذائية، ثم عمل محاسباً في «شل وبي بي» قبل تقاعده في عام 1972.

وكان تينيسوود من مشجعي نادي ليفربول لكرة القدم طيلة حياته، وقد وُلد بعد 20 عاماً فقط من تأسيس النادي في عام 1892 وشهد جميع انتصارات ناديه الثمانية في كأس الاتحاد الإنجليزي و17 من أصل 19 فوزاً بالدوري.

التقى تينيسوود بزوجته بلودوين في حفل رقص في ليفربول، واستمتع الزوجان معاً لمدة 44 عاماً قبل وفاة بلودوين في عام 1986.

وأصبح أكبر رجل على قيد الحياة في أبريل (نيسان) عن عمر 111 عاماً، بعد وفاة خوان فيسينتي بيريز عن عمر 114 عاماً من فنزويلا.