الطب الشرعي يُعيد «المومياء الحامل» إلى الحياة افتراضياً

متحف سيليزيا البولندي يعرض صورتها بعد بناء وجهها

جانب من المعرض البولندي (فويتشخ إجسموند- المدير المشارك لمشروع وارسو للمومياء)
جانب من المعرض البولندي (فويتشخ إجسموند- المدير المشارك لمشروع وارسو للمومياء)
TT
20

الطب الشرعي يُعيد «المومياء الحامل» إلى الحياة افتراضياً

جانب من المعرض البولندي (فويتشخ إجسموند- المدير المشارك لمشروع وارسو للمومياء)
جانب من المعرض البولندي (فويتشخ إجسموند- المدير المشارك لمشروع وارسو للمومياء)

تثير المومياوات المصرية القديمة الفضول دائماً عند زيارة المتاحف، غير أن المعرض الذي يُفتتح غداً (الجمعة)، في متحف سيليزيا بمدينة كاتوفيتشي البولندية، ويستمر حتى 5 مارس (آذار) 2023 سيضفي عليها طابعاً إنسانياً، حيث ستظهر المومياء المصرية الأشهر في بولندا، وهي «المومياء الحامل» بوجهها الافتراضي، بعد أن قام خبراء الطب الشرعي بإعادة بناء وجهها رقمياً.
وكانت هذه المومياء محل جدل وخلاف بين علماء بولنديين وآخرين من مصر، كما أثارت أيضاً خلافات بين علماء داخل بولندا، حيث شكك البعض في اكتشاف أن تلك المومياء «حامل»، فيما قدم أصحاب الاكتشاف أدلة تؤيد وجهة نظرهم، غير أن هذا الجدل ومحاولات التشكيك، لم تُزد رواد متحف وراسو للمومياء، إلا رغبة في مشاهدة تلك المومياء، ومن هنا جاء التفكير في تنظيم معرض يكون موضوعه الرئيسي تلك المومياء.

وتحمل هذه المومياء المجهولة الملقبة بـ«السيدة الغامضة» الكثير من الأسرار، حيث كان يُعتقد في السابق أنها امرأة، ثم كاهن ذكر اسمه «هور دجيهوتي» لكن تبين أخيراً أنها امرأة حامل، كما أن هناك اكتشافاً مهماً آخر في جسدها، وهو التغيرات المَرضية في الجمجمة، والتي تشير إلى إصابتها بالسرطان.
ويسلط المعرض الضوء على الروابط بين دراسات المومياء والطب الحديث، حيث «يمكن تتبع الكثير من الأمراض الحديثة، بالعودة إلى العصور القديمة وبفضل دراسة هذه الحالات القديمة يمكننا البحث عن علاجات طبية أفضل لمرضى هذه الأيام»، كما تقول المديرة المشاركة لمشروع وارسو للمومياء، مارزينا أواريك - زيلكي لـ«الشرق الأوسط».
وتضيف: «سيتمكن زوار المعرض من مشاهدة صور الأشعة التي تُثبت إصابتها بالسرطان، كما سيتمكنون من مشاهدة صورة ثلاثية الأبعاد تُظهر المومياء وما بداخل جسدها، حيث مكنت التقنيات الحديثة العلماء من إجراء تشريح افتراضي لجثة المومياء».

وعند النظر تحت الضمادات التي تلفّ المومياء عن طريق التصوير المقطعي (CT) والأشعة السينية، تمكّن الباحثون من مشاهدة التمائم والعظام القديمة، وتم طباعة بعضها مثل جمجمة المومياء بتقنية ثلاثية الأبعاد بواسطة ستانيسلاف زيلكي، الباحث المشارك بالعمل، ويمكن رؤيتها في المعرض.
علاوة على ذلك، يتجاوز المعرض التحليلات التاريخية والطبية، حيث استخدمت الأشعة المقطعية لإعادة بناء وجه المومياء، مما يساعد على زيادة الحساسية تجاه الرفات البشرية المحنطة.
وعمل اثنان من المتخصصين في الطب الشرعي، وهما «شانتال ميلاني» و«هيو موريسون» على عمليات إعادة بناء الوجه بشكل مستقل باستخدام تقنيتين مختلفتين، حتى نتمكن من مقارنة النتائج، ولأول مرة يمكن للجمهور مشاهدة وجه المومياء الحامل، وسيتمكن الجميع من النظر في عينيها.
ويقول فويتشخ إجسموند، المدير المشارك لمشروع وارسو للمومياء، لـ«الشرق الأوسط»: «سيُظهر ذلك المومياء في بُعد إنساني كشخص يعيش ويشعر ويحب مثلنا».



روبوت بحجم راحة اليد ينفذ مهام دقيقة في البيئات القاسية

الروبوت الجديد يعتبر أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة (جامعة يوكوهاما الوطنية)
الروبوت الجديد يعتبر أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة (جامعة يوكوهاما الوطنية)
TT
20

روبوت بحجم راحة اليد ينفذ مهام دقيقة في البيئات القاسية

الروبوت الجديد يعتبر أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة (جامعة يوكوهاما الوطنية)
الروبوت الجديد يعتبر أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة (جامعة يوكوهاما الوطنية)

طوّر مهندسون من جامعة يوكوهاما الوطنية في اليابان روبوتاً بحجم راحة اليد، قادراً على العمل بدقة فائقة في جميع الاتجاهات، حتى في أكثر البيئات قسوةً وتطرفاً.

وأوضحت النتائج، التي نشرت الجمعة، بدورية «Advanced Intelligent Systems» أن الروبوت الجديد يمكنه العمل في البيئات المعزولة، والمختبرات عالية الأمان، وحتى البيئات الفضائية، حيث يصعب على البشر التدخل.

واستلهم الباحثون تصميم الروبوت (HB-3) من خنافس وحيد القرن، وهي حشرات معروفة بحركتها القوية والمتعددة الاتجاهات، ما جعلها نموذجاً مثالياً لتطوير روبوت صغير يتمتع بالاستقلالية والدقة الفائقة. ويبلغ وزن الروبوت، الملقّب بـ«الخنفساء الآلية»، 515 غراماً فقط، وحجمه لا يتجاوز 10 سنتيمترات مكعبة، وهذا يجعله أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة.

ويتميز الروبوت بقدرة فريدة على التحرك في جميع الاتجاهات بدقة عالية، معتمداً على مشغلات كهروضغطية (Piezoelectric Actuators)، وهي تقنية تحول الطاقة الكهربائية إلى حركة ميكانيكية دقيقة للغاية. وتعمل هذه المشغلات بطريقة تشبه العضلات الصناعية، حيث تتمدد أو تنكمش عند تطبيق مجال كهربائي، مما يمنح الروبوت قدرة غير مسبوقة على التحرك بدقة تصل إلى مستوى النانومتر.

ووفق الباحثين، يتم التحكم بحركات الروبوت عبر دائرة قيادة مدمجة تعمل بمعالج متقدم، ما يتيح له تنفيذ مهام معقدة دون الحاجة إلى كابلات خارجية. كما زُوّد بكاميرا داخلية وتقنيات تعلم آلي، وهذا يسمح له بالتعرف على الأجسام وضبط حركاته في الوقت الفعلي وفقاً للبيئة المحيطة به.

بالإضافة إلى ذلك، يمكنه استخدام أدوات مختلفة، مثل ملقط دقيق لالتقاط وتجميع المكونات، وحاقن صغير لوضع قطرات دقيقة من المواد، كما يمكن تحويل أدواته إلى مجسات قياس، أو مكواة لحام، أو مفكات براغي، مما يمنحه مرونة واسعة للاستخدام في نطاقات مختلفة.

وأظهرت الاختبارات كفاءة عالية للروبوت في تنفيذ مهام متعددة داخل بيئات مغلقة، باستخدام أدوات دقيقة مثل ملقاط تجميع الشرائح الدقيقة أو محاقن لتطبيق كميات متناهية الصغر من السوائل، حيث حقق دقة فائقة مع معدل نجاح بلغ 87 في المائة.

بيئات صعبة

ووفق الباحثين، صُمم الروبوت للعمل في بيئات يصعب فيها التدخل البشري، حيث يمكن استخدامه في الجراحة الدقيقة ودراسة الخلايا، إضافة إلى تحليل المواد النانوية داخل البيئات المعقمة، ما يجعله أداة مهمة في مختبرات التكنولوجيا الحيوية والفيزياء المتقدمة.

وفي الصناعة الدقيقة، يساهم الروبوت في تصنيع المكونات الإلكترونية الصغيرة مثل رقائق أشباه الموصلات، مع القدرة على العمل في البيئات القاسية مثل الفراغ أو الغرف ذات الضغط العالي.

وخلص الباحثون إلى أن هذا الابتكار يمثل خطوة نحو روبوتات دقيقة مستقلة، مع إمكانات ثورية في المجالات الطبية والصناعية والبحثية. ورغم إنجازاته، يسعى الفريق إلى تحسين سرعة المعالجة وتطوير كاميرات إضافية لتعزيز دقة التوجيه مستقبلاً.