منحة سعودية تعيد الدور الحضاري لقصر سيئون التاريخي في حضرموت

«برنامج الإعمار» يمول المشروع الذي تنفذه اليونيسكو بأيادٍ يمنية

وزير الإعلام اليمني والسفير السعودي لدى تدشين المشروع في الرياض أمس (الشرق الأوسط)
وزير الإعلام اليمني والسفير السعودي لدى تدشين المشروع في الرياض أمس (الشرق الأوسط)
TT
20

منحة سعودية تعيد الدور الحضاري لقصر سيئون التاريخي في حضرموت

وزير الإعلام اليمني والسفير السعودي لدى تدشين المشروع في الرياض أمس (الشرق الأوسط)
وزير الإعلام اليمني والسفير السعودي لدى تدشين المشروع في الرياض أمس (الشرق الأوسط)

قدّم البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن تمويلاً لتنفيذ مشروع يعيد الحياة إلى قصر سيئون التاريخي في محافظة حضرموت، وذلك استجابة لطلب الحكومة اليمنية إنقاذ واحد من أهم معالم التراث المادي العالمي، واستئناف دوره الحضاري لدعم التكيف والصمود والتعافي أمام أزمات البلاد والكوارث الطبيعية.
وقال السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، إن تدشين مشروع ترميم قصر سيئون في محافظة حضرموت يأتي بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (اليونيسكو)، وامتداداً لدور السعودية الريادي ودعم قيادتها، للمحافظة على آثار وتاريخ الجزيرة العربية، واهتمامهم بحفظ وصون التراث المادي وغير المادي في اليمن الشقيق والعزيز على قلوب السعوديين، ودعماً للحكومة اليمنية في حماية الآثار والمناطق التاريخية المعرضة للخطر، في ظل الظروف الراهنة والمعقدة التي تشهدها البلاد.
وأشار آل جابر إلى أن جميع أعمال ترميمه وحمايته كمعلم ثقافي وحضاري ستتم بأيادٍ عاملة يمنية، وهو ضمن مشروعات ومبادرات ثقافية أخرى، ساهم في دعمها البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، مثل مكتبة الأحقاف التاريخية في محافظة تريم اليمنية، والعمل على رقمنتها وإعادة ترميمها، وبناء قدرات المؤسسات اليمنية للحفاظ على هذا التراث الإنساني العريق.
من جهته، ثمّن ‎وزير الإعلام والثقافة اليمني معمر الإرياني، لوزارة الثقافة في السعودية والبرنامج السعودي لتنمية اليمن، تلبيتهما طلب الحكومة اليمنية، تمويل مشروع إعادة تأهيل قصر سيئون التاريخي، المكون من 7 طوابق وأكثر من 40 غرفة، بوصفه واحداً من أهم المعالم التاريخية في البلاد، وأكثر القصور الطينية القائمة ندرة على مستوى العالم، وقد صمد في وجه الزمن منذ ما يزيد على 500 عام.
ونوّه أن مشروع ترميم القصر التاريخي هو واحد من ضمن 224 مشروعاً ومبادرة تنموية نفذها البرنامج السعودي، في 7 قطاعات أساسية، شملت التعليم والصحة والمياه والطاقة والنقل والزراعة والثروة السمكية وبناء قدرات المؤسسات الحكومية، إضافة إلى البرامج التنموية، وأهمها مستشفى عدن، الذي سيتم افتتاحه خلال الفترة القليلة المقبلة، وسيكون له أثره الإيجابي على تخفيف معاناة الإنسان اليمني، وخفض تكاليف سفره إلى الخارج لتلقي العلاج.
وأضاف: «ذلك جهد استثنائي غير مستغرب، وامتداد للمواقف الأخوية الصادقة من السعودية وقيادتها الكريمة تجاه الشعب اليمني، في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها، فيما يواصل النظام في طهران إرسال الصواريخ والألغام والمسيرات لتهديد اليمنيين وقتلهم وزرع الفوضى ونزع الاستقرار، وشتان بين الموقفين».
من جانبه، اعتبر الدكتور صلاح خالد، رئيس المكتب الإقليمي لليونيسكو في دول الخليج واليمن، تمويل السعودية لتنفيذ المشروع امتداداً لجهود سعودية حثيثة ومتواصلة لصون الموروث الثقافي اليمني المتنوع، والحفاظ على الهوية اليمنية التي تشكل أساساً للتماسك الاجتماعي والتعافي وبناء المجتمعات السلمية والسليمة.
وأشار إلى أن القصر يحظى بقيمة تاريخية، وقد فتح أبوابه للجمهور منذ العام 1984، بوصفه متحفاً يضم شواهد تعود إلى العصور الحجرية، وتماثيل من العصور البرونزية، ومخطوطات تاريخية قديمة، وهو من أقدم المعالم التاريخية العريقة المبنية من الطوب اللبني، وأكبرها في العالم، وقد أغلق مع تأزم الوضع في اليمن.
ولفت المدير الإقليمي لليونيسكو، المكلفة بتنفيذ المشروع، أن القصر في حاجة إلى التدخل العاجل لترميمه، ولا سيما أن جزءاً من سوره تعرض للانهيار، وتسببت ظروف الحرب في اليمن، والأمطار الموسمية، على مدار السنوات الأخيرة، في انهيار كلي لأجزاء متفرقة من السور الخارجي والأرضيات وإلحاق أضرار كبيرة بالبنية الأساسية للقصر، منوهاً بأن الهدف ليس مجرد الترميم، بل إحياء القصر كمتحف ومركز حضاري للحياة الثقافية المحلية وتوفير فرص عمل للشباب اليمني، وتعزيز دور الثقافة في بناء القدرات المحلية لليمن، لدعم التكيف والصمود والتعافي في ظل أزمة البلاد والكوارث الطبيعية.


مقالات ذات صلة

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

العالم العربي جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد بمحافظة مأرب عن انتهاكات جماعة الحوثي في البيضاء (سبأ)

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

كشف تقرير حقوقي يمني عن توثيق نحو 13 ألف انتهاك لحقوق الإنسان في محافظة البيضاء (وسط اليمن) ارتكبتها ميليشيا الحوثي خلال السنوات العشر الأخيرة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ خلال أحدث إحاطاته أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط»: غروندبرغ ملتزم بالوساطة... والتسوية اليمنية

في أعقاب فرض عقوبات على قيادات حوثية، أكد مكتب المبعوث الأممي التزامه بمواصلة جهوده في الوساطة، والدفع نحو تسوية سلمية وشاملة للنزاع في اليمن.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي الحوثيون يحكمون قبضتهم على مناطق شمال اليمن ويسخرون الموارد للتعبئة العسكرية (أ.ب)

عقوبات أميركية على قيادات حوثية

فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة أمس على سبعة من كبار القادة الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن.

علي ربيع (عدن)
المشرق العربي الأمم المتحدة تخطط للوصول إلى 12 مليون يمني بحاجة إلى المساعدة هذا العام (إ.ب.أ)

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

كشفت بيانات أممية عن تفاقم انعدام الأمن الغذائي في 7 من المحافظات اليمنية، أغلبها تحت سيطرة الجماعة الحوثية، وسط مخاوف من تبعات توقف المساعدات الأميركية.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي الشراكات غير العادلة في أعمال الإغاثة تسبب استدامة الأزمة الإنسانية في اليمن (أ.ف.ب)

انتقادات يمنية لأداء المنظمات الإغاثية الأجنبية واتهامات بهدر الأموال

تهيمن المنظمات الدولية على صنع القرار وأعمال الإغاثة، وتحرم الشركاء المحليين من الاستقلالية والتطور، بينما تمارس منظمات أجنبية غير حكومية الاحتيال في المساعدات.

وضاح الجليل (عدن)

كييف تقبل اقتراحاً بوقف النار مع موسكو

جانب من المحادثات بين الوفدين الأميركي والأوكراني برعاية سعودية في جدة أمس (رويترز)
جانب من المحادثات بين الوفدين الأميركي والأوكراني برعاية سعودية في جدة أمس (رويترز)
TT
20

كييف تقبل اقتراحاً بوقف النار مع موسكو

جانب من المحادثات بين الوفدين الأميركي والأوكراني برعاية سعودية في جدة أمس (رويترز)
جانب من المحادثات بين الوفدين الأميركي والأوكراني برعاية سعودية في جدة أمس (رويترز)

انتهت المحادثات الأوكرانية - الأميركية في مدينة جدة السعودية، أمس (الثلاثاء)، بالإعلان عن استعداد كييف لقبول اقتراح أميركي بوقف مؤقت وفوري لإطلاق النار على خطوط المواجهة مع روسيا لمدة 30 يوماً. وقال مسؤولون غربيون إن الكرة الآن في ملعب روسيا لقبول الهدنة.

وانطلقت هذه المحادثات في ظل التزام سعودي بدعم جهود حل الأزمة. وأشارت الولايات المتحدة وأوكرانيا، في بيان عقب انتهاء المحادثات، إلى أنهما اتخذتا، تحت «الضيافة الكريمة» لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، «خطوات مهمة نحو استعادة السلام الدائم في أوكرانيا».

ومثّل الجانب الأميركي في المحادثات وزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايكل والتز، فيما مثل الجانب الأوكراني مدير مكتب الرئيس أندري يرماك، ووزير الخارجية أندري سيبها، ووزير الدفاع رستم عمروف.

وفيما أكدت الرئاسة الأوكرانية أن وقف النار المقترح «يمكن تمديده بموافقة متبادلة من الطرفين»، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: «إذا وافقت روسيا، فإن وقف النار سيدخل حيز التنفيذ فوراً».

بدوره، قال روبيو إن على روسيا أن تقرر ما إذا كانت ستقبل وقف النار مع أوكرانيا. أما والتز فعبّر عن أمله في إنهاء حرب أوكرانيا بعدما قبلت كييف اقتراح الهدنة وخوض مفاوضات فورية. كما قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه يأمل أن توافق روسيا على وقف النار، مشيراً إلى أن اجتماعاً أميركياً سيعقد مع روسيا خلال ساعات.