اللاعبون الدوليون بين الإجهاد البدني والتحدي النفسي قبل مونديال قطر

يخوضون عدداً هائلاً من المباريات... ويتعرضون للإصابات في أوقات حرجة

كايل ووكر يسابق الزمن من أجل اكتمال لياقته البدنية بعد إصابته قبل كأس العالم (غيتي)
كايل ووكر يسابق الزمن من أجل اكتمال لياقته البدنية بعد إصابته قبل كأس العالم (غيتي)
TT

اللاعبون الدوليون بين الإجهاد البدني والتحدي النفسي قبل مونديال قطر

كايل ووكر يسابق الزمن من أجل اكتمال لياقته البدنية بعد إصابته قبل كأس العالم (غيتي)
كايل ووكر يسابق الزمن من أجل اكتمال لياقته البدنية بعد إصابته قبل كأس العالم (غيتي)

يخوض لاعبو كرة القدم في العصر الحديث عدداً هائلاً من المباريات، وغالباً ما يلعبون مباراتين كل أسبوع، كما سيقام عدد كبير من المباريات في فترات زمنية مضغوطة بشكل خاص هذا الموسم بسبب إقامة كأس العالم في منتصف الموسم لأول مرة. لقد أصبح لاعبو كرة القدم مطالبين بأن يكونوا خارقين تقريباً، ويتم إعدادهم بشكل كبير لتحمل القسوة البدنية الهائلة لهذه الرياضة عالية الإيقاع، مدعومين بأفضل الوسائل العلمية والتدريبية حتى يكونوا في أفضل حالاتهم.
وعلاوة على ذلك، فإن الاعتماد على الأساليب العلمية المتقدمة في شؤون التغذية واللياقة البدنية والعلاج الطبي يساعد لاعبي كرة القدم على التحلي بأفضل لياقة بدنية ممكنة. وأصبح اللاعبون في المستوى الأعلى يلعبون عدداً من المباريات أكبر من أي وقت مضى. وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أنه قبل انطلاق نهائيات كأس العالم 2018، لعب 29 لاعباً أكثر من 5 آلاف دقيقة في الـ12 شهراً السابقة للبطولة، لكن ما يقرب من ثلاثة أضعاف هذا العدد من اللاعبين لعبوا أكثر من 5 آلاف دقيقة في العام الذي سبق بطولة كأس الأمم الأوروبية في عام 2021. لقد أصبحت أجساد اللاعبين قادرة على تحمل المزيد، وأصبحوا قادرين على التعافي بدنياً في غضون فترة زمنية محدودة.
وخلال الموسم الماضي، لعب المدافع الهولندي فيرغيل فان دايك 60 مباراة مع نادي ليفربول ومنتخب هولندا. إنه إنجاز رائع، لكن الأمر يكون أكثر إثارة للإعجاب عندما نعلم أن اللاعب كان قد غاب عن معظم منافسات الموسم السابق بسبب إصابته بقطع في الرباط الصليبي للركبة. في الحقيقة، يعد هذا مثالاً جيداً لما يمكن أن يتحمله الجسم عندما يتم إعداده وتجهيزه بالطريقة الصحيحة. هناك وجهات نظر مختلفة بين الأندية فيما يتعلق بأفضل السبل للتعامل مع تغيير جدول مواعيد المباريات، بسبب إقامة كأس العالم في منتصف الموسم. فعلى سبيل المثال، اعتمد توتنهام على خطة تزيد من معدلات ركض اللاعبين بهدف زيادة لياقتهم البدنية، بينما فضل مانشستر سيتي أن تكون الأمور أكثر هدوءاً واسترخاءً، وأن يصل الفريق إلى الذروة تدريجياً من خلال مباريات الدوري نفسها.
ولعب مانشستر سيتي مباراتين وديتين قبل انطلاق الموسم الجديد بمباراة الدرع الخيرية بعدما أنهى الموسم الماضي في 22 مايو (أيار)، لكن لعب توتنهام أربع مباريات ودية قبل بداية الموسم الجديد للدوري الإنجليزي الممتاز. ويأمل مانشستر سيتي أن تُؤتي طريقة الإعداد ثمارها وأن يكون في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا في العاشر من يونيو (حزيران) المقبل. ويأتي كل هذا في إطار جزء من الاستراتيجية التي تهدف إلى مساعدة اللاعبين على تقديم أفضل ما لديهم على مدار هذا الموسم الطويل. وفي المقابل، يرغب المدير الفني لتوتنهام، أنطونيو كونتي، في أن يصل الفريق إلى أقصى حدوده لفهم متطلبات اللعب تحت قيادته، وأن يتحلى اللاعبون بأفضل لياقة بدنية ممكنة حتى يمكنهم تحمل قسوة وشراسة أسلوبه التدريبي.
وتعمل الأنظمة الخاصة باللاعبين الدوليين في دورات مدروسة بشكل جيد، من أجل ضمان وصول هؤلاء اللاعبين إلى قمة مستواهم في الوقت المناسب. وغالباً ما يشارك اللاعبون الدوليون في بطولة في الصيف، لذلك تكون هناك خطة مخصصة ومعدة بعناية فائقة للتعامل مع هذا الأمر. ويُركز طاقم العلوم الرياضية في الأندية على إعداد اللاعبين بأفضل شكل ممكن، لكن هذا الأمر يتطلب التعاون الوثيق مع مسؤولي المنتخبات لأنهم يعرفون جيداً أهمية البطولات الكبرى للاعبيهم. وفي كأس العالم بقطر، يمتلك اللاعبون فرصة المشاركة في المونديال في منتصف الموسم، وهو ما يعني - من الناحية النظرية على الأقل - أنهم أفضل من الناحية البدنية، على عكس المشاركة في البطولة بعد نهاية موسم طويل وشاق يصيبهم بالتعب والإرهاق.
وفقدت العديد من البلدان جهود بعض اللاعبين البارزين بسبب الإصابة، فعلى سبيل المثال لن يتمكن النجم الفرنسي نغولو كانتي من اللحاق بنهائيات كأس العالم بعد إصابته في أوتار الركبة، كما لن يشارك ديوغو جوتا مع منتخب البرتغال بسبب الإصابة أيضاً. وبالإضافة إلى اللاعبين الذين تأكد غيابهم عن المونديال، فإن عدداً كبيراً من اللاعبين الآخرين يسابقون الزمن من أجل اللحاق بالبطولة. وبعدما كان المنتخب الإنجليزي يعاني من تخمة في مركز الظهير الأيمن، بات يشعر الآن بالقلق الشديد بشأن إمكانية اكتمال لياقة كايل ووكر وريس جيمس ولحاقهم بالبطولة.
وأظهرت دراسة أجرتها النقابة الدولية للاعبي كرة القدم المحترفين (فيفرو) أن اللاعبين يشعرون بأنهم أكثر عرضة للتعرض للإصابة عندما يلعبون عدداً كبيراً من المباريات في فترة قصيرة. إن رؤية اللاعب لزملائه في الفريق وهم يعانون من الإصابات يمكن أن تثير لديه قلقاً إضافياً، وتجعله يشعر بأنه يمكن أن يصاب هو الآخر، لكن من المهم أن يصفي اللاعب ذهنه تماماً ولا يفكر في مثل هذه الأشياء ويركز بشكل كامل على التدريبات والمباريات.
ومن الناحية البدنية، يكون اللاعبون مستعدين لمثل هذه المواقف، لكن خوض عدد كبير من المباريات المتتالية يكون له تأثير ذهني كبير على اللاعبين أيضاً. ويستمر التأثير الذهني لفترات أطول بعد نهاية البطولات. ويجب الإشارة إلى أن المشاعر والأحاسيس هي الشيء الأساسي الذي يجب التعامل معه. لقد كنت أشعر دائماً أن الأمر يتطلب ستة أشهر حتى أتعافى ذهنياً بعد المشاركة في إحدى البطولات الكبرى، لكن من الناحية البدنية لم يكن الأمر يتطلب سوى العودة للعب في الدوري المحلي بشكل مباشر.
من المؤكد أن أي لاعب سيشارك في كأس العالم سيبذل أقصى مجهود ممكن لتمثيل منتخب بلاده على النحو الأمثل، وهو الأمر الذي سيجعل عملية التعافي أصعب. وسيتساءل بعض اللاعبين عما يمكن أن يحدث بعد أن وصلوا إلى قمة مستواهم، وقد يكون من الصعب عليهم العودة إلى القمة مرة أخرى، خاصة إذا لعبوا الكثير من المباريات في السنوات الأخيرة.
يمكن للجسم التعافي بشكل أسرع من الإجهاد والتعب، وهو الأمر الذي يزيد من خطر الإصابة، لكن التعافي الذهني هو الأكثر صعوبة. لقد كان الأمر مختلفاً تماماً بالنسبة لساديو ماني ومحمد صلاح بعد عودتهما إلى ليفربول عقب نهاية كأس الأمم الأفريقية: كان ماني يشعر بسعادة غامرة بعد الفوز بالبطولة، بينما عانى صلاح كثيراً لاستعادة مستواه المعروف في الدوري الإنجليزي الممتاز بعد خسارة منتخب بلاده للمباراة النهائية لكأس الأمم الأفريقية أمام السنغال بركلات الترجيح. ويمكن رؤية الشيء نفسه عندما تقارن بين مستوى لاعبي منتخب إيطاليا الفائز بكأس الأمم الأوروبية 2020 ولاعبي المنتخب الإنجليزي بعد خسارة المباراة النهائية. لقد أصبح لاعب كرة القدم في العصر الحديث مجهزاً للتعامل مع أي شيء يتعلق بالناحية البدنية، رغم تزايد المهام المطلوبة منه. وسيكون الاختبار الحقيقي هذا الموسم للاعبين الذين سيشاركون في كأس العالم هو كيفية تعاملهم مع المتطلبات النفسية عند عودتهم إلى المنافسات مع أنديتهم.


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)
TT

ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)

خفف تتويج المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية لمسابقة "الخماسي الحديث" للرجال، بجانب فضية اللاعبة سارة سمير في "رفع الأثقال" الضغط على البعثة الأولمبية المصرية في أولمبياد باريس بعد سلسلة من الاخفاقات المتتالية والتي عرضت البعثة إلى حالة من الهجوم العنيف من قبل الجمهور والنقاد المصريين.

حالة من "الارتياح النسبي" لدى البعثة المصرية الأولمبية وسط حالة من الهجوم وعدم الرضا عن النتائج التي حققتها، لاسيما أنها

احتفاء واسع في مصر بأحمد الجندي بعد فوزه بالميدالية الذهبية (أ.ب)

وفاز اللاعب المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية الوحيدة لمصر في "أولمبياد باريس" بمسابقة الخماسي الحديث للرجال، محطماً الرقم القياسي العالمي في المسابقة بعدما وصل إلى 1555 نقطة، فيما كان الرقم القديم 1482، فيما حققت المصرية سارة سمير الميدالية الفضية لبلادها في وزن 81 كيلوغراما في رفع الأثقال للسيدات.

وتداول مستخدمو مواقع "التواصل" صور البطلين، وسط موجة من الاحتفاء، والتأثر لاسيما بمقطع الفيديو الذي راج للاعبة المصرية سارة سمير وهي تبكي لعدم حصولها على الميدالية الذهبية، وسط دعم من البعثة المصرية وتهنئتها بـ"الفضية" بعد منافسة شرسة.

ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، رسالة تهنئة، للثلاثي أحمد الجندي وسارة سمير ومحمد السيد، بعد تحقيقهم لثلاث ميداليات في دورة الألعاب الأوليمبية.

وأعلنت وزارة الشباب والرياضة، الأحد، إطلاق اسم سارة سمير صاحبة الميدالية الفضية على مركز "شباب الهوانيا" في محافظة الإسماعيلية (شرق القاهرة)، كما أعرب وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي عن سعادته بتحقيق أحمد الجندي للميدالية الذهبية في الخماسي الحديث، وقال صبحي في تصريحات إعلامية لقناة (بي إن سبورتس): " كنا ننتظر في باريس من ست إلى ثماني ميداليات، كان لدينا تقييم جيد لكل الألعاب ولم نضع كرة القدم أو كرة اليد في الحسابات ولكنها ظهرت بشكل جيد، وقمنا في الدورة السابقة بطوكيو بتحقيق ست ميداليات لوجود رياضة الكاراتيه التي نحن الأول على العالم في هذه الرياضة".

سارة سمير الفائزة بالميدالية الفضية (أ.ف.ب)

وواجهت البعثة المصرية الأكبر عربياً وأفريقياً بأولمبياد باريس انتقادات حادة لاسيما بعد خسارة منتخب كرة اليد المصري مباراته في ربع النهائي أمام إسبانيا بصورة مفاجئة، وهي الهزيمة التي تبعت خسائر جماعية أخرى في ألعاب مثل: الرماية والملاكمة والسلاح وتنس الطاولة والمصارعة والوثب العالي ورمي الرمح والسباحة التوقيعية والغطس، علاوة على عدم تحقيق لاعبين مصنفين دولياً في مراكز متقدمة أي ميدالية مثل زياد السيسي في لعبة سلاح الشيش، رغم التعويل عليه لتحقيق ميدالية لمصر إلا أنه أضاع فرصة الحصول على الميدالية البرونزية بعد تحقيقه المركز الرابع بعد خسارته أمام بطل إيطاليا، وكذلك لم ينجح كل من عزمي محيلبة في الرماية، وعبد اللطيف منيع في المصارعة الرومانية من إحراز ميداليات.

كما صدمت هزيمة منتخب مصر لكرة القدم أمام منتخب المغرب بنتيجة 6 أهداف مقابل لا شيء في المنافسة على الميدالية البرونزية الجمهور المصري.

منتخب مصر تعرض لهزيمة ثقيلة من المغرب (وزارة الشباب والرياضة المصرية)

وحسب البرلماني المصري عمرو السنباطي، عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، فإن تقدير أداء البعثة الأولمبية المصرية يجب أن يستند إلى الخطة أو التوقعات التي كانت تستهدفها بالأساس، ويتساءل في حديثه مع "الشرق الأوسط": "هل كان طموحنا الوصول إلى ثلاث ميداليات في الأولمبياد رغم أنها تعتبر أكبر بعثة مصرية؟ الأمر يحتاج إعادة النظر في الاستراتيجيات على المدى القصير والطويل، والتركيز على الرياضيات الأولمبية، فالكاراتيه ليس لعبة أولمبية بالأساس، وتم إدراجها في طوكيو بشكل استثنائي".

ويضيف: "أحمد الجندي وسارة سمير حققا فوزا أولمبياً مُقدرا، لكنهما قد لا يشاركان في الدورة الأولمبية المقبلة، ما يطرح سؤالاً عن تجهيز الصف الثاني والثالت في الألعاب الأولمبية، وتأهيل أجيال منافسة، وهذا كلام نكرره منذ دورة طوكيو الماضية، رغم مضاعفة الإنفاقات على هذا القطاع".

الجندي بطل الخماسي الحديث (أ.ف.ب)

ويعتبر الناقد الرياضي أيمن أبو عايد، أن النتائج التي حققها كل من أحمد الجندي وسارة سمير "حفظاً لماء وجه البعثة الأولمبية"، ويضيف لـ"الشرق الأوسط": "النتائج التي وصلنا إليها تأتي وسط شكاوى من اللاعبين من التقصير في الإعداد والتأهيل والتدريب الخاص وسط ظروف رياضية ضاغطة، وقد مهدت لنا تصريحات البعثة أننا بصدد تحقيق من ست إلى تسع ميداليات، ويبدو أن تلك كانت مبالغة وإسراف في القول، حتى لو لم يحالفنا الحظ في بعض المرات كما حدث مع لاعب المبارزة زياد السيسي بعد إخفاقه في الحصول على البرونزية".

سارة سمير (رويترز)

يضيف أبو عايد: "نتائج البعثة لا تتخطى ما وصلنا إليه من قبل، رغم الوعود مع كل دورة أولمبية بنتائج أفضل، وصار هذا خطاب نسمعه كل أربعة أعوام، حيث تظل تقارير لجان التحقيق في نتائج البعثة الأوليمبية حبيسة الأدراج، فمن غير المنطقي أن تحصل دولة عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة على 3 ميداليات فقط".

الجندي خفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية (رويترز)

وأعلن المهندس ياسر إدريس، رئيس اللجنة الأولمبية المصرية بالتنسيق مع الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، الأحد، رفع قيمة مكافآت الفوز بالميداليات خلال أولمبياد باريس 2024 إلى 5 ملايين جنيه (الدولار يساوي 49.2 جنيه) للميدالية الذهبية، و4 ملايين جنيه للميدالية الفضية، و3 ملايين للبرونزية، بخلاف صرف مكافأة فورية لكل فائز ألف يورو وساعة يد قيمة.

وشاركت مصر بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس بـ149 لاعباً ولاعبة و16 لاعباً احتياطياً؛ 79 من الرجال و52 من السيدات، في 24 لعبة أوليمبية، منها 4 ألعاب جماعية، وهي كرة القدم، وكرة اليد، والكرة الطائرة، والكرة الطائرة الشاطئية سيدات.