20 قراراً أمام القمة العربية... وفلسطين تتصدر جدول الأعمال

حرص جزائري على إبعاد «التشويش» عن الحدث... وبوتين يشدد على عالم «متعدد الأقطاب»

20 قراراً على جدول أعمال قمة الجزائر (رويترز)
20 قراراً على جدول أعمال قمة الجزائر (رويترز)
TT

20 قراراً أمام القمة العربية... وفلسطين تتصدر جدول الأعمال

20 قراراً على جدول أعمال قمة الجزائر (رويترز)
20 قراراً على جدول أعمال قمة الجزائر (رويترز)

بدأت في الجزائر مساء أمس أعمال القمة العربية الـ31، وعلى جدول أعمالها المصادقة على 20 قراراً، بحسب ما أكد مصدر دبلوماسي جزائري لـ«الشرق الأوسط». وهذه أول قمة للدول الأعضاء في جامعة الدول العربية منذ جائحة «كوفيد - 19» قبل ثلاث سنوات، وهي تنعقد في ظل حرص لافت من السلطات الجزائرية على إبعاد أي «تشويش» عن الحدث الذي تستضيفه والمفترض أن يُختتم ببيان ختامي مساء الأربعاء. وزينت الشوارع الرئيسية للعاصمة الجزائرية والمباني الحكومية بأعلام الدول العربية، كما علقت لافتات ضخمة على لوحات إعلانية ترحب بـ«الأشقاء العرب».
ووصل الثلاثاء إلى العاصمة الجزائرية الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للمشاركة كضيف شرف، في وقت توجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برسالة للمشاركين في القمة نشرتها سفارة بلاده في الجزائر، وأكد فيها، أن «العالم يشهد تغيرات سياسية واقتصادية مهمة. يتزايد تشكيل نظام العلاقات الدولية متعدد الأقطاب وهو مبني على مبادئ مساواة الحقوق والعدالة واحترام المصالح الشرعية المتبادلة. في هذه العملية تلعب بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي يقرب عدد سكانها من نصف مليار نسمة دورا أكثر أهمية»، بحسب ما جاء في تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف بوتين، أن روسيا «لا تزال مستعدة لأن تطور تطويراً كاملاً التعامل مع جامعة الدول العربية، وكل أعضائها بما في ذلك بهدف توطيد الأمن على المستويين الإقليمي والعالمي».
وأوضح مصدر دبلوماسي جزائري، أن القرارات المقترحة والتي سيناقشها القادة العرب قبل إقرارها، تتعلق بالقضية الفلسطينية وإدانة الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، مع الحرص على تكليف الأمانة العامة للجامعة العربية بمخاطبة المجموعة العربية بالأمم المتحدة، في نيويورك وجنيف، للتأكيد لدى المجتمع الدولي أن «ازدواجية المعايير الدولية وسياسة الكيل بمكيالين يجب أن تتوقف؛ لأنها تشجع الحكومة الإسرائيلية التي تستغل الأزمة الدولية الحالية، في تنفيذ المزيد من مخططاتها التوسعية الاستعمارية، بما فيها هدم الممتلكات ومصادرة الأراضي والقتل العمد وسياسات العقاب الجماعي، وجميع انتهاكات القانون الدولي في الأراضي الفلسطينية المحتلة». وأشار المصدر ذاته إلى أن وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، أظهر اهتماماً كبيراً خلال اجتماع المجلس الوزاري العربي، يومي السبت والأحد الماضيين، لتكون فلسطين على رأس أجندة القمة، خصوصاً بعدما رعت بلاده، في منتصف الشهر الماضي، «مؤتمر المصالحة ولمّ الشمل» بين الفصائل الفلسطينية. ويرى الجزائريون أنهم حققوا خطوة مهمة على صعيد توفير ظروف نجاح القمة، بعد اجتماع الفصائل.
كما تشمل أجندة القادة التضامن مع لبنان ومساعدته على تجاوز أزمته الاقتصادية وحالة الفراغ المؤسساتي في البلاد، في ظل نهاية ولاية الرئيس ميشال عون. وفي خصوص سوريا، سيتناول البيان الختامي المرتقب تشجيع الأطراف السورية على الحوار لإيجاد مخرج سياسي للأزمة، بعيداً عن التدخلات الأجنبية.
وأفاد المصدر الدبلوماسي الجزائري، بأن النقاشات في القمة ستتناول الأزمة الأمنية والسياسية في ليبيا، مع الدعوة إلى العودة إلى المسار الانتخابي في هذا البلد، وتشجيع الأطراف الليبية على الحوار لتنظيم انتخابات عامة في أقرب الآجال. كما سيتركز الحديث، بحسب المصدر ذاته، على «خطر الميليشيات على الأمن في البلاد» وتداعياته على بلدان الجوار، ومنها الجزائر ومصر وتونس، مع التأكيد على «منع تدخل القوى الأجنبية» في شؤون ليبيا وترتيباتها الداخلية.
ويبحث اجتماع القادة أيضاً تطورات الوضع في اليمن والتنمية في السودان والصومال وجزر القمر. ويُرتقب أن تجدد القمة إدانة احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث، واستنكار تدخلاتها في شؤون الدول العربية، والاستفزازات العسكرية التي تمارسها ضد دول عربية.
كما ستبحث القمة التدخل التركي المقلق، بالنسبة للعديد من الدول العربية، في سوريا والعراق و«الانتهاكات المتكررة لسيادة» هاتين الدولتين.
وتتضمن أشغال القمة أيضاً تعزيز التنسيق بين الدول العربية لمكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات حول الجماعات المتطرفة بين الأجهزة الأمنية. وتبحث كذلك «حالة الاستقطاب بالمنطقة العربية» التي أفرزتها الحرب في أوكرانيا، وورقة الطاقة المتاحة لدى بعض الدول العربية واستعمالها لتحقيق مكاسب سياسية ومادية، زيادة على ملف الأمن الغذائي العربي الذي أخذ حيّزاً مهماً في نقاشات وزراء الخارجية العرب، وعودة الحديث عن «تفعيل» منطقة التبادل التجاري الحرّ بين الدول العربية، لمواجهة أزمات اقتصادية في الكثير من الدول.
وبدا، في سياق التفاعل الإعلامي مع القمة العربية الـ31 في اليومين الماضيين، أن «حدثين» شابا «حالة الهدوء» التي تمت فيها التحضيرات على مستوى كبار المندوبين. الأول، الخصومة بين الجزائر والمغرب، والتي ألقت بظلالها على لقاء وزراء الخارجية. ونفى الوزير لعمامرة، في تصريحات ليل الاثنين، أن يكون المشرفون على تنظيم القمة أساءوا للوفد الإعلامي المغربي، بعد أن استنكرت الرباط «منع» غالبية أعضاء الوفد من تغطية الحدث.
أما الموضوع الآخر، فهو انطباع عام مفاده أن الجزائر «تتحفظ» عن شجب التدخلات التركية والإيرانية في المنطقة العربية، بعكس موقف دول الخليج ومصر من هذه القضية، على اعتبار أن حكومة الجزائر تربطها علاقات جيدة مع طهران وأنقرة. وقد تحدث الأمين العام المساعد للجامعة العربية، حسام زكي عن «توترات تم احتواؤها» خلال اجتماعات وزراء الخارجية. وفُهم من كلامه أنه يقصد هذا الموضوع بالتحديد. غير أن الوفد الجزائري المشرف على كل صغيرة وكبيرة في «المركز الدولي للمؤتمرات» بالعاصمة، حيث تتم مجريات الحدث، يبدو حريصاً جداً على صرف الاهتمام عن كل ما يمكن أن يشوش على القمة وشروط نجاحها.


مقالات ذات صلة

تركيا: استهداف إسرائيل لـ«حماس» و«حزب الله» غايته إجبار الفلسطينيين على الهجرة

شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

تركيا: استهداف إسرائيل لـ«حماس» و«حزب الله» غايته إجبار الفلسطينيين على الهجرة

أكدت تركيا أن هدف إسرائيل الرئيسي من ضرب حركة «حماس» في غزة و«حزب الله» في لبنان هو جعل الفلسطينيين غير قادرين على العيش في أرضهم وإجبارهم على الهجرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية (الجامعة)

أبو الغيط: الموقف الأميركي «ضوء أخضر» لاستمرار «الحملة الدموية» الإسرائيلية

استنكر أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الخميس، استخدام الولايات المتحدة «الفيتو» لعرقلة قرار بمجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق النار في غزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط (أ.ف.ب)

أبو الغيط يحذر من مغبة القانون الإسرائيلي بحظر «الأونروا»

وجَّه الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، اليوم (الخميس)، رسالتين يحذر فيهما من مغبة القانون الإسرائيلي بشأن حظر نشاط «الأونروا».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الخليج الأمير عبد العزيز بن سعود خلال إلقائه كلمته في الحفل السنوي لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية (واس)

اتفاقية تعاون سعودية ـ مغربية متعددة المجالات

أبرمت السعودية والمغرب اتفاقية للتعاون في عدد من المجالات التي تجمع وزارتي «الداخلية السعودية» و«العدل المغربية».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج القادة أمام القمة: مستقبل المنطقة والعالم على مفترق طرق

القادة أمام القمة: مستقبل المنطقة والعالم على مفترق طرق

أجمع عدد من قادة الدول العربية والإسلامية على رفض حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، واستمرار العدوان على لبنان.

عبد الهادي حبتور (الرياض )

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
TT

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)

قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، اليوم الاثنين، إن هناك خطة لتوسيع الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان لتشمل دولاً أخرى.

وفي كلمة، خلال افتتاح مؤتمر سفراء العراق الثامن حول العالم في بغداد، أكد الوزير أنه يجب تكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي تهديد أو عدوان محتمل» على العراق.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قد قال، الأسبوع الماضي، إنه بعث رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي حثَّ فيها على اتخاذ إجراء فوري للتصدي لأنشطة الجماعات المسلَّحة المُوالية لإيران في العراق، قائلاً إن الحكومة العراقية مسؤولة عن أي أعمال تحدث داخل أراضيها أو انطلاقاً منها.

كما ذكرت تقارير إعلامية أميركية، في وقت سابق من هذا الشهر، أن إدارة الرئيس جو بايدن حذرت الحكومة العراقية من أنها إذا لم تمنع وقوع هجوم إيراني من أراضيها على إسرائيل، فقد تواجه هجوماً إسرائيلياً.

وشنت إسرائيل هجوماً على منشآت وبنى تحتية عسكرية إيرانية، الشهر الماضي؛ رداً على هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل، وذلك بعد أن قتلت إسرائيل الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية المتحالفة مع إيران، حسن نصر الله، في سبتمبر (أيلول) الماضي.