الحكومة العراقية تبدأ مناقشة مشروع قانون الموازنة المالية

السوداني يحضر الجلسة الأولى لمجلس الوزراء في بغداد السبت الماضي (رويترز)
السوداني يحضر الجلسة الأولى لمجلس الوزراء في بغداد السبت الماضي (رويترز)
TT

الحكومة العراقية تبدأ مناقشة مشروع قانون الموازنة المالية

السوداني يحضر الجلسة الأولى لمجلس الوزراء في بغداد السبت الماضي (رويترز)
السوداني يحضر الجلسة الأولى لمجلس الوزراء في بغداد السبت الماضي (رويترز)

وجّه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وزارة المالية، بإرسال مشروع قانون الموازنة العامة الاتحادية لجمهورية العراق للسنة المالية 2023، إلى المجلس الوزاري للاقتصاد بالسرعة الممكنة لدراسته، قبل إدراجه في جدول أعمال مجلس الوزراء، من أجل الإسراع في تشريعه، لأهميته.
وأعلنت الأمانة العامة لمجلس الوزراء في بيان أن «التوجيه جاء خلال اجتماع مجلس الوزراء في جلسته الاعتيادية الأولى، التي عُقدت السبت الماضي».
وأكدت اللجنة المالية البرلمانية المعنية بإقرار الموازنة أنه من المتوقع أن يتسلم البرلمان مشروع قانون الموازنة الذي سوف ترسله الحكومة في النصف الثاني من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي. وقال عضو اللجنة جمال جوكر، في بيان إنه «من المتوقع أن يحدد سعر برميل النفط في الموازنة بما بين 70 و75 دولاراً»، مضيفاً أن «إقرار الموازنة سيكون مطلع العام المقبل».
وبينما يأتي إقرار الموازنة بين أولويات حكومة السوداني، فإن الإنفاق للشهور الثلاثة المقبلة حتى نهاية العام الحالي سوف يستمر وفقاً لقانون الإدارة المالية الذي يتيح للحكومة الإنفاق للأغراض التشغيلية (الرواتب والأجور) بسبب عدم إقرار موازنة العام الحالي، نظراً لتحول حكومة رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي منذ شهر يناير (كانون الثاني) الماضي إلى حكومة تصريف أعمال لا يحق لها رفع الموازنة إلى البرلمان الجديد الذي تَشكل بعد الانتخابات المبكرة أواخر عام 2021.
وفي الوقت الذي استمرت فيه حكومة الكاظمي في الإنفاق على ما هو تشغيلي (رواتب وأجور) طبقاً لقانون الإدارة المالية، الذي تنتهي صلاحيته العام المقبل، لو فشل اختيار حكومة جديدة لَتعذَّر دفع رواتب الموظفين والمتقاعدين والمتعاقدين البالغ عددهم نحو 6 ملايين موظف، بعد نفاد القانون.
ويرى مراقبون للشأن السياسي في العراق أن تشكيل حكومة جديدة أنهى المخاطر التي كان يمكن أن تترتب على عدم إقرار الموازنة بسبب عدم وجود حكومة كاملة الصلاحيات ونالت الثقة من البرلمان.
وكان العراق قد حدد في موازنة العام الماضي 2021 سعر برميل النفط بحدود 45 دولاراً للبرميل، وهو ما كان يسد الحاجة الفعلية للكُلف التشغيلية مع إبقاء هامش بسيط للموازنة الاستثمارية مع وجود عجز بالموازنة يبلغ نحو 20 في المائة.
لكن مع اندلاع الحرب الروسية - الأوكرانية في شهر فبراير (شباط) الماضي بدأت أسعار النفط تسجل ارتفاعات جنونية زادت على الـ120 دولاراً للبرميل الواحد قبل أن تسجل هبوطاً نسبياً مع بقائها مرتفعة، وهو ما أدى إلى إنهاء العجز في الموازنة العراقية وزيادة الاحتياطي المالي من العملات الصعبة في البنك المركزي العراقي والتي بلغت في أواخر أيام حكومة مصطفى الكاظمي إلى نحو 85 مليار دولار فضلاً عن نحو 135 طن ذهب ضمن موجودات البنك المركزي.
ومع وجود هذا الاحتياطي المالي الضخم فإن الحكومة السابقة لم تتمكن من تخطي قانون الإدارة المالية على صعيد الإنفاق المالي، كونها حكومة تصريف أعمال مع استمرار فشل القوى السياسية في اختيار حكومة عراقية جديدة.
غير أن القوى السياسية وفي سبيل البحث عن حل جزئي فقد صوّت البرلمان العراقي على قانون الدعم الطارئ للأمن الغذائي بنحو 20 مليار دولار بهدف الإنفاق على الاحتياجات الأساسية لا سيما الماء والكهرباء، إلا أن المناكفات السياسية حالت دون تطبيق هذا القانون. وفي حال إقرار الموازنة المالية للعام المقبل فإن الحكومة الحالية سوف تستفيد مرتين؛ مرة من الفائض المالي الذي لم يتم صرفه على العام الفائت، ومرة في حال بقيت أسعار النفط مرتفعة، حيث إن واردات العراق النفطية لا تقل شهرياً عن 6 إلى 8 مليارات دولار أميركي.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

الأمم المتحدة: الهجمات التي تستهدف الجيش اللبناني «انتهاك صارخ» للقرار 1701

جنود لبنانيون يتجمعون في موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت موقعاً للجيش في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
جنود لبنانيون يتجمعون في موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت موقعاً للجيش في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة: الهجمات التي تستهدف الجيش اللبناني «انتهاك صارخ» للقرار 1701

جنود لبنانيون يتجمعون في موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت موقعاً للجيش في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
جنود لبنانيون يتجمعون في موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت موقعاً للجيش في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

قال ستيفان دوغاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، يوم الاثنين، إن المنظمة الدولية تشعر بالقلق إزاء تصاعد الأعمال القتالية بين «حزب الله» اللبناني والجيش الإسرائيلي، والهجمات التي تعرض لها الجيش اللبناني.

ونقل موقع الأمم المتحدة عن دوغاريك قوله «قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) تشعر بقلق بالغ إزاء الضربات العديدة التي تعرضت لها القوات المسلحة اللبنانية على الرغم من إعلان عدم مشاركتها في الأعمال القتالية»، مشيراً إلى أن القوات المسلحة اللبنانية أعلنت عن مقتل 45 جندياً على الأقل في هجمات وقعت مؤخراً.

وأضاف دوغاريك أن الهجمات التي تستهدف القوات المسلحة اللبنانية «تشكل انتهاكاً صارخاً لقرار مجلس الأمن رقم 1701، وكذلك القانون الإنساني الدولي، الذي يحظر استهداف الذين لا يشاركون في الأعمال القتالية».

وقال المتحدث إن الأمم المتحدة لا تزال «تشعر بقلق عميق إزاء تصعيد الأعمال العدائية والدمار الواسع النطاق والخسائر في الأرواح عبر (الخط الأزرق) الذي يفصل بين لبنان وإسرائيل».

وتابع قائلاً «نحث جميع أطراف الصراع على حل خلافاتهم من خلال المفاوضات، وليس من خلال العنف».

واتسع نطاق الحرب الإسرائيلية ليشمل لبنان في سبتمبر (أيلول) بهدف القضاء على «حزب الله» الذي كان يشن هجمات على إسرائيل منذ العام الماضي دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة.

وأدت الهجمات الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من ثلاثة آلاف في لبنان حتى الآن.وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية ولبنانية خلال الساعات الماضية عن قرب الاتفاق على وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله».