عدسات لاصقة تقيس السكر وأخرى قطرة للعين

العلماء طوروا مجموعة منها بأغراض متنوعة

عدسات لاصقة تقيس السكر وأخرى قطرة للعين
TT

عدسات لاصقة تقيس السكر وأخرى قطرة للعين

عدسات لاصقة تقيس السكر وأخرى قطرة للعين

لم تعد فائدة العدسات اللاصقة تقتصر على أنها تغنيك عن استخدام النظارة الطبية، حيث قام العلماء في الفترة الأخيرة بتطوير عدد من العدسات اللاصقة التي يمكن لبعضها أن يعالج قصر النظر، بينما يمكن للبعض الآخر قياس السكر في الدم، وتعمل غيرها كعدسات تكبير للأشياء.
فقد قام بعض العلماء، الذين ينتمون لجامعة إستون البريطانية، بتطوير عدسات يمكنها أن تعالج قصر النظر عند الأطفال، وأكدوا أنه إذا قام الأطفال بارتدائها أثناء النوم، فسيمكنهم من الرؤية جيدا في الصباح دون الحاجة لارتداء نظارات أو عدسات.
وأكد العلماء أن السر في ذلك هو أن العدسات تضغط على القرنية وتقوم بتدليكها، والحد من انحنائها، مما يساعد على علاج قصر النظر.
وأشار العلماء إلى أنهم أجروا تجارب على مجموعة من الأطفال، وتوصلوا إلى أن تطور قصر النظر في الأطفال الذين كانوا يرتدون العدسات الذكية أثناء النوم كان ثماني مرات أبطأ مقارنة مع أولئك الذين يستخدمون العدسات اللاصقة العادية أثناء النهار.
ويتم تغيير هذه العدسات كل ستة أشهر، وتصل تكلفتها إلى نحو 200 جنيه إسترليني.
ومن ناحية أخرى، قام علماء آخرون ينتمون إلى نفس الجامعة (إستون) بتطوير نوع آخر من العدسات اللاصقة التي يمكنها حماية العين من الأشعة فوق البنفسجية.
وأوضح العلماء أن ما يميزها عن النظارات الشمسية هي أنها تحمي العين بأكملها، بينما النظارات الشمسية تسمح بمرور الأشعة الضارة حول العينين.
وقام العلماء بمقارنة 20 شخصا كانوا يرتدون العدسات اللاصقة الذكية المضادة للأشعة فوق البنفسجية مع 20، الذين يرتدون العدسات اللاصقة العادية لمدة خمس سنوات، وأظهرت النتائج كفاءة هذه العدسات مقارنة بالنظارات الشمسية في الحماية من الأشعة فوق البنفسجية.
بالإضافة إلى ذلك، يقوم مجموعة من العلماء السويسريين من تطوير عدسات لاصقة تعمل كعدسة تكبير، حيث تقوم بتضخيم الأشياء التي ينظر إليها الأشخاص وتجعلها أكبر مرتين.
من جهة أخرى، طور مجموعة من العلماء الذين ينتمون لجامعة كاليفورنيا الأميركية يمكنها أن تستخدم كقطرة للعين، حيث تحتوي العدسات على الدواء المطلوب تقطيره في العين، وذلك لضمان دخول الجرعة الكاملة من القطرة داخل العين وعدم وقوعها أو تسربها خارجها.
وأخيرا، أعلنت «غوغل» بالأمس عن تطويرها عدسات لاصقة يمكنها قياس مستوى الجلوكوز في دم الإنسان عن طريق تحليل دموعه، مما يوفر على مرضى السكر عناء أخذ عينة دم وتحليلها لمعرفة مستوى السكر في الدم، بفضل احتوائها على رقاقة إلكترونية صغيرة شديدة التطور والتي لها دور فعال في إرسال البيانات إلى المستخدم على هاتفه الذكي.



مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية وعدد من المقابر تعود للعصر البطلمي، مزينة بنقوش وكتابات ملونة، بداخلها مجموعة من المومياوات والهياكل العظمية والتوابيت، وغيرها من اللقى الأثرية.

وتوصلت البعثة المشتركة بين مصر وإسبانيا من خلال جامعة برشلونة ومعهد الشرق الأدنى القديم، إلى هذا الكشف الأثري أثناء عمليات التنقيب بمنطقة البهنسا في محافظة المنيا (251 كيلومتراً جنوب القاهرة).

وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بمصر الدكتور محمد إسماعيل خالد، أهمية هذا الكشف، واعتبره سابقة في الاكتشافات الأثرية، قائلاً: «للمرة الأولى يتم العثور بمنطقة البهنسا الأثرية على بقايا آدمية بداخلها 13 لساناً وأظافر آدمية ذهبية لمومياوات من العصر البطلمي، بالإضافة إلى عدد من النصوص والمناظر ذات الطابع المصري القديم، والتي يظهر بعضها لأول مرة في منطقة البهنسا؛ مما يُمثل إضافة كبيرة لتاريخ المنطقة، ويسلط الضوء على الممارسات الدينية السائدة في العصر البطلمي»، وفق بيان لوزارة السياحة والآثار.

لوحات ومناظر تظهر لأول مرة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأوضح أستاذ الآثار بجامعة القاهرة ومدير حفائر البعثة المشتركة الدكتور حسان إبراهيم عامر، أنه تم العثور على جعران القلب موجود في مكانه داخل المومياء، في إحدى المقابر المكتشفة، بالإضافة إلى العثور على 29 تميمة لـ«عمود جد»، وجعارين وتمائم لمعبودات مثل «حورس» و«جحوتي» و«إيزيس». في حين ذكر رئيس البعثة من الجانب الإسباني الدكتور أستر بونس ميلادو، أنه خلال أعمال الحفائر عثرت البعثة على بئر للدفن من الحجر المستطيل، تؤدي إلى مقبرة من العصر البطلمي تحتوي على صالة رئيسة تؤدي إلى ثلاث حجرات بداخلها عشرات المومياوات متراصّة جنباً إلى جنب؛ مما يشير إلى أن هذه الحجرات كانت قد استُخدمت كمقبرة جماعية.

وأضاف رئيس البعثة أنه «إلى جانب هذه البئر تم العثور على بئر أخرى للدفن تؤدي إلى ثلاث حجرات، ووجدوا جدران إحدى هذه الحجرات مزينة برسوم وكتابات ملونة، تمثل صاحب المقبرة الذي يُدعى (ون نفر) وأفراد أسرته أمام المعبودات (أنوبيس) و(أوزوريس) و(آتوم) و(حورس) و(جحوتي)».

إلى جانب ذلك، تم تزيين السقف برسم للمعبودة «نوت» (ربة السماء)، باللون الأبيض على خلفية زرقاء تحيط بها النجوم والمراكب المقدسة التي تحمل بعض المعبودات مثل «خبري» و«رع» و«آتوم»، حسب البيان.

مناظر عن العالم الآخر في مقابر البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وكان اللافت للانتباه، وفق ما ذكرته البعثة، هو «وجود طبقة رقيقة من الذهب شديدة اللمعان على وجه المومياء التي يقوم بتحنيطها (أنوبيس)، وكذلك على وجه (أوزوريس) و(إيزيس) و(نفتيس) أمام وخلف المتوفى». وأوضحت أن «هذه المناظر والنصوص تمثل صاحب المقبرة وأفراد أسرته في حضرة معبودات مختلفة، وهي تظهر لأول مرة في منطقة البهنسا».

وقال الخبير الأثري المصري الدكتور خالد سعد إن «محتويات المقبرة توضح مدى أهمية الشخص ومستواه الوظيفي أو المادي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «مصر وجدت الكثير من الدفنات المماثلة من العصرين اليوناني والروماني، وكانت الدفنة سليمة؛ لم يتم نبشها أو العبث بها».

ويوضح الخبير الأثري أن «الفكر الديني في ذلك الوقت كان يقول بوضع ألسنة ذهبية في فم المومياوات حتى يستطيع المتوفى أن يتكلم كلاماً صادقاً أمام مجمع الآلهة».

ألسنة ذهبية تم اكتشافها في المنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

أما بالنسبة لتلابيس الأصابع (الأظافر الذهبية)، فهذا تقليد كان ينتهجه معظم ملوك الدولة الحديثة، وتم اكتشافها من قبل في مقبرة «توت عنخ آمون»، وكانت مومياؤه بها تلابيس في أصابع اليد والقدم، وفي البهنسا تدل التلابيس والألسنة الذهبية على ثراء المتوفى.

وتعدّ قرية البهنسا (شمال المنيا) من المناطق الأثرية الثرية التي تضم آثاراً تعود للعصور المختلفة من المصري القديم إلى اليوناني والروماني والقبطي والإسلامي، وقد عثرت فيها البعثة نفسها في يناير (كانون الثاني) الماضي على عدد كبير من القطع الأثرية والمومياوات، من بينها 23 مومياء محنطة خارج التوابيت، و4 توابيت ذات شكل آدمي.

مناظر طقوسية في مقابر منطقة البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وفسّر الخبير الأثري العثور على مجموعة من الأواني الكانوبية في المقابر بأنها «تحفظ أحشاء المتوفى، وهي أربعة أوانٍ تمثل أربعة من أولاد (حورس) يرفعون أطراف الكون الأربعة، وفقاً لعقيدة الأشمونيين، ويتمثلون في ابن آوى والقرد والإنسان والصقر، ويوضع في هذه الأواني المعدة والأمعاء والقلب والكبد، وكانت على درجة عالية من الحفظ، نظراً للخبرة التي اكتسبها المحنّطون في السنوات السابقة».

وأشار إلى أن «اللقى الأثرية الأخرى الموجودة بالكشف الأثري مثل الأواني الفخارية والمناظر من الجداريات... تشير إلى أركان طقوسية مرتبطة بالعالم الآخر عند المصري القديم مثل الحساب ووزن القلب أمام ريشة (ماعت)؛ مما يشير إلى استمرارية الديانة المصرية بكافة أركانها خلال العصر اليوناني والروماني، بما يؤكد أن الحضارة المصرية استطاعت تمصير العصر اليوناني والروماني».

بدورها، أشارت عميدة كلية الآثار بجامعة أسوان سابقاً الدكتورة أماني كرورة، إلى أهمية منطقة البهنسا، واعتبرت أن الكشف الجديد يرسخ لأهمية هذه المنطقة التي كانت مكاناً لعبادة «الإله ست» في العصور المصرية القديمة، وفق قولها، وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المنطقة كانت تضم العديد من المعابد والمنشآت العامة، فهناك برديات تشير إلى وجود عمال مكلفين بحراسة المنشآت العامة بها؛ مما يشير إلى أهميتها».