استنفار أمني في العاصمة الليبية تحسباً لهجمات «داعش»

بعد ظهور أحد عناصره في فيديو يُهدد بعودة العمليات الإرهابية ضد العسكريين

عبد الله اللافي مستقبلاً بول سولير المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى ليبيا (المجلس الرئاسي)
عبد الله اللافي مستقبلاً بول سولير المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى ليبيا (المجلس الرئاسي)
TT

استنفار أمني في العاصمة الليبية تحسباً لهجمات «داعش»

عبد الله اللافي مستقبلاً بول سولير المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى ليبيا (المجلس الرئاسي)
عبد الله اللافي مستقبلاً بول سولير المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى ليبيا (المجلس الرئاسي)

التزمت حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، أمس الصمت حيال ما رصدته وسائل إعلام محلية لدخول مفاجئ لرتل عسكري إلى العاصمة طرابلس، يقوده آمر شعبة الاحتياط بقوة مكافحة الإرهاب مختار الجحاوي من مدينة مصراتة (غرب). وجاءت هذه التطورات تزامنا مع تأكيد فرنسا على لسان بول سولير، المبعوث الخاص للرئيس إيمانويل ماكرون إلى ليبيا، على ضرورة التمسك بالحل السياسي في البلاد، بما يضمن إجراء الانتخابات العامة.
وبينما لم تعلق حكومة الدبيبة على هذا التحرك، قالت مصادر محلية إن الرتل تمركز في منطقة عين زارة جنوب شرقي العاصمة، في إطار عملية أمنية محتملة ضد «تنظيم داعش»، مشيرة إلى وجود حالة استنفار أمني في المنطقة الغربية أيضا، وذلك على خلفية معلومات عن عمليات مرتقبة للتنظيم، بعد أن ظهر أحد عناصره قبل يومين في مقطع فيديو يُهدد بعودة الانفجارات والعمليات الإرهابية ضد العسكريين.
في غضون ذلك، أكد محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، الذي اعتمد أوراق خمسة سفراء جُدد لدى ليبيا يمثلون السودان وفرنسا وإريتريا وإثيوبيا والكويت، التزامه بالمسار الديمقراطي الذي يشمل توحيد المؤسسات السيادية وإجراء الانتخابات. ونقل المنفي، عن بول سولير، المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى ليبيا، خلال اجتماعهما مساء أول من أمس، أن بلاده ستلعب دوراً إيجابياً في استقرار ليبيا، وصولاً لاتفاق وحل سياسي، يكمن في تحقيق انتخابات برلمانية ورئاسية متزامنة، على أساس إطار دستوري توافقي.
كما بحث النائب بالمجلس الرئاسي، عبد الله اللافي، أمس، مع المبعوث الفرنسي، آخر مستجدات الأوضاع في البلاد، وتداعيات الهجرة غير المشروعة على ليبيا وأوروبا، والتأكيد على الحد منها بتأمين الجنوب الليبي، وذلك بالتعاون مع دول الطوق، مؤكدا على دور فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي في هذا الملف.
ومن جانبه، أكد المبعوث الفرنسي، بحسب بيان المجلس الرئاسي أمس، على أهمية مشروع المصالحة الوطنية، ورغبة بلاده في تحقيق الاستقرار في ليبيا بالوصول إلى حل سياسي يساهم في إجراء الانتخابات، وفق قاعدة دستورية. فيما قالت السفارة الفرنسية في بيان لها إن سولير ناقش مع المنفي وضع اللمسات الأخيرة على الأساس الدستوري، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في أقرب وقت ممكن، وفقا لرغبة ليبيا، ودعم اللجنة العسكرية المشتركة «5 5» والحوار الاقتصادي. موضحة أن سولير تحدث مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح حول الوضع السياسي، وضرورة استكمال الأساس الدستوري وإجراء الانتخابات، مشيرة إلى أنه أبلغ الدبيبة أن الأولوية لأمن وسيادة واستقرار ليبيا، ووضع اللمسات الأخيرة على الأساس الدستوري، وإجراء الانتخابات.
وكان الدبيبة قد نقل عن سولير رغبة بلاده في دعم الأطراف الليبية لتحقيق الانتخابات في أقرب الآجال، لافتا إلى أنهما ناقشا التطورات السياسية لتوحيد الجهود لإجراء الانتخابات في ليبيا، والعمل على تفعيل بعض الملفات الاقتصادية بين البلدين.
ومن جانبه، أكد سولير خلال اجتماع مع عبد الله باتيلي، رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، على الدعم الكامل للوساطة الأممية، مشددا على أن الأولوية لسيادة ليبيا، وعلى أهمية وضع اللمسات الأخيرة على الأساس الدستوري وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في أسرع وقت ممكن.
في السياق ذاته، قال خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة، إنه التقى أمس المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى ليبيا بول سولير، والسفير الفرنسي لدى ليبيا مصطفى مهراج، بمقر المجلس بطرابلس. وقال المكتب الإعلامي للمجلس، إن اللقاء تطرق لتطورات الوضع السياسي في ليبيا، والجهود الدولية لحل الأزمة السياسية، وسبل استكمال المسار الدستوري لعقد الانتخابات، مشيراً إلى أن المشري أكد التزام مجلسه على إجراء الانتخابات، على أسس دستورية وقانونية سليمة في أقرب الآجال.
من جهة أخرى، أعلن جهاز حرس المنشآت النفطية وقوفه التام مع فرعه بالجنوب الغربي، وقال إن مهمته حراسة وحماية المنشآت النفطية في جميع ربوع البلاد. مؤكدا رفضه «رفضا كاملا أي محاولة لوقف العمل بالمنشآت النفطية، أو إيقاف إمدادات خطوط النفط والغاز أو التعدي عليها»، وتعهد بعدم السماح «لأي أحد كان بالمساس بمقدرات الشعب الليبي».
وكان الفرع الجنوبي الغربي لنفس الجهاز قد أعلن في بيان مماثل أيضا أنه يواجه «مرحلة حرجة وخطيرة، وغير مسبوقة من التحديات أكثر من أي وقت مضى، مما قد يتسبب في إغلاق خطوط النفط، أو الهجوم على الحقول النفطية، أو أي عمل ضد المنشآت النفطية داخل حدوده الإدارية».
وبعدما تعهد بالتصدي لمن يحاول القيام بهذه الأعمال الهدامة رغم ضعف الإمكانيات، أضاف موضحا: «نحن نقدر ونحترم من يطالب بحقوقه، وندعوه إلى المطالبة بالطرق الحضارية والمدنية، بعيدا كل البعد عن قوت الليبيين ومصدر رزقهم الوحيد».


مقالات ذات صلة

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

العالم العربي القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

كشفت مصادر ليبية ومصرية متطابقة لـ«الشرق الأوسط» عن سلسلة اتصالات، ستجريها القاهرة مع السلطات في شرق ليبيا، بما في ذلك مجلس النواب و«الجيش الوطني»، لإطلاع المعنيين فيهما على نتائج زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى تركيا أخيراً. وأدرجت المصادر هذه الاتصالات «في إطار التنسيق والتشاور بين السلطات المصرية والسلطات في المنطقة الشرقية». ولم تحدد المصادر توقيت هذه الاتصالات، لكنها أوضحت أنها تشمل زيارة متوقعة إلى القاهرة، سيقوم بها عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، والمشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني». وكان خالد المشري رئيس المجلس الأعلى الدولة الليبي، ناقش مساء السبت مع وزير الخارجية ا

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

أعلنت الحكومة الجزائرية عن «خطة عاجلة» لوقف نزيف الأطباء الذين يهاجرون بكثرة، كل عام، إلى أوروبا وبخاصة فرنسا، بحثاً عن أجور عالية وعن ظروف جيدة لممارسة المهنة. وتفيد إحصاءات «مجلس أخلاقيات الطب»، بأن 15 ألف طبيب يشتغلون في المصحات الفرنسية حالياً، وقد درسوا الطب في مختلف التخصصات في الجزائر. ونزل موضوع «نزيف الأطباء» إلى البرلمان، من خلال مساءلة لوزير الصحة وإصلاح المستشفيات عبد الحق سايحي، حول ما إذا كانت الحكومة تبحث عن حل لهذه المشكلة التي تتعاظم من سنة لأخرى.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
العالم العربي تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

يبدأ وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم زيارة إلى تونس تستمر حتى الأربعاء بدعوة من نظيره التونسي نبيل عمار، لإعلان استكمال المراحل المؤدية إلى إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين، والبحث في كثير من الملفات الشائكة والعالقة على رأسها ملف الإرهاب، واستقبال الساحة السورية لآلاف من الشباب التونسيين المنضوين في صفوف التنظيمات الإرهابية. وأوردت مختلف وسائل الإعلام التونسي أخباراً حول الزيارة، وبقراءات عدة، من بينها التأكيد على أنها «ترجمة للتوازنات الجيوسياسية الإقليمية التي تعرفها المنطقة العربية، ومن بينها السعي نحو عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية». وكانت مؤسسة الرئاسة التونسية صورت عودة ا

المنجي السعيداني (تونس)
العالم العربي المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

دعت «الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بالمغرب» -أحد ممثلي ناشري الصحف في البلاد- أعضاء البرلمان بغرفتيه (مجلس النواب ومجلس المستشارين)، إلى إسقاط مشروع قانون صادقت عليه الحكومة، يقضي بإنشاء لجنة مؤقتة لتسيير «المجلس الوطني للصحافة» المنتهية ولايته، بدل إجراء انتخابات. وجاءت هذه الدعوة في وقت ينتظر فيه أن يشرع مجلس النواب في مناقشة المشروع قريباً. وذكر بيان لـ«الفيدرالية» مساء السبت، أنه تلقى «بارتياح، التصدي القوي والتلقائي لهذا المشروع من طرف الرأي العام المهني، والمجتمع المدني، وفاعلين جمعويين وسياسيين، وشخصيات مشهود لها بالنزاهة والكفاءة»، معتبراً: «إن هذا الموضوع لا يهم باستهداف منظمات مهن

«الشرق الأوسط» (الرباط)
العالم العربي باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

قال فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الليبية، إنه باقٍ في منصبه «إلى أن تتفق الأطراف الليبية كافة على قوانين انتخابية يُرحب بها دولياً، والبدء في الإعلان عن مواعيد محددة للاستحقاق الانتخابي...

جاكلين زاهر (القاهرة)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».