استعاد «آرسنال» نغمة الانتصارات والصدارة بفوزه الكاسح على ضيفه «نوتنغهام فورست» متذيِّل الترتيب 5 - 0، فيما انتزع «مانشستر يونايتد» انتصاراً صعباً على ضيفه «وستهام» بهدف نظيف، أمس، بالمرحلة الـ14 لـ«الدوري الإنجليزي لكرة القدم».
على ملعبه «الإمارات» خاض «آرسنال»، بقيادة المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا، اللقاء الأول له في «الدوري الممتاز» مع «نوتنغهام» منذ 16 يناير 1999 (هبط الأخير في نهاية ذلك الموسم إلى الدرجة الأولى وانتظر حتى هذا الموسم للعودة إلى دوري الأضواء)، على خلفية تعادل في المرحلة الماضية مع مضيفه «ساوثهامبتون» الذي حرم النادي اللندني من الفوز التاسع توالياً على الصعيدين المحلي والقارّي، وخسارة، الخميس، في الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» أمام «أيندهوفن» الهولندي 0 - 2.
وسمح تعادل المرحلة الماضية لـ«مانشستر سيتي»، حامل اللقب، بتقليص الفارق مع «المدفعجية» إلى نقطتين بعد الفوز، ثم انتزع فريق المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا الصدارة مؤقتاً، السبت، بفوزه على مضيفه «ليستر سيتي» 1 - 0. لكن «آرسنال»، الحالم بلقبه الأول منذ 2004 وأيام المدرب الفرنسي أرسين فينغر، استعاد هذه الصدارة بفوزه العاشر، هذا الموسم، والذي حسمه في الشوط الثاني، بعد شوط أول صعب تقدَّم خلاله منذ الدقيقة الخامسة برأسية البرازيلي غابريال مارتينيلي بعد عرضية من بوكايو ساكا الذي خرج بعدها مصاباً، تاركاً مكانه في الدقيقة 27 لريس نيلسون الذي لعب الدور الرئيسي في حسم النقاط الثلاث بتسجيله ثنائية في بداية الشوط الثاني.
راشفورد يحتفل بهدفه الذي منح «يونايتد» الفوز (أ.ف.ب)
وسجل نيلسون هدفه الأول في الدقيقة 49 إثر هجمة مرتدّة وتمريرة من البرازيلي غابريال خيسوس، فسدَّد الكرة، في بادئ الأمر، في الحارس دين هندرسون، لكنها عادت إليه فتابعها في الشِّباك، ليسجل هدفه الأول في «الدوري الممتاز» منذ عامين و107 أيام، وتحديداً منذ أن افتتح رصيده التهديفي، في 15 يوليو 2020، حين أسهم في قيادة النادي اللندني للفوز على «ليفربول» 2 - 1.
وسرعان ما أضاف نيلسون هدفه الثاني الشخصي له، والثالث لفريقه، بعد تمريرة أخرى من خيسوس في الدقيقة 52، قبل أن يتحول ابن الـ22 عاماً الذي لعب لموسمين مع «هوفنهايم» الألماني، و«فينورد» الهولندي على سبيل الإعارة، إلى الممرّر في الهدف الرابع الرائع الذي سجله الغاني توماس بارتي بتسديدة من خارج المنطقة بالدقيقة 78.
وأكمل النرويجي مارتن أوديغار المهرجان بهدف خامس سجّله في الدقيقة 78 بتسديدة قوية من داخل المنطقة بعد تمريرة حاسمة أخرى لغابريال خيسوس الذي كان من نجوم اللقاء، رغم فشله في الوصول إلى الشِّباك للمباراة السابعة توالياً محلياً وقارّياً.
وبهذا الفوز الاستعراضي رفع «آرسنال» رصيده إلى 31 نقطة في الصدارة مع مباراتين مؤجَّلتين في جعبته؛ إحداهما من المرحلة قبل الماضية ضد «مانشستر سيتي» خاصة. في الجهة المقابلة تجمَّد رصيد «نوتنغهام» عند 9 نقاط في المركز الـ20 الأخير بعد تلقّيه الهزيمة الثامنة للموسم.
وفي «أولد ترافورد» انتزع «مانشستر يونايتد» انتصاراً صعباً على ضيفه «وستهام» بهدف مُهاجمه ماركوس راشفورد الذي كان نجم المباراة مع الحارس الأسباني ديفيد دي خيا الذي ذاد عن مرماه ببراعة في الدقائق الأخيرة منقذاً أكثر من فرصة، ومحافظاً لفريقه على الفوز.
وكانت لقطة الهدف هي اللحظة المضيئة لفريق «مانشستر يونايتد» بالدقيقة 38 للشوط الأوسط، حين مرَّر الدنماركي كريستيان إريكسن كرة عرضية عالية داخل المنطقة ليرتقي لها راشفورد ويضعها برأسه بقوة داخل شِباك «وستهام». وفي الشوط الثاني انقلبت الحال وأصبح «وستهام» الأكثر سيطرة وخطورة، لكن دي خيا وقف سداً منيعاً لأكثر من فرصة ليضمن لـ«يونايتد» 3 نقاط رفعت رصيد الفريق إلى 23 نقطة في المركز الخامس، بفارق نقطة عن «نيوكاسل» الرابع، الذي لعب مباراة أكثر. في المقابل توقّف رصيد «وستهام» عند 14 نقطة في المركز الـ13.
على جانب آخر وفي وقتٍ خرج فيه الأميركي جيسي مارش، مدرب «ليدز يونايتد» منتشياً بالفوز الدرامي لفريقه على مضيفه «ليفربول» 2 - 1، كانت الصدمة بادية على ملامح نظيره الألماني يورغن كلوب الذي بات متحيراً من تراجع نتائج الفريق. وقال مارش: «تحدثنا، الأسبوع الماضي، عندما خسرنا على ملعبنا أمام فولهام 2 - 3 بشأن أننا ننتظر الخسارة بشكل أكبر من الضغط من أجل الفوز». وأضاف: «كانت ردّة الفعل في ملعب ليفربول إيجابية، أوقفنا نزيف النقاط، كنا في حاجة إلى الحارس إيلان الذي تصدَّى لبعض الكرات الخطيرة، لكنني أعتقد أن التفكير في الضغط والبقاء في المباراة ومعرفة إذا كنا نستطيع إيجاد مَخرج، بدلاً من الخروج بنقطة واحدة أو حصد النقاط الثلاث، كان قوياً وأظهر التصميم والإيمان في صفوف الفريق، أنا سعيد جداً بالمجموعة». وتقدم «ليدز» إلى المركز 15 برصيد 12 نقطة.
في المقابل وبعد أسبوع من الهزيمة أمام «نوتنغهام فورست» متذيِّل الترتيب، جاءت الخسارة أمام «ليدز» لتعمِّق جراح «ليفربول» المتعثر الذي يحتل المركز التاسع برصيد 16 نقطة من 12 مباراة.
وبالعبارات نفسها، والملامح الواجمة نفسها، أظهر يورغن كلوب تعجبه من عجز لاعبي «ليفربول» عن التحكم بالمباريات، هذا الموسم، رغم السيطرة على مجريات الأمور بالملعب، وقال: «لا أجد تفسيراً لما يحدث، إنها انتكاسة بالتأكيد، أعتقد أن بدايتنا كانت جيدة أمام ليدز ثم استقبلنا هدفاً سريعاً عندما أخطأ المُدافع جو جوميز في تمرير الكرة إلى حارسه أليسون لتتهيأ أمام رودريغو ليضعها في المرمى الخالي... أدركنا التعادل لكن لسببٍ ما لم يعطنا الهدف الأمان، عانينا للتحكم في المباراة، وأهدرنا الكثير من الكرات. استحوذنا بشكل جيد، وحصلنا على فرص خطيرة، لكن في النهاية ومع الدفاع بهذا الشكل، دفعنا ثمن عدم حسم اللقاء، واستقبلنا الهدف الثاني».
كان كلوب الذي صنع فريقه 22 فرصة دون الاستفادة سوى من واحدة فقط ترجمها المصري محمد صلاح لهدف، قد كرَّر العبارات نفسها، الأسبوع الماضي، عندما سقط فريقه أمام «نوتنغهام فورست» متذيِّل الترتيب بهدف نظيف. وكان «ليفربول» قبلها قد حقّق فوزين على منافسين كبيرين «مانشستر سيتي» ثم «وستهام»، مما جعل كلوب متحيراً من أسباب عدم ثبات مستوى الفريق. وقال المدرب الألماني: «الأداء هو الذي يمكنني تفسيره إلى حد ما، لكن لا أستطيع معرفة الأسباب التي تجعلنا نخرج بهذه النتيجة... بكل صراحة، يجب علينا أن ننهي الهجمات بنجاح، علينا حسم المباريات مبكراً، يجب علينا أن نحافظ على الثبات والاستمرارية، كان يمكننا أن نفعل ذلك بإنهاء الهجمات بشكل جيد».
وخسر «ليفربول» بذلك للمرة الرابعة، هذا الموسم، كما كان السقوط أمام «ليدز» هو الأول له على أرضه في 30 مباراة في «الدوري». لقد وجد كلوب نفسه في موقف لم يعتدْه منذ سنوات، وبات عليه أن يواجه المشكلات هنا وهناك، والاعتراف بأنه منذ رحيل السنغالي ساديو ماني، أصبح الحِمل على المصري صلاح وحده، في وقت تَراجع فيه مستوى خط الدفاع بشكل ملحوظ. المدافع الأيمن ترينت ألكسندر أرنولد، أصبح بالفعل إحدى تلك القضايا، بعدما كان يُنظر إليه على أنه أحد موهوبي هذا الجيل، وقد فقَد بسبب هذا التراجع مكانه في المنتخب، وربما يكون قد خرج من حسابات المدرب غاريث ساوثغيت في التشكيلة التي ستخوض «كأس العالم» بعد أقل من شهر. وهذا بالتأكيد ما شرحه كلوب، بشعور من السخط، الأسبوع الماضي، قائلاً: «ألكسندر- أرنولد هو ظهير مُهاجم لامع وأحد الأفضل في مركزه بالكرة الإنجليزية، لكن دفاعياً هو يفتقد القدرات لإيقاف المهاجمين مثل ريس جيمس أو كيلي ووكر. حقق ليفربول أفضل ما لديه من خلال اللعب على تلك الصفات الهجومية، وشجّعه على قضاء معظم وقته في نصف ملعب الخصم، لكن، هذا الموسم، أصبح عرضة للكرات التي يتم لعبها خلفه». وليس أرنولد وحده الذي يعاني تراجع مستواه بالدفاع، فالهولندي الصلب فيرجيل فان دايك الذي كان العمود الفقري للفريق بالخلف، ظهر هشاً، هذا الموسم، وهو يتحمل جزءاً كبيراً من مسؤولية الهدف الثاني الذي سجله «ليدز» في الوقت القاتل.
واعترف أرنولد: «أعتقد أننا لسنا في أفضل مستوياتنا، أعتقد أن الكثير من اللاعبين سيقولون هذا بشكل شخصي، وكفريق بشكل عام... هناك شيء لا يسير بشكل صحيح، لا يسير بالشكل الجيد الذي نريده. هذا ما يجب على الجميع معالجته، والتأكد من أننا نقوم بتصحيحه، خاصة في مباراة الأسبوع المقبل أمام توتنهام».
لم يعد أمام كلوب رفاهية بالوقت، حيث إنه مُطالَب بتصحيح الأمور سريعاً لمواجهة «توتنهام» ثم «ساوثهامبتون» في «الدوري» قبل توقف المسابقة للإفساح لـ«كأس العالم».