العراق: خلاف كردي يعرقل إكمال حكومة السوداني

رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني (رويترز)
رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني (رويترز)
TT

العراق: خلاف كردي يعرقل إكمال حكومة السوداني

رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني (رويترز)
رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني (رويترز)

رغم تجاوز عقدة منصب رئيس الجمهورية بين الحزبين الكرديين الرئيسيين؛ «الديمقراطي الكردستاني»، و«الاتحاد الوطني الكردستاني»، فإنَّ الخلافات بينهما لم تنتهِ، بل امتدت إلى تشكيلة الحكومة الاتحادية الجديدة، برئاسة محمد شياع السوداني، وباتت تعرقل إكمالها.
ولم تنفع محاولة السوداني إضافة حقيبة وزارية جديدة إلى كابينته لتكونَ من حصة المكوّن الكردي بإنهاء الخلاف بين الحزبين الكرديين الرئيسيين في إقليم كردستان. وطبقاً للعُرف المتبَع بين المكونات العراقية يجري توزيع الوزارات؛ مرة طبقاً للتوازن الاجتماعي (الوزارات السيادية)، ومرة طبقاً للوزن الانتخابي (بقية الوزارات). ومع أنَّ المكونات الرئيسية الثلاثة (الشيعة والعرب السنة والكرد) يحظوْنَ عادةً بحصة الأسد من الوزارات (12 وزارة للشيعة، 6 للعرب السنة، 3 للكرد، ووزارتان تُقسَّمان طبقاً للكوتة على الأقليات)، لكن الخلاف الكردي الكردي حول منصب رئيس الجمهورية الذي استمر سنة كاملة، قبل أن يصبحَ من نصيب القيادي في «الاتحاد الوطني» عبد اللطيف رشيد، جعل السوداني يفصل البيئة عن وزارة الصحة ويجعلها حقيبة مستقلة.
وزارة البيئة أصبحت من حصة المكون الكردي ليرتفع عدد وزاراته إلى 4، بدلاً من 3. وبينما جرى حسم حقيبتين من هذه الحقائب الأربع؛ وهما: الخارجية التي تولّاها فؤاد حسين عن «الديمقراطي الكردستاني»، والعدل التي تولّاها خالد شواني عن «الاتحاد الوطني»، فإنَّ الوزارتين المتبقيتين؛ وهما: البلديات، والبيئة، لا تزالان موضع تنازع بين الحزبين.
...المزيد



«مهرّب» أرشيف التعذيب السوري يكشف لـ «الشرق الأوسط» هويته

أسامة عثمان... أو «سامي» خلال المقابلة مع «الشرق الأوسط» في باريس (الشرق الأوسط)
أسامة عثمان... أو «سامي» خلال المقابلة مع «الشرق الأوسط» في باريس (الشرق الأوسط)
TT

«مهرّب» أرشيف التعذيب السوري يكشف لـ «الشرق الأوسط» هويته

أسامة عثمان... أو «سامي» خلال المقابلة مع «الشرق الأوسط» في باريس (الشرق الأوسط)
أسامة عثمان... أو «سامي» خلال المقابلة مع «الشرق الأوسط» في باريس (الشرق الأوسط)

«انتصرت دماؤكم وسقط الأسد». بهذه العبارة توجّه الناشط الحقوقي السوري أسامة عثمان، إلى ضحايا القمع والتعذيب خلال حكم الرئيس السابق بشار الأسد، كاشفاً للمرة الأولى، بالصوت والصورة، عن أنَّه هو «سامي» الذي ارتبط اسمه كالتوأم مع قريبه «قيصر» في تهريب عشرات آلاف صور قتلى التعذيب في سجون سوريا.

صار «أرشيف التعذيب» فيما بعد «دليل إدانة» ضد حكم الأسد أمام محاكم دولية وتسبب في فرض الأميركيين عقوبات «قانون قيصر» على سوريا.

تنشر «الشرق الأوسط» مقابلة حصرية مع «سامي»، عبّر فيها عن مدى فرحته بالتغيير الذي حصل في سوريا مع سيطرة المعارضة على دمشق، مشدداً على ضرورة «المحاسبة». وحذّر من تبعات «الدخول العشوائي للمواطنين إلى السجون وأماكن الاحتجاز»، مشيراً إلى أنَّ ذلك «أدَّى إلى إتلاف أو فقدان وثائق وسجلات رسمية مهمة للغاية تكشف عن انتهاكات منذ عشرات السنين».

وأعرب عن قلقه أيضاً من استمرار موظفي النّظام في العمل، مما يمكّنهم من «طمس الملفات في كل فروع وملحقات حزب البعث العربي الاشتراكي التي يعلم جميع السوريين أنَّها كانت مؤسسات أمنية بامتياز».

وشرح سبب اختياره العمل السري على مدى سنوات باسم «سامي»، قائلاً: «طبيعة العمل وطبيعة الملف الذي خرجنا به من سوريا... كانت سبباً في أن أحرص على إخفاء هويتي وهوية الكثير من أعضاء الفريق. اليوم نحن، الحمد لله، في وضع آخر تماماً. نحن في مكان آخر. في سوريا أخرى جديدة».

كان «سامي» و«قيصر» قد بدآ التعاون في جمع وثائق التعذيب في مايو (أيار) 2011، بعد فترة وجيزة من بدء الثورة ضد الأسد. كان «قيصر» مصوّر قتلى التعذيب في سجون النظام، يهرب الصور عبر ذاكرة رقمية محمولة «يو إس بي» ويعطيها لـ«سامي». نجح الرجلان في تهريب «أرشيف التعذيب» إلى خارج سوريا، وصارت شهادتهما دليلاً ضد النظام أمام أكثر من محفل دولي.