مصر: تحذيرات من دعوات لـ«التظاهر»... واتهامات لـ«الإخوان»

الحكومة تؤكد استمرار «دعم الخبز» ووجود احتياطي من السلع

النائب مصطفى بكري (فيسبوك)
النائب مصطفى بكري (فيسبوك)
TT

مصر: تحذيرات من دعوات لـ«التظاهر»... واتهامات لـ«الإخوان»

النائب مصطفى بكري (فيسبوك)
النائب مصطفى بكري (فيسبوك)

زادت تعليقات مصرية، اليوم (الأحد)، من التحذيرات من دعوات يتم تداولها على مواقع للتواصل الاجتماعي للتظاهر في مصر، وسط اتهامات لتنظيم «الإخوان» الذي تصنفه السلطات (إرهابياً) بالوقوف وراء الأمر، في حين شددت إفادات رسمية على «وجود احتياطي من السلع الاستراتيجية» في البلاد، واستمرار التزام الحكومة بدعم الخبز.
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، السفير بسام راضي، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي «اطلع على موقف المخزون الاستراتيجي والأرصدة لجميع السلع الغذائية الأساسية للدولة، وذلك في إطار التخطيط المسبق للدولة بالحفاظ على المخزون الاستراتيجي منها، مع الأخذ في الاعتبار الأزمة الغذائية العالمية الحالية».
وبحسب راضي، فإن الرئيس المصري وجّه بـ«المحافظة على استمرارية المخزون الاستراتيجي للدولة من السلع الغذائية الرئيسية ومتابعة أسعارها السوقية، وذلك بهدف الحفاظ على استقرار موقف الأمن الغذائي للدولة، من خلال تلبية احتياجات المواطنين بالكميات والأسعار المناسبة، وإتاحتها بالمنافذ الحكومية والتموينية على مستوى الجمهورية».
ونقل البيان الرئاسي عن وزير التموين علي المصيلحي، أنه «استعرض الموقف التفصيلي لمخزون الدولة من مختلف السلع الأساسية، أخذاً في الاعتبار موعد حلول شهر رمضان المعظم وأهمية الاستعداد له، حيث أكد وجود مخزون استراتيجي للقمح حتى شهر أبريل (نيسان) من العام القادم ولحين بداية موسم الحصاد القادم».
كما أشار المصيلحي إلى أن «الاحتياطي الاستراتيجي من الزيت يكفي حتى أول مايو (أيار) القادم، مع استمرار تعزيز المحافظة على المخزون، وبالنسبة للأرز، فهناك اكتفاء ذاتي من إنتاجه، كما تم استعراض المتوفر من اللحوم الطازجة والدواجن، حيث تصل نسبة الاحتياطي في كلٍ منهما إلى نحو 12 شهراً و5 شهور على التوالي».
بدوره نفى «المركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري» اعتزام الحكومة إلغاء الدعم العيني للخبز وتحويله إلى دعم نقدي تزامناً مع الأزمة الاقتصادية العالمية، وشدد في بيان على «استمرار الدعم العيني للخبز كما هو دون أي تغيير في المنظومة، حيث يتم صرف الخبز المدعم للمواطنين على البطاقات التموينية بواقع 5 أرغفة يومياً لكل فرد بمعدل 150 رغيفاً للمواطن شهرياً».
وعلى صعيد آخر، حذر النائب البرلماني، مصطفى بكري، اليوم، من «دعوة للتظاهر في 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، وقال إن تنظيم «الإخوان» أطلقها لـ«تخريب مصر»، مشيراً إلى أن «الشعب المصري العظيم لن يستجيب لدعوتهم التخريبية، والهدف إنهاك الدولة. الشعب المصري متمسك بقيادته، وسيكمل مشروعه الوطني رغم أنف الكارهين».
وأضاف بكري في تغريدات متتابعة عبر تويتر أن «دعاة 11/11 خونة، وفوضويون ومرتزقة، يسعون إلى تخريب الوطن، ينفذون أجندة تستهدف أمن البلاد واستقرارها»، وتابع: «نعرف أنهم أعدوا فيديوهات مفبركة عن تجمعات وحشود لا أصل لها، وهي استغلال لمظاهرات سابقة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.