العاهل الأردني يعيد تشكيل مجلس الأعيان

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (أرشيفة - رويترز)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (أرشيفة - رويترز)
TT

العاهل الأردني يعيد تشكيل مجلس الأعيان

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (أرشيفة - رويترز)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (أرشيفة - رويترز)

قضى مرسوم ملكي، اليوم (الأحد)، بإعادة تشكيل مجلس الأعيان الأردني (مجلس الملك)، الغرفة الثانية في السلطة التشريعية، في محاولة لضمان التوازن السياسي بين مجلسي الأعيان والنواب، وضمان التمثيل الأوسع في عضويته بين التيارات السياسية والعمرية والنوعية.
وجاء التعديل لمعالجة ضعف تمثيل المرأة وتمثيل المناطق الجغرافية والتوازن الديمغرافي، وضمان التمثيل المسيحي والشركسي والشيشاني، خصوصاً وأن مجلس الأعيان المنحل تشكل قبل إجراء الانتخابات النيابية في الحادي عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) من العام 2020.
ويعطي الدستور الأردني صلاحيات منفردة للملك بحل وتشكيل مجلس الأعيان في أي وقت، بينما نص الدستور على أن تكون مدة رئاسة المجلس عامين، ويحتفظ الرئيس فيصل الفايز بموقعه للسنة السادسة على التوالي، وهو الرجل الذي سبق وأن ترأس الحكومة ورئاسة مجلس النواب ورئاسة الديوان الملكي.
وتنحصر صلاحيات «مجلس الملك» في مناقشة التشريعات والموافقة عليها أو رفضها، في حين أن صلاحيات المجلس محددة في مسألة الرقابة على الحكومة، دون أن يملك المجلس حق التصويت على الثقة فيها، أو طرح الثقة في وزير منها، مع حقه في تقديم أسئلة رقابية وإحالتها لاستجوابات.
وبينما أعاد التشكيل إلى عضوية المجلس ثلاثة رؤساء حكومات سابقين، هم عبد الله النسور وهاني الملقي وسمير الرفاعي، أعاد أيضاً ثلاثين وزيراً سابقاً إلى مقاعد العينية، من أبرزهم وزير الخارجية الأسبق المخضرم الدبلوماسي عبد الإله الخطيب، والاقتصاديان رجائي المعشر وزياد فريز، ورئيس الهيئة المستقلة للانتخاب السابق خالد الكلالدة، المحسوب على التيار اليساري.
وبحسب التشكيل الجديد للمجلس، فإن التشكيل أدخل تسعة نواب سابقين وشخصيات نقابية و10 نساء، و8 مسيحيين، و5 من أصول شركسية وشيشانية، و14 عضواً من أصول فلسطينية، في حين أن مجلس الأعيان ضم 65 عضواً، هم نصف عدد مجلس النواب، في الوقت الذي يحق فيه للعاهل الأردني أن يقلص العدد، ولا يحق له زيادته.
وفي تنوع سياسي في تشكيلة المجلس الجديد، فقد دخلت شخصيات حزبية ونقابية وأخرى محسوبة على تيار المعارضة في عضوية «مجلس الملك» من أبرزهم النائب السابق عن قائمة «معاً» (التيار المدني) خالد رمضان، والنائب الأسبق المعارض علي سنيد. إلى جانب دخول سبعة نواب سابقين إلى المجلس.
وجاء القرار الملكي بإعادة تشكيل مجلس الأعيان على بعد أيام من تعديل حكومي خامس أجراه رئيس الحكومة بشر الخصاونة، الذي أدخل فيه نائباً ثالثاً له تحت مسمى نائب للشؤون الاقتصادية، وزير دولة لتحديث القطاع العام.
كما شمل تنقلات واسعة بين الوزراء، ودخلت ثلاث نساء ليرتفع عدد الوزيرات في حكومته إلى خمس سيدات، كما أن التعديل دمج أربع وزارات جديدة بيد وزيرين، وأبقى على الجمع بين وزارتي التربية والتعليم، والتعليم العالي، وألغى وزارة الدولة لشؤون المتابعة والتنسيق.
وسبق التعديل الحكومي وإعادة تشكيل «مجلس الملك» موعد انطلاق أعمال الدورة البرلمانية في الثالث عشر من الشهر المقبل، والتي ستبدأ بخطاب ملكي ويتبعها إجراء انتخابات رئاسة مجلس النواب، التي لم تتضح خارطة المنافسة بين أقطاب نيابية على المقعد الأول في المجلس، الذي يشغله النائب الأقدم عبد الكريم الدغمي، وتتردد أنباء عن منافسة محتملة بين طامحين لخوض المنافسة.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.