العراقي كورسيس: الأخضر قادر على وضع بصمة تاريخية في مونديال قطر

نجم أسود الرافدين السابق قال إن صدمة تصفيات 90 قادته لاعتزال الكرة

باسل كورسيس (الشرق الأوسط)
باسل كورسيس (الشرق الأوسط)
TT

العراقي كورسيس: الأخضر قادر على وضع بصمة تاريخية في مونديال قطر

باسل كورسيس (الشرق الأوسط)
باسل كورسيس (الشرق الأوسط)

أكد باسل كورسيس لاعب العراق السابق، أن المنتخب السعودي قادر على تسجيل بصمة تاريخية في مونديال قطر 2022، مشيراً إلى أن الأخضر لديه قدرة على الاستمرارية في التأهل مراراً إلى نهائيات كأس العالم.
وقال باسل لـ«الشرق الأوسط»، إن ذلك نتاج طبيعي للاهتمام من الأندية والمسؤولين والدعم الحكومي الكبير والاهتمام بالفئات السنية وتجهيز أجيال متعاقبة، حتى إن غاب المنتخب السعودي عن مونديالين في القرن العشرين، بعد أن كان قد سجل حضوره الأول والقوي في عام 1994، وسجل أفضل المشاركات العربية والقارية.
وعبر باسل عن تفاؤله بأن يحقق المنتخب السعودي أفضل النتائج والمستويات في البطولة، مشيراً إلى اكتساب الأخضر كثيراً من الخبرة والتجربة وامتلاك لاعبين على مستوى فني عالٍ ذي خبرات عالية جراء المشاركات القوية مع المنتخب السعودي وكذلك أنديتهم، منوهاً بأن ذلك ما يجعل الجميع يتفاءل بظهور رائع للأخضر رغم وجوده في مجموعة قوية تضم الأرجنتين وبولندا والمكسيك.
ورجع كورسيس بالذاكرة إلى الوراء مستذكراً مشاركة العراق في مونديال 1986 بالمكسيك، وقال إنها ستبقى خالدة في الأذهان كونها المشاركة الأولى والأخيرة إلى الآن في كأس العالم.
وقال كورسيس إن عدم حصد أي نقطة في المشاركة الوحيدة لم يعطِ أي انطباع لدى العراقيين بِشكل عام بأن منتخبهم فشل في الظهور المونديالي، بل بالعكس كان الجميع فخوراً بتلك المشاركة في ظل الظروف التي واكبتهم في تلك الفترة، حيث كان الوصول إلى المونديال بحد ذاته منجزاً كبيراً.
وبين كورسيس أنهم كلاعبين كانوا قريبين من الحصاد النقطي في مباراة على الأقل من المباريات الثلاث التي خاضوها في ذلك المونديال، من خلال مجموعة ضمت الدولة المستضيفة المكسيك، وكذلك بلجيكا وباراغواي، حيث كانت النتائج متقاربة، مشيراً إلى عدم نجاح تلك المنتخبات في تسجيل نتائج عريضة في الشباك العراقية.
واستطرد كورسيس قائلاً: {ساعد التأهل لكأس العالم بجيل مميز من اللاعبين والقيادات الفنية والإدارية في تجاوز كثير من المصاعب التي اعترضت المنتخب العراقي والتي يعلمها الجميع في تلك الحقبة، لكن مع كل ذلك كانت العزيمة حاضرة والتوفيق حليف المنتخب في تحقيق أحلام ملايين العراقيين بالوجود في المونديال}.
وعن الاستعدادات لتلك البطولة وهل كانت تتناسب مع الحدث، قال كورسيس: {الاستعدادات كانت ضعيفة وغير كافية رغم أن هناك فرصاً سنحت بمواجهة منتخبات عالمية كبرى مثل البرازيل وإنجلترا التي طلبت مباريات ودية مع المنتخب العراقي، لكن الاتحاد رفض ذلك، وكان من المهم مواجهة منتخبات على مستوى فني عالٍ قبل الظهور العالمي الأول، لكن للأسف لم يحصل نتيجة الرفض الغريب من اتحاد الكرة حينها}.
وأشار كورسيس إلى أن «المنتخب العراقي كان يستحق الحصول على نقطة على الأقل من تلك المشاركة، حيث حرم من هدف صحيح في مواجهة باراغواي حينما أطلق صافرة نهاية الشوط الأول والكرة كانت في طريقها للمرمى، وهذا ما أثار حفيظة الجميع، ومع كل ذلك لم نحبط كلاعبين داخل أرض الملعب وحاولنا بشتى الطرق الخروج بصورة مميزة وبدء الحصاد النقطي، لكن هكذا شاءت الأقدار».
وأضاف: {رغم قلة الخبرة والإمكانات وضعف الاستعدادات فإننا لم نتلقَ خسائر ثقيلة، بل إن جميع النتائج في المباريات الثلاث كانت بفارق هدف، وكان يمكننا التعويض وحصد النقاط في أي لحظة، خصوصاً أن الأداء الفني كان قوياً وشجاعاً، وكان الحماس كبيراً من أجل تسجيل مشاركة أكثر تشريفاً}.
واعتبر أن مواجهة المنتخب المكسيكي على أرضه ووسط جماهيره الكبيرة في مكسيكو سيتي كانت الأكثر صعوبة، كونها أمام المنتخب المستضيف والمتمرس على خوض البطولات الكبرى بما فيها كأس العالم، لكن المكسيكيين تفوقوا بهدف، فيما جاء الهدف الوحيد للمنتخب العراقي في شباك المنتخب البلجيكي عن طريق اللاعب الراحل أحمد راضي الذي سجل أيضاً الهدف الذي تم إلغاؤه.
وشارك اللاعب كورسيس أساسياً مع منتخب بلاده في تلك البطولة بمركز خط الوسط، إلا أنه طرد في المباراة الثانية بعد أن منح بطاقة كانت من المفترض أن توجه لزميله غانم عريبي، إلا أن عدم تركيز الحكم جعله يوجه لكورسيس الذي علق على تلك الحادثة بشكل «ساخر» من خلال الإشادة بذلك القرار الذي حرمه من المشاركة في المباريات الثلاث بالمونديال، مبيناً أن الطرد كان في مباراة المنتخب البلجيكي التي قدم فيها العراق أداء حماسياً وكانت الرغبة كبيرة بالخروج بنتيجة إيجابية وفيها جاء الهدف الوحيد.
وقاد المنتخب العراقي مدرباً في تلك البطولة البرازيلي إيفاريستو دي ماديو.
وعن الأسباب التي يراها خلف عدم قدرة المنتخب العراقي استعادة المشاركة في المونديال من جديد، قال كورسيس: {أسباب كثيرة منها ما مر به العراق من ظروف، ولكن هناك سنوات كان فيها المنتخب مهيأً لتحقيق منجز الوصول من جديد، لكن للأسف لم يوفق}.
وأضاف: {في عام 1990، كنا الأقرب للوصول بالجيل نفسه من اللاعبين الذي شارك في مونديال المكسيك، لكن للأسف فقدنا التأهل بشكل غريب، حيث خضنا المباراة الحاسمة أمام المنتخب القطري أمام نحو 60 ألف متفرج في ملعب الشعب ببغداد، وكنا متقدمين حتى آخر دقيقتين تقريباً، ولكن المنتخب القطري نجح في التعديل وفقدنا ذلك التأهل الذي كان في المتناول، أما عن السنوات اللاحقة فقد اعتزلت فيها، وكذلك عدد من نجوم ذلك الجيل، الذي يعد ذهبياً، واستمرت الإخفاقات بعدم الوصول مجدداً إلى أهم مسابقة على مستوى كرة القدم بالعالم}.
وعن الأسباب التي جعلته يعتزل، قال كورسيس: {بعد تلك الصدمة وعدم التأهل، كان الأثر كبيراً وقررت الاعتزال عن تمثيل المنتخب، لأن الصدمة كانت مهولة وأحسسنا بحجم الخيبة من تسجيل تأهل جديد للعراق للمونديال، وقررنا منح الفرصة للجيل الذي بعدنا لينال فرصته}.
وعاد كورسيس ليؤكد أن الجيل الذي وجد فيه كان يعاني من أصعب الظروف، سواء الحروب أو الحصار أو غيرها من المشاكل التي وقع فيها العراق، ومع كل ذلك تم تجاوز كثير من هذه الظروف وتحقيق أفضل النتائج، ليس بالتأهل فقط لكأس العالم، بل بالتفوق في كثير من المناسبات الكبرى.
واعتبر كورسيس أن المشكلة الأساسية التي يعاني منها العراق في السنوات الأخيرة تكمن في عدم وجود قاعدة من اللاعبين في الفئات السنية إلى درجة يمكن اعتبارها معدومة، وهذا ما يجعل التخطيط للوصول إلى المونديال مجدداً إذا بقيت الظروف على حالها سيكون من الصعب إنجازه، مشدداً على أهمية الاهتمام بالفئات السنية من أجل تجاوز هذه الحالة من الإخفاقات المتواصلة وعدم الوصول إلى المونديال.


مقالات ذات صلة

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

رياضة سعودية الاستضافة المونديالية أكبر تتويج لجهود المملكة على الصعيد الرياضي (وزارة الرياضة)

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

«إننا في المملكة ندرك أهمية القطاع الرياضي في تحقيق المزيد من النمو والتطوير»... هذه الكلمات هي جزء من حديث الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء،

فهد العيسى ( الرياض)
رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 (د.ب.أ)

قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى المونديال

سحبت قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 في زيوريخ بسويسرا، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
رياضة سعودية من الاحتفالات التي شهدتها العاصمة السعودية الرياض بعد الفوز بالاستضافة المونديالية (رويترز)

حكام الإمارات يهنئون الملك سلمان وولي عهده بـ«استضافة المونديال»

هنأ حكام الإمارات، القيادة السعودية بمناسبة الفوز باستضافة كأس العالم 2034.

«الشرق الأوسط» (الرياض )

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».