مصر تدعو لـ«تكاتف دولي» من أجل إنجاح مؤتمر المناخ

بايدن ورئيسة وزراء إيطاليا أعلنا المشاركة

السفير المصري في برلين يطرح أولويات الرئاسة المصرية لمؤتمر »كوب 27» (وزارة الخارجية المصرية)
السفير المصري في برلين يطرح أولويات الرئاسة المصرية لمؤتمر »كوب 27» (وزارة الخارجية المصرية)
TT

مصر تدعو لـ«تكاتف دولي» من أجل إنجاح مؤتمر المناخ

السفير المصري في برلين يطرح أولويات الرئاسة المصرية لمؤتمر »كوب 27» (وزارة الخارجية المصرية)
السفير المصري في برلين يطرح أولويات الرئاسة المصرية لمؤتمر »كوب 27» (وزارة الخارجية المصرية)

دعت مصر إلى «تكاتف دولي» من أجل إنجاح الدورة الـ27 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ «كوب 27». فيما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني حضورهما قمة المناخ المقرر عقدها الشهر المقبل في مدينة شرم الشيخ المصرية.
وأكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، «أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته نحو أزمة الغذاء العالمية، وأزمة تغير المناخ، التي أصبحت أكثر اتصالاً بصون السلم والأمن الدوليين». وشدد على أن «نجاح مؤتمر المناخ المقبل يتطلب تضافر كل الجهود من كل الأطراف، بهدف العمل على رفع الطموح في مختلف مكونات العمل المناخي واستدامة تمويله».
من جهته قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، إن «مصر ترحب بزيارة رئيسة وزراء إيطاليا، وكذلك كافة الزعماء ورؤساء الدول والحكومات، تلبية لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي للمشاركة في (كوب 27)»، مشيراً إلى أن «مصر تتطلع للمساهمة المهمة لرئيسة وزراء إيطاليا امتداداً لدور إيطاليا الفاعل على الساحة الدولية».
فيما أعلن البيت الأبيض في بيان له (السبت) أن «الرئيس بايدن سيشارك في قمة الأمم المتحدة الـ27 للمناخ (كوب27) في شرم الشيخ». وأضاف»- أن »الرئيس بايدن سوف يشارك في قمة المناخ ضمن جولة خارجية يقوم بها إلى مصر وكمبوديا وإندونيسيا».
وأضاف البيان أن بايدن «سيبني على العمل المهم الذي اضطلعت به الولايات المتحدة للمضي قدماً في مكافحة تغير المناخ ومساعدة الفئات الأكثر ضعفًا على بناء المرونة في مواجهة تأثيرات المناخ، وسوف يسلط الضوء على حاجة العالم للعمل في هذا العقد الحاسم».
في غضون ذلك، شارك سفير مصر في برلين، خالد جلال، في جلسة موسعة نظمتها وزارة الخارجية الألمانية حول «كوب 27». ووفق إفادة لوزارة الخارجية المصرية (السبت) فقد تناول السفير «الجهود المصرية لتقريب وجهات النظر بين مواقف الدول الصناعية والدول النامية والمجموعات الجغرافية المختلفة حول أولويات العمل المناخي».
وسلط الضوء على «الأعباء التي تتحملها الموازنات العامة للدول النامية، لاسيما الدول الأفريقية، بغية تنفيذ إسهاماتها المناخية المحددة وطنياً وتنفيذ التزاماتها الخاصة بالتكيف والتعامل مع الخسائر والأضرار»، داعياً إلى «تنفيذ التعهد الخاص بتوفير 100 مليار دولار سنوياً لتمويل المناخ، وتيسير النفاذ لبدائل التمويل الدولية، بما يعزز قدرة الدول النامية على ربط خططها التنموية بتنفيذ الالتزامات المناخية»، مؤكداً «استعداد شرم الشيخ لاستضافة الحدث المناخي الأبرز على الساحة الدولية، والتزام مصر بتيسير مشاركة الأطراف الحكومية وغير الحكومية المعنية بالعمل المناخي الدولي في مؤتمر (كوب 27) وفقاً لقواعد الأمم المتحدة».


مقالات ذات صلة

خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون ضعف ظاهرة «النينا»

العالم «النينا» هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات (أرشيفية - رويترز)

خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون ضعف ظاهرة «النينا»

قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن هناك مؤشرات على أنه ربما تتشكل ظاهرة «النينا» المناخية، ولكن بشكل ضعيف للغاية.

«الشرق الأوسط» (جنيف )
الاقتصاد حذّر البنك الدولي من أن موجات الجفاف قد تطول نحو نصف سكان العالم في عام 2050 (واس) play-circle 00:30

البنك الدولي: الجفاف الحاد ارتفع بنسبة 233% خلال 50 عاماً

قال البنك الدولي إن الجفاف الحاد ارتفع بنسبة 233% خلال 50 عاماً، موضحاً أن له تأثيرات البشرية والاقتصادية بعيدة المدى.

عبير حمدي (الرياض)
بيئة مواطنون في حديقة بمدينة شوني بولاية أوكلاهوما الأميركية في نوفمبر 2024 (أ.ب)

2024 يتجه لتسجيل أعلى درجة حرارة في تاريخ الأرض

سجلت درجة حرارة الأرض خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ثاني أعلى درجة حرارة في مثل هذا الشهر من أي عام.

«الشرق الأوسط» (برلين )
العالم العربي برامج البنك الدولي تساهم في التوعية بمخاطر التغير المناخي في اليمن (البنك الدولي)

تدهور الأراضي الزراعية في اليمن... ونصف مليون نازح بسبب المناخ

حذّر اليمن من تدهور الأراضي الزراعية بمعدل مقلق، بالتوازي مع إعلان أممي عن نزوح نصف مليون شخص خلال العام الحالي بسبب الصراع والتغيّرات المناخية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».