البرلمان التونسي يحدد 25 يوليو المقبل موعدًا للتصديق على قانون لمكافحة الإرهاب

قال إنه ركن أساسي لمحاربة الأفكار المتطرفة

البرلمان التونسي يحدد 25 يوليو المقبل موعدًا للتصديق على قانون لمكافحة الإرهاب
TT

البرلمان التونسي يحدد 25 يوليو المقبل موعدًا للتصديق على قانون لمكافحة الإرهاب

البرلمان التونسي يحدد 25 يوليو المقبل موعدًا للتصديق على قانون لمكافحة الإرهاب

تعهد محمد الناصر، رئيس البرلمان التونسي، بالتصديق على قانون مكافحة الإرهاب في جلسة برلمانية يوم 24 يوليو (تموز) المقبل، وهو نفس يوم احتفال تونس بعيد الجمهورية. وقال أمس لدى ترؤسه اجتماعا للجنة التشريع العام إن إصدار قانون لمكافحة الإرهاب لا يكفي وحده للتخلص من هذه الظاهرة الدخيلة على الشعب التونسي، لكنه ركن أساسي لمحاربة الأفكار المتطرفة.
وأكدت مصادر برلمانية، لـ«الشرق الأوسط»، أن التعهد الذي قطعه البرلمان التونسي على نفسه جاء نتيجة ضغوطات مسلطة من المجتمع المدني إثر إفلات الكثير من المنتمين إلى المجموعات الإرهابية من العقوبات نتيجة وجود فراغ قانوني وتعطل عملية التصديق على القانون الجديد لمكافحة الإرهاب. وأشار الناصر إلى أن المجلس سيدعو الحكومة إلى جلسة عامة استثنائية يتم من خلالها تحديد خطة متكاملة لمجابهة الإرهاب، وذلك اعتمادا على مجموعة الإجراءات الاستثنائية التي أعلن عنها الحبيب الصيد، رئيس الحكومة، عقب الهجوم الإرهابي على مدينة سوسة السياحية. وأضاف الناصر أن القانون الجديد لمكافحة الإرهاب سيكون جزءا رئيسيا من الخطة الوطنية الموجهة للتخلص من آفة الإرهاب.
ودعا النائب في البرلمان غازي الشواشي، عن حزب التيار الديمقراطي (تأسس بعد الثورة)، إلى تكليف لجنة فنية تجمع وزارات الداخلية والعدل والدفاع تكون مهمتها صياغة استراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب، مع إمكانية الاستماع إلى آراء خبراء في المجال الأمني، وذلك بهدف التسريع في مناقشة فصول قانون مكافحة الإرهاب والالتزام بالموعد الجديد الذي حدده رئيس البرلمان. ولفت نواب بالأساس من حركة النهضة (حزب إسلامي) الانتباه إلى خطورة إصدار قوانين ذات أهمية تحت أي نوع من أنواع الضغط، ودعوا إلى عدم اقتصار لجنة التشريع العام داخل البرلمان على مشروع قانون واحد لمكافحة الإرهاب والنظر إلى عدة مشاريع لما تحمله من ملاءمة حقيقية بين مكافحة الإرهاب والمحافظة على الحقوق والحريات.
وبشأن القوانين المنظمة لتدخلات قوات الجيش في العمليات الموجهة ضد الإرهاب، أشار رئيس البرلمان التونسي إلى أن تدخل قوات الجيش على مستوى المناطق السكنية (المدن) لا يجد غطاء قانونيا منظما له، ودعا نواب البرلمان إلى تضمين قانون مكافحة الإرهاب في نسخته الجديدة غطاء قانونيا لتدخلات الجيش في المدن خلال ملاحقته العناصر الإرهابية. واعتبر الناصر أن تدخل قوات الجيش في الفترة الماضية في مدن القصرين وسيدي بوزيد وجندوبة والكاف وسوسة الساحلية لا يحظى بغطاء قانوني وهو ما قد يعرض الجيش للمساءلة.
يذكر أن القانون الجديد لمكافحة الإرهاب سيحل محل قانون 10 ديسمبر (كانون الأول) 2003، وهو يتضمن فصولا قانونية تجرم الإرهاب وعقوبات تصل حد إقرار عقوبة الإعدام ضد مرتكبي الجرائم الإرهابية.



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».