ما إن أطلق حكم «السوبر المصري» صافرة نهاية المباراة التي جمعت مساء الجمعة بين فريقي الأهلي والزمالك في استاد هزاع بن زايد بمدينة أبو ظبي الإماراتية، بدأ مشجعو فريق النادي الأهلي، الفائز بالبطولة الاحتفال بالفوز على الغريم التقليدي نادي الزمالك، و«التحفيل» على جمهور «الفريق الأبيض» عبر منصات مواقع التواصل، مستخدما جميع الخطط التكتيكية الهجومية، للثأر من «تحفيل» جمهور الزمالك خلال الأشهر الماضية عقب فوز «ميت عقبة» بالدوري والكأس في موسم واحد لم يحقق فيه الأهلي أي بطولة، بينما كان جمهور الزمالك يمني النفس بتحقيق الثلاثية التاريخية لأول مرة في مشواره.
الهجوم الكاسح الذي شنه جمهور «المارد الأحمر» عقب انتهاء المباراة، والذي انتقل بدوره، من ملعب المباراة في أبو ظبي إلى شوارع القاهرة، وصفحات «السوشيال ميديا»، واجه هجمات مرتدة من مشجعي الفريق الأبيض الذين ذّكروا جمهور النادي الأحمر بالفوز عليهم في الكأس، واقتناص بطولة الدوري منهم للعام الثاني على التوالي، بعدما حل الأهلي ثالثا بالموسم الماضي، لأول مرة منذ سنوات طويلة.
وحاول كثيرون من جمهور الزمالك امتصاص «حُمى بدايات التحفيل» عبر تقديم التهاني لجمهور الأهلي، مؤكدين أنه «يستحق الفوز»، بجانب انتقاد لاعبي الفريق الأبيض والطريقة التي أدار بها المدير الفني جوسفالدو فيريرا المباراة التي حسمها الأهلي لصالحه بهدفين مقابل لا شيء.
ولأن المعركة الافتراضية تدور رحاها على «السوشيال ميديا» فإن توظيف صور الهزيمة وإخفاق لاعبي الزمالك كان من أهم عناصر «تحفيل» الجمهور الفائز، لإحداث أكبر مقدار من التأثير المعنوي ضد الجمهور الخاسر، وهو ما كان يقابل بنشر صور خسارة الأهلي في المباريات السابقة.
واعتبر جمهور الأهلي ستاد هزاع بن زايد بالإمارات مصدر تفاؤل كبير له، بعدما حصد منه 3 ألقاب، وفاز على أرضه على فريقي روما الإيطالي، وأياكس الهولندي.
ويرى الناقد الرياضي المصري أيمن أبو عايد، أن انتشار منصات التواصل الاجتماعي اللافت في مصر، من أهم أسباب استفحال ظاهرة «التحفيل» خلال العقد الأخير، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «ساهمت تصريحات بعض مسؤولي الأندية في مصر في زيادة الاحتقان بين الجماهير، بجانب ظهور صفحات موالية لقطبي الكرة المصرية على وجه الخصوص، تتبنى خطاباً موجها ضد الغريم التقليدي لكل طرف، بالإضافة إلى التصريحات غير المسؤولة لبعض إداريي الفرق، وإفصاح الصحافيين الرياضيين والإعلاميين عن انتماءاتهم الكروية والذين يدافعون بشكل يفوق تصريحات العاملين في تلك الأندية».
ويلفت أبو عايد إلى أن جيله تربى على أيدي أساتذة لم يعلنوا قط عن الفرق التي يشجعونها، محتفظين لأنفسهم وللمقربين منهم بهذا السر، لذلك لا بد من تدخل الجهات الإعلامية في مصر لضبط هذا الإيقاع الصاخب، للحد من التعصب، وإن كان مهماً الإعلان عن الفريق الذي تشجعه فلا تهاجم الفريق الآخر.
يشار إلى أن الأهلي المصري رفع رصيده بهذا الفوز إلى 12 كأس سوبر على مدار تاريخه، معززاً رقمه القياسي كأكثر الأندية المصرية حصداً للقب، بينما توقف رصيد الزمالك عند 4 فقط.
«السوبر المصري» ينتهي في أبو ظبي... و«التحفيل» يشتعل في القاهرة
الأهلي يتوَّج باللقب على حساب غريمه التقليدي الزمالك
«السوبر المصري» ينتهي في أبو ظبي... و«التحفيل» يشتعل في القاهرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة