غنوة محمود لـ «الشرق الأوسط»: الـ«لايف كوتشينغ» علّمني الإيجابية

تشارك في المسلسل البوليسي «السوق السوداء»

غنوة محمود مع عاصي الحلاني خلال تصوير أغنية «أربعين خمسين»
غنوة محمود مع عاصي الحلاني خلال تصوير أغنية «أربعين خمسين»
TT

غنوة محمود لـ «الشرق الأوسط»: الـ«لايف كوتشينغ» علّمني الإيجابية

غنوة محمود مع عاصي الحلاني خلال تصوير أغنية «أربعين خمسين»
غنوة محمود مع عاصي الحلاني خلال تصوير أغنية «أربعين خمسين»

قطعت الممثلة اللبنانية غنوة محمود شوطاً لا يستهان به في مجال الدراما إثر دخولها الأعمال المصرية من بابها العريض. فهي شاركت أخيراً في عدد من المسلسلات المصرية كـ«كلبش» مع أمير كرارة و«لحم غزال» مع غادة عبد الرازق و«سكن البنات» و«شارع عبد العزيز» وغيرها. وكان المسلسل المختلط «علاقات خاصة» قد شكل لها محطة مفصلية، فلفتت من خلاله مخرجين وكتاباً مصريين ولبنانيين قرروا على إثره التعاون معها.
وتوضح محمود لـ«الشرق الأوسط»: «البداية الحقيقية في مصر بدأت مع مسلسل (تماسيح النيل). يومها جرى اختياري من قبل الشركة المنتجة له (روتانا)، فشكل الانطلاقة الأساسية لي في مصر. وبعدها كرت السبحة وصرت وجهاً معروفاً هناك، بحيث رحت أتنقل بينها وبين لبنان».
وعن التجربة المصرية تقول: «بصراحة هي تجربة ممتعة خصوصاً أن مصر أشهر من أنتج أعمالاً درامية على مر الزمن. فأنا من الأشخاص الذين تربوا على أعمال نجومها كهند رستم وسعاد حسني وفاتن حمامة. ودخولي إلى هذا العالم كان بمثابة حلم بالنسبة لي لم أتوقع يوماً بأني سأحققه. فمع انتشار الدراما المختلطة اليوم عبر المنصات الإلكترونية فتحت الفرص الكثيرة أمامي كغيري من الزملاء للمشاركة فيها مع نجوم عرب».
أقامت غنوة في مصر وأصرت على تعلم اللغة على أصولها وانبهرت في عالم الدراما المصري الذي يختلف بنقاط عدة عن أي دراما عربية أخرى. «عندما نقول دراما مصرية لا بد أن نذكر مشوارها التأسيسي في هذا المضمار. فكان أهم النجوم من لبنان وسوريا يتمنون المشاركة في فيلم أو مسلسل مصريين كي يحققوا الانتشار المطلوب».

تقول غنوة إن غالبية أدوارها في مصر تطلبت منها الجهد والمسؤولية

تقول غنوة إن غالبية أدوارها في مصر تطلبت منها الجهد والمسؤولية. فهي رغبت في تمثيل بلدها لبنان على أكمل وجه. فتؤلف مع غيرها من زميلاتها اللبنانيات عنواناً مشرفاً في مجال التمثيل. وتصف غنوة نجوم الدراما المصرية بالمتواضعين الذين ورغم كل الشهرة التي يحققونها يبقون أقدامهم على الأرض ويتقربون أكثر فأكثر من الناس.
وتعلق: «لأنهم محترفون وطبيعيون في الوقت نفسه يبهرون من يتعامل معهم ويجذبونه بلطافتهم المميزة. فهم لا يتوانون عن تقديم العون لوجه جديد مثلي في بداياتي. فيقدمون له النصائح والدعم كي يستطيع أن يشق طريقه بثبات».
شاركت غنوة أيضاً في المسلسل المصري «سكر زيادة» من إنتاج شركة الصباح. فكانت تنظر إلى بطلتيه نبيلة عبيد ونادية الجندي بعيون المعجبة قبل الممثلة. وتتابع: «لقد انبهرت في أدائهن وفي كيفية تعاطيهن مع فريق العمل بأكمله. إننا هنا نتكلم عن نجوم أسهموا في صناعة الدراما والأفلام السينمائية المصرية. فمن منا لا يتذكرهن أو حفظ مقاطع ومشاهد من أعمالهن؟ ومع ذلك فلقد كانتا تتمتعان بخفة ظل كبيرة وبتواضع كبير يبرز خصائص النجومية الحقيقية».
تطل غنوة محمود قريباً في مسلسل بعنوان «السوق السوداء» من إنتاج شركة إيغل فيلم. وهو من بطولة مهند الحمدي وإخراج إيلي حبيب. تؤدي غنوة في هذا المسلسل دور «ثريا» فتكون صديقة المرأة التي قتلت في ظروف غامضة وتجري التحقيقات لاكتشاف المجرم. وتوضح: «هي شخصية تثير الجدل بتصرفاتها وتلفت النظر إليها ضمن إمكانية ارتكابها الجريمة. فتصرفاتها الغريبة وتتراوح بين حبها لصديقتها وحبها للسلطة والمال يعززان هذه النظرية عند المحققين. فتكون مصدر شك سيضيع المشاهد ويجعله يرسم علامات استفهام كثيرة حولها».
وتجد غنوة في هذا المسلسل الذي يندرج على لائحة الأعمال البوليسية والتشويقية بأنه يتميز عن غيره في الخلطة التي يتضمنها. فالممثلون المشاركون فيه بينهم سوريون وخليجيون ولبنانيون. كما أن المخرج إيلي حبيب الذي تتعاون معه للمرة الثالثة بعد «كاراميل» و«لولا الحب» كان خير من يدير هذا الفريق باحتراف ملحوظ.
وتعد غنوة من خلال هذا العمل الذي يتألف من 10 حلقات بأنه سيشد المشاهد لكمية التشويق الدسمة التي يتلقفها. وقد تم تصويره في عدد من المناطق اللبنانية كصيدا وجبيل وجونية ومنطقة الجميزة.
وترى غنوة محمود أن شركات الإنتاج اللبنانية هي من خدمت الممثل اللبناني بشكل لافت في الفترة الأخيرة. وتضيف: «لا شك أن المنصات الإلكترونية أسهمت في تكثيف الإنتاج الدرامي العربي. إنما لا بد من التنويه بثقة شركات الإنتاج بالعنصر اللبناني من ممثلين ومخرجين. فـ(إيغل فيلم) كما (الصباح) و(برودكشن أون لاين) لزياد شويري قدما هذه الفرص بشكل واسع».
لم تتمكن غنوة من متابعة عدد كبير من دراما المنصات بسبب وجودها في مصر لفترة طويلة بفعل ارتباطاتها العملية. ولكنها تشيد بمسلسلات «صالون زهرة» و«العين بالعين» و«دور العمر» إذ رغبت في مشاهدتها أخيراً. وتقول: «إنها تمثل نموذجاً ناجحاً عن مسلسلات المنصات. فقصصها حلوة وتحمل موضوعات منوعة وجديدة. وأعجبت كثيراً بأداء سيرين عبد النور في المسلسلين المذكورين إضافة إلى نادين نسيب نجيم التي نجحت من دون منازع في (صالون زهرة)».
وعما إذا تعتبر نفسها أخذت حقها في مجال التمثيل ترد: «بشكل عام أخذت حقي بالتأكيد حتى أني نلت فرصاً جيدة لم تتوفر لغيري من ممثلين من جيلي. فعندما طلبت للعمل في مصر شعرت بأن الوقت لا يزال باكراً، إذ كنت متخرجة حديثاً في جامعتي. وتناقشت بهذا الأمر مع أهلي إلا أني قررت المضي بالعرض لأن الفرصة كانت متاحة ولا بد من الاستفادة منها».
اليوم صارت غنوة تنتقي أدوارها بعد أن حصرها بعض المنتجين بأدوار الشر التي برعت بها. «صرت اليوم أحرص على التغيير والتنويع ولكن أدواري ما زالت تدور في فلك المرأة القوية لا الخانعة. ربما لأن غالبية المنتجين تراني من هذا المنظار وأنا سعيدة بذلك خصوصاً إذا ما حمل الدور رسالة اجتماعية معينة».
أخيراً شاركت عاصي الحلاني في فيديو كليب أغنية «أربعين خمسين» فشكل ذلك مفاجأة لمتابعيها. وتوضح: «استغرب البعض هذه الإطلالة وآخرون أعجبتهم. فأنا سبق وطلب مني أكثر من مرة المشاركة في كليبات غنائية ولكنني كنت أرفضها. وعندما ذكروا لي اسم عاصي الحلاني تحمست وفرحت لهذا التعاون وقمت به من دون تردد».
من المتوقع أن تطل غنوة أيضاً في مسلسل رمضاني من إنتاج «أونلاين برودكشن»، تقول: «لا يمكنني التحدث بعد عن هذا الموضوع ولكني ما زلت أقرأ النص المعروض علي وسيكون خيراً».
تتجه اليوم غنوة محمود إلى دراسة تخولها أن تصبح «مدربة حياة» (لايف كوتش). وقد اتجهت إلى هذا المضمار بعد تأكدها من أنه اختصاص يسهم في تزويد صاحبه بطاقة إيجابية. «يمكنني من خلال دراستي أن أمارس هذه المهنة فأستطيع تقديم المساعدة لكل من يحتاجني. أقدم نصيحة أو أدل على الطريق الأقل صعوبة الذي معه يستطيع المرء أن يتجاوز واقعاً قاسياً يعيشه. فنحن جميعاً اليوم نحيا حالة إحباط، والبعض مصاب بالكآبة. واختصاص الـ«لايف كوتشينغ» يصب في علاج الصحة النفسية. فيسهم في تقبل الواقع والنظر إلى نصف الكوب الملآن بدل الفارغ. فالكلام الإيجابي وحده لا يكفي، ولذلك علينا ممارسته بالفعل، وهو ما أدرسه وأطبقه في حياتي».



ميشال رميح: أغنية «عم يوجعني بلدي» ترجمت فيها أحاسيسي الحقيقية

يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
TT

ميشال رميح: أغنية «عم يوجعني بلدي» ترجمت فيها أحاسيسي الحقيقية

يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)

قبل أسابيع قليلة، شارك المغني ميشال رميح في المهرجان الفني اللبناني في ولاية أريزونا في أميركا. تردد رميح قبل الموافقة على هذه المشاركة. وجد نفسه محرجاً في الغناء على مسرح عالمي فيما لبنان كان يتألّم، ولكنه حزم أمره وقرر المضي بالأمر كونه سيمثّل وجه لبنان المضيء. كما أن جزءاً من ريع الحفل يعود إلى مساعدة النازحين. ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «كانت الحفلة الأولى لي التي أقيمها خلال هذه الحرب. وترددي جاء على خلفية مشاعري بالحزن على وطني».

خلال الحرب أصدر ميشال رميح أغنيته الوطنية «عم يوجعني بلدي». وقدّمها بصورة بسيطة مع عزف على البيانو، فلامست قلوب سامعيها بدفء كلماتها ولحنها النابع من حبّ الوطن. فهو كما ذكر لـ«الشرق الأوسط» كتبها ولحنها وسجّلها وصوّرها في ظرف يوم واحد. ويروي قصة ولادتها: «كنا نتناول طعام الغداء مع عائلتي وأهلي، ولم أتنبه لانفصالي التام عن الواقع. شردت في ألم لبنان ومعاناة شعبه. كنت أشعر بالتعب من الحرب كما كثيرين غيري في بلادي. والأسوأ هو أننا نتفرّج ولا قدرة لنا على فعل شيء».

ألّف رميح أغنيته "عم يوجعني بلدي" ولحّنها بلحظات قليلة (ميشال رميح)

وجعه هذا حضّه على الإمساك بقلمه، فكتب أحاسيسه في تلك اللحظة. «كل ما كتبته كان حقيقياً، وينبع من صميم قلبي. عشت هذا الوجع بحذافيره فخرجت الكلمات تحمل الحزن والأمل معاً».

يقول إنه لا يحب التخلّي عن مشاعر التفاؤل، ولذلك آثر تمرير ومضات رجاء تلونها. وجعه الحقيقي الذي كان يعيشه لم يمنعه من التحلي بالصبر والأمل. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «في النهاية سنقوم من جديد؛ كوننا شعباً صلباً لا تشّلنا الأزمات. والفنان صاحب الأحاسيس المرهفة لا يمكنه أن يفرّق بين وجهة سياسية وأخرى، ولا بين طائفة وأخرى ينتمي إليها هذا الشخص أو ذاك. فما أعرفه جيداً هو أننا جميعنا لبنانيون، ولذلك علينا التوحّد ومساعدة بعضنا البعض. رؤية أبناء بلدي يهجرون منازلهم وقراهم المدمّرة، لامستني عن قرب، فولدت أغنيتي (عم يوجعني بلدي)؛ لأني بالفعل عشت ألماً حقيقياً مع نفسي».

حفرت في ذاكرة ميشال رميح مشاهد عدة مؤثّرة عن لبنان المهجّر والمدمّر، كما يقول. «لن أنسى ذلك المسنّ الذي بكى خسارته لزوجته وبيته معاً. اليوم لا يجد مكاناً يؤويه، كما يفتقد شريكة حياته. وكذلك تعاطفت مع الأطفال والأولاد الذين لا ذنب لهم بحروب الكبار. فهؤلاء جميعاً أعتبرهم أهلي وإخوتي وأبنائي. كان لا بد أن تخرج مني كلمات أغنية، أصف فيها حالتي الحقيقية».

ميشال ابن زحلة، يقيم اليوم في أميركا. يقول: «هاجرت إلى هناك منذ زمن طويل. وفي كل مرة أعود بها إلى لبنان أشعر بعدم قدرتي على مغادرته. ولكن بسبب أطفالي اضطررت للسفر. وعندما أغادر مطار بيروت تمتلكني مشاعر الأسى والحزن. لم أرغب في ترك بلدي وهو يمرّ في محنة صعبة جداً. ولكن الظروف مرات تدفعنا للقيام بعكس رغباتنا، وهو ما حصل معي أخيراً».

يقول بأنه لا يحب التخلّي عن مشاعر التفاؤل (ميشال رميح)

صوّر ميشال أغنيته، وسجلها في الاستوديو، في الوقت نفسه. لم يرغب في أن تكون مصطنعة بمشهديتها بل أن تمثّل واقعاً يعيشه. «الأغنية ليست تجارية، كتبت كلماتها على قصاصة ورق صغيرة. وأنا أتوجّه إلى استوديو التسجيل قمت بتلحينها».

سبق وتعاون رميح في عدة أغنيات مع مجموعة شعراء وملحنين، ومن بينهم هيثم زيات وسليم عساف. ولكن في أغنية «عم يوجعني بلدي» ترك العنان لأحاسيسه، فلحّن وكتب وغنّى من هذا المنطلق. صديقه ريكاردو عازار تسلّم مهمة عزف اللحن على آلة البيانو. «لم أشأ أن ترافقها آلات وإيقاعات كثيرة لأنها أغنية دافئة ووطنية».

يعدّ رميح الأغنية الوطنية وجهة يجب أن يتحوّل إليها كل فنان تتملّكه أحاسيس حقيقية تجاه وطنه. ويستطرد: «هكذا أنا مغنٍ أستطيع أن أقاوم عندما بلدي يشهد مرحلة صعبة. لا أستطيع أن ألتزم الصمت تجاه ما يجري من اعتداءات على أرضه. ولأن كلمات الأغنية تنبع من رحم الواقع والمشاعر، لاقت انتشاراً كبيراً».

حتى أثناء مرور لبنان بأزمات سابقة لم يوفّر ميشال رميح الفرصة ليغني له. «أثناء ثورة أكتوبر (تشرين الأول) وانفجار المرفأ غنيّت لبنان بأسلوبي وعلى طريقتي. وتركت مساحة مضيئة بأمل في الغد تبرز في أعمالي. غنيت (شعب لبنان) يومها من ألحان هيثم زيات».

تركت مساحة مضيئة بأمل في الغد تبرز في أعمالي (ميشال رميح)

ينقل ميشال رميح حقيقة أحاسيس كل لبناني اضطر إلى هجرة وطنه. «قد يعتقد البعض أن من يعيش خارج لبنان وهو في أزمة، يتمتع بالراحة. هذا أمر خاطئ تماماً. فقد عصرني الألم وأنا أغادر وطني، وكلما حلّقت الطائرة وصغرت صورة لبنان من الأعلى، شعرت بحزن أكبر. جميع أبناء لبنان ممن أعرفهم هنا في أميركا يحزّ في قلبهم ابتعادهم عن وطنهم المجروح. ولكنهم جميعهم يأملون مثلي بالعودة القريبة إليه. وهو ما يزيد من صبرهم، لا سيما وأن أعمالهم وعائلاتهم تعيش في أميركا».

أغانٍ وطنية عديدة لفتت ميشال رميح أخيراً: «أرفع القبعة لكل فنان يغني لبنان المتألم. استمعت إلى أغانٍ عدة بينها لجوزف عطية (صلّوا لبيروت)، ولماجد موصللي (بيروت ست الدنيا)، وأخرى لهشام الحاج بعنوان (بيروت ما بتموت)، وكذلك واحدة أداها الوليد الحلاني (بعين السما محروس يا لبنان)». ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «أعتبر هذه الأغاني بمثابة غذاء الروح لوطني لبنان. لا شك أن ما أعنيه يأتي مجازياً؛ لأن لا شيء يعوّض خسارات بلدي. ولكن من ناحيتي أجد صوتي وأغنيتي هما سلاحي الذي أدافع فيه عن بلدي».

عندما غادر رميح لبنان منذ نحو الشهر كان في زيارته الثانية له بعد غياب. فحب الوطن زرعه في قلبه، ونما بداخله لا شعورياً. «لن أستسلم أبداً، وسأثابر على زيارة لبنان باستمرار، على أمل الإقامة فيه نهائياً وقريباً. فوالداي علّماني حب الوطن، وكانا دائماً يرويان لي أجمل الذكريات عنه. وأتمنى أن أشهد مثل هذه الذكريات كي أرويها بدوري لأولادي».