الإقلاع عن التدخين

الإقلاع عن التدخين
TT

الإقلاع عن التدخين

الإقلاع عن التدخين

* كيف يمكنني الإقلاع عن التدخين؟
- هذا ملخص أسئلتك حول كيفية التخلص من «عادة» التدخين، والوسائل المتوفرة لذلك. ودعنا نوضح حقيقة في البداية؛ هي أن «الاعتماد على النيكوتين»، وفق ما تشير إليه المصادر الطبية، مرض مزمن، يتميز بتكرار الانتكاس، ومدفوع بإدمان تزويد الجسم بمادة النيكوتين.
ولا يزال تدخين التبغ يمثل مشكلة صحية عامة رئيسية، وعامل خطر رئيسياً للوفاة بأمراض القلب وأنواع عديدة من السرطان، مثل سرطان الرئة والرأس والعنق وسرطان القولون والمستقيم.
ويوجد عدد من العلاجات الفعالة للإقلاع عن التدخين، ومع ذلك؛ فإن علاج المرضى للإقلاع عن تعاطي التبغ لا يزال يمثل تحدياً؛ ليس فقط للمرضى، ولكن أيضاً للأطباء.
ويذكر أطباء «كليفلاند كلينك» في مقالتهم العلمية الحديثة بعنوان «الوضع الحالي العلاجي للإقلاع عن التدخين» أنه «يوصى بنهج العلاج الاستباقي لجميع مستخدمي التبغ، بغض النظر عن استعدادهم للإقلاع. وأن العلاج الشامل مع التدخلات السلوكية والعلاج الدوائي، يزيد من معدلات نجاح الإقلاع عن التدخين. وعلى الرغم من وجود العديد من العلاجات البديلة الشائعة؛ فإنه ينبغي ألا تحل محل العلاجات الفعالة المعروفة أو تؤخر استخدامها».
ويوضحون النقاط الأربع التالية:
1- العلاج الفردي (لكل مُدخّن بما يُلائمه) للإقلاع عن تعاطي التبغ ضروري. ويجب أن يعتمد على شدة الاعتماد على النيكوتين، واحتمال ظهور أعراض الانسحاب من التدخين عليه، والأمراض المصاحبة لدى المُدخّن، وتفضيلات المريض في هذه الجوانب.
2- يقدم العلاج الشامل للإقلاع عن التدخين المشورة، ويقيم استعداد المريض للإقلاع عن التدخين، ويقدم خيارات العلاج، ويرتب المتابعة.
3- لا تُستخدم السجائر الإلكترونية في علاج الإقلاع عن التدخين؛ لأنها قد تسبب أيضاً إدمان النيكوتين ومخاوف أخرى.
4- يعتمد العلاج الدوائي للإقلاع عن التدخين، على تخفيف أعراض انسحاب النيكوتين، مع العلاج ببدائل النيكوتين، والاستخدام الأمثل للأدوية. ويتم الحصول على أفضل النتائج عندما يقترن العلاج الدوائي بالتدخلات السلوكية.
وتقييم درجة الاعتماد على النيكوتين أساسي في تقييم درجة احتمالات ظهور أعراض الانسحاب، وخطر الانتكاس. ويتم ذلك عبر الإجابة عن سؤالين؛ هما: كم سيجارة تدخن في اليوم؟ وبعد الاستيقاظ من النوم متى تدخن سيجارتك الأولى في اليوم؟ ووفق درجات معينة في الإجابة عن السؤالين، يجري تحديد درجة شدة التدخين.
ويذكر باحثو «كليفلاند كلينك» أن العوامل التي تؤثر على خطر الانتكاس تشمل:
- درجة الدافع للإقلاع.
- وجود اضطرابات نفسية مرضية مصاحبة.
- تعاطي مواد أخرى (مثل تعاطي الكحول بكثرة).
- العيش مع مدخنين آخرين.
ويجب تقييم الحاجة إلى العلاج الدوائي للمساعدة على الإقلاع عن التدخين لكل مُدخن على حدة، وعلى أساس كل حالة على حدة. والذين يعانون من اعتماد كبير على النيكوتين، قد يستفيدون من العلاجات المركبة؛ بما في ذلك العلاج الدوائي والتدخلات السلوكية.
وقال الأطباء: «جرى اقتراح السجائر الإلكترونية بوصفها طريقة لتقليل أضرار تدخين التبغ، ولكنها أيضاً يمكن أن تسبب إدمان النيكوتين. علاوة على ذلك؛ لم يتم تحديد فاعليتها على أنها علاج للإقلاع عن تدخين التبغ، والمخاوف المتعلقة بسلامتها تحول دون استخدامها في علاج الإقلاع عن تعاطي التبغ في هذا الوقت».
إرهاق التفكير الذهني

* لماذا يشعر الإنسان بعدم القدرة على المواصلة عند إجهاد التفكير الذهني؟
- هذا ملخص أسئلتك عن الشعور بالإجهاد وعدم القدرة على المواصلة عندما يكون المرء جالساً لساعات وهو يراجع أو يستذكر المحاضرات، أو خلال فترات العمل المكتبي الطويلة. وقد عرض جانب من هذا الموضوع قبل بضعة أسابيع بملحق «صحتك» في «الشرق الأوسط» (عدد 2 سبتمبر/ أيلول 2022)، تحت عنوان: «الإرهاق الذهني... حالة نفسية بيولوجية تضعف الأداء المعرفي والجسدي».
إن التفكير الجاد لفترات طويلة يجعل أي إنسان يُعاني من أمرين منفصلين: الأول هو التعب الذهني. والآخر هو عدم القدرة على مواصلة بذل الجهد الذهني بالمستوى القوي السابق. وهذا يحصل لدى أي إنسان، بغض النظر عن مراحل العمر، وبغض النظر عن نوع الموضوع الذي يُفكر فيه.
ولكن الآلية العصبية لحصولهما غير مُحددة حتى اليوم. وثمة نظريات عدة مطروحة حول هذا الأمر. وأحد دواعي البحث العلمي في هذا الجانب، هو لاكتشاف الوسائل التي يُمكن أن تخفف منه؛ لأن معرفة السبب والآلية أهم خطوة في وضع وسيلة المعالجة.
وأحد ما هو مطروح علمياً حول الآلية البيولوجية، أن التفكير الجاد والمتكرر والنشاط العقلي المكثف، يُشعر الإنسان بالإرهاق ويمنعه من مواصلة ذلك؛ لأنه يؤدي إلى تراكم مواد كيميائية ضارة في الدماغ.
وللتوضيح؛ عندما يقضي المرء فترات طويلة في الانخراط بأنشطة مرهقة عقلياً، تتراكم مواد «مُنتج ثانوي» ضار بخلايا الدماغ وضار بمستوى حيوية نشاطها، وهي مواد تسمى «الغلوتامات». وتتراكم هذه المواد بشكل خاص في قشرة الفص الجبهي للدماغ. وقشرة الفص الجبهي من الدماغ هي المنطقة الدماغية التي تساعد على التحكم في القرارات.
وحين تراكمها يبدأ الشعور بالتعب الذهني. ثم تبدأ «الغلوتامات» في التدخل لخفض مستوى نشاط عمليات التفكير الدماغي؛ أي إن تراكم «الغلوتامات» بعد يوم عمل شاق عقلياً، يُؤدي إلى ظهور التعب الذهني، ويُؤدي إلى منع الشخص من الاستمرار في التركيز على تلك المهام الذهنية المُرهقة، خصوصاً استذكار المحاضرات العلمية أو إجراء العمليات الحسابية، وتحويل انتباهه إلى شيء أقل إرهاقاً ذهنياً.
وعليه؛ فإن بدء شعور المرء بصعوبة في الاستمرار في الإجهاد الذهني والتفكير لفترة أطول، علامة يجدر التنبه إليها؛ لأنها تشير بشكل واضح إلى أن الدماغ بحاجة إلى التخلص من المواد الضارة بمستوى نشاطه. ولذا يُخفف الدماغ من الاستغراق في إجهاد نفسه أكثر، كي يحافظ على سلامة وظائفه ويمنع مزيداً من تراكم تلك المواد الضارة. وحينئذ؛ على المرء الاستجابة لما يطلبه الدماغ منه؛ أي على المرء أن يأخذ وقتاً للراحة.
ويشير كثير من المصادر الطبية إلى أن تراكم الناقل العصبي «الغلوتامات» في قشرة الفص الجبهي، لا يمكن أن يكون هدفاً دوائياً. والسبب هو أنه أكثر ناقل عصبي وفرة في الدماغ. وأفضل ما يمكننا فعله هو الحصول على قسط وافر من الراحة حين ارتفاع تراكمه وشعور المرء بالتعب الذهني. وأفضل وقت للدماغ للتخلص من تراكم هذه المواد الضارة هو خلال فترة النوم.


مقالات ذات صلة

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19»....

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك 6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

لا يزال كبار الطهاة العالميين، إضافة إلى ربات البيوت الماهرات في الطهي، يستخدمون أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر Cast Iron Cookware.

د. عبير مبارك (الرياض)

جهاز لتحفيز الأعصاب يفتح آفاقاً لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم

لا يستطيع بعضنا النوم أحياناً رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
لا يستطيع بعضنا النوم أحياناً رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
TT

جهاز لتحفيز الأعصاب يفتح آفاقاً لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم

لا يستطيع بعضنا النوم أحياناً رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
لا يستطيع بعضنا النوم أحياناً رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

لأول مرة في المملكة المتحدة، صُمّم جهاز طبي مبتكَر يُعرَف باسم «Genio» يهدف إلى تحفيز الأعصاب في اللسان لتحسين التنفس أثناء النوم، ما يُعدّ إنجازاً طبياً بارزاً لمرضى انقطاع التنفس أثناء النوم، الذي يؤثر على نحو 8 ملايين شخص في البلاد، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

الجهاز، الذي طوّرته شركة «Nyxoah»، يُدار بالكامل عبر تطبيق على الهاتف الذكي، ويُعدّ خياراً حديثاً للمصابين بانقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم، وهو النوع الأكثر شيوعاً من الاضطراب، حيث يتسبب استرخاء جدران الحلق في انسداد مجرى الهواء، ما يؤدي إلى أعراض مثل الشخير العالي، وأصوات الاختناق، والاستيقاظ المتكرر.

وفي عملية استغرقت ثلاث ساعات بمستشفيات كلية لندن الجامعية (UCLH)، قام الأطباء بتركيب الجهاز للمريضة ناتالي بولر (63 عاماً) التي وُصفت تجربتها بأنها تحسن ملحوظ خلال أيام قليلة، مضيفة أنها تتطلع إلى استعادة نشاطها اليومي بعد سنوات من الإرهاق المزمن.

* تقنية متقدمة لعلاج مريح وفعال

يعمل جهاز «Genio» من خلال تحفيز العصب تحت اللسان، المسؤول عن تحريك عضلات اللسان، لمنع انسداد مجرى الهواء أثناء النوم. يجري التحكم في الجهاز بواسطة شريحة تُلصق أسفل الذقن قبل النوم، وتُزال في النهار لإعادة الشحن.

وعبر تطبيق الهاتف الذكي، يمكن للمرضى ضبط مستويات التحفيز، ومتابعة بيانات نومهم، مما يتيح لهم تجربة علاج شخصية ومتكاملة.

الجهاز يُعدّ بديلاً لأجهزة ضغط الهواء الإيجابي المستمر (Cpap)، التي تُعدّ العلاج الأول لانقطاع التنفس أثناء النوم، لكنها غالباً ما تُواجَه بالرفض من المرضى بسبب عدم الراحة المرتبطة باستخدام الأقنعة.