«ناشيونال جيوغرافيك» تكشف عن أفضل الوجهات السياحية لعام 2023

حديقة تشوكويكيراو الأثرية في بيرو (ناشيونال جيوغرافيك)
حديقة تشوكويكيراو الأثرية في بيرو (ناشيونال جيوغرافيك)
TT

«ناشيونال جيوغرافيك» تكشف عن أفضل الوجهات السياحية لعام 2023

حديقة تشوكويكيراو الأثرية في بيرو (ناشيونال جيوغرافيك)
حديقة تشوكويكيراو الأثرية في بيرو (ناشيونال جيوغرافيك)

أصدرت مؤسسة «ناشيونال جيوغرافيك» قائمة بأفضل 25 وجهة سياحية توصي بزيارتها خلال عام 2023.
ووفقاً لشبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد شملت قائمة «ناشيونال جيوغرافيك» 5 فئات رسمية، شملت الثقافة والطبيعة والمغامرة والمجتمع والعائلة.
وتمثّل الوجهات الخمس المدرجة ضمن فئة «المجتمع» مجموعة متنوعة من نقاط القوة. إذ أدرجت غانا كوجهة مهمة للمسافرين المهتمين بالتراث الأسود في غرب أفريقيا.
وحجزت مقاطعة ألبرتا الكندية، مكاناً لها في هذه الفئة أيضاً، إذ أدرجت كوجهة أساسية للسياح المهتمين بتاريخ وتراث وثقافة السكان الأصليين.
ولم تخلُ القائمة من عوامل الجذب الجديدة الكبيرة. فقد وضع المتحف المصري الكبير خارج العاصمة القاهرة، الذي طال انتظاره، مصر ضمن قائمة 2023 ضمن فئة «الثقافة»، التي شملت أيضاً مدينة تشارلستون بولاية كارولينا الجنوبية، والتي ستكون موطناً للمتحف الأميركي الأفريقي الدولي، الذي من المقرّر افتتاحه في يناير (كانون الثاني).
وبرزت ولاية يوتا الأميركية، التي تضم خمس حدائق وطنية ضمن فئة «المغامرة»، فيما أدرجت حديقة «بيغ بند» الوطنية في ولاية تكساس الأميركية ضمن فئة «الطبيعة»، التي ضمت أيضاً سلوفينيا «الرائدة منذ فترة طويلة في مجال السياحة المستدامة»، وإقران مسارات ركوب الدراجات بزيارات إلى مزارع الكروم، وصانعي الجبن، ومنتجي الأغذية الآخرين بطريقة، والمرتفعات الأسكوتلندية، وأرخبيل جزر الأزور البركاني المبهر في البرتغال وبوتسوانا.
وسُلط الضوء على كولومبيا من خلال فيلم ديزني «Encanto”، مما جعلها الخيار المناسب لفئة «العائلة».
وفي ولاية كاليفورنيا الأميركية، يُعد درب «Crosstown Trail” في مدينة سان فرانسيسكو مكاناً مثالياً آخر للمغامرة العائلية.
كما كان هناك مكانة لمدينة مانشستر الإنجليزية أيضاً، ضمن فئة العائلة، لما تشكله من نقطة جذب لعشاق كرة القدم، فضلاً عن كونها مركزاً فنياً وثقافياً متنامياً.
وفيما يلي فئات قائمة «ناشيونال جيوغرافيك» بالتفصيل:

* الثقافة:
- طريق أبيان في إيطاليا
- مدينة بوسان في كوريا الجنوبية
- كهوف لونغمن في الصين
- المتحف الكبير في مصر
- مدينة تشارلستون بولاية كارولينا الجنوبية

* الطبيعة:
- المرتفعات الأسكوتلندية
- بوتسوانا
- سلوفينيا
- حديقة بيغ بند الوطنية في ولاية تكساس الأميركية
- جزر الأزور في البرتغال

* المغامرة:
- نيوزيلاندا
- حديقة تشوكويكيراو الأثرية في بيرو
- يوتا
- جبال الألب النمساوية
- متنزه ريفيلاجيجيدو الوطني في المكسيك

* المجتمع:
- جزر دوديكانيسيا في اليونان
- مدينة ميلووكي في ولاية ويسكنسن الأميركية
- مقاطعة ألبرتا الكندية
- لاوس
- غانا

* العائلة:
- ترينيداد وتوباغو
- سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا
- كولومبيا
- مدينة مانشستر الإنجليزية
- سويسرا



رانيا مطر لـ«الشرق الأوسط»: أستغربُ عدم التفاعل الدولي مع صور حربَي لبنان وغزة

تربط رانيا مطر علاقة وطيدة ببلدها لبنان (صور الفنانة)
تربط رانيا مطر علاقة وطيدة ببلدها لبنان (صور الفنانة)
TT

رانيا مطر لـ«الشرق الأوسط»: أستغربُ عدم التفاعل الدولي مع صور حربَي لبنان وغزة

تربط رانيا مطر علاقة وطيدة ببلدها لبنان (صور الفنانة)
تربط رانيا مطر علاقة وطيدة ببلدها لبنان (صور الفنانة)

شكَّل انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس (آب) 2020 نقطة انطلاق لمشوار لم تخطّط له المصوِّرة اللبنانية رانيا مطر مع مهنتها. يومها، رافقت ابنها من أميركا إلى الوطن. فقد تطوّع لمساعدة المتضرّرين من هذه المأساة، منخرطاً في إحدى الجمعيات الخيرية.

«اعتقدتُ بأنني سأحمل كاميرتي وأصوّر الدمار والتشوّه الذي أصاب مدينتي بيروت. لكنني تحوّلت لا شعورياً إلى تصوير موضوع آخر. فقد لفتتني صلابة النساء اللبنانيات وعدم استسلامهن لواقع قاتم يعشنه. كنّ قويات يتمسّكن بحبّ الحياة، فيلملمن بقايا منازل ونوافذ وأبواب؛ يكنسن الطرقات، ويشاركن في تحضير وجبات طعام. مشهد ذكّرني بنفسي في سنّهنَّ. كنتُ مقاومة على طريقتي لحرب فُرضت على أرضنا. فلم أستسلم ولم أهاجر».

ثم تزوّجت وغادرت إلى أميركا، لكن علاقتها بلبنان وأرضه بقيت وطيدة. وفي كل مرّة تزور والدها في بيروت، تحمل كاميرتها وتترجم مشاعرها. وبعد رحيله، بقيت علاقتها بوطنها نابضة في قلبها؛ تقول.

صوَّرت مئات الفتيات اللواتي لفتت علاقتهن بلبنان نظرها: «تمسّكن بأرضهنّ رغم الويلات التي مرّت عليها. من خلالهن رويتُ مشاعري الحقيقية، كأنّني تمنّيتُ لو لم أغادر كما فعلن».

تركن إلى الإنسانية حتى في مشهدية مشوّهة أو معالم حزينة (رانيا مطر)

ترى رانيا مطر ما تقوم به رسالة حبّ إلى المرأة اللبنانية. وتضيف: «تعيش بلادي حرباً مدمّرة وأنا بعيدة عنها. أعدُّ الأيام والساعات لأعود فور نهاية الحرب. سأعود لأروي قصصَ بيوت وعائلات مزّقت قلبي وأنا أشاهدها تنزح وتقاوم. سأجول في كل المناطق لترجمة مشاعري».

تطبعك صورها بجمال ينبعث من الدمار والحزن. فكيف وفّقت بينهما؟ «أركن دائماً إلى الإنسانية حتى في مشهدية مشوّهة أو معالم حزينة. الأمر ليس سهلاً، لكنني أشعر بأنّ عينيّ تبحث عن الإيجابية تلقائياً». وهل للصورة الفوتوغرافية دور اليوم في الحرب؟ تردّ: «لا أدري. ربما بات الناس يغضّون أنظارهم عنها. أستغربُ عدم التفاعل الدولي مع صور تُبرز قسوة حرب يعيشها أهل بلدي. وفي الوقت عينه، أدرك أنّ بعض مواقع التواصل، منها (إنستغرام)، تُفرز صوراً معيّنة لتداولها دون سواها، فتغيب الصورة الفوتوغرافية المعبّرة عن فئة لا يُستهان بها من الناس».

بعدسة كاميرتها تبحث عن الجمال والإنسانية (صور الفنانة)

لكنها ترى، بالمقابل، أنّ الصورة الفوتوغرافية لا تزال تحافظ على وهجها الفنّي أسوةً بالإنساني: «إنها جسر التواصل والدليل الوحيد الملموس على الأحداث».

تنتمي الفنانة إلى لبنان، فأصول والدها تعود إلى بلدة حاصبيا الجنوبية، لكنها تعدّ نفسها فلسطينية أيضاً: «والداي وُلدا في يافا، لذلك أحمل عاطفة كبيرة تجاه فلسطين. ورغم إقامتي في أميركا، فإني أقف على كل شاردة وواردة في البلدين. ويُخيّل إليَّ أنّ غالبية الشعوب لا تعرف تماماً طبيعة مآسيهما».

نشاطات عدّة تشارك فيها مطر ببلد إقامتها لمساعدة النازحين في لبنان: «استطعنا جمع 100 ألف دولار خلال أسبوع. نحاول بذلك ترجمة معاني الإنسانية على أرض الواقع».

وتقول إنّ اللبنانيات بطلات يحفرن بالصخر ليؤمنّ مستلزمات حياة كريمة للنازحين: «نملك الحسّ الوطني بعضنا تجاه بعض، وهو أمر بديع أتمنّى ترجمته بكاميرتي قريباً».

وإنْ تسنّى لها تصوير لبنان، فمن أين تبدأ؟: «أعرف جيداً جميع المناطق، فقد زرتها، ومكثتُ فيها، وتعرّفت إلى أهاليها. اليوم، عندما يبلغني الدمار عبر نشرات الأخبار، أحزن. أتوجّه بالطبع إلى الجنوب وأروي قصص حبّ مع هذه الأرض».

توضح أنها ليست مصوّرة متخصّصة بالحروب. هي لبنانية المولد، أميركية، وأم. خلفيتها العرقية وتجاربها متعدّدة، مما يؤثّر عميقاً في فنّها. كرّست عملها لاكتشاف قضايا الهوية الشخصية والجماعية من خلال تصوير فترتَي المراهقة والأنوثة. صورها شملت النساء في الولايات المتحدة والشرق الأوسط. وتسعى إلى الكشف عن فردية كل امرأة تقف أمامها: «أركز على تجسيد جوهرنا، فيزيائيتنا، والقواسم المشتركة التي تجعلنا بشراً». ومن خلال عملها، تُضيء على كيفية تطوّر الذات الأنثوية بشكل موازٍ عبر خطوط الثقافات المختلفة.

صورة الطفلة لين عباس التي تصدَّرت الإعلام الغربي في حرب 2006 (رانيا مطر)

سلسلتها التصويرية التي أطلقتها بعنوان «بعد 50 عاماً لوين بروح» تحوّلت مشروعاً. يومها، وبدل توثيق الحطام والدمار إثر انفجار بيروت، ركّزت على قوة نساء لبنان: «صمدْن، وكان لهن حضورهن الطاغي على مشهدية الانفجار، مما ألهمني إطلاق مشروعي».

وعن «حرب تموز 2006»، تقول: «تشبه ما يحصل اليوم على أرض لبنان». يومها التقطتْ صورة لطفلة سمّتها «فتاة باربي». اسمها الحقيقي لين عباس؛ صوّرتها بالأبيض والأسود وتداولتها وسائل إعلام عالمية. تُعلّق: «شعرتُ كأنها طائر الفينيق الخارج من الرماد. عنت لي كثيراً هذه الصورة، فعلّقتها في منزلي. اليوم، بعد 18 عاماً على تلك الحرب، استعدتُها ونشرتها على حسابي في (إنستغرام)، للإشارة إلى حرب مشابهة يشهدها وطني. وكم كانت دهشتي كبيرة عندما تواصلت معي لين الصغيرة. فقد أصبحت في الـ19 من عمرها، مشرقة وجميلة».

تختم رانيا مطر: «إنه تاريخ طويل حكمته الصراعات في لبنان لنحو 50 عاماً. يومها، سألتُ الفتيات اللواتي صوّرتهن: (هل ستبقَيْن أو تغادرْن؟). ومنذ ذلك الوقت عنونتُ مجموعتي بهذا الاسم. ومشروعي هذا سيُكمل، ويشقّ طريقه نحو الجمال والإنسانية».