«الرئاسي اليمني» يشدد على إنهاء الانقلاب بتعبئة القدرات وحشد الجهود

«الدفاع الوطني» اليمني مجتمعاً في عدن بعد الهجمات الحوثية على موانئ تصدير النفط في حضرموت وشبوة (سبأ)
«الدفاع الوطني» اليمني مجتمعاً في عدن بعد الهجمات الحوثية على موانئ تصدير النفط في حضرموت وشبوة (سبأ)
TT
20

«الرئاسي اليمني» يشدد على إنهاء الانقلاب بتعبئة القدرات وحشد الجهود

«الدفاع الوطني» اليمني مجتمعاً في عدن بعد الهجمات الحوثية على موانئ تصدير النفط في حضرموت وشبوة (سبأ)
«الدفاع الوطني» اليمني مجتمعاً في عدن بعد الهجمات الحوثية على موانئ تصدير النفط في حضرموت وشبوة (سبأ)

وسط ترقب في الشارع اليمني للتدابير الإجرائية التي ستتخذها الحكومة لتنفيذ قرار تصنيف الميليشيات الحوثية جماعة إرهابية بموجب القوانين المحلية والاتفاقات العربية، شدد مجلس القيادة الرئاسي اليمني على ضرورة «تعبئة القدرات»، وعلى حشد الجهود والالتفاف الشعبي لإنهاء انقلاب الميليشيات واستعادة الدولة.
تصريحات مجلس القيادة الرئاسي في اليمن جاءت في ظل تكهنات بأن الحكومة ستتخذ في الأيام المقبلة عدداً من القرارات الرامية إلى معاقبة كبار قادة الميليشيات الحوثية والتجار المتعاملين معهم إلى جانب قرارات متوقعة فيما يخص قطاعات الاتصالات والنقل من شأنها تجفيف موارد الانقلابيين.
وذكرت المصادر اليمنية الرسمية أن مجلس القيادة الرئاسي عقد اجتماعاً برئاسة رشاد محمد العليمي، وبحضور الأعضاء عيدروس الزبيدي، وسلطان العرادة، وطارق صالح، وعبد الرحمن المحرمي، وعبد الله العليمي، وعثمان مجلي، بينما غاب بعذر عضو المجلس فرج البحسني.
ونقلت وكالة «سبأ» أن الاجتماع استمع «إلى تقارير بشأن مستجدات الأوضاع الداخلية، وتداعيات تهديدات الميليشيات الحوثية الإرهابية، وخيارات التعامل معها لحماية مصالح الشعب اليمني، وإمدادات الطاقة العالمية، وحرية الملاحة الدولية».
وشدد مجلس الحكم اليمني على «أهمية حشد، وتعبئة كل القدرات، والطاقات لتعزيز حضور الدولة، ووحدة الصف، والاستجابة للالتفاف الشعبي العريض حول جهود إنهاء انقلاب الميليشيات الإرهابية، وتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد» وفق ما ذكرته المصادر الرسمية.
ومع المخاوف التي تساور الوكالات الدولية والأممية الإنسانية من تبعات قرار تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية من قبل الحكومة اليمنية، قالت المصادر الرسمية إن مجلس القيادة الرئاسي «طمأن الشعب اليمني والمنظمات والوكالات الإغاثية، والقطاع الخاص بمراعاة وتحييد النشاط الإنساني والتجاري عن الإجراءات والآليات المعتمدة لتنفيذ قرار مجلس الدفاع الوطني الذي يصنف الميليشيات الحوثية منظمة إرهابية». وأشاد المجلس بالمواقف التي وصفها بـ«المشرفة» لتحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وكذا الإدانة والتنديد العربي والدولي الواسع بهجمات واعتداءات الميليشيات الإرهابية الحوثية وداعميها الإيرانيين، وتداعياتها الكارثية على الأمن والسلم الدوليين.
وكان مجلس الدفاع الوطني اليمني أصدر قراراً بتصنيف ميليشيات الحوثي، منظمة إرهابية وفقاً لقانون الجرائم والعقوبات، والاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، والاتفاقيات والمعاهدات الدولية والإقليمية المصادق عليها من قبل اليمن، على خلفية استهداف الميليشيات لموانئ تصدير النفط في محافظتي حضرموت وشبوة.
ووجه مجلس الدفاع الوطني اليمني، الجهات ذات العلاقة باستكمال الإجراءات اللازمة لتنفيذ القرار، كما حذر الكيانات والأفراد الذين يقدمون الدعم والمساعدة، أو التسهيلات أو أي شكل من أشكال التعاون والتعامل مع هذه الجماعة الإرهابية، وقال إنه «سيتم اتخاذ إجراءات وعقوبات صارمة تجاههم».
وكانت الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران شنت قبل أيام هجمات بطائرات مسيرة مفخخة على ميناء الضبة النفطي في حضرموت وميناء النشيمة في محافظة شبوة المجاورة في مسعى منها لمنع حركة التجارة وتصدير النفط، وهي الهجمات التي لقيت تنديداً عربياً ودولياً وأممياً.
وأثارت هذه الهجمات الحوثية غضب الشارع السياسي والشعبي اليمني مع تصاعد الدعوات لإنهاء أي تفاهمات مع الجماعة الانقلابية أو اتفاقات، والعودة إلى الخيار العسكري باعتباره الخيار الأنسب لإجبارها على السلام واستعادة العاصمة صنعاء.


مقالات ذات صلة

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

العالم العربي جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد بمحافظة مأرب عن انتهاكات جماعة الحوثي في البيضاء (سبأ)

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

كشف تقرير حقوقي يمني عن توثيق نحو 13 ألف انتهاك لحقوق الإنسان في محافظة البيضاء (وسط اليمن) ارتكبتها ميليشيا الحوثي خلال السنوات العشر الأخيرة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ خلال أحدث إحاطاته أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط»: غروندبرغ ملتزم بالوساطة... والتسوية اليمنية

في أعقاب فرض عقوبات على قيادات حوثية، أكد مكتب المبعوث الأممي التزامه بمواصلة جهوده في الوساطة، والدفع نحو تسوية سلمية وشاملة للنزاع في اليمن.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي الحوثيون يحكمون قبضتهم على مناطق شمال اليمن ويسخرون الموارد للتعبئة العسكرية (أ.ب)

عقوبات أميركية على قيادات حوثية

فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة أمس على سبعة من كبار القادة الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن.

علي ربيع (عدن)
المشرق العربي الأمم المتحدة تخطط للوصول إلى 12 مليون يمني بحاجة إلى المساعدة هذا العام (إ.ب.أ)

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

كشفت بيانات أممية عن تفاقم انعدام الأمن الغذائي في 7 من المحافظات اليمنية، أغلبها تحت سيطرة الجماعة الحوثية، وسط مخاوف من تبعات توقف المساعدات الأميركية.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي الشراكات غير العادلة في أعمال الإغاثة تسبب استدامة الأزمة الإنسانية في اليمن (أ.ف.ب)

انتقادات يمنية لأداء المنظمات الإغاثية الأجنبية واتهامات بهدر الأموال

تهيمن المنظمات الدولية على صنع القرار وأعمال الإغاثة، وتحرم الشركاء المحليين من الاستقلالية والتطور، بينما تمارس منظمات أجنبية غير حكومية الاحتيال في المساعدات.

وضاح الجليل (عدن)

الحوثيون: سنتخذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة

عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
TT
20

الحوثيون: سنتخذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة

عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)

قال الحوثيون في اليمن، اليوم (الاثنين)، إنهم سيتخذون إجراءات عسكرية بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة لرفع الحصار عن قطاع غزة، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، الجمعة، إن الحركة ستستأنف عملياتها البحرية ضد إسرائيل إذا لم تُنهِ تعليقها دخول المساعدات إلى غزة خلال 4 أيام، مما يشير إلى تصعيد محتمل.

وشنت الحركة المتمردة المتحالفة مع إيران أكثر من 100 هجوم على حركة الشحن البحرية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، قائلة إن الهجمات تضامن مع الفلسطينيين في حرب إسرائيل على حركة «حماس» الفلسطينية في قطاع غزة، وتراجعت الهجمات في يناير (كانون الثاني) بعد وقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني.

خلال تلك الهجمات، أغرق الحوثيون سفينتين واستولوا على أخرى وقتلوا 4 بحارة على الأقل، مما أدى إلى اضطراب حركة الشحن العالمية لتُضطر الشركات إلى تغيير مسار سفنها لتسلك طريقاً أطول وأعلى تكلفة حول جنوب القارة الأفريقية.

وقال الحوثي، الجمعة: «سنعطي مهلة 4 أيام وهذه مهلة للوسطاء فيما يبذلونه من جهود، إذا استمر العدو الإسرائيلي بعد الأيام الأربعة في منع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واستمر في الإغلاق التام للمعابر ومنع دخول الدواء إلى قطاع غزة فإننا سنعود إلى استئناف عملياتنا البحرية ضد العدو الإسرائيلي. كلامنا واضح ونقابل الحصار بالحصار».

وفي الثاني من مارس (آذار)، منعت إسرائيل دخول شاحنات المساعدات إلى غزة مع تصاعد الخلاف حول الهدنة، ودعت «حماس» الوسطاء المصريين والقطريين إلى التدخل.

ورحّبت الحركة الفلسطينية بإعلان الحوثي، الجمعة. وقالت في بيان: «هذا القرار الشجاع الذي يعكس عمق ارتباط الإخوة في أنصار الله والشعب اليمني الشقيق بفلسطين والقدس، يعد امتداداً لمواقف الدعم والإسناد المباركة التي قدموها على مدار خمسة عشر شهراً من حرب الإبادة في قطاع غزة».