برلمانيون وحزبيون يُقللون من دعوات «الإخوان» للتظاهر في مصر

مواجهة بين جندي مصري وعناصر من الداعمين لـ«الإخوان» في القاهرة عام 2013 (أ.ف.ب)
مواجهة بين جندي مصري وعناصر من الداعمين لـ«الإخوان» في القاهرة عام 2013 (أ.ف.ب)
TT

برلمانيون وحزبيون يُقللون من دعوات «الإخوان» للتظاهر في مصر

مواجهة بين جندي مصري وعناصر من الداعمين لـ«الإخوان» في القاهرة عام 2013 (أ.ف.ب)
مواجهة بين جندي مصري وعناصر من الداعمين لـ«الإخوان» في القاهرة عام 2013 (أ.ف.ب)

قلّل برلمانيون وحزبيون مصريون من دعوات تنظيم «الإخوان» للتظاهر في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وبينما يحاول التنظيم، الذي تُصنفه السلطات المصرية «إرهابياً»، الحشد للتظاهر مستغلاً قناتين فضائيتين جديدتين أطلقهما أخيراً، اشتعلت حرب إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي بين الوسوم «الداعية للتظاهر»، ووسوم أخرى ترفض الدعوة وتؤكد «دعمها للدولة المصرية».
وتصدر وسم «#شعب_مصر_معاك_يا_سيسي» موقع التغريدات «تويتر»، (الأربعاء)، بينما تراجع وسم الدعوة للتظاهر إلى مرتبة متأخرة.
وقال كريم السادات، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب المصري (البرلمان)، لـ«الشرق الأوسط»، إن «تنظيم (الإخوان) يسعى بشتى الطرق لزعزعة الاستقرار في البلاد، لكن مساعيه فاشلة»، مؤكداً أن «الشعب لن يستجيب لمثل هذه الدعوات، لأنه أكثر وعياً وإدراكاً لظروف بلاده وللإنجازات الكبيرة التي شهدتها خلال السنوات الأخيرة»، منوهاً بأن «معاناة البعض من ظروف اقتصادية صعبة ما هو إلا نتاج لأزمة ضربت العالم كله نتيجة تداعيات الحرب الروسية - الأوكرانية»، وأضاف أن «مواجهة الأزمة الاقتصادية يكون عبر تشجيع الاستثمار الصناعي والزراعي وهو ما تعمل عليه الدولة حالياً».
بدوره، أكد عاطف مغاوري، رئيس الهيئة البرلمانية لـ«حزب التجمع» في مجلس النواب المصري، لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه الدعوة ما هي إلا محاولة لاستغلال نجاح مصر في استضافة قمة المناخ (كوب 27)»، مشيراً إلى أن «العالم سيشهد يوم 11 نوفمبر تظاهرة من أجل المناخ». وقال عضو مجلس النواب المصري إن «تنظيم (الإخوان) دأب على محاولة استغلال أي فرصة بعد أن فشل في كل شيء، حتى إنه يستغل منصاته الإعلامية في ترويج صور قديمة باعتبارها استجابة لدعواتهم». وأكد أن «الشعب المصري لا يستجيب لدعوات من معارضة الخارج».
وقبل أيام، أطلق ما يسمى تيار «الكماليون» التابع لتنظيم «الإخوان»، قناة فضائية حملت اسم «حراك 11 - 11»، بعد أقل من يوم على إعلان جبهة «إسطنبول» إطلاق قناة حملت اسم «الشعوب» من العاصمة البريطانية لندن. وفسّر مراقبون إطلاق القناتين في هذا التوقيت بأنه «محاولة للحشد لدعوات التظاهر».
من جانبه، قلل محمد ممدوح، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، من شأن دعوات التظاهر، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه الدعوات لا محل لها من الإعراب»، مشيراً إلى أن «التنظيم فقد شرعيته ومصداقيته عند الشعب، ولم يعد له أي صدى عند الشعب المصري»، وأضاف أن «هذه دعوة متكررة من تنظيم يسعى بشتى الطرق للوجود، والحفاظ على التمويل، بعدما فقد حتى تعاطف أنصاره»، مؤكداً أن «تنظيم (الإخوان) انتهى من مصر بلا رجعة».
ووصف خالد داود، المتحدث باسم الحركة المدنية في مصر، في تصريحات لموقع إخباري محلي، دعوة التظاهر يوم 11-11 بأنها «فاشلة كسابقاتها»، مؤكداً أن «الشعب المصري لديه من الوعي الكافي ما يجعله قادراً على تقدير مثل هذه الدعوات».
في الوقت الذي رفض فيه عمرو الشريف، الأمين العام المساعد لحزب المحافظين في مصر، هذه الدعوات، وقال في تصريحات لموقع محلي إن «المصريين لن يعودوا إلى عام 2011»، مؤكداً «فشل هذه الدعوات في تحقيق مبتغاها».
تأتي دعوات التظاهر في ظل صراع على قيادة «الإخوان» بين عدة جبهات، يرى مراقبون أنه «سيتوسع»، لا سيما مع ظهور تيار «الكماليون»، الذي أسسه في السابق محمد كمال (مؤسس الجناح المسلح لـ«الإخوان»، الذي قُتل في عام 2016)، كطرف ثالث في الصراع مع «جبهة إسطنبول» بقيادة محمود حسين الأمين العام السابق للتنظيم، و«جبهة لندن» بقيادة إبراهيم منير القائم بأعمال مرشد «الإخوان».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.