ارتباك مروري ودراسي بعد أول موجة سقوط أمطار على القاهرة

«الري» المصرية تُعدد «إجراءات» التعامل مع السيول

جهود إزالة تجمعات مياه الأمطار شرق القاهرة (وزارة التنمية المحلية)
جهود إزالة تجمعات مياه الأمطار شرق القاهرة (وزارة التنمية المحلية)
TT

ارتباك مروري ودراسي بعد أول موجة سقوط أمطار على القاهرة

جهود إزالة تجمعات مياه الأمطار شرق القاهرة (وزارة التنمية المحلية)
جهود إزالة تجمعات مياه الأمطار شرق القاهرة (وزارة التنمية المحلية)

شهدت أول موجة سقوط أمطار على القاهرة مع بداية موسم الشتاء الحالي، مساء (الثلاثاء)، ارتباكاً مرورياً ودراسياً، ما دفع عدداً من المسؤولين للنزول إلى الشوارع لمتابعة «إزالة المياه» من الطرق، وسط نفي رسمي بعدم تعطيل الدراسة بالمدارس (الأربعاء)، مع تأكيدات من وزارة الري على «إجراءات التعامل مع السيول والأمطار الغزيرة».
وتواصلت الأمطار لساعات مساء (الثلاثاء)، ما أدى إلى تجمع كميات كبيرة من المياه في الشوارع، وتداول بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لتكدسات مرورية على الطرق والمحاور الرئيسية، خصوصاً في منطقة شرق القاهرة، ما أدى إلى تعطل المرور في بعض الأماكن بسبب المياه.
وسرت شائعة خلال ساعات ليل (الثلاثاء) حول تعطيل الدراسة في مستوى ربوع البلاد (الأربعاء) نتيجة سوء الأحوال الجوية، ما دعا بعض المحافظات لتكذيب الشائعة. وأكد «مجلس الوزراء المصري» أنه «لا صحة لتعطيل الدراسة (الأربعاء) نتيجة سوء الأحوال الجوية»، مشدداً على «مسؤولية كل محافظ في تقدير إصدار قرار بتعطيل الدراسة من عدمه، طبقاً لتقرير حالة الطقس المتوقعة الصادر من هيئة الأرصاد الجوية المصرية؛ حيث إن هناك متابعة من قبل كل محافظة مع الهيئة على مدار الساعة، لمعرفة حالة الطقس، حتى يتسنى للمحافظ اتخاذ قراره».
تجمعات المياه دفعت وزير التنمية المحلية المصري هشام آمنة، ومحافظ القاهرة خالد عبد العال، لمتابعة جهود أعمال «سحب» تجمعات مياه الأمطار من الشوارع في أحياء المنطقة الشرقية بالقاهرة. ووجه وزير التنمية المحلية إلى «سرعة الانتهاء من أعمال إزالة تجمعات المياه لتسيير حركة المرور والمواطنين بصورة طبيعية وبانسياب في جميع مناطق القاهرة، وعدم حدوث أي تكدسات للسيارات»، مؤكداً «أهمية استمرار التنسيق بين الأجهزة التنفيذية للمحافظة والدفع بفرق ومعدات الشفط التابعة لشركة مياه الشرب والصرف الصحي والأحياء للتعامل (الفوري) مع مياه الأمطار وسحبها، وذلك من خلال الفرق المنتشرة على جميع الطرق والمحاور الرئيسية ومنازل ومطالع الكباري بمحافظة القاهرة».
فيما شدد محافظ القاهرة على «ضرورة (الانتشار السريع) للمعدات وفرق الطوارئ والوجود بشوارع العاصمة لمواجهة أي طارئ، وتنفيذ خطة المحافظة لتوزيع الشفاطات والمواتير بالمحاور الرئيسية ومنازل ومطالع الكباري والأنفاق لإزالة أي تراكمات إن وجدت، حتى لا تؤثر على انتظام الحركة المرورية مع تمركزها مدعمة بفرق الطوارئ والتدخل السريع».
في السياق ذاته، أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الموارد المائية والري، محمد غانم، أن «الوزارة تتخذ عدة إجراءات للتعامل مع موسم السيول والأمطار الغزيرة خلال الفترة الحالية». وقال لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية في مصر (الأربعاء)، إن «الإجراءات التي تتخذها وزارة الري تنقسم إلى إجراءات (بعيدة المدى، وموسمية، واستباقية)»، مضيفاً أن «الإجراءات بعيدة المدى تشتمل على تنفيذ مشروعات في مجال الحماية من أخطار السيول؛ حيث تم إنشاء 1400 منشأ للحماية بمختلف المحافظات، وتهدف لحماية المواطنين والمنشآت وحصاد مياه الأمطار، أما الإجراءات الموسمية فتتمثل في المرور الدوري على مخرات السيول بمحافظات الوجه القبلي والبحر الأحمر وشمال وجنوب سيناء ومطروح للتأكد من عدم وجود أي عوائق أو حشائش أو تعديات لمنع تراكم المياه أمام هذه العوائق بالشكل الذي قد يؤدي لحدوث غرق في بعض المناطق».
وأوضح متحدث «الري» أنه بالنسبة للإجراءات الاستباقية، فالوزارة لديها مركز للتنبؤ بالأمطار لرصد كميات ومواقع هطول الأمطار قبل حدوثها بثلاثة أيام»، مؤكداً أنه «يتم توفير هذه البيانات بشكل فوري عبر جروب (واتس آب) تشارك فيه جميع الوزارات والجهات المعنية والمحافظات ليتاح لجميع الجهات اتخاذ الإجراءات (الاستباقية) اللازمة للتعامل مع الأمطار الغزيرة والسيول».



«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

يطمح الفنان المصري هشام نوّار إلى إعادة تشكيل الجسد بصرياً عبر معرضه «الجميلات النائمات» متشبعاً بالعديد من الثيمات الأيقونية في الفن والأدب والتاريخ الإنساني، خصوصاً في التعامل مع الجسد الأنثوي، بما يحمله من دلالات متعددة وجماليات عابرة للزمان ومحيّدة للمكان.

يذكر أن المعرض، الذي يستضيفه «غاليري ضي» بالزمالك (وسط القاهرة) حتى 5 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، يضم ما يزيد على 50 لوحة تتنوع خاماتها بين استخدام الألوان الزيتية على القماش بمساحات كبيرة، وبين الرسم بالألوان في مساحات أقل.

ويعدّ الجسد بمفهومه الجمالي والفني هو محور المعرض، والجسد الأنثوي تحديداً هو الأكثر حضوراً، بينما تبقى الوضعية الرئيسية التي اختارها الفنان، وهي فكرة «تمثال الكتلة» المصري القديم، وتوظيفه على هيئة فتاة نائمة هي الأكثر تعبيراً عن الفكرة التي يسعى لتقديمها، واضعاً ثيمتي الجمال، ممثلاً في الجسد الأنثوي، والنوم ممثلاً في وضعية واحدة تجسد المرأة، وهي نائمة في وضع أشبه بالجلوس، في إطار مشبع بالدلالات.

اللونان الأصفر والأحمر كانا لافتين في معظم الأعمال (الشرق الأوسط)

وعن المعرض، يقول هشام نوار: «الفكرة تستلهم تمثال الكتلة المصري القديم، فمعظم الشخصيات التي رسمتها تعود لهذا التمثال الذي ظهر في الدولة المصرية القديمة الوسطى، واستمر مع الدولة الحديثة، ويمثل شخصاً جالساً يضع يديه على ركبته، وكأنه يرتدي عباءة تخبئ تفاصيل جسده، فلا يظهر منه سوى انحناءات خفيفة، ويكون من الأمام مسطحاً وعليه كتابات، وكان يصنع للمتوفى، ويكتب عليه صلوات وأدعية للمتوفى».

ويضيف نوار لـ«الشرق الأوسط»: «تم عمل هذا التمثال لمهندس الدير البحري في الدولة الحديثة، الذي كان مسؤولاً عن تربية وتثقيف ابنة حتشبسوت، فيظهر في هيئة تمثال الكتلة، فيما تظهر رأس البنت من طرف عباءته، ومحمود مختار هو أول من اكتشف جماليات تمثال الكتلة، وعمل منها نحو 3 تماثيل شهيرة، هي (كاتمة الأسرار) و(الحزن) و(القيلولة)».

حلول جمالية بالخطوط والألوان (الشرق الأوسط)

وقد أهدى الفنان معرضه للكاتب الياباني الشهير ياسوناري كاواباتا (1899 - 1972) الحائز على نوبل عام 1968، صاحب رواية «منزل الجميلات النائمات» التي تحكي عن عجوز يقضي الليل بجوار فتاة جميلة نائمة بشرط ألا يلمسها، كما أهداه أيضاً للمثال المصري محمود مختار (1891 – 1934) تقديراً لتعامله مع فكرة «تمثال الكتلة».

وحول انتماء أعماله لمدرسة فنية بعينها، يقول: «لا يشغلني التصنيف، ما يشغلني معالجة خطوط الجسد البشري، كيف أجد في كل مرة حلاً مختلفاً للوضع نفسه، فكل لوحة بالنسبة لي تمثل الحالة الخاصة بها».

الفنان هشام نوار في معرضه «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

ويشير نوّار إلى أنه لم يتوقع أن يرسم كل هذه اللوحات، وتابع: «الفكرة وراء الجميلات النائمات الممنوع لمسهن، لكن تظل المتعة في الرؤية والحلم الذي يمكن أن يحلمه الشخص، حتى إن ماركيز قال إنه كان يتمنى أن يكتب هذه الرواية».

«يؤثر التلوين والتظليل على الكتلة، ويجعلها رغم ثباتها الظاهر في حال من الطفو وكأنها تسبح في فضاء حر، هنا تبرز ألوان الأرض الحارة التي احتفى بها الفنان، وتطغى درجات الأصفر والأحمر على درجات الأخضر والأزرق الباردة»، وفق الكاتبة المصرية مي التلمساني في تصديرها للمعرض.

أفكار متنوعة قدّمها الفنان خلال معرض «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

وتعدّ مي أن هذا المعرض «يكشف أهمية مقاومة الموت من خلال صحوة الوعي، ومقاومة الذكورية القاتلة من خلال الحفاوة بالجسد الأنثوي، ومقاومة الاستسهال البصري من خلال التعمق الفكري والفلسفي؛ ليثبت قدرة الفن الصادق على تجاوز الحدود».

وقدّم الفنان هشام نوّار 12 معرضاً خاصاً في مصر وإيطاليا، كما شارك في العديد من المعارض الجماعية، وعمل في ترميم الآثار بمنطقة الأهرامات عام 1988، كما شارك مع الفنان آدم حنين في ترميم تمثال «أبو الهول».