«بنات عبد الرحمن» ينقل الدراما الأردنية جماهيرياً إلى مصر لأول مرة

مخرج الفيلم قال لـ«الشرق الأوسط» إنه لم يتوقع انتشاره وفوزه بالجوائز

صورة من الفيلم (الشركة المنتجة)
صورة من الفيلم (الشركة المنتجة)
TT

«بنات عبد الرحمن» ينقل الدراما الأردنية جماهيرياً إلى مصر لأول مرة

صورة من الفيلم (الشركة المنتجة)
صورة من الفيلم (الشركة المنتجة)

استقبلت دور العرض المصرية خلال الساعات الماضية الفيلم الأردني «بنات عبد الرحمن»، ليكون أول فيلم أردني يعرض جماهيرياً في مصر، بعد عام كامل من حصوله على جائزة الجمهور في الدورة الثالثة والأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي، وبعد أسابيع عدة من عرضه في المملكة العربية السعودية.
الفيلم من تأليف وإخراج زيد أبو حمدان، وبطولة صبا مبارك، فرح بسيسو، حنان الحلو، مريم الباشا، خالد الطريفي، وإنتاج «بان إيست ميديا»، وشركة Lagoonie Film Production في حين تتولى شركة «ماد سلوشنز» مهام توزيع الفيلم في العالم العربي، وحصل الفيلم على جائزة الجمهور من 4 مهرجانات دولية، وهم مهرجان «سينما وثقافة الشرق الأوسط المعاصرة» في فلورنسا، مهرجان إسبينيو السينمائي للمخرجين الجدد والعمل الأول بالبرتغال، مهرجان الفيلم العربي في سان دييغو بأميركا، ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
أحداث فيلم «بنات عبد الرحمن» تدور حول أربع شقيقات مختلفات تضطرهن الظروف للعودة إلى منزل العائلة بعد سنوات من انعزالهن عن بعض لحل لغز اختفاء والدهن المفاجئ. ولكن رحلة البحث السرية تكشف لهن أسراراً جديدة، والمزيد من علامات الاستفهام.
تحدث المخرج والمؤلف الأردني زيد أبو حمدان عن عرض فيلمه في القاهرة، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «عودتي للقاهرة مرة أخرى لعرض الفيلم ما هو إلا حلم أتمنى عدم الاستيقاظ منه، فالفيلم عُرض في مهرجان القاهرة وحقق جائزة الجمهور، واليوم يعد أول فيلم أردني يعرض في مصر جماهيرياً؛ لذلك فإن مشاعري متضاربة ولست قادراً على التعبير عنها، ولكن أحمد الله على كل ما تحقق، وأتمنى أن يستكمل النجاح ويحقق العرض الجماهيري صدى واسعاً في مصر حينما يشاهده الجمهور».
أضاف أبو حمدان «الفيلم استغرق معنا ما يقرب من 7 سنوات لكي يخرج بتلك الصورة للجمهور، ورغم أنني لم أتوقع نجاح الفيلم خلال مرحلة التحضير، فإنني شعرت بالنجاح الكبير وأهميته حينما حصل على جائزة مهرجان القاهرة العام الماضي».
واختار المخرج الأردني شخصيتي «زينب» و«ختام» ليكونا الأقرب لقلبه من شخصيات الفيلم «يصعب على أي مؤلف أن يختار أحد شخصياته التي كتبها ليعلن أنها الأقرب لقلبه، لكنني أختار شخصيتي (زينب) و(ختام) من شخصيات الفيلم، وقد يستطيع الجمهور معرفة ذلك بنفسه لو شاهد الفيلم».
من جهتها، أعربت الفنانة الأردنية صبا مبارك عن سعادتها البالغة لعرض الفيلم في مصر، قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «ما تحقق اليوم يعد إنجازاً كبيراً، فأن يعرض فيلمك غير المصري في مصر، فهذا حدث جلل، كما أنني في قمة سعادتي حينما أرى فيلم بلدي الأولى يعرض جماهيرياً في بلدي الثاني مصر، أنا متحمسة ومتشوقة لمعرفة ردود أفعال الجمهور المصري عليه، وأرى أن المصريين سيتقبلون الفيلم مثلما تقبلوه في السابق حينما عُرض في مهرجان القاهرة السينمائي».
وترى صبا مبارك، أن «الفيلم لا يتطرق إلى مشاكل فتيات أردنيات فقط، بل إلى مشاكل الفتيات بوجه عام في العالم، فمن يرى الفيلم سيعرف أن المشاكل النسائية في العالم واحدة، كما أن الفيلم به مشاهد عديدة خفيفة هو أمر سيتقبله المصريون لخفهم دمهم».
أما المنتجة المصرية شاهيناز العقاد، المشاركة في إنتاج العمل، فترى، أن الجمهور المصري سيتقبل الدراما الأردنية مثلما تقبل سابقاً كافة أنواع الدراما الأخرى، قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن الجمهور المصري سيحب الفيلم وقصته، خصوصاً أن الجمهور المصري في الفترة الأخيرة أصبح متقبلاً لكافة أنواع الدراما العالمية مثلما ما تقبل الدراما الإسبانية، وأعتقد أن الجمهور المصري كان السبب الرئيسي وراء منح الفيلم جائزة الجمهور في مهرجان القاهرة السينمائي».



موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.