الفريق سامي عنان يعلن اعتزامه الترشح لرئاسة مصر

المشير السيسي كرم قادة متقاعدين في الجيش وترقب لصدور قانون الانتخابات

الفريق سامي عنان
الفريق سامي عنان
TT

الفريق سامي عنان يعلن اعتزامه الترشح لرئاسة مصر

الفريق سامي عنان
الفريق سامي عنان

في خطوة يمكن أن تزيد من سخونة المنافسة على رئاسة الدولة، قال مسؤول في مكتب الفريق سامي عنان الرئيس السابق لأركان حرب القوات المسلحة المصرية النائب السابق لرئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، إنه قرر الترشح في انتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها خلال الشهرين المقبلين، وذلك وسط ترقب لخروج القانون المنظم للانتخابات الرئاسية إلى النور.
ويأتي هذا في وقت ينتظر فيه المصريون من قائد الجيش المشير عبد الفتاح السيسي، الذي يحظى بشعبية كبيرة، الإعلان عن ترشحه للرئاسة في بيان يُرجّح أن يلقيه على الشعب، مطلع الشهر المقبل. وكان عدد من العسكريين السابقين، استبعدوا أن ينافس أي من جنرالات الجيش المتقاعدين، المشير السيسي، في حال ترشحه للرئاسة، لأن العسكرية المصرية «لا تعرف صراع الجنرالات»، وفقا لآخر لقاء أجرته «الشرق الأوسط» مع الفريق حسام خير الله الوكيل السابق لجهاز المخابرات المصرية، والمرشح السابق للرئاسة. لكن المكتب الإعلامي للفريق عنان أصدر، أمس، بيانا قال فيه إنه (عنان) قرر أن يعلن عن ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، وإن «الفريق عنان سوف يعلن ذلك رسميا في مؤتمر صحافي قريبا». وقالت مصادر مقربة من عنان لـ«الشرق الأوسط» إنه «قرر الترشح بالفعل».
ويقول مقربون من عنان إن الرجل البالغ من العمر 66 عاما، يعتمد في ترشحه للرئاسة على كثير من الركائز، من بينها مواقفه المنحازة لـ«الثورة» التي قام بها المصريون ضد حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك في 2011. بينما يرى مؤيدو ترشح المشير السيسي، البالغ من العمر 59 عاما، أن فرص قائد الجيش كبيرة بسبب انحيازه لثورة 30 يونيو 2013 ضد حكم «الإخوان» والرئيس السابق محمد مرسي. ومن بين من أعلنوا اعتزامهم الترشح أيضا المرشح السابق للرئاسة، الناصري، حمدين صباحي (59 عاما).
ويأتي هذا على الرغم من أن قانون الانتخابات الرئاسية لم يصدر حتى الآن. وقال مسؤول في الرئاسة المصرية، التي تعد مشروع القانون قبل إقراره من الرئيس، لـ«الشرق الأوسط»، إنه لن تصدر أي تصريحات صحافية بهذا الخصوص إلى حين الانتهاء من الصياغة النهائية للقانون المنتظر.
ومن جانبه، شهد السيسي، الذي يشغل موقع النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي، أمس، الاحتفال بتكريم عدد من القادة الذين أمضوا مدة خدمتهم بالقوات المسلحة، وأحيلوا إلى التقاعد في الأول من يوليو (تموز) الماضي، والأول من يناير (كانون الثاني) 2014.
وقام المشير السيسي بتقليد القادة المكرمين وسام الجمهورية من الطبقة الثانية تقديرا لتفانيهم في أداء مهامهم الوطنية طوال مدة خدمتهم بالقوات المسلحة، وأكد أن القوات المسلحة «بعطاء أبنائها وتضحياتهم ستظل نموذجا فريدا للانضباط والالتزام والعمل من أجل مصر وشعبها العظيم»، وأعرب أيضا عن امتنانه وتقديره «للقادة الذين أمضوا رسالتهم داخل القوات المسلحة بكل الصدق والإخلاص والأمانة، ونذروا أنفسهم لخدمة الوطن والدفاع عنه في أصعب اللحظات من تاريخ مصر».



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.