كليمان لينغليه: توتنهام الأفضل من دون كرة... وعليه التحسن عند الاستحواذ عليها

مدافع الفريق الإنجليزي يتحدث عن مسيرته في برشلونة بحلوها ومرها وحظه السيئ مع ركلات الجزاء

مدافع توتنهام لينغليه (يمين) في صراع على الكرة مع لاعب نيوكاسل لونغستاف في مواجهة الفريقين الأخيرة (رويترز)
مدافع توتنهام لينغليه (يمين) في صراع على الكرة مع لاعب نيوكاسل لونغستاف في مواجهة الفريقين الأخيرة (رويترز)
TT

كليمان لينغليه: توتنهام الأفضل من دون كرة... وعليه التحسن عند الاستحواذ عليها

مدافع توتنهام لينغليه (يمين) في صراع على الكرة مع لاعب نيوكاسل لونغستاف في مواجهة الفريقين الأخيرة (رويترز)
مدافع توتنهام لينغليه (يمين) في صراع على الكرة مع لاعب نيوكاسل لونغستاف في مواجهة الفريقين الأخيرة (رويترز)

قد يُنظر إلى لاعب على أنه سيئ الحظ عندما يتسبب في احتساب ركلة جزاء ضد فريقه، أو على أنه مهمل إذا تسبب في احتساب ركلتي جزاء، لكن بماذا يمكن أن يوصف اللاعب الذي يتسبب في احتساب أربع ركلات جزاء ضد فريقه في موسم واحد؟ حدث ذلك في مارس (آذار) عام 2021 عندما تسبب المدافع الفرنسي كليمان لينغليه في احتساب ركلة جزاء أخرى ضد فريقه برشلونة، وكانت ركلة الجزاء هذه المرة في مباراة الإياب لدور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا أمام باريس سان جيرمان؛ ذلك الفريق الذي كان يشجعه عندما كان صغيراً.
لقد كان القرار قاسياً للغاية، وتم احتساب ركلة الجزاء بعد العودة إلى تقنية الفار، بعد أن أمسك لينغليه بماورو إيكاردي، على الرغم من أن مهاجم باريس سان جيرمان كان بعيداً تماماً عن الكرة العرضية الأرضية التي أرسلت من ناحية اليسار. وكانت هذه اللعبة بمثابة تجسيد للحظ السيئ الذي يلازم لينغليه بشكل خاص، وبرشلونة بشكل عام في ذلك الموسم. وكان المدافع الفرنسي، الذي يلعب حالياً لتوتنهام على سبيل الإعارة لمدة موسم واحد، يعاني من عدم الثقة منذ وصوله إلى «كامب نو» قادماً من إشبيلية في عام 2018 مقابل 35 مليون يورو.
وكانت هذه المرة الرابعة التي يتسبب فيها لينغليه في احتساب ركلة جزاء ضد فريقه في ذلك الموسم، بعد أن تسبب في احتساب ركلتي جزاء ضد ريال مدريد وقادش في الدوري الإسباني الممتاز، وركلة جزاء ضد يوفنتوس في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا. وقد دخلت الركلات الأربع في مرمى برشلونة، وكانت ركلتا الجزاء ضد ريال مدريد وقادش مكلفتين بشكل خاص. ففي مباراة الكلاسيكو أمام ريال مدريد، كانت النتيجة تشير إلى التعادل بهدف لكل فريق عندما جذب لينغليه المدافع الإسباني سيرجيو راموس من قميصه لتحتسب ضده ركلة جزاء ويسجل منها النادي الملكي الهدف الثاني في المباراة التي انتهت بخسارة برشلونة بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد. وضد قادش، تدخل لينغليه بشكل متهور للغاية على روبن سوبرينو في الدقيقة التاسعة والثمانين لتحتسب ضده ركلة جزاء أحرز منها قادش هدف التعادل الثمين.
وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أنه لم يتسبب أي لاعب آخر في الدوريات الخمسة الكبرى في أوروبا في احتساب أكثر من أربع ركلات جزاء ضد فريقه في ذلك الموسم. وشعر المدافع الفرنسي بأن الضغوط تتزايد من حوله، وأن هناك تدقيقاً كبيراً بشأن أي خطأ يرتكبه داخل الملعب. من المؤكد أنه من الصعب على أي لاعب اللعب لنادٍ بحجم برشلونة، لكن لينغليه كان لديه الرصيد الكافي الذي يمكنه من التألق على هذا المستوى، حيث كان اللاعب الفرنسي، الذي لعب 15 مباراة دولية مع منتخب بلاده، قد فاز بلقب الدوري الإسباني الممتاز في موسمه الأول مع الفريق الكاتالوني، وكان يشارك في التشكيلة الأساسية بشكل منتظم ويلعب بثقة كبيرة، بعدما تألق من قبل بقميص كل من نانسي وإشبيلية.
وكان لينغليه قد قاد نانسي للصعود إلى الدوري الفرنسي الممتاز عندما كان في العشرين من عمره، وكثيراً ما كان يرتدي شارة القيادة رغم صغر سنه. وأثناء وجوده في إشبيلية، قدم أداءً استثنائياً في مباراة الإياب لدور الستة عشر بدوري أبطال أوروبا وقاد فريقه للفوز على مانشستر يونايتد في عام 2018 بعدما قضى تماماً على خطورة المهاجم البلجيكي العملاق روميلو لوكاكو. يقول لينغليه «عندما تكون في نادٍ مثل برشلونة، فأنت تعلم أنك ستواجه ضغوطاً كبيرة كل يوم، ويتعين عليك أن تتقبل ذلك. هنا في توتنهام، نضع أنفسنا تحت الضغط لأننا نريد أن نتطور ونتحسن، والإعلام يمارس المزيد من الضغوط لأنه يرى أننا يمكن أن نكون فريقاً جيداً حقاً. وبالتالي، فالأمر لا يختلف كثيراً عنه في برشلونة. بالطبع، في برشلونة يكون لديك شيء مختلف كل يوم، لكنني لم أرحل عن برشلونة لهذا السبب».
لقد رحل لينغليه عن «كامب نو» بسبب ما حدث الموسم الماضي، أو بشكل أدق ما لم يحدث الموسم الماضي! لم يشارك اللاعب البالغ من العمر 27 عاماً في التشكيلة الأساسية لبرشلونة سوى سبع مرات فقط في الدوري الإسباني الممتاز – وهو تراجع كبير للغاية بالمقارنة بالمواسم الثلاثة السابقة له مع النادي الكاتالوني والتي شارك خلاها في التشكيلة الأساسية 29 و28 و22 مرة على التوالي. وواجه برشلونة صعوبات مالية طاحنة، ولم يكن المدير الفني تشافي يعتمد على لينغليه بشكل أساسي، وبالتالي كان من المنطقي أن يرحل اللاعب الذي يحصل على راتب سنوي يبلغ 12 مليون يورو. وأشارت الصحافة الإسبانية إلى أن توتنهام سيساهم بسبعة ملايين يورو في الأجر السنوي للاعب.
ويتحدث المدافع الفرنسي عن رغبته في خوض تحدٍ جديد في بلد مختلف، لكن اللغة كانت أحد أهم الصعوبات التي واجهها في تجربته الجديدة. يقول لينغليه «لم أكن أتحدث اللغة الإنجليزية عندما أتيت إلى هنا، فلم أكن أعرف سوى بضع كلمات». لكنه قطع شوطاً مبهراً في هذا الصدد. ويتحدث المدافع الفرنسي عن جاذبية العمل تحت قيادة المدير الفني الإيطالي أنطونيو كونتي، بالإضافة إلى جودة المرافق والبنية التحتية في النادي الإنجليزي، لكن الحقيقة أن الشيء الأساسي الذي دفع لينغليه إلى القدوم إلى «السبيرز» هو البحث عن فرصة للعب بشكل أكبر وإحياء مسيرته الكروية من جديد.
وبالنظر إلى القدرات الفنية الهائلة التي يمتلكها اللاعب، كان من المفاجئ أن يشارك في التشكيلة الأساسية لتوتنهام ست مرات فقط حتى الآن – ثلاث مرات في الدوري الإنجليزي الممتاز، وثلاث مرات في دوري أبطال أوروبا. ويعتمد عليه كونتي بالتناوب مع بن ديفيز على الجهة اليسرى لخط دفاعه المكون من ثلاثة لاعبين، على الرغم من أنه يفضل إلى حد كبير المدافع الويلزي.
وخسر توتنهام آخر مباراتين في الدوري الإنجليزي الممتاز – أمام مانشستر يونايتد بهدفين دون رد، وأمام نيوكاسل بهدفين مقابل هدف وحيد - بعد أن خسر أمام آرسنال بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد في وقت سابق من هذا الشهر، وهي المباراة التي سيطر عليها «المدفعجية» تماماً. وقال كونتي أيضاً، إن تشيلسي «هيمن على اللقاء تماماً» في المباراة التي جمعت الفريقين في الدوري هذا الموسم، على الرغم من نجاح توتنهام بالخروج بالتعادل بهدفين لكل فريق في تلك المباراة التي أقيمت في أغسطس (آب) الماضي.
ويتوافق تحليل لينغليه مع تحليل العديد من الجماهير لما حدث، حيث يقول «عندما تكون في الملعب، يتعين عليك أن تغامر، وأن تحسن مستواك عندما تستحوذ على الكرة. من دون كرة، نحن أفضل فريق من حيث الجهد المبذول، فنحن نركض كثيراً، ونلعب بشراسة كبيرة، ونساعد بعضنا بعضاً داخل الملعب. لكن يتعين علينا أن نتحسن عندما نستحوذ على الكرة». ويضيف: «من المهم أن نقول إننا حققنا أفضل بداية (في الدوري الإنجليزي الممتاز) في تاريخ توتنهام. لكننا خسرنا النقاط أمام ثلاثة فرق كبيرة، ومن الواضح أننا نعاني أمام مثل هذه الفرق. وهذه هي الخطوة التالية بالنسبة لنا».
ربما يكون من الصعب على لينغليه أن يضمن مكاناً له في تشكيلة المنتخب الفرنسي في نهائيات كأس العالم المقبلة بقطر، خاصة أن آخر مشاركة له في التشكيلة الأساسية للديوك الفرنسية كانت ضد سويسرا في دور الستة عشر في نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2020. وخرج لينغليه مستبدلاً بين شوطي هذه المباراة بعد أن ارتكب خطأ تسبب في استقبال فريقه للهدف الأول، ولم يتم استدعاؤه لقائمة المنتخب الفرنسي منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
يقول لينغليه إنه لا يعرف ما إذا كان سيبقى في توتنهام بعد نهاية فترة إعارته أم لا، ويضيف «لقد كانت تجربتي مع برشلونة رائعة، ولم تنته بعد لأن عقدي مع النادي ممتد حتى عام 2026. ليس لدينا خيار التمديد مع توتنهام، ويتعين علينا أن ننتظر قبل التفكير في هذا. يجب أن أكون جيداً داخل الملعب لمساعدة الفريق. ربما سنتحدث في هذا الأمر إذا سار كل شيء على ما يرام، لكن من السابق لأوانه الحديث عن ذلك الآن».


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)
TT

ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)

خفف تتويج المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية لمسابقة "الخماسي الحديث" للرجال، بجانب فضية اللاعبة سارة سمير في "رفع الأثقال" الضغط على البعثة الأولمبية المصرية في أولمبياد باريس بعد سلسلة من الاخفاقات المتتالية والتي عرضت البعثة إلى حالة من الهجوم العنيف من قبل الجمهور والنقاد المصريين.

حالة من "الارتياح النسبي" لدى البعثة المصرية الأولمبية وسط حالة من الهجوم وعدم الرضا عن النتائج التي حققتها، لاسيما أنها

احتفاء واسع في مصر بأحمد الجندي بعد فوزه بالميدالية الذهبية (أ.ب)

وفاز اللاعب المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية الوحيدة لمصر في "أولمبياد باريس" بمسابقة الخماسي الحديث للرجال، محطماً الرقم القياسي العالمي في المسابقة بعدما وصل إلى 1555 نقطة، فيما كان الرقم القديم 1482، فيما حققت المصرية سارة سمير الميدالية الفضية لبلادها في وزن 81 كيلوغراما في رفع الأثقال للسيدات.

وتداول مستخدمو مواقع "التواصل" صور البطلين، وسط موجة من الاحتفاء، والتأثر لاسيما بمقطع الفيديو الذي راج للاعبة المصرية سارة سمير وهي تبكي لعدم حصولها على الميدالية الذهبية، وسط دعم من البعثة المصرية وتهنئتها بـ"الفضية" بعد منافسة شرسة.

ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، رسالة تهنئة، للثلاثي أحمد الجندي وسارة سمير ومحمد السيد، بعد تحقيقهم لثلاث ميداليات في دورة الألعاب الأوليمبية.

وأعلنت وزارة الشباب والرياضة، الأحد، إطلاق اسم سارة سمير صاحبة الميدالية الفضية على مركز "شباب الهوانيا" في محافظة الإسماعيلية (شرق القاهرة)، كما أعرب وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي عن سعادته بتحقيق أحمد الجندي للميدالية الذهبية في الخماسي الحديث، وقال صبحي في تصريحات إعلامية لقناة (بي إن سبورتس): " كنا ننتظر في باريس من ست إلى ثماني ميداليات، كان لدينا تقييم جيد لكل الألعاب ولم نضع كرة القدم أو كرة اليد في الحسابات ولكنها ظهرت بشكل جيد، وقمنا في الدورة السابقة بطوكيو بتحقيق ست ميداليات لوجود رياضة الكاراتيه التي نحن الأول على العالم في هذه الرياضة".

سارة سمير الفائزة بالميدالية الفضية (أ.ف.ب)

وواجهت البعثة المصرية الأكبر عربياً وأفريقياً بأولمبياد باريس انتقادات حادة لاسيما بعد خسارة منتخب كرة اليد المصري مباراته في ربع النهائي أمام إسبانيا بصورة مفاجئة، وهي الهزيمة التي تبعت خسائر جماعية أخرى في ألعاب مثل: الرماية والملاكمة والسلاح وتنس الطاولة والمصارعة والوثب العالي ورمي الرمح والسباحة التوقيعية والغطس، علاوة على عدم تحقيق لاعبين مصنفين دولياً في مراكز متقدمة أي ميدالية مثل زياد السيسي في لعبة سلاح الشيش، رغم التعويل عليه لتحقيق ميدالية لمصر إلا أنه أضاع فرصة الحصول على الميدالية البرونزية بعد تحقيقه المركز الرابع بعد خسارته أمام بطل إيطاليا، وكذلك لم ينجح كل من عزمي محيلبة في الرماية، وعبد اللطيف منيع في المصارعة الرومانية من إحراز ميداليات.

كما صدمت هزيمة منتخب مصر لكرة القدم أمام منتخب المغرب بنتيجة 6 أهداف مقابل لا شيء في المنافسة على الميدالية البرونزية الجمهور المصري.

منتخب مصر تعرض لهزيمة ثقيلة من المغرب (وزارة الشباب والرياضة المصرية)

وحسب البرلماني المصري عمرو السنباطي، عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، فإن تقدير أداء البعثة الأولمبية المصرية يجب أن يستند إلى الخطة أو التوقعات التي كانت تستهدفها بالأساس، ويتساءل في حديثه مع "الشرق الأوسط": "هل كان طموحنا الوصول إلى ثلاث ميداليات في الأولمبياد رغم أنها تعتبر أكبر بعثة مصرية؟ الأمر يحتاج إعادة النظر في الاستراتيجيات على المدى القصير والطويل، والتركيز على الرياضيات الأولمبية، فالكاراتيه ليس لعبة أولمبية بالأساس، وتم إدراجها في طوكيو بشكل استثنائي".

ويضيف: "أحمد الجندي وسارة سمير حققا فوزا أولمبياً مُقدرا، لكنهما قد لا يشاركان في الدورة الأولمبية المقبلة، ما يطرح سؤالاً عن تجهيز الصف الثاني والثالت في الألعاب الأولمبية، وتأهيل أجيال منافسة، وهذا كلام نكرره منذ دورة طوكيو الماضية، رغم مضاعفة الإنفاقات على هذا القطاع".

الجندي بطل الخماسي الحديث (أ.ف.ب)

ويعتبر الناقد الرياضي أيمن أبو عايد، أن النتائج التي حققها كل من أحمد الجندي وسارة سمير "حفظاً لماء وجه البعثة الأولمبية"، ويضيف لـ"الشرق الأوسط": "النتائج التي وصلنا إليها تأتي وسط شكاوى من اللاعبين من التقصير في الإعداد والتأهيل والتدريب الخاص وسط ظروف رياضية ضاغطة، وقد مهدت لنا تصريحات البعثة أننا بصدد تحقيق من ست إلى تسع ميداليات، ويبدو أن تلك كانت مبالغة وإسراف في القول، حتى لو لم يحالفنا الحظ في بعض المرات كما حدث مع لاعب المبارزة زياد السيسي بعد إخفاقه في الحصول على البرونزية".

سارة سمير (رويترز)

يضيف أبو عايد: "نتائج البعثة لا تتخطى ما وصلنا إليه من قبل، رغم الوعود مع كل دورة أولمبية بنتائج أفضل، وصار هذا خطاب نسمعه كل أربعة أعوام، حيث تظل تقارير لجان التحقيق في نتائج البعثة الأوليمبية حبيسة الأدراج، فمن غير المنطقي أن تحصل دولة عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة على 3 ميداليات فقط".

الجندي خفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية (رويترز)

وأعلن المهندس ياسر إدريس، رئيس اللجنة الأولمبية المصرية بالتنسيق مع الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، الأحد، رفع قيمة مكافآت الفوز بالميداليات خلال أولمبياد باريس 2024 إلى 5 ملايين جنيه (الدولار يساوي 49.2 جنيه) للميدالية الذهبية، و4 ملايين جنيه للميدالية الفضية، و3 ملايين للبرونزية، بخلاف صرف مكافأة فورية لكل فائز ألف يورو وساعة يد قيمة.

وشاركت مصر بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس بـ149 لاعباً ولاعبة و16 لاعباً احتياطياً؛ 79 من الرجال و52 من السيدات، في 24 لعبة أوليمبية، منها 4 ألعاب جماعية، وهي كرة القدم، وكرة اليد، والكرة الطائرة، والكرة الطائرة الشاطئية سيدات.