مستشار في رئاسة كردستان: بارزاني لن يستبدل بتاريخه النضالي كرسي الرئيس

محمود أكد أنه لا مخاوف على تجربة الإقليم من الجدل حول نظام الحكم

كفاح محمود
كفاح محمود
TT

مستشار في رئاسة كردستان: بارزاني لن يستبدل بتاريخه النضالي كرسي الرئيس

كفاح محمود
كفاح محمود

يشهد إقليم كردستان حراكا سياسيا مكثفا بين جميع الأطراف الكردية حول منصب رئاسة الإقليم، وسط تلميحات بحل الحكومة والبرلمان، وإجراء انتخابات مبكرة فيما إذا لم يتم التوصل إلى توافق سياسي حول المسألة، بينما كشف مستشار إعلامي في مكتب رئيس الإقليم أن القادة السياسيين الأكراد سيتوصلون إلى توافقات بشأن بقاء رئيس الإقليم في منصبه إلى حين إعداد دستور الإقليم.
وقال كفاح محمود، المستشار الإعلامي في مكتب رئيس إقليم كردستان، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «ما يحصل الآن في إقليم كردستان هو حراك سياسي ضمن العملية الديمقراطية، وإن شابتها هنا وهناك بعض المناورات الحزبية أو استخدمت فيها بعض المظاهر الإعلامية التي ربما شابها بعض السلبيات، لكنها لم تخرج عن الإطار العام للممارسة الديمقراطية».
وعن رأي رئيس الإقليم الذي تنتهي ولايته في أغسطس (آب) المقبل بما يجري حاليا بين الأطراف السياسية الكردية، قال محمود: «رئيس الإقليم مسعود بارزاني أكد منذ البداية على مسألة مهمة جدا، وهي أنه على شعب كردستان ومن يمثله من أطراف وأحزاب سياسية سواء الموجودة في البرلمان أو خارجه، اختيار رئيس أو اختيار خيار لا يتقاطع مع القانون ولا يتقاطع مع التوافق الوطني ويخدم المصالح العليا للإقليم، هكذا ينظر بارزاني إلى موضوع الولاية، وهو يشدد في كل اجتماعاته على أنه لا يستبدل بتاريخه النضالي كرسي الرئاسة».
وأضاف محمود: «هناك ثوابت في الإقليم، فلا خوف على تجربة إقليم كردستان، وكل الوطنيين من الزعماء الكردستانيين السياسيين المنصفين يؤمنون بأن الرئيس مسعود بارزاني أرسى قواعد وأسسا لإقليم كردستان لا يمكن أن تهزها أية أزمة أو خلاف سياسي بين حزب وآخر في وجهات النظر والآراء، والإقليم وبصرف النظر عما يجري الآن متوحد الصف، والزعماء الكرد من كل الأطراف من الذين يؤيدون بارزاني أو الذين يعترضون عليه يقفون جميعهم تحت مظلة مصالح كردستان العليا».
وعن التدخل الإيراني في شؤون الإقليم، لا سيما بعد حضور نائب القنصل العام الإيراني في أربيل جلسة برلمان كردستان الخاصة بمناقشة مشروع قانون تعديل رئاسة الإقليم التي انعقدت في 23 يونيو (حزيران) الحالي، أوضح محمود: «الدعوة وجهت لمجموعة من الممثلين الدبلوماسيين في الإقليم، ولم تكن هذه الدعوة اختيارا صحيحا وموفقا، فدعوة الدبلوماسيين وممثلي الدول تكون في مناسبات بروتوكولية كأداء الرئيس اليمين الرئاسي أو تكون خلال جلسة لمنح الحكومة الثقة أو شيء من هذا القبيل، أما أن تكون الجلسة لتشريع مجموعة من القوانين أو المشاريع وتدعى مجموعة من الممثليات الدبلوماسية إليها فهذا عمل غير موفق، وتعرض هذا لنقد شديد في الإقليم ليس من جانب الحزب الديمقراطي الكردستاني فقط بل من قبل المستقلين والمنصفين أيضا الذين يدركون أن العمل البرلماني لا يمكن أن يتقبل مثل هذه الظاهرة».
وتوقع محمود أن «يختار الزعماء الكردستانيون استمرار الرئيس بارزاني في منصبه إلى حين الانتهاء من وضع الدستور واختيار النظام الأمثل للإقليم، سواء أكان رئاسيا أو برلمانيا أو مختلطا بين الاثنين، ومن ثم الذهاب إلى انتخابات عامة لاختيار رئيس الإقليم واختيار برلمان جديد»، مشيرا إلى أنه «في هذا الظرف ليس من مصلحة الاتحاد الوطني وحركة التغيير والاتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية، والشعب عموما إحداث شرخ في وحدة الصف الكردي بسبب الحالة التي يمر بها الإقليم»، مضيفا أن «الرئيس مسعود بارزاني ليس رئيسا عاديا لإقليم، بل هو رمز وطني أثبت جدارته خلال تاريخه المعاصر وخلال الصراع الحالي مع العدو أثبت أنه فعلا يمثل إرادة ومقاومة شعب كردستان وبقاءه ويعمل من أجل تحقيق أهدافه».
وعن إمكانية توجه الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس الإقليم مسعود بارزاني إلى حل البرلمان والحكومة وإجراء انتخابات مبكرة في الإقليم، أكد محمود: «كل الخيارات السلمية والديمقراطية مفتوحة أمام الجميع، ولولا التوافق لما كان رئيس برلمان كردستان يوسف محمد صادق (من حركة التغيير) الآن في منصبه، لأن المنصب كان من حق الديمقراطي الكردستاني لأنه حزب الأغلبية، وكذلك الكثير من الوزراء ما كانوا في مناصبهم الحالية لو اعتمدنا على عدد المقاعد في البرلمان. إذن لا تزال فكرة التوافق هي التي تقود العملية السياسية والإدارية في الإقليم».



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».